اعمل عليها «كراش»!

لكل عصر مفرداته ومصطلحاته اللغوية، فمثلاً نجد فى حوار أفلام الخمسينات من القرن العشرين: «أنا من فكري»، «من كل بد»، «ممنون»، وهى كلمات اندثرت ولم تعد تستخدم.
وتتغير اللغة بتغير الوقت، حيث تضاف مصطلحات جديدة بينما يقل استعمال الأخرى، وللشباب أيضاً لغة خاصة بهم لها مصطلحات وكلمات تسهل الحوار والاتصال بينهم
ومن الكلمات الجديدة كلمة «كراش»، وهى كلمة إنجليزية Crush تعنى الانسحاق أو الانضغاط أو الهزيمة، وتستخدم فى اللغة الدارجة بمعنى مفتون بك crush on you? وينصح الشاب صديقه الذى يحب فتاة: «اتأكد منها قبل ما تصارحها بحبك واعمل عليها كراش».
وفى لغة الشباب اختصار لبعض الجمل المطولة، ومنها كلمة «أساسي»، وتقال مثلاً عندما يسأل الشاب زميله «هل ذاكرت؟» فيجاوب: «أساسى يا زميلي»، وكلمة «بلحة» تستخدم لوصف شخص ما بأنه لا يفهم شيئاً، و«عنب» بأنه جيد.
وتعطى لغة الشباب الفرصة لمن يريد أن يقول كلاماً يحتوى على رموز لا يفهمها الكبار، فمثلاً كلمة «ادعك الفانوس» تعنى امشى من هنا، وهى تشبه اللغة المتداولة بين أصحاب المهن المختلفة مثل النقاشين والجزارين والعوالم، ومنها لغة تجار الذهب مثل «نشفر قد إيه؟» يعنى الوزن الذى سنقول عليه، و«الدفش اللى فى شللك شئال» يعنى الزبون الذى أمامك حرامى.
ولغة الشباب هى لغة دارجة بين معظم الشباب، الجيل الأكبر يفهمونها بشكل خاطئ، لأنهم يعتبرونها لغة شوارع، ويتهمون الشباب بأنهم جيل غير مسئول وجاهل، مع أن الكبار كانوا شباباً وكانت لهم لغتهم فى يوم من الأيام.
تلك الفجوة بين الجيلين يعبر عنها رفض الآباء لأفعال وأقوال أبنائهم بدون مناقشة، وهو ما يخلق فجوة تواصل مع الأبناء، أما الأبناء فيعيشون حياتهم وزمنهم، الأمر الذى يؤدى إلى زيادة حدة رفضهم لأفكار آبائهم، وهو ما يعمق من الفجوة ويقود إلى التمرد الذى تتم ترجمته فى لغة تشبه اللغات السرية، لغة توضح انغلاق جيل الشباب على نفسه بعيداً عن سلطة الآباء ومؤسسات المجتمع.