دخلت الهدنة السورية فيما يبدو نفقًا مظلمًا، بعدما أعلنت أكثر من 21 حركة فى بيان مشترك لها، رفضها استثناء جبهة «فتح الشام» من الهدنة، ما يسمح باستهداف المناطق التى تتمركز فيها. وقالت الفصائل فى بيانها: «استثنت بنود الهدنة المقترحة جبهة فتح الشام فى حين غضت الطرف كليًا عن الميليشيات الطائفية الأجنبية التى تتعامل مع النظام»، مؤكدة رفضها لاستهداف فتح الشام وأى فصيل يحارب ضد النظام. وقال مصدر ميدانى سورى: إنهم يريدون هدنة انتقائية، ووصفت صفحات إلكترونية تابعة لعديد من الفصائل أنها هدنة لمنح الأسد قبلة حياة. وشملت الحركات الموقعة على الهدنة، فصائل فيلق الشام، وحركة نور الدين زنكى، والفوج الأول، وجيش الإسلام. وقالت وزارة الخارجية السورية إن دمشق ترفض إدخال مساعدات إنسانية إلى حلب من تركيا دون تنسيق مع الحكومة السورية والأممالمتحدة، بحسب ما أوردت وسائل إعلام رسمية سورية. وتراقب روسيا وقف إطلاق النار، إذ أرسلت قوات إلى طريق الكاستيلو الرئيسى المؤدى إلى حلب شمالى سوريا خلال وقف مؤقت للأعمال القتالية الذى دخل حيز التنفيذ مع غروب شمس الإثنين. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الجيش النظامى السورى احترم بشكل كامل وقف إطلاق النار بينما تم تسجيل 23 خرقا من عناصر المعارضة المسلحة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مؤتمر صحفى لقائد بارز بالجيش الروسي. وقال مسئول بوزارة الخارجية السعودية، إن المملكة تتابع باهتمام كبير بدء سريان الهدنة المؤقتة فى سوريا. وأضاف المصدر أن السعودية تعبر فى الوقت ذاته «عن ترحيبها باتفاق الهدنة الذى من شأنه أن يسهم فى تخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب السورى الشقيق». وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة فى سوريا، ستافان دى مستورا، فى مؤتمر صحفى إنه «فى حالة صمود الهدنة فإن المساعدات ستدخل إلى البلاد فى أقرب وقت». وتنتظر قوافل المساعدات دخول الأراضى السورية وسط وقف هش لإطلاق النار بدأ الإثنين من الأسبوع الماضى بموجب اتفاق بين الولاياتالمتحدةوروسيا. ومن المرتقب أن تبدأ قوافل الإغاثة فى توزيع المساعدات الإنسانية فى المناطق المحاصرة بما فيها مدينة حلب خلال الأيام المقبلة، بحسب ما أعلنت الأممالمتحدة.وتقدر الأممالمتحدة عدد المحاصرين من المدنيين فى حلب بنحو 250 ألف شخص. وأضاف دى مستورا أن الأممالمتحدة تنتظر موافقة الحكومة السورية على دخول المساعدات، معربا عن أمله فى أن يتطلع الشعب السورى إلى «قوافل إغاثة دون قنابل». وتشدد «عكاظ» السعودية على أن الرئيس السورى بشار الأسد قد «رضخ للإملاءات الروسية التى علقت ضرباتها الجوية على الأراضى السورية وفرضت الهدنة دون العودة إلى قرار الحكومة السورية، التى سارعت إلى قبول التفاهم الروسى - الأمريكى». وقال الكاتب اللبنانى زهير ماجد: «هى ليست هدنة وإنما تركيبة مؤقتة من أجل إعطاء نفس للمسلحين قوةً وعدداً وسلاحاً وإعادة تنظيم، حيث كما نعرف أن كل يوم يمر يدخل إلى سوريا من تركيا المئات أو ربما الآلاف الجدد منهم وجل ما يعتقده هؤلاء الغرباء أنهم يخوضون الجهاد». وأضاف: «نحن لسنا أمام اختبار طالما أن المسيطر على المسلحين والمحاربين والممولين والداعمين يمسك بأوراق الحرب جميعها ولديه سحر الكلمات الرنانة التى تأمر فتطاع، لكننا نعتقد أن هدف الحرب لم يتم التوصل إليه، وبالتالى فإن إمكانيات كتابة النهاية لها ما زالت مبكرة».