عندما تنتهى المنافسات الرياضية، يحتفظ التاريخ بالنتائج، بينما تحتفظ ذاكرة المتابعين بلحظات الإثارة والمعاناة والإصرار، والأهم باللقطات الإنسانية ومواقف تجسيد الروح الرياضية، وهى التى تكررت بشكل لافت فى أوليمبياد «ريو دى جانيرو 2016». أبناء الصفيح العداء الجامايكى الاسطورى بولت التقى الأطفال فى مركز المنتخب الجامايكى الواقع فى منطقة بنيا المحاطة بأحياء الصفيح، والتقط معهم صورة نشرها فى صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعى وكتب تحتها: «يقولون هؤلاء الأطفال هم من أكثر المجتمعات الخطرة (فافيلاز) هنا فى ريو، لكنهم مستقبلنا وأنا سعيد جدا لأنى حصلت على فرصة لقائهم». رجل الساعة أسطورة السباحة الأمريكى مايكل فيليبس، صاحب الرقم القياسى فى تاريخ الأوليمبياد ب23 ميدالية ذهبية، فكان بطل إحدى أبرز اللحظات التى جسدت صفاء الروح الرياضية لدى اللاعبين، عندما تفوق عليه السباح السنغافورى المغمور جوزيف سكولينج، فى سباق 100 متر فراشة، فتوجه لتحيته، ليكتشف أن من هزمه للتو هو طفل قابله كمعجب فى أوليمبياد بكين 2008، فأطلق عليه السباح التاريخى لقب «رجل الساعة». العداءة المكسورة سيخلد التاريخ العداءة النيوزيلندية، نيكى هامبلين، تعثرت بقدم منافستها الأمريكية آبى داجوستينو، خلال سباق نصف النهائى، وسقطت وكان بإمكانها النهوض ومتابعة السباق المحتدم، لكن روحها الرياضية دفعتها للتخلى عن السباق مقابل مساعدة منافستها على النهوض. إيثار الحصان من أروع أمثلة الإخلاص، ما ضربته الفارسة الهولندية، أديليند كورنيليسين، حينما أعلنت انسحابها من مسابقة الترويض للفروسية، تضامنا مع حصانها «جيريش بارزيفال» البالغ من العمر 19 عاما، الذى تعرض للمرض وارتفعت درجة حرارته بشكل خطير، لتؤثر الخروج من المنافسة خوفا على صحة الحصان، فى مشهد ذرفت خلاله الفارسة دموع الحزن، وتناقله العديد من وسائل الإعلام العالمية. سقوط كندية أما اللقطة الثانية فى السباق نفسه، فكانت للنيوزيلندية لوسى أوليفر، التى توقفت عن السباق وعادت لتساعد منافستها الكندية جيسيكا أوكونيل التى سقطت وأصيبت فى ركبتيها ولم تستطع المواصلة، لكنها قامت بعد مساعدة أوليفر لتصل الفتاتان إلى نهاية السباق معا. سيلفى الكوريتين المواقف السياسية كانت حاضرة أيضا فلاعبة الجمباز الكورية الشمالية هونج أون جونج، أقدمت على فعل ربما يعرضها لعقوبة الإعدام عند عودتها إلى بلادها، إذ التقطت صورة «سيلفى» مع اللاعبة لى يون جو، التى تنتمى إلى الدولة الجارة العدوة كوريا الجنوبية، لتشكل اللاعبتان علامة إنسانية فارقة.ويعتبر زعيم كوريا الشمالية أى شخص يقيم علاقات ودية مع أشخاص من كوريا الجنوبية «خائناً»، وغالباً ما يصدر أمراً بإعدامه. فريق اللاجئين المشاركة العربية فى الأوليمبياد احتلت أيضا بعض أبرز المشاهد الإنسانية هذه الدورة، من خلال فريق اللاجئين، الذى تغلب على ظروف اللجوء، فحظى مشهد دخول أبطاله ال10 بمن فيهم السوريان، إلى حفل افتتاح البطولة، بتصفيق حار من الجمهور الحاضر. يكرم صديقه المتوفى حرص التشيكى لوكاس كارباليك، لاعب الجودو على تخليد ذكرى وفاة صديقه، بعدما رفع صورته أثناء استلامه الميدالية الذهبية التى حصل عليها فى وزن ال100 كجم، فى لقطة نالت إعجاب مواقع التواصل الاجتماعي.