رئيس الوزراء: محطة الضبعة النووية توفر لمصر بين 2 ل3 مليار دولار سنويا    حياة كريمة بالأقصر.. رئيس شركة المياه يوجه بإزالة العقبات أمام مشروعات القرى    لتعزيز التعاون بين البلدين.. الهيئة العامة لميناء الأسكندرية تستقبل وفدًا برلمانيًا من جمهورية جنوب إفريقيا    الرئيس السيسى ونظيره الكورى يشهدان توقيع مذكرتى تفاهم فى الثقافة والتعليم    النائب محمد إبراهيم موسى: تصنيف الإخوان إرهابية وCAIR خطوة حاسمة لمواجهة التطرف    الأهلي يصعد ضد نائب رئيس البنك الأهلي ويشكوه إلى 5 جهات    الزمالك يسابق الزمن لتجديد عقد عمر عبد العزيز    ضبط عامل دهس شخص بسيارته حتى الموت بقصر النيل    اليوم.. مهرجان القاهرة السينمائي يعلن الفائزين ب «جوائز جيل المستقبل»    غدًا.. انطلاق عروض الليلة الكبيرة بالمنيا    مجلس الوزراء يُوافق على إصدار لائحة تنظيم التصوير الأجنبي داخل مصر    جامعة أسيوط ضمن تصنيف شنغهاي للتخصصات العلمية ل 2025 في 7 مجالات علمية    الرئيس الكوري الجنوبي يزور مصر لأول مرة لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي    صحة الإسكندرية: 14 وحدة و5 مستشفيات حاصلة على الاعتماد من هيئة الرقابة الصحية    هل يخفض البنك المركزي الفائدة لتهدئة تكاليف التمويل؟.. خبير يكشف    يديعوت أحرونوت: محمد بن سلمان يضغط لإقامة دولة فلسطينية في 5 سنوات    المنيا: توفير 1353 فرصة عمل بالقطاع الخاص واعتماد 499 عقد عمل بالخارج خلال أكتوبر الماضي    تعيين محمد حنتيرة عميدا ل طب طنطا    يوم الطفل العالمى.. كتب عن الطفولة الإيجابية    حقيقة فسخ عقد حسام حسن تلقائيا حال عدم الوصول لنصف نهائي أمم إفريقيا    محافظ الأقصر يوجه بتحسين الخدمة بوحدة الغسيل الكلوى بمركزى طب أسرة الدير واصفون    الداخلية تضبط أموالاً بقيمة 460 مليون جنيه من نشاط إجرامى    الهلال الأحمر المصري يطلق «زاد العزة» ال77 محمّلة بأكثر من 11 ألف طن مساعدات    التضامن: نخطط لتحويل العاصمة الجديدة إلى مدينة صديقة للأطفال    يضيف 3 آلاف برميل يوميًا ويقلل الاستيراد.. كشف بترولي جديد بخليج السويس    أسهم الإسكندرية لتداول الحاويات تواصل الصعود وتقفز 7% بعد صفقة موانئ أبوظبي    حكم صلاة الجنازة والقيام بالدفن فى أوقات الكراهة.. دار الإفتاء توضح    رئيس أزهر سوهاج يتفقد فعاليات التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    أمين الفتوى يوضح حكم غرامات التأخير على الأقساط بين الجواز والتحريم    إيقاف إبراهيم صلاح 8 مباريات    الغرفة التجارية بالقاهرة تنعى والدة وزير التموين    تقارير: تعديل مفاجئ في حكم مباراة الأهلي والجيش الملكي    انطلاق مباريات الجولة ال 13 من دوري المحترفين.. اليوم    تأثير الطقس البارد على الصحة النفسية وكيفية التكيف مع الشتاء    التخطيط تبحث تفعيل مذكرة التفاهم مع وزارة التنمية المستدامة البحرينية    إندونيسيا: إجلاء أكثر من 900 متسلق عالق بعد ثوران بركان سيميرو    استشاري صحة نفسية توضح سبب ارتفاع معدلات الطلاق    الأرصاد تحذر من طقس الساعات المقبلة: أمطار على هذه المناطق    جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية    تموين القليوبية: جنح ضد سوبر ماركت ومخالفي الأسعار    السبت المقبل.. «التضامن» تعلن أسعار برامج حج الجمعيات الأهلية    عاجل - اتجاهات السياسة النقدية في مصر.. بانتظار قرار فائدة حاسم ل "المركزي" في ظل ضغوط التضخم    محافظ القاهرة وعضو نقابة الصحفيين يبحثان سبل التعاون المشترك    "الشباب والرياضة" تدشن "تلعب كورة" لاكتشاف 2000 موهبة في دمياط    وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا..... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    نشرة مرور "الفجر".. كثافات مرورية متحركة بطرق ومحاور القاهرة والجيزة    «السماوي يتوهج في القارة السمراء».. رابطة الأندية تحتفل بجوائز بيراميدز    وزير الصحة يوجه بتشكيل لجنة للإعداد المبكر للنسخة الرابعة من المؤتمر العالمي للسكان    نصائح هامة لرفع مناعة الأطفال ومجابهة نزلات البرد    حبس 3 متهمين بحوزتهم 11 كيلو حشيش فى سوهاج    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    براتب 9000 جنيه.. العمل تعلن عن 300 وظيفة مراقب أمن    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



برنامج «التصفية الأمريكى» اغتال زويل

هل يمكن أن تكون الولايات المتحدة متورطة فى اغتيال عالم نوبل أحمد زويل ليكون آخر الضحايا فى سلسلة علماء ونوابغ العرب وأصحاب الفكر المعادى لخططهم الشيطانية، فصاروا رقمًا فى «المصفوفة الدامية»؟
(ماتريكس) خطة ذكية اتخذت من المصفوفات الرقمية رمزًا ومشروعًا لها، فى تنفيذ مسلسل الاغتيالات المنظمة التى خططت لها ومولتها حكومة العالم الخفية المخابراتية، فقررت تنفيذها على النطاق العالمى الواسع، واستعارت مؤخرًا اصطلاح (ماتريكس) من الفيلم الأمريكى الغامض الذى يحمل الاسم نفسه ويتعامل مع الناس كرموز رقمية لا قيمة لها.
شاع استخدام اصطلاح المصفوفة (ماتريكس) دلالة للتعبير عن صفوف ومجاميع العلماء والقادة الذين تم التخلص منهم وتسفيرهم إلى العالم الآخر، عن طريق إزهاق أرواحهم بأحدث تقنيات الموت المُدبّر وبأساليب مخطط لها بعناية، بحيث لا تترك وراءها أى أثر باستخدام أقصى درجات الخبث والنذالة فى التدليس والتلفيق، تمهيدًا لإلصاق تهمة الاغتيال بجهات أخرى لا علاقة لها بالحدث.
وأول من أماط اللثام عن هذا النوع من الفضائح هو الضابط السابق فى وكالة الأمن القومى الأمريكى وين مادسن الذى يعود له الفضل فى سرد تفاصيل الملف السرى لمسلسل الاغتيالات السياسية التى تحمل عبارة (وورلد وايد أتّاك ماتريكس)، وتعنى (مصفوفة الهجوم العالمى الشامل).
مصفوفة البطش والمطاردة
تأسست أحدث مصفوفات الاغتيالات (ماتريكس) عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 على يد مدير الاستخبارات المركزية جورج تينيت، وهى مصفوفة عملاقة تتضمن مجموعة من الخطط والخيارات المتشعبة لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات بذريعة مكافحة الإرهاب، وتوصى الخطط باجتياح بعض الأقطار الإسلامية لتدميرها والاستيلاء على ثرواتها والتحكم فى مستقبلها، وتحدد هذه الخطط أكثر من ثمانين دولة سبق أن اختارها تينيت لتكون مسرحًا مفتوحًا لعمليات البطش والمطاردة، وتضم المصفوفة أسماء الدول التى يمكن أن يهرب إليها أعداؤها، وتشتمل على استخدام أساليب قاسية وفتّاكة من أجل متابعة الناشطين وملاحقتهم والانقضاض عليهم، وإغراء الدول الأجنبية وأجهزتها الأمنية بحوافز مالية كبيرة.
أرسلت المخابرات الأمريكية أعدادًا كبيرة من عناصرها لتأمين الاتصال مع عملائها، ومساعدة مخابرات الدول المتواطئة معها، وقد أبدى الرئيس الأمريكى جورج بوش موافقته القطعية على مجموعة من العمليات الاستخباراتية غير المسبوقة فى هذا المجال، واستخدمت المصفوفة على الفور فى التخلص من كل المعارضين للسياسة الأمريكية، وتنفيذ مشاريع (بوش - تشينى) الاقتصادية فى مجالات النفط والغاز، واشتملت أيضًا على تراخيص وسيناريوهات واسعة لقتل الذين تمردوا على الإدارة الأمريكية وتحرروا من قبضتها.
 الموت المُدبّر
تؤكد تصريحات وين مادسن أن القائمين على تنفيذ برنامج (مصفوفة الهجوم العالمى الشامل) يتعمدون نشر لقطات مفزعة من صور الضحايا، وهم فى أوضاع مزرية، ويتعمدون توزيعها على عواصم العالم ووكالات الأنباء، لتخويف خصومهم السياسيين وتحذيرهم من مغبة الخروج عن طاعة أمريكا أو التمرد عليها، ويشير مادسن إلى بعض صور الاغتيالات القديمة التى قرر مدير البرنامج إعادة نشرها من جديد، مثل: صور رئيسة وزراء الهند السابقة إنديرا غاندى، والرئيس الأمريكى الأسبق جون كنيدى، والزعيم الأمريكى مارتن لوثر كينج، والثائر اليسارى تشى جيفارا.
يقول مادسن المعروف بصلاته الواسعة داخل دوائر الاستخبارات الأمريكية: إن هذه المصفوفة أتاحت للاستخبارات الأمريكية اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى، وكذلك النائب الأول لرئيس الجمهورية فى السودان الدكتور جون قرنق، الذى انفجرت طائرته فى ظروف غامضة، وتعرض للموت المُدبّر بسيناريو استخباراتى عالمى خطير.
ويشير مادسن فى أكثر من تصريح له إلى تورط أمريكا فى اغتيال مسئول جهاز الأمن فى القوات اللبنانية إيلى حبيقة بتفجير سيارته أواخر 2002 بعبوة ناسفة، لمعارضته العلنية المخططات الأمريكية فى لبنان، ثم تعرض مساعده مايكل نصّار للقتل فى البرازيل مع زوجته.
 هل أغتيل زويل؟
شكك جورج قلادة رئيس جمعية المصريين بإيطاليا، فى ملابسات وفاة العالم أحمد زويل بالمرض الخبيث، متهمًا الولايات المتحدة باغتياله ب«السرطان» بعد انتهاء أبحاثه العلمية لضمان دفن عقله وأسراره، معلقًا على صفحته الخاصة فى الفيس بوك: «هل اغتالت أمريكا أحمد زويل بالسرطان مثلما فعلت مع رؤساء أمريكا اللاتينية بعد انتهاء أبحاثه العلمية؟»، وأضاف «قلادة» تعليقًا على هذا الاتهام أن «سياسة أمريكا فى تبنى العلماء تنتهى غالبًا بنهايات مأساوية لضمان دفن الأسرار العلمية وعدم استفادة الدول النامية من عقول أبنائها».
وكان العالم المصرى قد تُوفيًّ فى الولايات المتحدة الأمريكية متأثرًا بإصابته بالسرطان، وكان زويل أعلن إصابته بورم سرطانى فى النخاع الشوكى، ثم عاد وأكد فى وقت لاحق أنه تخطى الفترة الحرجة من مرضه، وأنه يتعافى تدريجيًا مع العلاج الذى يخضع له.
وكانت واشنطن اتهمت بمحاولة اغتيال 6 من رؤساء أمريكا اللاتنينة بمرض السرطان، ويأتى على رأس القائمة: الرئيس الفنزويلى الراحل هوجو تشافيز، 57 عامًا، بعد إصابته بسرطان فى القولون تم الإعلان عنه فى نهاية ربيع عام 2011 والرئيس البرازيلى السابق لولا دى سيلفا، 66 عامًا، أصيب أيضًا بسرطان فى الحلق، وكذلك الرئيسة البرازيلية المعزولة ديلما روسيف، 63 عامًا، بالسرطان الليمفاوى عام 2009 وقيل إنها شفيت منه قبل وفاتها، إلى جانب رئيس براجواى فرناندو لويجو، 60 عامًا، بالداء نفسه وكشف الأمر عام 2010 وأخيرًا رئيسة الأرجنتين السابقة كريستينا كيرشنر، بسرطان الغدة الدرقية.
وتجدر الإشارة إلى أن وكالة الصحافة الفرنسية تناقلت نبأ يعلن فيه تشافيز عن قمة لرؤساء أمريكا اللاتينية المصابين بالسرطان فى بداية عام 2012 وفى نفس الخبر، وبشكل منفصل، جاء تحذير على لسان تشافيز لحلفائه فى أمريكا اللاتينية بأن الولايات المتحدة عادت لتبنى سياسة الاغتيالات، داعيًا دانييل أورتيجا رئيس نيكارجوا، وإيفو موراليس رئيس بوليفيا، ليتجنبَّها.
كان زويل ابتكر نظامًا قادرًا على التصوير بسرعة عالية جدًا يعرف بالفيمتو ثانية، وبفضله فاز بجائزة نوبل عام 1999 وتعد الفيمتو ثانية نظامًا قادرًا على التصوير بسرعة عالية يعتمد على الليزر، حيث ساعد هذا النظام على مشاهدة حركة الجزيئات عند تفاعلها مع بعضها بعضًا.
 أديسون العرب
يجزم مادسن بأن مصفوفة الاغتيالات المبرمجة هى التى اغتالت معظم رجال السياسة وأصحاب النبوغ فى العالم العربى، وليس من المستبعد أن تكون غربانها القديمة هى التى طاردت العلماء والمفكرين العرب، وأزهقت أرواحهم فى مسلسل رقمى مميت يعيد إلى الأذهان، تورط وكلاء حكومة العالم الخفية فى تلك الجرائم الدولية ابتداء من عام 1935 وهو العام الذى قتلوا فيه العالم العربى حسن كامل الصباح الملقب ب«أديسون العرب»، بعد أن سجل أكثر من 176 اختراعًا سُجلت فى 13 دولة منذ عام 1927 مثل: الولايات المتحدة الأمريكية، بلجيكا، كندا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، أستراليا، الهند، اليابان، إسبانيا، واتحاد دول إفريقيا الجنوبية، ومن تلك الاختراعات جهاز ضبط الضغط الذى يعين مقدار القوة الكهربائية اللازمة لتشغيل مختلف الآلات ومقدار الضغط الكهربائى الواقع عليها، وفى عام 1928 اخترع جهازًا للتلفزة يمكّن من سماع الصوت فى الراديو والتليفزيون ورؤية صاحبه فى آن، كذلك اخترع جهازاً لنقل الصورة عام 1930 ويستخدم اليوم فى التصوير الكهروضوئى، وهو الأساس الذى ترتكز عليه السينما الحديثة، إلى جانب جهاز لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية مستمرة.
تلقى الصباح سلسلة من التهديدات قبيل اغتياله لمنعه من مواصلة تجاربه فى حقل الطاقة الشمسية، قبل أن تسقط سيارته فى منخفض عميق وهو عائد إلى منزله فى أمريكا مساء 31 مارس عام 1935 ونقل جثمان العالم اللبنانى فى باخرة من نيويورك إلى لبنان، وشيع إلى مثواه الأخير فى مسقط رأسه فى بلدة النبطية - جنوب لبنان، وسُجلت الجريمة ضد مجهول.
 قتل نوابغ مصر
عثر على جثة العالم الفيزيائى الكبير على مصطفى مشرفة، مقتولاً فى شقته بطريقة بدائية مقززة، وكان من خيرة العلماء الذين تتلمذوا على يد ألبرت أينشتاين، وسُجلت الجريمة ضد مجهول، ثم لاحقوا تلميذته الدكتورة سميرة موسى التى كانت تعد من أفضل علماء الذرة فى منتصف القرن الماضى، فدبروا لها خطة لاغتيالها ونفذوا جريمتهم عام 1952 بشاحنة كبيرة اصطدمت بها ورمتها فى الوادى الذى أسقطوا فيه العالم اللبنانى الكبير كامل الصباح، وسُجلت الجريمة أيضًا ضد مجهول.
كان مصطفى مشرفة أول عميد مصرى لكلية العلوم، ومُنح لقب أستاذ من جامعة القاهرة وهو دون الثلاثين من عمره، وهو يُعد أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين ناهضوا استخدامها فى صنع الأسلحة، كما كان أول من أضاف فكرة جديدة، وهى إمكانية صنع مثل هذه القنبلة من الهيدروجين، إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الهيدروجينية أبداً، وصفه أينشتاين بواحد من أعظم علماء الفيزياء.
دارت أبحاث الدكتور مشرفة حول تطبيقه الشروط الكمية بصورة معدلة تسمح بإيجاد تفسير لظاهرتى «شتارك وزيمان»، وفى 15 يناير 1950 مات إثر أزمة قلبية، وهناك شك فى كيفية وفاته فيعتقد أنه مات مسموماً، على عمليات طريقة الموساد الإسرائيلي.
الدكتور إسماعيل أحمد أدهم عالم الذرة المصرى كذلك اغتيل بطريقة غامضة وهو لم يتجاوز ال 29 من عمره، والذى حاز عام 1931 وهو فى العشرين من عمره الدكتوراه فى الفيزياء الذرية من موسكو، وقام بالتدريس فى جامعاتها وكان عضوا فى مجمع علومها ثم مدرسا فى جامعة أتاتورك التركية قبل أن يستقر فى مصر منتصف الثلاثينيات، ويعرفه الناس عبر العديد من مؤلفاته الأدبية والعلمية وكان آخرها مقال كتبه فى العدد 366 من مجلة «الرسالة» المصرية الشهيرة سماه «الذرة وبناؤها الكهربائي» ذكر ضمنه أن ما وصل إليه العالم الألمانى هينزنبرغ قد أثبته هو فى معامل البحث العلمى فى موسكو قبله بسنوات، وأن ما أعلنه البروفيسور الروسى «سكوبلزن» عام 1938 ينسجم مع مبادئ الفيزياء الحديثة التى أثبتها الدكتور أدهم عام 1933.
لم يمر على ذلك المقال «القاتل» إلا أيام قليلة حتى أعلن عن وفاته غرقًا على ساحل «جليم» بالإسكندرية وهو لم يبلغ 29 عامًا، وقيل إنه وجدت فى جيبه رسالة يعلن فيها انتحاره ويطلب حرق جثته وتشريح مخه، ومعروف أن دعوى الانتحار هى أقدم وأشهر وسائل الاغتيال المخابراتى، والغريب أن الرسالة لم يبللها ماء البحر وهى فى جيب معطفه، وقد أعلن شقيقه الدكتور إبراهيم أدهم أن جميع أوراق وكتب وأبحاث أخيه ومنها 3 كتب فى الفيزياء والذرة قد اختفت فى ظروف غامضة ولا يعرف مكانها أحد.
وبعد مرور 15 عامًا على تلك الجريمة المروعة، أى فى عام 1967 جاء الدور على عالم الذرة سمير نجيب الذى قُتل فى حادث سيارة غامض، والذى يعتبر من طليعة الجيل الشاب من علماء الذرة العرب، تخرج فى كلية العلوم بجامعة القاهرة، وتابع أبحاثه العلمية فى الذرة، ولكفاءته العلمية المميزة رُشحّ فى بعثة إلى أمريكا، وعمل تحت إشراف أساتذة الطبيعة النووية والفيزياء، فيما لم يتجاوز الثالثة والثلاثين..
 خرج من منزله ولم يعد
قصته غاية فى الغرابة، فقد اختفى منذ عام 1975 ولم يُعرف مصيره بعد، فقد أوفدت كلية العلوم فى جامعة القاهرة العالم الدكتور نبيل القلينى إلى تشيكوسلوفاكيا للقيام بمزيد من الأبحاث والدراسات فى الذرة، فكشف عن عبقرية علمية كبيرة تحدثت عنها جميع الصحف التشيكية، ثم حصل على الدكتوراة فى الذرة من جامعة براغ، وفى صباح 27 يناير من عام 1975 دق جرس الهاتف فى شقته التى كان يقيم فيها، فخرج ولم يعد إلى الآن! وعندما انقطعت اتصالاته بالقاهرة، أرسلت الكلية إلى الجامعة التشيكية تستفسر عن مصير الدكتور نبيل الذى كان بعبقريته حديث الصحافة التشيكية والأوساط العلمية العالمية، ولم ترد الجامعة التشيكية، وبعد رسائل ملحة عدة، ذكرت السلطات التشيكية أنه خرج من بيته بعد مكالمة هاتفية ولم يعد، فمن أين علمت به؟ وهل اتصلت بالشرطة التشيكية؟ إذا كانت الشرطة أخبرت إدارة الجامعة التشيكية فمن أين عرفت الشرطة؟ لكن الأغرب أن السلطات المصرية عام 1975 لم تحقق فى الجريمة.
وبعد خمس سنوات من اختفاء القلينى، جاء الدور على مهندس المفاعلات النووية، الدكتور يحيى أمين المشد الذى وجدوه مهشم الوجه عام 1980 فى إحدى غرف فندق مريديان بباريس، وقد أغلق التحقيق الذى قامت به الشرطة الفرنسية على أن الفاعل مجهول!! هذا ما أدت إليه التحقيقات الرسمية التى لم تستطع أن تعلن الحقيقة التى يعرفها كل العالم العربى وهى أن الموساد وراء اغتيال المشد.. وقد اعترفت إسرائيل والولايات المتحدة رسميًا باغتيال العالم المصرى يحيى المشد، من خلال فيلم تسجيلى مدته 45 دقيقة، عرضته قناة «ديسكفري» الوثائقية الأمريكية تحت عنوان «غارة على المفاعل» وتم تصويره بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي.
يتناول الفيلم تفاصيل ضرب المفاعل النووى العراقى عام 1981 وفى هذا السياق كان لابد للفيلم من التعرض لعملية اغتيال يحيى المشد فى الدقيقة 12:23 باعتبارها «خطوة تأمينية ضرورية لضمان القضاء الكامل على المشروع النووى العراقي».
وفى عام 1984 عثروا على جثة عالم الذرة الدكتور نبيل أحمد فليفل عالم الذرة الفلسطينى الشاب، الذى استطاع دراسة الطبيعة النووية، وأصبح عالماً فى الذرة وهو فى الثلاثين، ورغم أنه كان من مخيم «الأمعري» فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، فقد رفض جميع العروض التى انهالت عليه فى الخفاء وعن طريق الوسطاء للعمل فى الخارج، وكان يحلم بأن يخدم وطنه بأبحاثه ودراساته العلمية، وفجأة اختفى الدكتور نبيل، وفى 28 أبريل من عام 1984 عثر على جثته فى منطقة «بيت عور»، ولم يتم التحقيق فى شيء! وسُجلت الجريمة ضد مجهول.
أما الدكتور سعيد السيد بدير عالم الصواريخ (نجل الفنان السيد بدير) والملقب ب«أينشتاين مصر» فقد ألقوا به من الطابق الرابع عام 1989 وعثروا على جثته فى الإسكندرية، والذى يعد نابغة الأقمار الصناعيّة والصواريخ، تخرج فى الكلية الفنية العسكرية وعين ضابطاً فى القوات المسلحة حتى وصل إلى رتبة عقيد طيار وأحيل إلى التقاعد برتبة عميد بناء على طلبه بعد حصوله على الدكتوراه من إنجلترا، ثم عمل فى أبحاث الأقمار الصناعية فى جامعة ألمانية وتعاقد معها لإجراء أبحاثه طوال عامين، وكان مجال الدكتور سعيد يتلخص فى أمرين: التحكم فى المدة الزمنية منذ بدء إطلاق القمر الصناعى إلى الفضاء، ومدى المدة المستغرقة لانفصال الصاروخ عن القمر الصناعى، والتحكم فى المعلومات المرسلة من القمر الصناعى إلى مركز المعلومات فى الأرض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.