موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» يسمح للمشترك بوضع وصف عن نفسه فيترك انطباعاً محدداً عنه للآخرين، ومع الوقت أصبح أغلب المشتركين يعتبرون أن أهم شيء فى الموقع ليس التواصل ولا تبادل المعلومات ولا التعليقات، أهم شيء بالموقع خاصية ال «لايك»Like ، واللايك هو الدافع للتفاعل بين أغلب المشتركين الذين يعتمدون فى نشرهم لل «بوستات» على نسبة اللايك المتوقعة. ويصل الأمر لوضع قانون لذلك، فالمشترك يضع لايك لمن يضع لايك له، ويصبح المقياس ليس هو جودة البوست أو الفائدة منه، بل بما يحققه للمشترك من لايكات، وهناك من يضعون لايك لأى بوست، أو بحكم حبهم لصاحب البوست..واللايكات القليلة تترك أثراً سلبياً للمشترك وكأنه منبوذ فيسبوكياً، هذا الأثر أصبح أسوأ نفسياً للمشترك من النبذ الاجتماعى الواقعى..كما أن البعض لا يرى من الموقع سوى خانة الإضافة لأكبر عدد من الأشخاص، يرجع ذلك لانطوائيتهم الواقعية والتى يعوضونها فيسبوكياً من خلال الوهم بأنهم اجتماعيون ولديهم أصدقاء. حتى الشركات الكبرى والمؤسسات تطلب وضع اللايك من خلال الإعلان على الصفحة الخاصة بك، بل إن سياسيين يقومون بدعم حملاتهم من خلال أن لايك تساوى انتخب. إنه «غزو البلهاء» بتعبير عالم السيمياء أمبرتو إيكو، فالموقع يؤثر فى نفسية المشتركين وقد يدفعهم نحو تصرفات غير واعية، يقول العالم النفسى الأمريكى جوشوا هارت: «يشعر المضطربون عاطفياً بالسعادة والرضا عندما يحصلون على الكثير من التعليقات على ما يقومون بنشره، ويشعرون بالتعاسة عندما يحصلون على القليل من الاهتمام، إن حاجة بعض الناس إلى الكثير من الطمأنينة وبأنهم محبوبون، جعلهم يتجهون إلى الفيسبوك».فالإنسان يحتاج إلى تحقيق وإشباع رغبات معينة تحرك سلوكه وتشكله مثل الحاجة إلى التقدير، هذا النوع من الرغبات يرتبط بالإحساس بالقيمة الذاتية للإنسان واحترام وتقدير الآخرين له.