تداولت العديد من المواقع الإيرانية أنباء عن زيارة مرتقبة للرئيس السورى بشار الأسد لإيران خلال الأيام القليلة القادمة، حيث أكدت وكالة الأنباء الإيرانية «آنا» أن الأسد سوف يتجه إلى العاصمة الإيرانية«طهران»، فى زيارة رسمية فى مطلع شهر يناير المقبل، ويتم الإفصاح قريبا عن تفاصيل تلك الزيارة التى تعد الثانية له خارج حدود البلاد بعد زيارته لموسكو فى أكتوبر الماضي، بعد مضى أكثر من أربع سنوات على الحرب التى تشهدها سوريا فى أعقاب اشتعال الأحداث للمطالبة برحيل الأسد. وأضافت وكالة «آنا» أن تلك الزيارة تعد دليلا واضحا على التحولات السياسية التى تشهدها سوريا واختلاف الأوضاع عن السنوات السابقة، فى إشارة إلى أن موقف «الأسد» أصبح أقوى مما سبق، وحول التغييرات السياسية والميدانية ووضع «الأسد» فى الفترة الراهنة فى ظل تأجج الوضع الداخلى فى سوريا، قالت وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية فى نسختها العربية، إن الإدارة الأمريكية استسلمت لبقاء «الأسد» فى السلطة ما تقوله فى العلن يختلف كلية عما يحدث وراء الكواليس، مشيرة إلى تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية قالت فيه إن إدارة الرئيس باراك أوباما، تتبنى استراتيجية تدعم بقاء الأسد، وأنها استسلمت للمطالب الروسية والإيرانية وعليه فإنه لا نية لعزل الأسد عن السلطة فى المستقبل القريب. وأضافت «تسنيم» أن الولاياتالمتحدة وافقت على استصدار القرار الدولى الأخير بشأن سوريا، ولم تشر إلى الرئيس السوري، مؤكدة أن تصريحات «أوباما» العلنية لم تمت بصلة إلى ما تعقد أمريكا النية على فعله على أرض الواقع. وأشارت إلى تصريح «جوشوا لانديس» رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط فى جامعة «أوكلاهوما» ل«واشنطن بوست»، حيث ذكر «حسابات البيت الأبيض ترى أن التعامل مع بشار الأسد أقل سوءا من البديل، الذى يعنى الحرب مع روسيا». وأوضحت المواقع الإيرانية أن زيارة الأسد لإيران فى مطلع الشهر لمناقشة «خطة السلام» التى قدمها المجتمع الدولى لسوريا، باعتبار أن إيران حليف عسكرى وسياسى أساسى للأسد وضلع أساسى للأحداث هناك، وأن المباحثات سوف تتطرق إلى الحديث حول الانتخابات الرئاسية التى ستجرى بسوريا. وكانت وكالة أنباء «فارس» نشرت عن وجود ترتيبات خاصة عسكرية وأمنية على أعلى مستوى لتأمين زيارة الأسد لإيران، وأن روسيا تعهدت بحمايته بخروجه بصحبة أربع مقاتلات من سوريا وحتى وصوله إلى العاصمة «طهران»، للتصدى لأى محاولات للاعتداء عليه، مضيفة أن روسيا أجرت اتصالات مع جميع دول التحالف الأمريكى بوقف عملياتها أثناء الرحلة لتأمين موكب الأسد، وأنها لن تسمح بالاعتداء عليه. يذكر أن كلا من روسياوإيران اعتبرتا سوريا خطا أحمر لا يمكن الاعتداء عليه وأنهما أكبر دولتين داعمتين لها عسكريا واستخباراتيا، حيث صرح على أكبر ولايتى مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية بإيران فى حوار تليفزيونى أجراه مع قناة «الميادين» بأن «بلاده على استعداد لاستضافة بشار الأسد، فى حال تركه السلطة السورية كبطل دافع عن بلاده وشعبه منذ خمس سنوات». وفى تقرير للإذاعة الألمانية فى قسمها الفارسى حول العلاقات «الإيرانية - السورية » قالت: إن إيران تدفع سنويا نحو مليار دولار لدعم نظام الأسد فى صورة مساعدات عسكرية ودعم اقتصادى من ناحية أخري، فإنه لم تنشر أى تصريحات رسمية من قبل المسئولين الإيرانيين للتأكيد على صحة هذا الخبر.