وجوه ليبية فى قرية مصرية، تقع فى غرام الزعيم الليبى السابق معمر القذافى، والرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يراه سكان القرية زعيم العرب. هنا تجد تاريخ وصور وتفاصيل معمر القذافى وحكاياته النادرة، وقصة حياته، ومسيرة أقاربه، الذين يعتبرون مصر بلدهم الأول، لكنهم يدينون بالحب والولاء للزعيم الراحل، الذى خصص لسكان القرية رواتب شهرية، تعينهم على متطلبات الحياة. هنا تجد كل شيء مرتبطًا بليبيا.. الروح والملامح والعادات والتقاليد.. ونادرًا ما يستوقفك شيء يدل على أنك فى مصر. الجميع هنا يعلق صور الزعيم الليبى فى منزله، وبعضهم يعلن حبه له على الملأ، فى الوقت الذى يخشى آخرون من المجاهرة بإعلان حبهم للقذافي، خشية تعرضهم لانتقادات، أو إيذائهم، على حد قول عدد من سكان القرية، التى يطلق عليها البعض على سبيل المجاز «قرية ليبيا»، بينما يطلق عليها آخرون اسم «مستعمرة معمر القذافي»، ويتندر البعض على سكان القرية، قائلاً: «إنهم يعيشون تحت حكم المرحوم القذافي». قرية «الأصفر» أو القذاذفة، هى إحدى قرى مركز طامية بمحافظة الفيوم، قرية مصرية تحمل ملامح ليبية بداخلها. بداية من البيوت وشكلها الذى يوحى بتصميمها البسيط المميز وأبوابها باللون الأخضر، والدوار الذى يحيط بها إلى لغة أهل القرية، وهى اللهجة الليبية القبلية، بالإضافة إلى ملامحهم العربية وملابسهم التى تشبه كثيرًا أهل ليبيا، إلا أن ما يؤكد الهوية أكثر هو ألقاب العائلات، حيث يحمل نصف عدد سكان القرية تقريبًا اسم عائلة «القذافي» الليبية. «روزاليوسف» أجرت زيارة لرصد حياة أسرة القذافى وزياراته التى كانت مستمرة إلى تلك القرية، التى تعد مسقط رأسه فى مصر، والغريب فى الأمر أن أسرة القذافى فى القاهرة أطلقت وصية بدفنهم فى تلك القرية الصغيرة التى تبعد عن القاهرة 70 كيلو مترًا، ونحو نصف ساعة من الوقت وعن محافظة الفيوم 30 كيلو مترًا.. قصص غريبة عن زيارات القذافى وزوجته وأهله الذين يؤكدون أنه مازال فى قلوبهم حتى آخر نفس تحت شعار «الله.. ليبيا.. ومعمر وبس». سكان القرية: القذافى وضع لنا مرتبًا شهريًا منذ الوهلة الأولى لاستقلال السيارة لدخول قرية «الأصفر أو القذاذفة»، وبسؤال السائق «محمد عبد العاطي» عن قصة القرية وأهلها وعائلة القذافى التى تعيش فيها حتى الآن منذ سنوات طويلة، قال السائق إن تلك القرية هى مسقط رأس القذافى الثانية بعد ليبيا وأهله حاليًا يعتبرونها هى مسقط رأسهم الأول بعد خيانة ليبيا للقذافى وقتله، فذكريات القذافى فى تلك القرية حقيقية وموجودة حتى الآن. وأضاف: «القذافى كان دائم الزيارة هنا إلى أهله وأبناء عمومته وأخوته فى القرية البسيطة مجهولة المعالم، إلا أنها كانت عزيزة على قلبه وكان فى كل زياراته إلى مصر يحضر إليها بكل فخر ويقول «أنا نازل لأهلى فى قرية القذاذفة فى الفيوم». ومن المواقف التى لا ينساها له أهل القرية، أن القذافى كان يخصص لسكان القرية راتبًا شهريًا مثلهم مثل الليبيين فى ليبيا ومعونات غذائية تصل حتى المنزل من ليبيا إلى مصر، فكان فقط يثبت المواطن فى القرية أنه عاطل ولا يعمل وكان القذافى يخصص له راتبًا شهريًا، ومن كان يلد طفلاً ويحصل على الشهادة الليبية يحصل على راتب هو وعيلته طوال العمر لأنه يحمل الجنسية الليبية، وكان كل سكان القرية يذهبون إلى ليبيا وكأنها مصر، وكانوا يحصدون الآلاف من الجنيهات بسهولة، وكانت القرية تعيش فى رغد بسبب الدعم المقدم من القذافى لها، وكان سكان القرية يتزوجون من ليبيات ويحضرون للعيش بهن فى مصر، إلا أن المهر كان مرتفعًا بعض الشيء فكان يبدأ من 50 ألف جنيه منذ سنوات حتى 100 ألف جنيه، وزاد حاليا. وقال فؤاد على أحد سكان القرية: «القرية ليبية بملامحها وناسها وأهل القذافى هم هنا الأكثرية بدون منازع وهم المتحكمون فى القرية، فهم كبار القرية وهم أصحاب القرار فيها، لكنهم لا يتدخلون فيما لا يعنيهم خاصة السياسة فهم يجلسون ويتحدثون فى أمر القذافى حتى الآن ويقولون إنه زعيمهم حتى الممات ويعلمون أطفالهم ما كان يقوله القذافى فى كتبه خاصة الكتاب الأخضر. وأضاف: «البعض يخاف إعلان ذلك بعد مقتل القذافي، وهناك البعض لا يهاب ذلك ويعلن الأمر أمام الجميع بأنه فخور بالانتماء إلى القذافى الذى ساندهم كثيرا بالمعونات ورشاح المياه الذى استطاع خدمة 20 ألف فدان، وكانت تكلفته منذ عشرات السنوات 7 ملايين جنيه مصري، فقد أرسل القذافى وفدًا من السفارة الليبية إلى القرية لتلبية احتياجات المياه. وقالت سعاد محمد: الجميع فى القرية يعشقون معمر القذافى وتسمى القرية أبناءها بأسماء شهيرة «القذافي، ومعمر، ومعتصم، وسيف وعائشة» وهم أسماء أبناء القذافى وعائلته، ومازالت المأكولات الليبية تسيطر على القرية مثل الصعيدة وكسكاس ليبى وهى وجبة عبارة عن أرز بطريقة ليبية مطعم باللحم الصافي، وتحرص عائلة القذافى فى القرية على الزواج من بعضها، ورفض الزواج من الغريب فى القرية فهم يحتفظون بنسلهم حتى الآن. وتحتفظ ملامح بيوتهم بالشكل الليبى البدوى من الداخل فى الجلسات العربية مثل جلسة المربوعة والديوان وغيرهما من الجلسات التى يحتفظون بها كجزء من التراث حتى الآن. أسرة القذافى فى القرية وقال سالم مهدى القذافى «شيخ القرية» زعيم قبيلة القذاذفة فى الفيوم: «نحن ليبيو الأصل ونعترف بذلك، ونفتخر به حتى الآن فأنا كبير قبيلة القذاذفة، ويعود تاريخ أهلى فى العراق إلى «جعفر الصادق ابن زين العابدين ابن على ابن الحسين» فتلك هى أنساب قبيلة القذافى فى ليبيا وهنا فى قرية الأصفر». وأضاف: «نصف تعداد سكان القرية من عائلة القذافي، وهم ما يقرب من 1000 شخص، ومعظم السكان حاصلون على الجنسية المصرية، وبعض أبناء العائلة يحملون الجنسية الليبية حتى الآن، لكن يخافون من إبرازها حتى لا يتعرضوا للأذي. وعن حياة القذافى وزياراته لأهله فى تلك القرية البسيطة قال سالم: إنه عندما كان يحضر فى زيارات إلى مصر فى مؤتمرات مهمة، كان يطلب من مبارك أن يذهب إلى أهله فى قرية الأصفر لزيارتهم، وكان يحرص على عقد مؤتمر قبلى ضخم يحضر إليه القبائل من أسوان حتى مطروح والفيوم فجميع القبائل العربية كانت تتجمع للقاء القذافى فى مجمع القبائل فى مسقط رأسه فى الفيوم بقرية الأصفر، وكانت له طقوس ثابتة فى تلك الجلسات فكان يوزع اللحوم والثلاجات والأدوات الكهربائية والمال والبطاطين على الفقراء وأبناء قبيلته. وأضاف: كان القذافى يقول لنا: لا تتركوا مصر ولا تتركوا قرية القذاذفة، لأن بترول ليبيا كثير إلا أنه سوف ينتهى فى يوم من الأيام إلا أن مياه النيل فى مصر لن تنتهى وسترويكم إلى الأبد». وأضاف سالم المهدي: «زيارات القذافى كانت نحو ثلاث مرات للقرية فى حياته وزوجته صفية مرتين وأخوته كانوا يحضرون ليلا لزيارتنا إلا أن أبناءه لم يحضروا إلى القرية إطلاقًا». وتابع سالم: «كانت من طقوس القرية ذبح جمل ضخم وكانت تكاليف الغداء للقذافى فى زيارته كواجب ضيافة وشرف لنا ما يقرب من 100 ألف جنيه، وأقولها من هنا من قرية القذاذفة من لا يعلم قرية القذاذفة مسقط رأس القذافى، فأمريكا تعرف قرية الأصفر فى القاهرة، والعالم كله يعلم ذلك فقط تم رصد تواجد القذافى معنا فى القرية بالقمر الصناعى الأمريكي، بأنه كان فى زيارة إلى مسقط رأسه ونحن نفتخر بذلك فهو زعيم عربى فى قلوبنا حتى الممات». الباسبور الليبى فى القرية وقال سالم: «كان بالفعل القذافى يصرف رواتب شهرية للمواطنين هنا فى القرية، فكان يعتبر القرية جزءًا من ليبيا، والباسبور الليبى منذ ذلك الوقت هنا فى القرية ثروة كبيرة، وبعد وفاة القذافى يحضر بعض أفراد أسرته بشكل خفى حتى لا يشعر بهم أحد وهم متواجدون فى المدن الجديدة فى العبور ومدينتى وأكتوبر، إلا أن من يتوفى منهم يطلب فى وصيته أن يتم دفنه فى قرية الأصفر، فهم لا يطلبون الدفن فى ليبيا فهنا مسقط رأسهم حاليًا». وعن يوم مقتل القذافي، قال: «كان أسود يوم فى حياتنا حتى الآن فتوشحت القرية بالسواد، ونحن مازلنا مكتئبين حتى الآن لأن القذافى زعيم عربى وبيننا وبينه دم واحد. السيسى زعيم الأمة العربية كبير القذاذفة أضاف: «لا يوجد بيننا تواصل مع السفارة الليبية فى مصر على الإطلاق، فنحن نتواصل مع الكيان المصرى الأصيل الممثل فى الرئيس عبد الفتاح السيسى زعيم الأمة الجديد، فهو فى قلوبنا هو والقذافي، ولا نعترف بأى كيان آخر على الأرض، لأن السيسى جمع بين حسنات زعيمين فى الوطن العربي، هما القذافى وعبد الناصر ونحن نفتخر بكونه رئيسنا ونضع صوره فى مجالسنا العربية فالسيسى رئيس محنك نقدر دوره السياسى فى الدفاع عنا وعن العرب جميعا».