حقق برنامج «أعزائى المشاهدين.. مفيش مشكلة خالص» الذى يقدمه الفنان محمد صبحى نسبة مشاهدة هى الأعلى منذ الحلقة الأولى له، ورغم أنه تمت محاربة هذا البرنامج قبل أن يبدأ من خلال برومو الإعلان عنه وفضح الفكرة التى يقوم عليها على أنها مسروقة من برنامج أمريكى إلا أنه حقق فى أقل من أسبوعين حوالى مليونى مشاهدة، وكعادته دائماً استطاع الفنان المحترم لم شمل الأسرة المصرية - كبارًا وصغارًا - أثناء إذاعة هذا البرنامج الهادف عندما كان يذاع مسلسل «أبنائى الأعزاء.. شكراً»، وليس المشكلة فى فكرة البرنامج لأن هناك برامج كثيرة مصرية مأخوذة من أفكار أوروبية أو أمريكية أو صينية أو غيرها.. ولكن المهم ما إذا كانت هذه الأفكار التى يعاد تمصيرها تناسب عادات وتقاليد المجتمع المصرى أم لا، لأنه كانت هناك برامج «توك شو»، وبرامج منوعات تناولت ألفاظاً وصوراً هابطة فى السنوات القليلة الأخيرة، وبرامج أخرى - صُنفت على أنها برامج كوميدية - كانت لا تحترم عقول المشاهدين ولا تتفق مع عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية ولا تتفق أيضاً مع ما أقره الدستور المصرى من الاهتمام بالقيم الأخلاقية، وأقصد هنا برامج مسابقات الرقص الشرقى أو الغربى أو برامج مسابقات المواهب الفنية وما أكثرها الآن على قنواتنا الفضائية المصرية والعربية. فتحية واجبة لكل البرامج الهادفة المحترمة والتى ظهرت فى الفترة الأخيرة مثل برامج «معكم» للإعلامية المحترمة منى الشاذلي. و«صاحبة السعادة» للفنانة والإعلامية القديرة إسعاد يونس وأخيراً برنامجى «العيلة» للإعلامية العائدة نجوى إبراهيم «ومفيش مشكلة خالص» للفنان صبحى الذى استطاع فى ظل كل هذه الضوضاء السمعية والبصرية أن يفرض برنامجه المحترم على المشاهد المصرى والعربى، لتناوله الإيجابى المتميز لمشاكل وأزمات الأسرة والمجتمع المصرى، حيث تعرض فى حلقاته القليلة التى عُرضت حتى الآن، وبأسلوب ساخر، مشاكل التعليم فى مصر، ومطبلاتية الإعلام، وأخيراً تناول الآثار السلبية للاستخدامات الخاطئة لوسائل التواصل الاجتماعى وتأثيره على الأسرة المصرية والتى ساهمت فى قطع صلة الرحم بين العديد من الأسر المصرية، كما كان للقصيدة التى تناولها فى نهاية حلقة السبت الماضى والتى ألقاها الشاعر عبدالله حسن عن الأم وأبكتنا جميعاً باقتدار الأثر الإيجابى على كل من شاهد هذه الحلقة، وهذا هو الدور الذى ينبغى أن يقوم به كل فنان وإعلامى وطنى محترم.. وتحيا مصر.