مر علينا العيد مرور الكرام الأسبوع الماضي و لكنه كان مليئ بالحب و السعادة و السرور وتبادل الزيارات، التي لا تحدث إلا في الأعياد و ذلك بسبب مشغوليات الحياة، و رسم البسمة و البهجة على وجوه كل من نحب. جزء كبير من فرحتنا هي فرحة اللمة الحلوة مع الأهل و الأصدقاء ففي هذه الأوقات، نتناسى الهموم و المشاكل و نقضي وقتاً ممتعاً مع بعضنا البعض. أيضا مشاهدة مسلسل مصري يجمع الكبار والصغار هو إحدى الأسباب التي تساعدنا على الشعور بالسعادة. و في أول أيام العيد لم يتناسى المصريين ميعاد مسلسلهم المتميز "صاحب السعادة". بدأ الفنان الكبير "عادل إمام" ملك الكوميدية هذا العمل الرائع والواقعي ولا نعرف في البداية ما هو المغزى الحقيقي من هذا المسلسل و لكنه تمتع بنسبة مشاهدة عالية. و مع مرور الأيام مرت التفاصيل مليئة بالأحداث المفرحة والتعيسة التي تمر علينا في حياتنا اليومية و المعيشية و لكن تجاوز الكثير من المشاكل يعطي فرحة وسعادة غامرة للمشاهدين نتيجة لتجاوزالبطل للمشاكل والعقبات التي تواجهه. ويتعرض أيضاً لمواقف مضحكة وكوميدية تسبب السعادة والمتعة للمشاهد.ولكن الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل أبكت الكثير من المشاهدين لأنها كانت مليئة بالمعاني الإنسانية العظيمة رغم صور الدم و الدبح و القتل و الكره. الحب اللي بين العيله والود اللي جامع بينهم في كل الظروف مهما كانت صعبة هو سر السعادة في الحياة و هذا الحب منذ البداية، ولم ينتظروا مشكلةٍ ما أو مصيبة ليجتمعوا أو ليواسوا بعضهم البعض. المعني الإنساني اللي قدمه هذا المسلسل كان صادق فى التعبير و كان هذا في إطار وصورة مشرفة و مشرقة و مليئة بالتفاؤل اللي كلها سعاده كما أن الحوار كان هادف و يساعد على الديمقراطية والتعاون بين الأسرة جميعاً.
رحابة أفق الأب "بهجت" و مواجهته للمشاكل و المتاعب ، وكبر السن، وتوالى التجارب، علمت الرجل الكثير من الحكمة، وأكسبته قدرة على الصبر، فضلا ً عن رؤية النصف المملوء من الكوب. "صاحب السعادة" عمل لطيف، يبعث البهجة والأمل، أحداثه نصفها أرستقراطية، تدور في فيلا فخمة و النصف الآخر يدور في حارة شعبية بين جيران من طبقة أقل جاهاً وثراءً. هذا العمل الدرامي إفتقدناه فى زمننا هذا نظراً لوجود "الفيس بوك" و "الواتس أب" و "الإنستجرام" و أصبحت العلاقات العائلية عبارة عن علاقات إلكترونيةبحتة. إن الحياة كنز كبير ومحبة الناس كنز لا يقل قيمة عن كنز الحياة فهو أكبر داعم للإنسان في مواجهة صعوبات الحياة فحب الناس يخفف عنا الكثير حين نشعر أننا لسنا وحدنا. وإنما هناك من يهتمون بأمرنا كما نهتم بأمرهم تماماً. مَن لم يرى هذا العمل فليشاهده و يحاول جاهداً تنفيذه و لو جزء بسيط منه مع أسرته البسيطة. فللسعادة سر خطير و هو أن نحاول أن ندرك و نفهم قيمة ما لدينا و ليس بأن نحاول الحصول على ما لا نملك. [email protected] لمزيد من مقالات سمر عبدالفتاح