«الحوثيون عنوان فقط خلفهم حزب الله وإيران».. هذا ما أكده العميد محسن خصروف رئيس وحدة التوجيه المعنوى بوزارة الدفاع اليمنية سابقًا، وقال فى حواره مع «روزاليوسف»: إن الموقف الدولى لا يرتقى للأوضاع الحالية وأن الحل الفعلى فى يد روسيا عن طريق الضغط على إيران، رافضًا فى الوقت ذاته أى حوار مع الحوثيين قبل تنفيذ قرارات الأممالمتحدة. ما آخر نتائج الحرب فى اليمن؟ - الحرب أكلت الأخضر واليابس ودمرت كل شيء، فقد نجح على عبد الله صالح وجماعة الحوثى بمساعدة قوى إقليمية أن يشتركوا فى تدمير اليمن. وهناك أمر لم يشر إليه أحد، أن الحوثيين حينما يشعرون ببدء هزيمتهم فى منطقة على الفور يكون تحركهم وقرارهم استهداف المدنيين، وبذلك فهم حققوا أكبر عدد من القتلى لم يحدث من قبل فى تاريخ اليمن. هل الحوثيون مازالوا على قوتهم التى كانوا عليها فى سبتمبر 2014؟ - الحوثيون عنوان فقط، أما محتوى هذا العنوان هو على عبدالله صالح، الذى جعل الجيش اليمنى فى الفترة الطويلة التى تولى فيها البلاد «مشخصنة الولاء» بمعنى أنه لم يربّ المؤسسة العسكرية على مسألة الولاء الوطنى والانحياز الكامل للشعب، فقد كان الأشخاص والمجندون يعدون على أساس الولاء لشخص الرئيس بولاءات غير وطنية وشخصية قبلية ومناطقية ومذهبية. مشكلتنا فى اليمن وليبيا وسوريا والعراق أن ولاءات هذه الجيوش أعدت إعدادًا غير وطني. الجيش اليمنى كان قوامه فى سجلات القوات المسلحة اليمنية 750 ألف مقاتل، بمعنى أنه جيش دولة عظمى إلا أنه عمليا من كانوا يتواجدون فى المعسكرات هم لا يزيدون على 200 ألف فقط، وبقية هذا العدد فى البيوت يأخذون مرتبات، وحين حدثت الأزمة فى اليمن استدعاهم صالح، والدليل على ذلك أن جماعة الحوثى بعتادها لا تستطيع أن تفرض سيطرتها على معقلها فى صعدة لولا قوات صالح والدعم الإيراني، فصالح هو من مكنهم من صعدة ودعمهم وأوصلهم إلى حشد ثم سخر الجيش لهم. ما رأيك فى قرار انضمام عناصر المقاومة إلى قوات التحالف كنواة لجيش وطني؟ - جاء ذلك فى قرار رئيس الجمهورية بدمج المقاومة الشعبية الوطنية اليمنية ضمن قوام القوات المسلحة، وكان ذلك يشمل كل المقاومة وليس صحيحًا أن هناك مقاومة مصنفة على أنها مقاومة شمالية أو جنوبية وهى موجودة فى كل المحافظات تقاتل ضد قوات صالح وميليشيات الحوثى لاستعادة الشرعية، وهذا القرار له وجهان من الأهمية: أولا توحيد القيادة العسكرية أثناء عملية المقاومة، والشيء الأهم من هذا هو رؤية مستقبلية فحينما تنتهى الحرب وتحسم لصالح الشرعية وتتم استعادة الدولة لا نجد أمامنا ميليشيات مسلحة وأمراء حرب كما حدث فى ليبيا والسودان، وكل من قاتل مع المقاومة سيكون ضمن القوات المسلحة اليمنية بمفهوم وعقيدة وطنية لصالح اليمن فقط، وعناصر المقاومة جزء من نواة جيش وطنى حقيقي. الحوثيون يرفضون الحوار؟ - الحوثيون لا يريدون الحوار إلا بشروطهم، فهم يريدون أن يبقى الحال على ما هو عليه.. أن تظل القوات المسلحة فى أيديهم وأن يظلوا مسيطرين على العاصمة، ولكن الدولة والشرعية ترفض أى حوار قبل تنفيذ قرار الأممالمتحدة 2216 الصادر من مجلس الأمن تحت البند السابع فتنفيذ هذا القرار هو أساس أى حوار. فى حالة تخلى الحوثيين عن شروطهم هل ستكون هناك أى ملاحقات قانونية ضدهم؟ - يفترض أنهم إذا وضعوا السلاح وتحولوا إلى قوة جماعة سياسية أو حزب ببرنامج سياسى أن يمحى هذا التحول ما قبله، أما من ارتكبوا المجازر فى حق الشعب اليمنى فهذا الأمر مرجعه القضاء ولا شيء آخر، ونتمنى أن يلقى الحوثيون السلاح وأن يكون سلاحهم البرنامج السياسى من خلال العمل السياسى المدني. هل الحوثيون بعيدون عن هذا الفكر؟ - حتى الآن كل المؤشرات تقول إنهم بعيدون عن هذا الفكر أو الانخراط فى العمل السياسي. هل تنظيم القاعدة عاد مجددًا فى اليمن؟ - تنظيم القاعدة كانت تقاتله القوات المسلحة والجماعات الشعبية أينما وجد، وحدث ذلك فى الكثير من المحافظات منها «شبوة» وكان أهالى المنطقة يشكلون لجانا شعبية ويقاتلون التنظيم، وبهذه الطريقة أخرجوه من عدة مناطق، ولكن بعد الانقلاب وبعدما انتشر تنظيم الحوثى فى مناطق كثيرة ومن بينها تعز وعدن والبيضا تحت مبرر محاربة الدواعش واصطف أهالى هذه المناطق أيضا لمحاربة الحوثيين لأنهم اعتبروا المسألة مذهبية ويعتبرون أن الحوثى ليست مهمته محاربة تنظيم القاعدة فهى مهمة جيش الدولة. هل الحل مع الحوثيين الحرب فقط؟ - الكرة الآن فى ملعب الحوثيين إن كانوا يريدونها سلمًا فالأمر بيدهم بتنفيذ القرار 2216 ويكونون بذلك اتبعوا الطريق السلمي، وإن كان خيارهم غير ذلك فليس أمام الدولة والقيادة سوى الحرب. إلى أى مدى تتوقع صمود الحوثيين؟ - الحوثيون لن يصمدوا كثيرا والحرب تأخذ مداها، ولكن لابد أن نثق أن المحصلة النهائية ستكون انتصار الدولة ولا مجال للتراجع فى هذا. هل هناك دعم من حزب الله للحوثيين؟ - حزب الله يدعم الحوثيين ويدربهم وبصمات حزب الله فى طريقة قتال الحوثيين واضحة، وحزب الله ليس له تنظيم داخل اليمن ولكن الحوثيين يدينون بالولاء لحزب الله ويسيرون على خطاه، وهناك خبراء من حزب الله يدربون المقاتلين الحوثيين على أرض اليمن، وهناك خبراء إيرانيون أيضا تم أسر بعضهم بمعرفة عناصر المقاومة. ماذا عن موقف إيران؟ - إيران تدعم الحوثيين بكل قوة بتهريب السلاح عبر البحر الأحمروإيران تتبى موقف الحوثيين بقوة وما يجرى فى اليمن الآن هو صدى لصراع إقليمى دولى ينعكس على اليمن، ونحن فى اليمن نتقاتل نيابة عن الغير، فالحوثى ليس لديه تبرير لماذا ينتشر فى مناطق ولا يستطيع الإجابة على هذا السؤال أو لماذا انقلب على الشرعية وعلى الحوار الوطنى فى الوقت الذى سلمه فيه الرئيس هادى مسودة الدستور فهم انقلبوا على المشروع الذى تقدموا به فى سبتمبر 2014 وهو وثيقة السلم والشراكة وهى الوثيقة التى فرضوا فيها مزايا لهم فقط. هل حقيقى أن هناك دولاً ستقلل قواتها المشاركة ضمن قوات التحالف؟ - ليس لديّ معلومات فى هذا الشأن، ولكن ما أؤكد عليه أن قوات التحالف خاصة دول الخليج تصر على أن تمضى فى العملية حتى نهاية المطاف بخيارين، إما باستسلام الحوثى وعلى عبدالله صالح أو هزيمتهما ومعهما مشروعهما الإيراني. هل مواجهة الحوثيين هى مواجهة لصالح فى الأساس؟ - على عبدالله صالح أعلن بشكل مباشر أنه شريك للحوثيين فى كل ما يجرى إذن المواجهة ضد حلف صالح - الحوثي، ويجب ألا نغفل أن صالح هو وكيل إيران فى المنطقة، صالح يتميز بقلة المعروف والكذب، فعلى سبيل المثال ما فعلته معه السعودية كان من المفترض أن يجعله مدينا بالولاء لها، فالسعودية أنقذته من الموت وفرضته على الثوار فرضًا وأعادته إلى صنعاء بالقوة ومنحته الحصانة والحراسة الكاملة والاعتمادات المالية التى فرضتها على الدولة اليمنية بعد الثورة، وكان يتمتع بحصانة قانونية تحول بينه وبين أى مساءلة قانونية عن الجرائم التى ارتكبت خلال 33 عاما، وبعد كل ذلك يكتشفون أنه ينسق مع الحوثيين ويعمل مع إيران! ماذا عن المطالبات التى ظهرت الآن بانفصال الجنوب؟ - هذا الحديث ليس مطروحًا الآن فالجنوبيون يتحدثون عن دولة اتحادية فيدرالية وما ينادى من أجل الانفصال هى أصوات نشاز، وأنا على يقين من أن هؤلاء هم وكلاء لعلى عبدالله صالح وأنهم يريدون أن يحدثوا صراعًا بين فئات المقاومة باسم جنوبى وشمالي، عبد ربه منصور هادى هو رئيس اليمن الموحد وهو جنوبى المنشأ يمنى الهوى ونائب الرئيس ورئيس الوزراء خالد بحاح جنوبى أيضا، وكذلك وزير الدفاع، والحقيقة أن النهب والفساد طال كل اليمن وطال الشمال قبل الجنوب. ما القوة الإقليمية التى تستطيع التأثير على الحوثيين؟ - إيران وليس غيرها ولا يمكن التأثير على إيران إلا عبر روسيا الاتحادية، وذلك بما يجمعها مع إيران من مصالح من خلال الضغط على روسيا فى هذا الاتجاه، ولا ينبغى أن نخلط بين ما يجرى فى سوريا وما يجرى فى اليمن. ومن يستطيع إقناع روسيا بالحل؟ - ما يحكم روسيا هو مصالحها فقط، وبالتالى مصالحها مع اليمن ستجعلها تدرك ذلك فى الوقت المناسب، فمصالحها مع اليمن أكبر وأهم من مصالحها مع إيران أو حتى مع الحوثيين. ماذا عن الدور المصرى؟ - مصر تشارك مع دول الخليج، كما أنها تشارك بهدف حماية أمنها القومى من الناحية البحرية فى مضيق باب المندب وهى تدافع عن الأمن القومى العربى.