هوس الشهرة دفع الكثير من الشباب إلى الانتحار أو الدعوة إليه بالحديث والصور، والبعض نشر تفاصيل المحاولة من خلال «الصورة السيلفى».. الإنسان لا يجد غير روحه ليحتج بها، وكأن المنتحر يريد أن يرسل رسالة احتجاج بموته، وبعد انتشار موجة الانتحار فى الآونة الأخيرة، تعددت الأسباب واختلفت الأساليب وجميعها يؤدى إلى الموت. البعض الآخر حاول الانتحار ونشر تفاصيل المحاولة على وتيرة إعلانات شركة اتصالات فى شهر رمضان الماضى بأخذ الصورة السيلفى أثناء الاصطدام بحادث «اشتهرى بقى» وتأتى أول فتاة تلتقط السيلفى أثناء قطع شريانها وتوديع الحياة. بدأ الأمر فى الظهور مع عازفة الناى ندى سلامة، التى كتبت على صفحتها كلمات تحمل معنى الموت «اشنق رغبتك الأخيرة فى الحياة»، ثم بعد ذلك أكدت أختها خبر الوفاة، وعلى الفور تداولت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعى وبعض القنوات خبر الوفاة، وانتشرت صورها فى كل الأرجاء، بكى من بكى، ونقم الكثير على البلد الذى يدفع أولاده للانتحار، وأجمع العديد من أصدقائها على أن الأوضاع السياسية فى البلد عامل كبير فيما اقترفت، والبعض الآخر زعم أن السبب وفاة صديقتها زينب المهدى منتحرة قبل عدة أشهر. تمتعت ندى بفرصة لا يحظى بها الكثير وهى متابعة أصداء خبر موتها كأن الحدث مجهز سلفًا ولم تكن صدفة خاصة بعدما امتلأت صفحاتها بكلمات رغبتها المبيتة فى الانتحار. وفى غمرة الحزن فؤجئ الجميع بعد عدة ساعات بظهور ندى بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك تكتب أنها على قيد الحياة، لكنها حاولت الانتحار خمس مرات فى ثلاثة أيام، وأعلنت من جديد حنقها على العالم، وعلى حياتها التى تسمى مجازاً حياة ، وعلى الفور تحول التعاطف إلى شتائم واتهامات بالتلاعب بعواطف الناس والإعلام، ليرى الجميع أن السبب فى شائعة الانتحار هو فقط هوس الشهرة التى بالفعل حازت عليها عازفة الناى. مريم الشناوى أول فتاة سيلفى الانتحار فى مصر والعالم وقامت بنشر مقطع فيديو لها يظهر خطوات انتحارها وقطع شريانها مع ابتسامة ودموع تتساقط من عينيها وتودع أصدقاءها بكلمة وداع، لتنقلب الصفحات رأسًا على عقب وتعرف بفتاة سيلفى الانتحار، وتكتب المواقع عنها لتظهر إحدى قريباتها لتؤكد أنهم انقذوها من محاولة الانتحار تلك، وتكسب فتاة السيلفى الشهرة الكبيرة لتصبح هيبة الموت مجرد صورة سيلفى تلتقط قبل التقاط الأنفاس الأخيرة، ثم ظهرت بعد الموت بفيديو آخر تنقد من قام بمهاجمتها وتعرض لها بالشتائم وتعبر عن أسفها الشديد لإنقاذها من الموت من قبل أصدقائها، وتؤكد أنها كانت مقبلة على الموت بشدة وأن شهرتها أصبحت بالسلب عليها لا الإيجاب. وتأتى الفنانة المصرية صفاء مغربى فى مقدمة من تم تداول خبر وفاتهن من الفنانات وعرف فيما بعد أن الخبر لم يكن سوى شائعة اختلقتها مع صديقاتها لنيل بعض الشهرة والعودة للساحة الفنية من جديد، واتخذت الصحف والمواقع قرارا بعدم نشر أى أخبار أو صور أو لقاءات للفنانة ابتداء من يوم الشائعة ولأجل غير مسمى. وأكدت المواقع والصحف أن القرار يهدف إلى توجيه رسالة للفنانة بأن هذا النوع من الدعاية الفنية هو أسوأ، لأنه يتلاعب بمشاعر القراء والمشاهدين، من ناحية، ويمثل إهانة حقيقية للفن والفنانين. من الحب ما قتل وفى مدينة دشنا أقدم شاب فى العشرينيات من عمره على الانتحار شنقًا نتيجة لخلافه مع والده الذى رفض إتمام زواجه، مما جعله يفقد الرغبة فى الحياة بعد ضياع حبه وأصيب بأزمة نفسية وتدهورت حالته فأقدم على الانتحار. وقرر محمد مهدى (52 عامًا) التخلص من حياته بعد ضغط والده عليه للزواج من أخرى لعدم قدرة زوجته على الإنجاب، حيث إنه يرفض ترك زوجته لحبه لها، فأطلق الرصاص على نفسه من فرد خرطوش ليلقى مصرعه بمنطقة الجيزة. كما شهدت مدينة دمنهور حادثاً مأساويا منذ أيام، تمثل فى انتحار شاب فى العقد الثالث من العمر بالقفز فى ترعة المحمودية أمام المستشفى العام، بعد انتحار حبيبته لرفض الأهل ارتباطهما، الشاب تقدم لخطبة فتاة ارتبط بها عاطفيا، إلا أن أهل الفتاة رفضوا، فقامت الفتاة بالقفز من شرفة المنزل، مما أدى لإصابتها بكسور ونزيف داخلى، وحينما جاء الشاب ليطمئن عليها وجدها قد فارقت الحياة، فخرج على الفور مسرعا من داخل المستشفى وقفز بترعة المحمودية وغرق فى الحال حزناً على وفاة الفتاة التى ارتبط بها عاطفيا. الانتحار لأسباب سياسية وتأتى فى مقدمة ذلك زينب المهدى بعد أن تركت رسالتها «وكأنهم قرروا توديع العام والدنيا كلها». فتاة العشرين عاماً، من الحملة الرسمية للمرشح الرئاسى عبدالمنعم أبوالفتوح، بعدما أكد أصدقاؤها أنها أصيبت بحالة من الاكتئاب جعلتها تقدم على الانتحار، حيث شنقت نفسها بغرفتها. أسباب الانتحار وأكدت مجلة «سايكولوجى توداى» المتخصصة فى علم النفس أن من أهم أسباب الانتحار الإحباط، لأن الشخص المحبط يشعر بأن كل الناس سيكونون أفضل حالاً من دونه، وهو ما يشعره بتفاهة حياته، ويؤدى به فى النهاية إلى الانتحار. وتأتى فى المرتبة الثانية المرض العقلى الذى يسبب للمصاب، ضعفاً فى القدرة على التفكير المنطقى، ثم الانفصام فى الشخصية، وهى الحالة التى تصيب واحدا فى المائة من البشر. ثم أسباب التسرع فى اتخاذ القرار نتيجة تعاطى الكحوليات والمخدرات، ومن الأسباب المؤدية إلى الانتحار أيضاً الاتكال على الآخرين وتناول عقاقير قد لا يظن أنها ستؤدى إلى موته، أو قد يكون السبب هو الرغبة الفلسفية فى الموت وهنا تنتج الرغبة فى الانتحار عن باعث منطقى وهو ما يشبه الموت الرحيم، وآخر أسباب الانتحار يكون عن طريق الخطأ، مرتكب هذا النوع لا ينوى الانتحار لكنه يهيئ كل الأجواء له، إلى جانب الانتحار نتيجة لفقدان الحب. الطب النفسى دكتور الطب النفسى يسرى عبدالمحسن يؤكد «أن الشخصية التى ترى الشهرة هى الهدف الأساسى فى الحياة، تكون لديها حب الذات والنرجسية عالية وولع فى حب الذات وإحساس بالتميز طول الوقت لذلك يلجأ دائما للإعلان عن نفسه، كلما أتُيحت الفرصة لذلك». وأشار إلى أن الشباب الذين فقدوا رهبة الموت دخلوا فى حالة من المرض، وهى فقدان القدرة على التمييز والوصول إلى مستويات مرضية تستحق العلاج. وأضاف: أحيانًا تكون تلك المحاولات زائفة ويكونون شخصيات هيستيرية ترغب طول الوقت فى الدخول إلى دائرة الضوء والشهرة فقط لا غير لأن من يريد الموت لا يعلن عن ذلك. وأسباب لجوء الفتيات لوسائل انتحار حادة وعنيفة بعد ما كنا نرى حالات الانتحار لدى الفتيات دائما ما تكون باستخدام الأقراص أو الأدوات غير المؤلمة، أصبحت تتجه إلى الوسائل العنيفة بل الأكثر عنفا مثل الشنق وقطع الشرايين والموت أسفل القطارات وغيرها من الوسائل الأكثر حدة وعنفا، فترجع إلى طبيعة وشخصية المنتحر إلى جانب الاسباب الدافعة لهذا الانتحار وليس بالضرورة أنه كلما اشتدت الظروف أصبحت النتيجة مختلفة فهناك أشخاص يحبون الإقبال على الانتحار بدون الألم وآخرون لا يشكل ذلك عندهم فرقا.∎