ظهرت سياسة إعلامية جديدة تستخدمها إسرائيل على صفحات التواصل الاجتماعى فى الفترة الأخيرة تتمثل فى تفاخر وسائل الإعلام بجواسيسها على تلك الصفحات وتوفير مساحة لهم للإدلاء بآرائهم عن مصر ونشر معلومات تصف ما عانوه فى السجون المصرية. ونشرت إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، التى تدعى «Humans of Tel aviv»، تصريحات للجاسوس الإسرائيلى «عزام عزام»، يقول فيها إنه قد رأى أسوأ أيام حياته فى سجن «طرة» فى القاهرة، وأنه قد عانى من التعذيب داخله، والمعاملة اللاإنسانية التى مورست ضده. و«عزام عزام» هو جاسوس إسرائيلى صدر ضده حكم فى عام «1997»، بالسجن خمسة عشر عامًا مع الأشغال الشاقة، بتهمة التجسس لصالح الموساد الإسرائيلى، مستترا تحت غطاء تجارة النسيج بين مصر وإسرائيل، حيث نقل الكثير من المعلومات عن المنشآت الصناعية المصرية إلى إسرائيل، وكان يهرب المعلومات عن طريق كتابتها على الملابس الداخلية النسائية بالحبر السرى وإرسالها إلى «الموساد» الإسرائيلى، إلا أنه تم إطلاق سراحه فى «ديسمبر 2004»، فى صفقة بين مصر وإسرائيل، أطلقت عليها المعارضة المصرية حينها «الصفقة الهزيلة»، وهى إطلاق سراح عزام، مقابل الإفراج عن ستة طلاب مصريين كانوا قد اعتقلوا فى الأراضى الفلسطينية. وقال عزام على موقع التواصل :إن عمره الحقيقى «52 عاما»، لكنه يقول للناس إنه يبلغ من العمر «44 عاما» فقط، ويرجع السبب وراء ذلك، هو الحكم عليه بالسجن مدة «8 سنوات» فى سجن «طرة» بالقاهرة، حيث أكد أن تلك السنوات لا يحسبها من عمره، قائلا: «أنا لا أحسب الثمانى سنوات التى تُركت فيها على الأرضية سيئة السمعة لسجن طرة بالقاهرة». وأوضح أنه قد اتهم بالتجسس لصالح إسرائيل، إلا أنه قال: إنها اتهامات وهمية. واتهم السجناء المصريين بأنهم قد عاملوه أسوأ معاملة، قائلا: «أصعب شىء حدث لى هو المعاملة اللا نسانية التى تعرضت لها من السجناء»، مؤكدًا أن الشىء الوحيد الذى ساعده على البقاء، أنه كان متأكدا بأن إسرائيل لن تتخلى عنه أبدًا، على الرغم من أنه من «الدروز» وليس يهوديا. ثم سأله منشئ الصفحة عن أسوأ ذكرى له فى سجن «طرة»، فرد عزام أن أسوأ ذكرى له هناك، هو وجود صديق مصرى كان سجينًا معه، وتم الحكم عليه بالإعدام، وفى صباح يوم تنفيذ الحكم، طلب من صديقه المحكوم عليه بالإعدام الخروج حتى يقول وداعًا، وادعى عزام أن صديقه هذا قال له من وراء القضبان: بأنه لن يرى عائلته مرة أخرى لأنه سوف يعدم، ولكنه كان يعلم بأن عزام سوف يعود لعائلته مرة أخرى، وادعى أيضًا أن السجين المصرى هذا تمنى أن يكون إسرائيليًا. وعلق مبتكرو الصفحة على كلمات عزام بأن نسبة «9,99٪» من القراء الإسرائيليين لهذا المنشور لن يقدروا معنى الحرية التى يعيشونها الآن، ومدح المعلقون على الصفحة «عزام»، مشيرين إلى أنه الرجل الذى أمضى ثمانى سنوات عبودية على حد قولهم على أرض سجن «طرة» السيئ السمعة∎