لم تهدأ موجة الانتقادات الواسعة ضد الفنانين المصريين الذين سافروا للعراق لمساندة قوات «الحشد الشعبى» مرتدين الزى العسكرى لهم بدعوى محاربة «داعش»، حتى عادوا ليكرروا التجربة نفسها وتعود نفس الوجوه السابقة حنان شوقى ووفاء الحكيم، ولكن هذه المرة بمشاركة جديدة للفنان محمود الجندى. وذلك رغم الاتهام الموجه للوفد السابق بمساندة الشيعة. فبعيداً عن تلك الاتهامات فإن الأخبار المتداولة على صفحات العديد من الصحف ووكالات الأنباء لم تحمل سمعة طيبة لقوات «الحشد الشعبى»، ومن ثم فإن تكرار زيارة الفنانين يطرح الكثير من علامات الاستفهام، فبينما تدعى تلك القوات محاربة «داعش»، توجه إليها الكثير من الاتهامات بارتكاب جرائم فى حق أهل السنة بالعراق وبث الفتنة الطائفية لصالح إيران. منذ أيام تداول عدد من الصحف ووكالات الأنباء صوراً جديدة للفنان محمود الجندى، الذى انضم مؤخراً لقائمة الفنانين المصريين المساندين لقوات الحشد الشعبى، غير مبال بالانتقادات التى وجهت إلى الوفد السابق، التى أعقبها توضيح حقيقة نشاط قوات الحشد الشعبى فى العراق. لم تكن الانتقادات الموجهة لوفد الفنانين المصريين من باب التحيز الطائفى ضد الشيعة، بقدر أن تلك القوات متهمة فى الأساس بارتكاب جرائم فى حق الشعب العراقى وتعمل لبث الفرقة بين المسلمين بقتلها لأهل السنة، ففى تقرير نشرته قناة «الرافدين» العراقية اتهمت «قوات الحشد الشعبى» بارتكاب مجازر فى إطار ما أسمته ب«حرب تصفية الحسابات» بين المحافظاتالعراقية المختلفة، مشيرة إلى أن الوضع أصبح فى غاية الخطورة فى ظل وجود تلك الميليشيات التى تعزز الطائفية بين أبناء العراق، فهى لم تكتف بالاختطاف والإعدام، بل قامت بتفجير عشرات المنازل وإحراقها فى منطقة «كراغول» العراقية، الأكثر من ذلك أن القناة ذكرت أن هذه الميليشيات تروع الأهالى وتجبرهم على ترك المنطقة، مضيفة أن حيدر العبادى، رئيس الوزراء العراقى أمر بتسليح هذه الميليشيات. واتهم عدد من المواقع العراقية «العبادى» باستئناف سياسة نورى المالكى فى العراق وتمكين إيران وأنها تقوم بتجنيد السنة لحساب المشروع الفارسى فى البلاد، فبحسب التصريحات الأخيرة لقناة «آفاق» العراقية فإن فكرة «الحشد الشعبى» كانت له لتكون بديلة لانهيار الجيش العراقى، معترفاً بعلاقته مع إيران والتى تقوم على أساس دينى ومذهبى. كما وجهت العديد من الانتقادات ل«قوات الحشد الشعبى»، التى انضم إليها الفنانون السالف ذكرهم بأنها ترتكب العديد من الجرائم ضد أهل السنة وتعزيز الطائفية بين أهل العراق، ففى الثالث من أبريل الماضى اتهم أحمد الكريم، رئيس مجلس محافظة صلاح الدين العراقية هذه الجماعة بارتكاب العديد من الجرائم فى حق السنة، وقال فى حواره مع «رويترز» أن قوات الحشد الشعبى تقوم بإحراق مئات المنازل لمدنيين ينتمون للمذهب السنى، وهو ما أكد عليه عدد من النواب العراقيين الذين طالبوا بوقف تلك الممارسات الإجرامية على حد ما جاء بالتقرير. ونشرت «العربية نت» فى 31 مايو الماضى تحت عنوان «ميليشيات الحشد الشعبى تحرق عراقياً حياً قرب الفلوجة»، وقالت إن القوات قامت بحرق مواطن عراقى بعد أن قيدوه وعلقوه ثم قاموا بحرقه حياً، بدعوى أنه «داعشى»، مما أثار حفيظة مؤسسات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان ضد هذه الأعمال الإجرامية. فإذا كان هؤلاء الفنانون يدينون «داعش» لوحشيتها، فلم تمارس قوات الحشد أعمالاً مماثلة؟. فقوات الحشد الشعبى، التى تعرف أيضاً باسم «الحشد الوطنى» هى قوات شبه عسكرية تكونت من شيعة العراق بحجة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابى، الفكرة ل«المالكى» بفتوى «الجهاد الكفائى» التى أصدرها على السيستانى، الملقب بآية الله، الإيرانى الأصل الذى يعد أحد أبرز المراجع الدينية الشيعية بالعراق، فى فبراير الماضى، التى لاقت ترحيباً من الميليشيات والجماعات الشيعية المتواجدة بالعراق والمدعومة من قبل إيران التى تشرف مباشرة على تدريبها عسكرياً وتدعمها مادياً وعلى رأسها جماعة عصائب أهل الحق، وقوات جناح بدر العسكرى وكتائب الإمام على وتشكيل الحسين الثائر وسرايا عاشوراء وسرايا الخراسانى وغيرها من الجماعات الشيعية بالعراق. لم تكن علاقة قوات «الحشد الشعبى» التى شارك فيها الفنانون المصريون بالشيعة وإيران علاقة خفية، بل إن مهند العقابى، المتحدث الإعلامى له كشف عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» عن الجماعات الشيعية المشاركة بها وأن مشاركة الفنانين من العديد من الدول العربية فى إطار تشكيل فريق أطلقوا عليه «فريق الإعلام الحربى» لمساندة أفكارهم وتعزيزها فى العديد من الدول العربية. وفى تصريح ل«العقابى» أشاد بالدور الإيرانى فى العراق بحجة أنه البلد الوحيد الذى يرد على ما يحدث فى العراق، مبرراً تواجد قوات الحرس الثورى الإيرانى التابعة لها بأنها لمحاربة «داعش». من ناحية أخرى فإن العديد من وسائل الإعلام الإيرانية تناولت علاقة قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى بالجيش العراقى، ونشرت العديد من الفيديوهات التى تؤكد تواجد قواته إلى جانب بعض العناصر الشيعية بالجيش وتحركاته فى العراق بحجة محاربة «داعش» حتى إن وكالة أنباء «فارس» الإيرانية وقناة «من وتو» الفضائية الإيرانية قالتا إن «سليمانى» هو القائد الفعلى للجيش العراقى. كما استغل العديد من المواقع الإيرانية ظهور الفنانين المصريين فى العراق واشادت بمشاركتهم فقال موقع «شيعة أونلاين» الإيرانى دموع فنانين مصريين فى الحرم الحسينى، مشيدة بمشاركتهم فى «الحشد الشعبى» الشيعى الذى دعا له «السيستانى». وكان الفنان أحمد ماهر، الذى شارك فى الوفد الأول لقوات الحشد الشعبى أثار جدلاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة بعد زيارته للعتبات الحسينية بالنجف وكربلاء بالعراق، والذى صرح فى حديث تليفزيونى معه بأن: «كربلاء مدينة استثنائية» وذلك خلال مشاركته فى مهرجان الأفلام الحسينية التابع للأمانتين العامتين للعتبتين الحسينية والعباسية، كما أنه ظهر فى العديد من الاحتفالات الشيعية التى تقيمها قنواتهم الفضائية كقناتى المنار والنعيم. ∎