«روزاليوسف» هى ملتقى كل المواهب وفى مقدمتها عبدالحليم حافظ وغيره من عمالقة الإبداع، هكذا قال لنا المهندس أحمد عبدالقدوس والذى يروى ذكريات والده مع العندليب الأسمر. وأضاف: والدى أحب عبدالحليم وكان دائم الكتابة عنه وتشجيعه وكان بمثابة الأب الروحى الذى تبنى عبدالحليم فى بداية مشواره وشعر بمسئولية تجاهه، وأتذكر يوم أن جاء سمو الأمير عبدالله الفيصل إلى مصر وأفصح لوالدى عن أنه كتب قصيدة بعنوان «سمراء» ويريد أن يغنيها المطرب محمد عبدالوهاب ويلحنها حينها الملحن الشاب كمال الطويل، لكنه فوجئ بوالدى يصر على مطرب شاب هو عبدالحليم حافظ وبالفعل ذهبت القصيدة للشاب الأسمر الذى كانت بداية التعارف بينهما فى ملتقى ثقافى أدبى ثم بدأ نجمه يلمع فى الوسط الفنى بعد ذلك. ولم تكن هى المرة الوحيدة الذى يصر والدى على اختياره للعندليب بين المطربين من أبناء جيله ومن سابقيه، أذكر أيضا أنه كانت هناك مناسبة وطنية- مؤتمر ثقافى فى بداية ثورة 1952- يضم نخبة من الفنانين، وطلب الرئيس عبدالناصر من والدى أن يترأس المؤتمر الذى سينعقد فى الخارج بأوروبا وفوجئ ناصر بوالدى يرشح له عبدالحليم حافظ وكمال الطويل كنموذجين لفنانين فى مقتبل العمر يمثلان مصر الجديدة بعد الثورة، وأتذكر عندما سأله الرئيس عبدالناصر: لماذا مطرب وملحن؟ أصر والدى على أنهما موهبتان من الشباب يمثلان «مصر الجديدة» فوافق ناصر وسافر أبى وبصحبته العندليب والطويل. ويروى نجل الكاتب إحسان عبدالقدوس أيضا عن حليم أنه كان دائم التردد على بيتهما وكانت تربطه علاقة قوية بإحسان وأسرته وكان كثيرا ما يصطحبه وشقيقه الأكبر محمد عبدالقدوس بنزهة بسيارته إلى سيدى بشر بالإسكندرية. ويضيف: من ضمن المواقف الكوميدية التى أتذكرها عندما رشح والدى عبدالحليم لتجسيد دور البطولة فى فيلم «أبى فوق الشجرة»، القصة القصيرة التى كتبها أبى وتحولت فيما بعد لأطول فيلم فى تاريخ السينما المصرية، دار حوار بين والدى والعندليب بسبب رغبة الأخير فى تعديل بعض التفاصيل فى القصة، وقال أبى له وقتها مداعبا له: إيه رأيك تيجى تشتغل كاتب وأروح أنا أمثل فى السينما فضحك عبدالحليم. وأخيرا قال: كانت هناك قصة أخرى كتبها أبى لعبدالحليم وهى «تائه بين السماء والأرض» لكنها لم تتحول إلى عمل سينمائى بسبب تدهور حالة حليم الصحية ومعاناته مع المرض.