مازال هناك ما لا يعلمه البعض بداخل محافظة الشرقية بمركز الإبراهيمية فى قرية الحلوات التى ولد بها العندليب. تلك القرية تحمل ذكريات الطفولة والمراهقة والبحث عن الحبيبة الريفية ذات الجمال الفائق كما يقول أهل القرية، وما تركه من خلفه ليحيى ذكراه لمن يزور القرية من تمثال له حطمه الإخوان فى القرية لرفضهم أن يكون عبدالحليم رمزًا فنيًا فى القرية. بالإضافة إلى الفيلا الخاصة به التى تحولت إلى فرن عيش، ومسرح عبدالحليم المعروف بأنه الرمز الرئيسى لمكان الاحتفال بذكراه فى شهر مارس، إلا أن المسرح أصابه الحزن والإهمال والخوف الشديد من الاحتفال خوفًا من تهديدات الإخوان بتفجير المسرح بجميع الزوار لأهمية الاحتفال بذكراه تحت رعاية وزارة الثقافة التى كانت تقام على مدار سبع ليال من أجل عبدالحليم. ابن خالته الحاج شكرى داود الرجل الثمانينى من الآثار العائلية التى تحتفظ بخزانة أسرار لا تتوقف أو تنتهى، وهو ما زال يروى ذكرياته مع ابن خالته وكأنها وقعت أمس. يقول الحاج شكرى: أجمل أيام عمرى عشتها أنا وعبدالحليم حافظ فى قرية الحلوات فأنا أكبر من عبدالحليم حافظ بثلاث سنوات. الحاج شكرى قال لنا إن عبدالحليم كان دائم الزيارة إلى القرية لكن مرة كل عام وكان بارا بأهله وغير أهله وكان كريمًا جدا، وكان له خالتان فقط أم منير ووالدته كان يأخذ إحداهن كل رمضان تقضى معه شهر رمضان كاملا. ومن المواقف التى لم ينسها أهل القرية والتى ربما تكون مفاجأة تنشر لأول مرة هى قصة حبه لجارته زينب على اسم والدته وكانت فتاة ريفية جميلة جدا وكان عبدالحليم يحبها بشدة وكانا يتقابلان دائما فى وقت المناسبات، وكانت تلك الفتاة من عائلة كبيرة فى البلد وكان يشترى لها هدايا متعددة بين الورد وبعض الهدايا المعروفة للفتيات مثل البرفانات وكنت أعلم جيدا تفاصيل قصة الحب فى فترة الانتقال للمراهقة، وكانا يتقابلان فى الأفراح وكان عبدالحليم يغنى فيها وتشجعه، وتزوجت الفتاة بعد قصة حب كبيرة بينها وبين عبد الحليم، ولكنها ماتت قبل وفاة عبدالحليم بعامين، وكان دائم السؤال عنها وهى أيضا تسأل عنه حتى ماتت ومعظم أهل القرية يعلمون قصة السيدة التى كان يحبها عبدالحليم من القرية، ولم يحضر عبدالحليم جنازتها وعلم بوفاتها وكان يفضل عدم النزول إلى القرية فى وقتها بعد وفاتها. وأضاف الحاج شكرى : شاركت عبدالحليم العمل فكنت أعمل مديرا لعزبة خاصة يملكها عبد الحليم حافظ فى كفر صقر بالشرقية وكانت مساحتها 108 أفدنة تدخل إيرادات عالية جدا كل فدان يدخل 15 ألفا فى العام وكان ذلك المبلغ كبيرًا جدا، وكانت متخصصة فى الخضار والفاكهة وهو اشتراها ب100 ألف جنيه فقط وعملت بها 13 عامًا وزارها عبدالحليم ثلاث مرات فقط وظلت فى ملكيته لمدة 13 عامًا والمرة الأولى عندما رآها والمرة الثانية بعد شرائها بعامين والمرة الثالثة أثناء مرحلة البيع. توجهنا إلى مسرحه الذى تردد أنه غير صالح للاستخدام ومهمل لنكتشف الحقيقة وهنا يقول محمود سلمى أحد الموظفين فى نادى الحلوات الذى بداخله المسرح: منذ أحداث الثورة ونحن توقفنا عن إقامة الحفلات تخليدا لذكرى عبدالحليم خوفا على الزوار لأن المسرح كانت تدعمه وزارة الثقافة بمبلغ مادى ثم توقفت عن الدعم بالإضافة إلى أنه أصبح متهالكًا ويحتاج إلى صيانة لعودته إلى الحياة من جديد، لكن نحن حاليا نرفض كموظفين إحياء ذكرى عبدالحليم عليه لأن الإخوان هددوا بتفجير الحفلات التى ستقام فيه، فالقرية بها ما يقرب من 100 شخصية إخوانية تسيطر عليها وقاموا بتحطيم تمثال عبدالحليم فى القرية لذلك نحن نخاف على أرواح المواطنين الذين سوف يحضرون لذلك الاحتفال بذكرى عبدالحليم حافظ حاليا أصبح فكرة مؤجلة إلى وقت بعيد لا نعلمه ولا يوجد أى شىء يعبر عن عبدالحليم فى النادى كله سوى صورة واحدة، وكنا نتمنى أن تقام مسابقات للأصوات والرسوم على صدى اسم عبدالحليم.∎