انتابت قرية العوار بمركز سمالوط محافظة المنيا حالة من الحزن بعد أن أعلن «داعش» عبر مجلتها «دابق» قتله 12 قبطيا اختطفوا فى ليبيا منذ يناير الماضى. وقد أغلقت المحلات أبوابها واتشح أهل القرية بالسواد، خاصة أن أغلب المختطفين من القرية بعد ما نشر تنظيم داعش بليبيا صورا للمختطفين بملابس الإعدام وهم مقتادون مكتوفو الأيدى على شاطئ البحر واضعين أسلحة بيضاء على رقابهم. هناك 31 من الضحايا ينتمون لقرية العوار التى يسافر معظم أبنائها للخارج بحثاً عن العمل، حيث تعانى القرية من الفقر. وبرر داعش قتله للأقباط بأنه يثأر لخطف كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين اللتين ادعى التنظيم أن الكنيسة القبطية اختطفتهما فى الأديرة كونهما مسلمتين، مما يكشف الالتقاء الفقهى بين داعش والسلفيين. المجلة قالت إن تفجير كنيسة «سيدة النجاة» بالعراق فى 0102 كان انتقاما من الأقباط أيضا واعتبر التنظيم أن قتل مسيحيى العراق بديل لقتله أقباط مصر. وأكد التنظيم أن إعدام 12 قبطياً تم منذ عدة أسابيع لكن الإعلان عنه تأخر لحين صدور مجلة التنظيم. عمر الشهداء يتراوح ما بين 02 و53 عاما، وكلهم عمال فى مجال البناء والتشييد. أقامت أسر الضحايا وقفة أمام نقابة الصحفيين ظهر أمس الجمعة ينددون فيها بالإرهاب وبتراخى الدولة فى التعامل مع الأزمة منذ الإعلان عن خطف الأقباط فى ليبيا، ثم توجه أسر الضحايا إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لإقامة صلاة روحية على روح الضحايا لمطالبة الدولة والكنيسة بإجلاء كل المصريين من ليبيا. وطالبت الأسر الدولة بإعادة جثث أبنائهم للصلاة عليها ودفنها بمعرفتهم. داعش أعلنت أن قتلها للأقباط فى ليبيا لأنها اعتبرتهم جماعات تبشيرية أرسلها البابا تواضروس إلى ليبيا لنشر المسيحية. 02 من الضحايا أقباط، وفرد واحد فقط غير قبطى، فيما هدد التنظيم البابا تواضروس باستمرار استهداف الأقباط فى ليبيا حتى ينهى على جميع الأقباط هناك. التنظيم يطلق على الأقباط لفظ الصليبيين وليس المسيحيين أو النصارى. فيما أعلن الأنبا داود ناشد وكيل مطرانية سمالوط أن المطرانية لم تتلق أى اتصالات رسمية تؤكد قتل تنظيم داعش للمختطفين من أبناء قرى العوار ونزلة العمودين وسمسون التابعين لمركز سمالوط، ودعا الأنبا داود المسئولين ووزارة الخارجية لسرعة التحرك تجاه هذه القضية، ومن الأهالى الضحايا.. عزت بشرى نصيف ولوقا نجاتى أنيس وعصام بدار سمير وملاك فرج إبراهيم وسامح صلاح فاروق وجابر متى عدلى وتواضروس يوسف وهانى عبدالمسيح. وقد دعت رئاسة الجمهورية إلى إجلاء المصريين من ليبيا بعد إعلان داعش إعدام المختطفين الأقباط، بعد الإجلاء الثانى للمصريين من ليبيا فى شهور قليلة، وأكدت وزارة الخارجية أنها تتابع الموقف وشكلت «خلية أزمة» لمتابعة القضية والتواصل مع أهالى المختطفين. مصدر بالكنيسة قال إنهم يشعرون بالصدمة جراء الحدث الذى وقع بإعدام 12 مصرياً الذين ذبحوا كالشاة ونحن فى الوقت الحالى غير قادرين على التعبير عن الموقف، فالمشهد صعب بكل المقاييس أفقدنا التفكير والتركيز، وكل من قتلهم داعش هم عمال من الريف من محافظة المنيا لا يعرفون شيئاً سوى أنهم مسافرون من أجل العمل لتحسين ظروف معيشتهم وليس من المعقول أن تكون نهايتهم الذبح، المشهد لا يمكن تخيله. المختطفون عمال فى التشييد والبناء وليسوا مبشرين كما ادعى التنظيم وأنه كان يجب على الخارجية التحرك منذ اليوم الأول لاختطافهم وأنهم الآن غير قادرين على توضيح موقفهم تجاه الحادث بسبب بشاعته، فالأمر أهال الجميع ولا نستطيع مشاهدته ونطالب برفع الصور نهائيا رأفةً بأهالى الضحايا. فيما أكد أحد الحقوقين أن هذه الممارسات سبق وأن صدرت من تنظيم داعش وهى تتنافى مع كل الأديان ومواثيق حقوق الإنسان فليس معقولا أن تكون هذه التصرفات قد أقرها دين، وعلى الدول أن تجتمع لمجابهة هذا التنظيم حتى لا تتكرر تلك الحوادث، وكل جمعيات حقوق الإنسان المصرية والعالمية تدين هذه الحادثة، وطالبت المجتمع الدولى بالتحرك لوضع حد لخطورة هذا التنظيم الإرهابى.∎