ثمانى سنوات إلا أربعة أشهر تقريبا، هى عمر استمرار «عقدة» فوز الزمالك على الأهلى فى الدورى العام؛ ذلك أن آخر فوز للفريق الأبيض على غريمه الأحمر كان تحديدا يوم 21 مايو 2007 حين أحرز اللاعبان تامر عبد الحميد وجمال حمزة هدفى الفوز النظيفين فى هذه المباراة، التى صارت تاريخية بحكم تباعد سنوات الانتصار على الأهلى! والغريب أن جماهير النادى الأهلى أمس الأول الخميس باتت ليلتها «قنوعة» بما حققه فريقها من تعادل بهدف وليد سليمان، بعد صدمتها بالهدف المبكر الذى أحرزه الزمالك عن طريق أيمن حفنى؛ وسبب الرضا أن مستوى فريق الأهلى هذا الموسم متدنٍ بالفعل، وهو ما يزيد من ألم الزملكاوية أن فريقهم طوال الدور الأول هو الأقوى، والأكثر تحقيقا للانتصارات، ومع ذلك لا تزال «عقدة» عدم تحقيق فوز على الأهلى تلازمهم. والطريف أن مرتادى صفحات التواصل الاجتماعى من مشجعى الزمالك، يكتبون فى «بوستاتهم» على الفيسبوك، و«تويتاتهم» على تويتر، أن اندلاع ثورتين لم يحل دون سيطرة النظام الكروى البائد الذى يصر على «عكننة» الزملكاوية، وإثبات أن كعب الأهلى لا يزال الأعلى، حتى وهو فى أضعف حالاته، ويستعين بحارس ناشئ لم يحفظ اسمه ولا رسمه حتى الآن الكثير من مشجعى الأحمر. وتزداد حالة الحسرة عند الزمالك؛ لأن مجالس إدارات النادى المتعاقبة تتعاقد سنويا مع أمهر اللاعبين من مختلف الأندية على أمل الفوز بالدورى الخاص، أى هزيمة الأهلى، قبل الفوز بالدورى العام، ومع ذلك لا يتحقق الهدف. وبهذه النتيجة التى أرضت الأهلاوية، وأحزنت الزملكاوية، يكون المستفيد الأكبر منها هو جاريدو المدير الفنى للأهلى، الذى لم يثبت حتى الآن جدارة استحقاقه بتدريب فريق بقامة وقيمة الأهلى، لأنه أفلت من هزيمة متوقعة، فى حين أن المجتهد محمد صلاح المدير الفنى للزمالك يحق له أن يحزن لأن نتائجه منذ انفرد بمنصب الرجل الأول فى تدريب الزمالك، تعطيه الحق ليس فى الفوز على الأهلى فحسب، بل بدرع الدورى العام. ولكن فى جميع الأحوال، فإن نتيجة التعادل أراحت المصريين غير المهتمين بكرة القدم، لأن البلد لا يحتمل حالة احتقان أخرى؛ فيكفيه ما يعانيه هذه الأيام فى أواخر شهر نوفمبر من غليان وتظاهرات سياسية بمناسبة مرور أربعة أعوام على 25 يناير، ولذلك فإن موضوع العقدة لا يهم سوى قطاع محدود من المشجعين، لأن «عقدة» المصريين الأكبر حاليا، هى استمرار عمليات الإرهاب التى كان آخرها أمس الأول الخميس فى العريش؛ حين استهدفت أيادى الغدر جنودنا. وحتى إشعار آخر، سيظل مشجعو ميت عقبة يحلمون بفك النحس، الذى لازم فى السنوات الثمانى العجاف، لينعموا بقضاء ليلة سعيدة عند فوز فريقهم على فريق أولاد الجزيرة! وفى الوقت نفسه يظل الأهلاوية ممتنين للقدر الذى كان رحيما بهم، وأجل حزنهم، وأدام فرحهم؛ لأنهم لا يزالون أصحاب الكعب العالى فى عدد مرات الفوز على الزمالك، وأصحاب السنوات الأطول فى استمرار الفرحة.∎