كتبت الموهوبة «نيللى كريم» التى وقفت لأول مرة فى بداية مشوارها الفنى أمام العملاقة «فاتن حمامة» فى مسلسل «وجه القمر» شهادة ميلادها الفنى الحقيقى وأيضًا سجلت لنفسها تاريخا لا ينسى خصوصًا أن علاقتها بالأسطورة لم تتوقف عند هذه المشاركة بل تجاوزته بعلاقة إنسانية استمرت طوال السبع سنوات الماضية، حيث اعتبرتها الفنانة الراحلة ابنتها لتحظى «نيللى» بمكانة خاصة مع التاريخ وزمن الفن الجميل. نيللى قالت إن حزنها على فقد النجمة الراحلة جعلها تبكى من حالها وتشعر بالحزن الشديد خاصة أنها لم تحدثها فى التليفون منذ شهر تقريبًا وكانت تنوى أن تتحدث معها ولكن الموت كان أسرع منها وأخذها قبل أن تلقى «نيللى» عليها نظرة الوداع الأخيرة. نيللى تسترجع شريط الذكريات عندما شاركت فى مسلسل «وجه القمر» والذى يعد أول أعمالها وأضافت: كنت أشعر بخوف شديد من الوقوف أمام عملاقة كبيرة مثل «فاتن حمامة» ولكن أثناء التحضيرات فى المسلسل كنت أنا و«أحمد الفيشاوى» و«غادة عادل» نتعامل معها بحرص شديد ولكنها كانت أبسط مما نتخيل وكسرت هى الحاجز الذى يحول بينها وبيننا.. كانت تقربنا منها أكثر يومًا بعد يوم حتى إنها شعرت بالفعل أنها أم لنا ونحن شعرنا أيضًا بأننا أولادها. أتذكر والكلام -لنيللى - أننى كنت فى مشهد من ضمن أحداث المسلسل وهو مشهد فرحى ولابد أن أرتدى فيه فستان زفاف وكنت وقتها لا أعرف ماذا أفعل ولم أحضر شيئا وفوجئت بها تنادينى وقالت لى هذا فستان حفيدتى وقدمت لى الإكسسوارات الخاصة بالفستان، وكنت فى سعادة لا توصف وقلت فى نفسى (أد إيه السيدة دى جميلة ورقيقة وبتفكر فى كل فريق العمل) وبعدها بدأت صداقتى وقربى منها حتى اعتبرتها أمى الثانية وكنت دائمًا على اتصال بها وأثناء تكريمها فى الإسكندرية كفنانة القرن اتصلت بى وقالت لى: عايزاكى معايا وفرحت وسارعت بتجهيز نفسى للسفر معها وكانت أحلى رفقة لى فهى فنانة وإنسانة خلوقة وحساسة لن تكرر مرة أخرى. التواضع والبساطة هما سمة الفنانة الكبيرة، وتوضح «نيللى» أكثر بقولها: كانت من أوائل الشخصيات التى تأتى قبل موعد التصوير بحوالى ربع ساعة حتى لا تعطل سير العمل فى حين أننا كنا نأتى متأخرين ووقتها تعلمت منها الالتزام بمواعيد العمل. وأثناء الاستراحة من التصوير كانت تحدثنا عن زمن الفن الجميل وكيف كانت تصور الأفلام قديمًا وعن علاقتها ب«عبد الحليم حافظ» و«عماد حمدى» و«شكرى سرحان» و«رشدى أباظة» وكل أبطال السينما المصرية التى عملت معهم، كما كانت تمنحنا نصائح كثيرة ومنها أنه علينا أن ندرك أن الفن هو مهمة ورسالة لابد أن نمتع الجمهور وأن نقدم له شيئا جيدا كما أنها أشارت إلى أن الفنان لابد أن يكون بسيطا فى كل شىء فى أدائه فى ملابسه فى طريقة كلامه وخارج الكاميرا عليه أن يتحلى ببساطة أكثر مع الناس، فالجمهور هو صانع الفنان وبلا جمهور لا يمكن أن يكون هناك فنان. مسلسل «وجه القمر» الذى شاركت نيللى فى بطولته من نوعية الدراما الاجتماعية التى تتحدث عن مشاكل التعليم فى مصر وجسدت فيه دور «سماح» الابنة الصغرى التى كانت تدرس فن الباليه وهى فتاة منطلقة ومتحررة مرتبطة جدًا بعائلتها ولكنها تصدم بعد معرفة أن والدها على قيد الحياة فتصاب بصدمة وتتبدل حياتها بعد ذلك، ليس فى المسلسل فقط بل فى مشوارها الفنى بعد أن حصلت على علامة «الأيزو» والوقوف أمام النجمة الأسطورة «فاتن حمامة» وكانت نيللى عند حسن الظن.∎