إرادة قوية وإتقان وراء قهرها للمستحيل فى أعماق البحر الأحمر.. فرح أكرم هى الفتاة التى غلبت أشباح الخوف فى منطقة البلو هول فى دهب وأصبحت أصغر مدربة فى الشرق الأوسط. فى البداية تقول فرح إن حبها للغوص جاء بعد أن أتقنت السباحة ووصلت إلى نتائج متميزة حتى قررت تجربة الغوص بعد أن تمت ال 16 عاما، وكانت البداية فى حمام السباحة حتى أتقنت مبادئها وسرعان ما تم تشجيعها من قبل كابتن عبدالرحمن الذى كان متابعا جيدا لها منذ أن بدأت فى حمام السباحة، وبعدها بدأت مشوارها فى الغوص فى البحر الأحمر. وبالفعل انتقلت بعدها إلى تكملة دورة الغوص وحصلت على Master diving هى أول خطوة فى احتراف الغوص، وبعدها حصلت على درجة مرشد غوص بعد أن أتمت عامها ال18 وTDI advanced, Open water scuba instructor, trimix diver، وأخذت على عاتقها مهمة التمرين مع كابتن طارق عمر الذى كان دائم التشجيع والتحفيز لها، حتى أيقنت فكرة الغوص التقنى وغاصت 100 متر فى البلو هول فى دهب Blue hole. وحول تجربتها فى Blue hole تقول: على الرغم من أن المكان خطير وأودى بحياة الكثير من الغطاسين، فإننى لم أصب بالخوف أو الذعر، حينما قررت خوض التجربة والغوص هناك مع كابتن طارق عمر مدربى الذى يشجعنى دائما، وقد جاء قرارى بالغوص هناك لأن الكثيرين كانوا يظنون أن هذه المنطقة تسكنها العفاريت فضلا عن أنها تحتوى على أكثر عدد من الغواصين الذين لقوا مصرعهم فيها. وقد أكدت أن هذه الشائعات التى يتداولها الناس حول Blue hole جعل منها منطقة خطيرة، لذا يجب على كل غطاس دراسة تضاريس المنطقة بشكل جيد حتى لا يحدث له مكروه، لأن المكان وعر جدا، ومليء بالمنحنيات الخطرة التى ما إن يصطدم بها الغطاس حتى يلقى حتفه، ولكن وجود كابتن طارق مدربى بجانبى شجعنى كثيرا على تجاوز أى مشاعر بالخوف لأنه نجح فى الغوص إلى عمق 209 أمتار فى تلك المنطقة الخطرة، لذا أنا أيضا أسعى إلى الغوص فى هذه المنطقة إلى 150 مترا. تشير فرح إلى أن كثيرا من أهلها خاصة والديها انتابهم الخوف الشديد حينما قررت فرح الغوص فى أعماق البحر الأحمر حتى إن والدتها لا تفارقها نهائيا، فهى تذهب معها إلى كل الرحلات البحرية حتى تكون مطمئنة عليها. تجربة فرح حفزت والدتها على خوض التجربة وجعلت رياضة الغوص مرضا ينتشر فى عائلتها. حب التحدى والمغامرة دفع فرح إلى الغوص مع أسماك القرش بمختلف أنواعها تحت المياه، حتى تثبت للعالم أن أسماك القرش خجولة جدا، ولا تسعى نهائيا إلى مهاجمة البشر. فرح التى تعد أصغر مدربة غطس فى الشرق الأوسط تقوم حاليا بتدريب عدد كبير من الغطاسين المبتدئين خاصة النساء والفتيات اللاتى يردن تجربة هذه الرياضة، لكن سرعان ما يشككن فى قدراتها فور معرفة سنها، ولكن سرعان ما يغيرن وجهة نظرهن فور الغوص معها. ففى بداية التمرين تحرص دائما على بث الشجاعة والإصرار فى نفوسهن حتى لا ينتابهن الذعر فور غطسهن فى أعماق البحر، وذلك لأن إحدى الفتيات التى كانت تدربهن أصيبت بحالة من الذعر والعصبية حتى كادت أن تصيبنا بإصابات خطيرة لولا أنها نجحت فى السيطرة عليها وإخراجها إلى سطح المياه حتى تهدأ وتعود إلى حالتها الطبيعية. وتقول فرح إنها حصلت على رخصة كبير غطاسين وستعمل على استكمال باقى رخص الغطس حتى تحصل على كبير مدربين ومدير دورة، بالتوازى مع دراستها التى أوشكت على انتهائها فى كلية الهندسة. وتشير فرح إلى أنها ستقوم بممارسة هواية الغطس أثناء عملها فى تخصصها وحتى بعد زواجها ستستمر فى ممارسة هذه الرياضة التى تعد المفضلة بالنسبة لها.∎