الديكتاتور، الكذاب، المغرور، الغريب، المخادع، المجرم والشاذ وغيرها من الصفات التى هاجم بها السياسيون والمحللون والإعلاميون الرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال سلسلة من الكتب والمذكرات التى اجتاحت عام 2014 التى ما زالت تتوالى حتى الشهر الجارى وربما سيأبى أن ينقضى العام دون صدور كتب أخرى تعصف بكيان أوباما، وخصوصا بعد انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى. الأسبوع الماضى وتحديدا 11 نوفمبر شهد صدور كتاب جديد بعنوان (The Stranger) أو (الغريب) يضاف لمجموعة الكتب التى هاجمت أوباما طوال هذا العام، وهو من تأليف تشاك تود الكاتب والإعلامى ورئيس قناة إن بى سى الأمريكية والذى وجه له اتهامات لا حصر لها ووصفه بالمغرور والغريب، وحمًّله المسئولية عن هزيمة حزبه فى انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب والتى اكتسحها الحزب الجمهورى بنجاح مستحق، وذلك بسبب سياسته الغامضة وافتقاره لمهارات القائد. (تود) تناول فى كتابه القرارات الخاطئة التى أقرها أوباما، خاصة فيها يخص منطقة الشرق الأوسط خلال الأعوام التى قضاها فى البيت الأبيض، وأكد تود -الذى عمل مستشارا فى البيت الأبيض فى 2007- أن غروره هو من جعله يرى أن طريقته هى الأصح ولكنها هى السبب فيما آلت له الأمور من انتشار الإرهاب وتزايده خلال الفترة الماضية. وفى خطوة جريئة قامت أيضا الإعلامية الأمريكية شاريل أتكيسون بإطلاق مذكراتها فى كتاب بالأسواق فى 4 نوفمبر الجارى، وتتناول فيه ما تعرضت له طوال 20 عاماً من عملها الصحفى والإعلامى من ضغوط من البيت الأبيض والرئيس الأمريكى باراك أوباما لتضليل الرأى العام ونقل أخبار وتقارير زائفة أو غير مكتملة عن أحداث ساخنة سواء بداخل الولاياتالمتحدةالأمريكية أو خارجها وذلك لخدمة مصالح أوباما..لتؤكد بذلك أن (الديمقراطية)، (الشفافية)، (حرية الرأى والتعبير) ما هى إلا شعارات أمريكية براقة تروجها للمجتمع الدولى وخاصة الشرق الأوسط حتى تتمكن بمقتضاها من التدخل فى الشأن الداخلى للدول. مذكرات (شاريل) تدين الإدارة الأمريكية حيث قامت أتكيسون فى كتابها (Stonewalled) أو (تم عرقلتها) بإلقاء قنبلة مدوية على وسائل الإعلام فى أمريكا، حيث كشفت أتكيسون كيف يحمى الإعلام أوباما سواء عن طريق تزييف الحقائق فى مناطق الأحداث الساخنة بالعالم لتبرير سياساته أو عن طريق تلميع ما يقوم به من قرارات ومشروعات والتى عادة ما تكون خاطئة، وفى المقابل تقوم المؤسسات الصحفية بمهاجمة الصحافة والإعلام فى العالم العربى والإسلامى واتهامها بالتحيز والنفاق، وذكرت أتكيسون أن الشعب الأمريكى يعتقد أن لديه صحافة حرة ولكنه لابد أن يستيقظ على الحقيقة الكاملة. وكشفت أتكيسون الإعلامية السابقة فى شبكة (سى بى إس) الأمريكية ومقدمة برنامج (CBS Evening News) فى مذكراتها الكفاح من أجل الحقيقة فى الولاياتالمتحدة ضد قوى العرقلة والترهيب والتحرش فى (واشنطن أوباما)، وكيف تم ترهيبها من قبل مجلس الأمن القومى بالبيت الأبيض عند محاولتها عرض معلومات وتفاصيل حول حادث بنغازى فى 11 سبتمبر ,2012 وقد وصفها اثنان من رؤسائها السابقين، جيم مورفى وريك كابلان المنتجان التنفيذيان للبرنامج أنها تنطح برأسها فى الحائط أو تسبح ضد التيار كما يقولون، وقد تمت إقالتها من قبل الشبكة ولم تعد على جدول رواتبهم بسبب معارضتها لسياسة أوباما وطريقتها فى مهاجمة المسئولين بإدارة أوباما عند استضافتهم فى البرنامج، ورأت أتكيسون أن الفساد والتضليل والكذب الصريح من أهم الآلات السياسية لواشنطن فى الوقت الحاضر. وذكرت فى مذكراتها أن المال والسلطة هما المحركان للمؤسسات الإعلامية فى أمريكا، وأنها رأت العديد من القصص غير الصحيحة (المفبركة) طوال سنوات عملها كمراسلة وإعلامية التى تخدم سياسات أوباما ومهاجمة ما يعتبرهم أعداء، وقصصا أخرى تعمل على تلميع مشروعاته وقراراته للشعب الأمريكى رغم أن كل المراقبين يعرفون أنها تضع البلاد فى ورطة كبيرة، وكيف تعرضت تقاريرها أثناء فترة إعادة انتخاب أوباما مرة أخرى لقطع الكهرباء، وأضافت إنه عندما لا يرضى البيت الأبيض عن التقارير كان يرسل ردود فعل عنيفة إلى ديفيد رودس رئيس القناة وشقيق بن رودس مستشار الأمن القومى لأوباما. وكشفت أتكيسون كيف يتم تمويل الشبكات الإخبارية العالمية من خلال داعمين لأوباما للتحكم فيما ينشر ويذاع من تقارير وأخبار وتحليلات وترويج المعلومات التى يريدها البيت الأبيض على العالم كله وقد سبق وكشفت إيمى ويننج مراسلة شبكة ال(سى. إن. إن) الأمريكية السابقة عن أن الشبكة يتم تمويلها من قبل جهات حكومية أجنبية ومحلية لتعديل المحتوى الصحفى المنشور أو جعله موجها وللتحكم فيه، بالإضافة إلى عدم الإبلاغ عن بعض الأحداث أو تعتيمها إعلاميا. وتؤكد ( شاريل) أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تدفع للشبكة لبناء الروايات التى تخدم مصالحها بالإضافة إلى بعض الحكومات الأجنبية الأخرى خاصة فى أحداث الربيع العربى وأضافت ويننج أن العاملين بالشبكة قدموا الكثير من الشكاوى والاستفسارات بسبب عدم تقديم تفسير لرفض بث برامج أو بث برامج بعينها، وقد سبق وأعلنت أمبر ليون مراسلة سابقة فى شبكة (سى. إن. إن) أنها تلقت أوامر باختلاق أخبار وهمية وحذف الأخبار السلبية والتى تؤثر على إدارة أوباما وهو ما يعكس المؤامرات التى تحاك وراء الأبواب المغلقة داخل كيانات وسائل الإعلام الأمريكية. وليست هذه المرة هى الأولى التى ينشق فيها إعلاميون وسياسيون على الرئيس الأمريكى باراك أوباما ويقومون بكتابة مذكراتهم عن أوباما وسياسته وإدارته، فقد كان من بين المذكرات الصادرة هذا العام (Hard Choices) أو (خيارات صعبة) لهيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة- الذى صدر فى 10 يونيو الماضى، و(Worthy Fights) أو (معارك تستحق خوضها) لمدير المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) السابق ليون بانيتا والذى طرح فى 7 أكتوبر الماضى، وقد كشف روبرت جيتس، وزير الدفاع الأمريكى السابق كواليس ما جرى فى إدارة أوباما فى كتابه الذى حمل عنوان Duty: Memoirs of a Secretary at War) أو (الواجب: مذكرات وزير فى الحرب) والذى طرح أوائل 2014 وتحديدا فى 14 يناير الماضى، والذين وجهوا جميعا انتقادات حادة لسياسات أوباما الخاطئة وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط وحملوه المسئولية عما جرى فى ثورات الربيع العربى فى مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن ومسئوليته فى صعود الإخوان إلى سدة الحكم فى تلك الدول من خلال دعمه للجماعة الإرهابية. ومن أكثر الكتب إثارة للجدل كتاب (Forcing the Spring: Inside the Fight for Gay Marriage) أو(إجبار الربيع: الكفاح من أجل زواج المثليين) للمؤلف جو بيكر والذى تم طرحه فى 22 أبريل الماضى والذى تحدث عن دعم أوباما لزواج الشواذ والمثليين جنسيا، حيث كانت الحملة الانتخابية الرئاسية لفترة ولايته الثانية تنصب على (الحرب على الدين)، والتى هيمنت فيها السياسة الجنسية والدينية والقضايا الأخلاقية مثل الإجهاض ومنع الحمل وزواج مثليى الجنس، وقد أعلن أوباما بصراحة تأييده لزواج المثليين وإباحة عمليات الإجهاض، وقد زادت التدفقات النقدية من أولئك الذين يعتبرون (زواج المثليين) قضية عظيمة لإرساء الحقوق المعنوية والمدنية فى العصر الحديث، على الرغم من أن الكاتب بات بوكانان وصف المعارك السياسية حول القضايا الأخلاقية باسم (الحروب الثقافية)، حيث رأى أن زواج المثليين بالنسبة لأمريكا هو الموت المسيحى. وقد سبق هذا الكتاب الذى تحدث عن الميول الجنسية لأوباما كتاب فى منتهى الغرابة للكاتب والسياسى جوردون كلينجن شميت، والذى كان المرشح الجمهورى لولاية كولورادو طرحه أثناء استعداد أوباما لفترة ولايته الثانية بعنوان (The Demons Of Barack H. Obama) أو (شياطين باراك حسين أوباما) والذى رأى فيه أن أوباما تحت سيطرة أرواح شيطانية تضعه تحت شهوة الجنسية المثلية عن طريق شياطين الفجور الجنسى، والسخرية من الدين، مما دفع الطبيب جيروم كيروسى بتأكيد أن أوباما له ميول شاذة وتاريخ مثلى الجنس ظل فى طى الكتمان مما دفع ميشيل أوباما لإعداد أوراق الطلاق عندما كان أوباما سيناتور عن ولاية إلينوى فى الكونجرس الأمريكى، ولكنها لم تستمر فى إتمام الدعوى حتى لا تؤثر على مسار حياته السياسية. ومن أكثر الكتب التى وجهت لأوباما تهمة الكذب كتاب (You Lie) أو (أنت تكذب) والذى تم طرحه فى الأسواق فى نفس اليوم الذى طرحت فيه مذكرات ليون بانيتا فى 7 أكتوبر الماضى، وقد اتهم الكاتب جاك كاشيل الرئيس الأمريكى بالكذب عن تاريخه الشخصى وفلسفته السياسية منذ أن ظهر لأول مرة على الساحة السياسية فى عام 1995وطوال حياته وخلال السنوات الخمس الأولى من رئاسته والذى غض الإعلام البصر عنها، ووصفه بالتهرب، والتناقضات، والأخطاء، والخداع، والأكاذيب، ووصفها بجملة شديدة اللهجة (الكذب عند أوباما لا يعرف حدودا) وهى واحدة من أجرأ الجمل التى شملها الكتاب، وتحدث عن ظاهرة أوباما التى هى مجرد خدعة وضعت بعناية حيث يخفى أجندته الحقيقية، والتى تحددت فى إطلاق حرب باردة جديدة والاستمرار فى احتلال العراق وأفغانستان وإشعال الشرق الأوسط، مؤكدا أن الرئيس الامريكى باراك أوباما ليس سوى أداة داخل أجندة أكبر. ومن ضمن أهم كتب تناولت ديكتاتورية أوباما كتاب (Power Grab) أو (الاستيلاء على السلطة) للمؤلفين ديك موريس وايلين مكجان واللذين يؤكدان خطة أوباما فى الاستيلاء على السلطة، ووصفاه بالمتعصب والديكتاتور، حيث يرى ديك موريس المؤلف والمستشار السابق لبيل كلينتون أن أوباما قد ذهب إلى أبعد من أى رئيس سابق فى توسيع نطاق السلطة التنفيذية وأعرب عن تخوفه من أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد لا يتنحى عندما تنتهى فترة ولايته فى عام ,2016 موضحا أن أوباما أستاذ القانون الدستورى والذى يعد أول أمريكى من أصل أفريقى يحصل على الدكتوراه فيه، يعمل منذ سنوات لتمديد فترات الرئاسة لأكثر من فترتين فى مغامرة لم يسبقه أحد من أسلافه لخوضها عن طريق سن قانون لا يضره هو وحزبه سياسيا، وسخر ليمبو من مناورات أوباما غير المشروعة، متهما إياه بانتهاك القسم والدستور بدلا من إنقاذ قوانين البلاد، مضيفا أن أوباما نفسه قد أعلن عن نيته البقاء فى البيت الأبيض بعد الانتخابات المقبلة، وقد قام بالفعل النائب كيفن برادى برفع دعاوى قضائية ضد أوباما لمخالفته الدستور الأمريكى بسبب التشريعات التى يمررها، واتهمه بأنه لا يفهم الفروع الثلاثة - التنفيذية والتشريعية والقضائية - التى يعمل بموجبها دستور الولاياتالمتحدة، وقد قدم أيضا المؤلف بن شابيرو حالة شاملة ضد انتهاكات باراك أوباما خلال الفترة التى قضاها فى منصبه فى كتاب (The People Vs. Barack Obama) أو (الشعب ضد أوباما) حيث وصف فيه أوباما بالمجرم وأن إدارته أصبحت عبارة عن متاهة من الفساد مملوءة بفضائح التجسس والقتل، والرشوة وانتهاك للقوانين الداخلية وعرقلة سير العدالة.∎