توصلت أجهزة التحقيقات فى قضايا مرسى التى تحقق وتستقصى الحقائق منذ اعتقاله وعزله إلى وجود تلاعب مقصود يرقى إلى مستوى التزوير فى تقارير رسمية بشأن صلاحية لياقته الطبية لتولى منصب رئيس الجمهورية، وهى تقارير مودعة فى ملف تقدمه للجنة الترشح الرئاسية التى انتهت بإعلان فوزه، خاصة عقب ثبوت صحة معلومات خضوعه لأكثر من جراحة حساسة برأسه يستحيل معها تأهله لأعلى مناصب الدولة لأنها عمليات ثابت علمياً أنها تترك آثاراً جانبية مستمرة أبرزها الإثارة الحسية المزمنة التى تؤثر على ردود أفعال المريض. والدليل تعاطى محمد مرسى حتى يومنا هذا عقارات شهرية تساعده على تخفيف الأعراض الجانبية للعمليات التى خضع لها بالماضى وعلى رأسها أعراض تصلب أطرافه. بالتزامن مع تلك التطورات المهمة بدأ مرسى اتباع أسلوب الامتناع عن التحاور مع حراسه والاكتفاء بأقل الكلام العادى لادعائه اعتيادهم تسجيل حواراته بشكل يومى، كما طالب إدارة سجنه بغلق إحدى فتحات التهوية الموجودة بسقف زنزانته بزعم مراقبة الحراس له خلالها، مما يمنعه من التمتع بحرية خلوته الشخصية الأمر الذى قوبل بالرفض الرسمى لدواع صحية بحتة مثل تعرض السجين لخطر الاختناق، ولمخالفة طلبه بشكل صريح لوائح مصلحة السجون. وكان مرسى قد شكا من نقل حواراته ويومياته إلى خارج أسوار السجن ونشرها بوسائل الإعلام خاصة ما يخص مهاجمته لكافة وسائل الإعلام والصحافة المصرية ووصفه كل العاملين بها بالخونة والجواسيس. وكان مرسى قد طلب من أسرته مؤخراً شراء ستائر طويلة، وقد اشترط أن تكون داكنة اللون لتركيبها فى حمام زنزانته حتى يمكنه خلع ملابسه خلال الاستحمام دون إمكانية تصوير الحراس له عارياً وذلك تنفيذاً لطلب أطباء السجن خشية تعرضه خلال فترة الشتاء لأزمات صحية وصدرية خطيرة يمكن أن تهدد حياته مباشرة. كما استغل مرسى مؤخراً خبراته المتعددة فى التعايش بالسجون واعتاد «دقر» باب غرفة زنزانته بواسطة «فوارغ» بطاريات مستخدمة لمنع فتحه من الخارج بسهولة حتى يتمكن حال تواجده بالحمام من ستر نفسه إذا فتح الحراس عليه الباب لأى سبب.. الأمر الذى يعد مخالفة صريحة للوائح مصلحة السجون ويعرضه للجزاء الإدارى. المثير أن جهات معنية شكت فى الأيام الأخيرة من احتراف مرسى كتابة وتحرير العرائض والشكاوى الشخصية ورفعها إلى النيابة العامة عن طريق ممثليه القانونيين، مع تهديده الدائم لطاقم حراسه أنه سيتسبب بتعرضهم للجزاءات الرسمية إذا رفضوا طلباته. وكان مرسى قد حرر مؤخراً عددًا من العرائض التى تضمنت طلبات شخصية بينها حاجته إلى دهانات طبية خاصة ضد نزلات البرد وتيبس العضلات مع شكواه من خشونة بالركبة والمفاصل وعدم توافر ذلك العلاج لدى مخزن أدوية السجن. كما حرر مرسى عريضة أخرى طلب فيها من إدارة السجن السماح له بالتريض طيلة النهار من الثامنة حتى الخامسة مساء مع عريضة ثالثة طلب فيها شراء دولاب خشبى صغير من الخارج يجمع أغراضه وعندما رفض طلبه استبدل العريضة بأخرى لتوفير دولاب من منتجات مصلحة السجون الاقتصادية. وحصل مرسى على جهاز تليفزيون 20 بوصة بالألوان جديد بدلاً من آخر كان اشتراه من الداخل، وحدثت به مشكلة فنية حيث تعذر تصليحه بإمكانيات السجن العادية مع عدم توافر قطع الغيار المناسبة. اللافت أن مرسى تلقى التأنيب مؤخراً بسبب تكرار تعمده تأليب حراس السجن متوسطى الحالة على ظروف معيشتهم وعملهم ورواتبهم ومطالبته لهم بالثورة على قياداتهم وتعمده تأليب بعض الضباط على وزارتهم مع إصراره اليومى على حمل الأموال الكبيرة خلال تنقله داخل السجن، مما يعتبر مخالفة جسيمة بقانون مصلحة السجون المعدل مما يعرضه للجزاء الإدارى المباشر. بالتزامن مع ذلك تعددت عرائض محمد مرسى الشخصية مؤخراً بشأن رفضه لغلاء أسعار السجائر فى مصر بشكل عام واتهامه للحكومة بقهر المساجين والعمل على ذلهم اقتصادياً والمعروف أن العملة السائدة داخل السجون المصرية هى السجائر. مع شكواه الرسمية المتكررة من استحالة العيش بالسجن بسبب جشع المسئولين عن منافذ بيع الأطعمة والمنتجات المسموح بها، مما دعا المسئولين للتوضيح لجهات عليا أن قرارات رفع الأسعار الخاصة بالسجائر لا علاقة لوزارة الداخلية بها من قريب أو من بعيد. وكان مرسى قد اشتكى مسئولين بالاسم اتهمهم بإحدى الشكاوى بالمافيا المتربحة على حساب السجناء وتحذيره بمتن الشكوى من ثورة ثالثة مدمرة يزعم أنها ستأكل اليابس والأخضر ستبدأ من داخل السجون فى مصر. فى ذات الإطار رفضت جهات مختصة بملف احتجاز الرئيس المعزول محمد مرسى عدداً من الطلبات تقدمت بها جهات أجنبية لزيارته بالسجن كما تم رفض طلب تقدمت به مؤسسة صحفية عالمية لإجراء حوار مع مرسى داخل محبسه. ويمضى محمد مرسى أيامه فى سجنه بعدة طرق خاصة به، أبرزها اعتياده شواء الذرة بنفسه حيث يحرص على طلب عدد كبير منها كل زيارة ويستقبل من قريته أجولة منها ومن ثمرات البطاطا يوزع بعضها حتى لا تفسد لديه.. الأمر الذى دفع المساجين بعنابر السجن إلى تسميته بلقب الرئيس «بتاع الذرة» وفى عنابر أخرى منفصلة «بتاع البطاطا». كما اعتاد مرسى مؤخراً الاستغراق فى الدعاء بصوت جهورى داخل زنزانته ليلاً على المسئولين الذين تسببوا فى عزله من الحكم. واعترض الجمعة الماضية على تخصيص مكان منعزل له لصلاة الجمعة بعيداً عن سائر جموع المساجين الجنائيين، حيث لم يقبل تصديق أن القرار الإدارى صدر لصالحه خشية اعتداء السجناء عليه. خاصة أن معلومات مصلحة السجون أكدت كراهية معظم السجناء لشخص مرسى لدرجة تهدد حياته، وأن سر غضبهم لتسببه المباشر فى حرمانهم من مميزات معيشة ألغيت عقب فرض نظام الطوارئ فور وصوله إلى السجن مما شدد من الإجراءات الأمنية عليهم. المثير أن مرسى راهن ضباط السجن الأسبوع الماضى على خسارة الفريق المصرى أمام السنغال وتونس، الأمر الذى أغضبهم منه عقب تحقق خسارة الفريق المصرى. وقد لاحظ حراس السجن أن مرسى يمضى أوقات فراغه فى قراءة القصص الدينية والبوليسية، كما ينتقد الصحف الحكومية خاصة جريدتى الأخبار والأهرام المسموح له بالحصول عليهما طبقاً للائحة مصلحة السجون. كما يلعب مرسى داخل زنزانته وقت خلوته وغلق العنابر لعبة «السيجا» الشعبية مع نفسه بقطع حجارة جمعها من جوانب أرضية السجن أعلن احتفاظه بها تخليداً لذكريات اعتقاله وعزله التاريخية على حد تعبيره مع تمسكه المستمر بزعم أنه لا يزال الرئيس الشرعى. الغريب أن مرسى تبنى فى الأيام الماضية قطة حصل عليها من فناء السجن أطلق عليها اسم «عائشة» يعاملها كصديقته المخلصة، وأعلن للجميع أنها أفضل لديه من البشر ويحرص على تغذيتها وشراء الألبان لها وحمايتها من القطط الذكور. بينما تسببت القطة فى مشكلة الأسبوع الماضى بسبب رغبتها الخروج من زنزانته عقب مواعيد غلق وتشميع السجن واضطر السجناء والحراس لتحمل موائها المزعج طيلة ليلة كاملة لأنها كانت فى فترة التزاوج. ويعانى مرسى مؤخراً من حالة حزن شديدة أثرت بشكل ملحوظ على معنوياته لشعوره أنه سبب البلاء الذى تعرضت له جماعة الإخوان المسلمين. كما تلاحظ منذ شهرين حرصه كل صباح على النداء على قطط السجن بالاسم بعدما أطلق على كل منها اسماً ويشترى مرسى لتلك القطط الأطعمة بمبلغ يوازى راتب حارس درجة أولى بشكل شهرى. فى هذه الأجواء تعرضت غرف حبس أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على مستوى سجون مصر لحملة تفتيش مفاجئة مكثفة ودقيقة، تأكدت خلالها السلطات من خلو زنازين الجماعة من أجهزة الراديو الحديثة التى يمكن استخدامها فى تلقى الرسائل الصوتية على موجات FM. كما استمعت سلطات مصلحة السجون لشكاوى أعضاء الجماعة وتلقت من معظمهم شكاوى وطلبات خاصة بهم لفحصها واستبيان المسموح بينها ورفض ما يخالف لائحة السجون المصرية.∎