تقلد مناصب كثيرة فى مطبخ وزارة الثقافة، كان عضو لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، ثم مديرًا لفرقة الغد المسرحية التابعة للبيت الفنى للمسرح، ثم رئيسًا للبيت الفنى للمسرح، وكان آخرها رئاسته للمركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية. أما مسك الختام فهو تولى «ناصر عبدالمنعم» منصب رئيس قطاع الإنتاج الثقافى بوزارة الثقافة وما خفى كان أعظم. ؟ سألناه عندما تم تكليفك برئاسة قطاع شئون الإنتاج الثقافى.. ما أبرز الخطوط التى كانت تحملها أجندة عملك؟ - فأجاب أهم الخطوط أننا نريد استعادة الجمهور لمسرح الدولة، والسيرك القومى والفنون الشعبية، وتطوير الجهات التابعة للقطاع، بعد تردى حال المسرح والذى شاخ لغياب يد التطوير عنه، حيث كان التطوير شكليًا إلى حد كبير كدهان الحوائط وتغيير ألوان الكراسى دون الدخول بشكل حقيقى لتطوير البنية الأساسية وميكانيزم خشبات المسارح. ؟ وما الدور الذى يلعبه قطاع الإنتاج الثقافى لحل هذه المشكلات؟! - نبدأ بالأكثر احتياجًا للتطوير والتغيير فى ظل عمل المسارح الأخرى بالتوالى، أجندتى تستهدف أن تمتلك الجهات التابعة لقطاع الإنتاج الثقافى أجندة سنوية وبرنامجًا سنويًا معلنًا، وهو أولى خطوات التسويق، لأن المواطن المتذوق للمسرح الذى يرغب فى ارتياد المسارح ودور العرض من حقه أن يكون لديه برنامج واضح عن العروض. ؟ ما الصعوبات التى واجهتك عند تولى قطاع الإنتاج الثقافى؟ - الصعوبات تنقسم إلى جزئين، الأولى هى أن المؤسسات والأجهزة شاخت وترهلت، ونحتاج إلى ضخ دماء جديدة وأفكار ومفاهيم مبتكرة ومبدعة داخل العمل المؤسسى. والصعوبة الثانية هى أن الكل فى حالة فوران وتصور أنه لم يحصل على حقه، خاصة الصراع الناتج بين القامات الفنية الراسخة والشباب، حيث ترى القامات الفنية أن الشباب حاصلون على أكثر من حقهم، والشباب لديه إحساس أن الجيل الكبير «كفاية عليه كده».. وأنا فى موقع المسئولية أقف فى المنتصف محاولاً تقريب جميع الأطياف وخلق حالة من التوافق. ؟ كيف ترى أسباب الأزمة التى يعانى منها المسرح المصرى فى السنوات الأخيرة؟ - لدينا أزمة كبيرة فى النص المسرحى أى المؤلف المسرحى، فبالمقارنة للنهضة المسرحية بالستينيات نجد كبار القامات من الكتاب مثل عبدالرحمن الشرقاوى، يوسف إدريس، نعمان عاشور، النص هو عماد العمل المسرحى الذى بنى عليه جميع العناصر الأخرى، فأصبح لدينا تراجع فى النص المؤلف، من أسبابه التطور الذى طرأ على صناعة الفيديو، والسينما أصبحت تسحب البساط من تحت المسرح، حيث- كاتب العمل التليفزيونى- يحصل على أضعاف ما يحصل عليه المسرحى. ؟ ولكن ما الميزانية التى وضعها القطاع للنهوض بالمسرح؟ - لدينا مأساة، وهى أن أغلب موارد ميزانيتنا تتوجه إلى الأجور ورواتب الموظفين، ويتبقى القليل للإنتاج الفنى، فالبيت الفنى للمسرح ميزانيته 48 مليون جنيه، يذهب 40 مليون جنيه للرواتب ويتبقى 8 ملايين فقط للإنتاج الفنى، بسبب تضخم الجهاز الإدارى حتى داخل المؤسسات الفنية، فالإداريون أكثر من الفنانين فى المسرح، وفى نفس الوقت لا يمكن أن نسرح هؤلاء الموظفين. ؟ عاصم نجاتى اقترح تحويل قطاع الإنتاج إلى شركة قابضة.. ما رأيك؟ - تجارب الشركات القابضة فى الفن فشلت ولم تنجح، فمثلاً شركة الصوت والضوء هى شركة قابضة وحصلت على أصول السينما، لا تعلم ماذا تفعل بهذه الأصول وتحاول إعادتها لوزارة الثقافة من جديد، ولكن أنا مع الفصل بين السينما والمسرح، وهذا فى طريقه للتحقق وليس شركة قابضة. لا يمكن أن نأمن على عقول ووعى الجمهور وهذه القوة الناعمة بأن تصبح متروكة لشركات قابضة، بل تبقى فى يد الدولة المسئولة عن ثقافتها ووعيها وذوقها وتكوينها. ؟ هل سنشهد نقلة مختلفة فى برنامج المسرح القومى؟ - الافتتاح سيشهد تقديم عرض مسرحى من «ريبرتوا» المسرح القومى للكاتب الكبير نعمان عاشور وهو «بشير التقدم» لرفاعة رافع الطهطاوى، أحد رواد التنوير، وندرس حاليًا كيف يصبح المسرح القومى مؤسسة قائمة بذاتها وجزءًا من ذاكرة هذه الأمة من خلال مجلس أمناء يتولى مسئوليته ويضع استراتيجية لعمله، لتحريره من قيود الهياكل البيروقراطية من خلال أساتذة متخصصين وخبرات كبيرة فى مجال المسرح. تكون المهمة الأولى للمسرح القومى إعادة روائع العروض التراثية فى تاريخ المسرح القومى، أجيال كثيرة لم تشاهد هذه الإبداعات من التاريخ العريق، إضافة إلى عروض مسرحية جديرة نختارها بدقة.؟