يؤدى حجاج بيت الله الحرام صباح اليوم السبت صلاة عيد الأضحى المبارك فى المسجد الحرام بمكةالمكرمة بعد أن من الله عليهم بأداء فريضة الحج فى أجواء آمنة ومطمئنة ومفعمة بالخشوع لله سبحانه وتعالى، وكانت جموع حجاج بيت الله الحرام بدأت مع إشراقة هذا اليوم العاشر من ذى الحجة «أول أيام عيد الأضحى المبارك» بالتدفق إلى «منى» قادمة من «مزدلفة» بعد أن باتت الليلة الماضية بها ونعمت أمس الجمعة بالوقفة الكبرى على صعيد «عرفات»، وسيبقى الحجاج فى منى لأداء منسك رمى الجمرات على مدى أيام التشريق الثلاثة التى تبدأ غداً الأحد فى ثانى أيام العيد ويجوز للمتعجلين أن يكتفوا برمى الجمرات ليومين فقط بعدها يقوم الحاج بطواف الوداع ليبدأ رحلة العودة إلى وطنه. وكان العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصل إلى منى، يرافقه ولى العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وولى ولى العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز للإشراف المباشر على راحة وتنقلات ضيوف الرحمن، والاطلاع عن قرب على كل ما يتم توفيره لخدمتهم وتأمين راحتهم. هذا وقد وصل آخر فوج من الحجاج المصريين إلى المشاعر المقدسة يوم أول أمس الخميس ومن أبرز المسئولين المصريين الذين يشهدون موسم الحج هذا العام، المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، الذى وصل مكة أول أمس الخميس، ويؤدى الفريضة أيضاً عدد من الوزراء منهم: عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، والدكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والرى، والدكتور عادل عدوى، وزير الصحة والسكان، والدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، فضلاً عن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، رئيس البعثة الرسمية، الذى تم اختياره لإلقاء كلمة وفود الدول المشاركة فى الحج أمام العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما حضر إلى مكة أيضاً المشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع الأسبق، برفقة زوجته، لأداء الفريضة. وكان أكثر من مليونين ونصف المليون من الحجاج قد توافدوا إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك الحج، فى ظل التزام جميع دول العالم بتخفيض أعداد حجاج الخارج لهذا العام بنسبة 20 ٪ وبنسبة 50٪ لحجاج الداخل بسبب أعمال التوسعات الجارية والمشروعات التطويرية التى تعكف حكومة المملكة على تنفيذها فى المشاعر المقدسة خلال السنوات الماضية، هذا وقد أعلنت المديرية العامة للجوازات السعودية، أنه تم إنهاء إجراءات قدوم (199,384,1) حاجاً فى كافة المنافذ الدولية (الجوية والبرية والبحرية) حتى ظهر الثلاثاء 30 سبتمبر ، وأوضحت مديرية الجوازات السعودية، أن (421,311,1) حاجا وصلوا عن طريق الجو، و796,58 برًا، إضافة ل982,13 بحرًا هذا بخلاف أعداد حجاج الداخل من المواطنين السعوديين والمقيمين الذين من المتوقع أن تزيد أعدادهم على أكثر من مليون حاج. ومن المتوقع أن يشهد حج هذا العام أعدادا كثيفة لتوافق يوم عرفة هذا العام مع يوم الجمعة، وعظم الأجر والثواب فيه، الأمر الذى حدا بالسلطات السعودية من تشديد إجراءاتها الأمنية واستعداداتها المكثفة وخطط للتصعيد حرصت على أن تجرى عمليات نقل الحجاج إلى منى وفق آلية تضمن وصول جميع حجاج بيت الله الحرام بكل يسر وسهولة ومن دون حدوث أى تأخير، بينما جرى تدعيم الحافلات بمرشدين ذوى خبرة ودراية كاملة بكل الطرق والمواقع الخاصة بمساكن الحجاج فى المشاعر المقدسة، للإسهام بشكل مباشر فى توفير أقصى سبل الراحة لضيوف الرحمن من خلال إيصالهم إلى مخيماتهم. وكان الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والرئيس العام لبعثة الحج المصرية، قد صرح خلال اجتماع عقده فى مكةالمكرمة مع الرئيس العام لبعثة الحج المصرية ورؤساء بعثة السياحة، والداخلية، والتضامن الاجتماعى، والصحة، والسكان، ومساعد أمين عام مجلس الوزراء، لمتابعة أحوال الحجيج الصحية والإدارية، والوقوف على مستجدات الأحداث، والعمل على راحة حجاج بيت الله، أن وضع مصر لا يحتمل تجربة حكم سياسى يتستر بالدين، مشددا أن من يضبط متلفظًا بشعارات سياسية سنطالب بترحيله فورًا من المملكة العربية السعودية، ونحاكمه فى بلادنا، مطالب بضرورة أن نحافظ على شكل الشخصية المصرية، ونكون على مستوى المسئولية. وأوضح أن بعثة الحج تعمل بنظام الخدمات المتكاملة، وأنها تستفيد من موسم الحج السابق لتطوير الأداء وتقديم الأفضل لحجاج بيت الله. وقال جمعة إن هناك تعاوناً كبيراً من جميع البعثات المصرية فى الحج سواء القرعة أو السياحة أو «التضامن» مشيرا إلى أن تعاون السلطات السعودية مع بعثات الحج بلا حدود وهناك تعاون لافت من الجانب السعودى مع البعثة المصرية، والذى بدا واضحاً خلال استقبالى من قبل وزير الحج السعودى، والجهود التى تبذلها المملكة من أجل مزيد من التنسيق والتعاون مع الجانب المصرى. وفيما يتعلق بترحيل حاج مصرى قال وزير الأوقاف رئيس البعثة الرسمية للحج، إنه بعد إلقاء السلطات السعودية القبض على حاج مصرى أساء للحكام العرب، تم تحرير خطابين له بالتنسيق مع القنصلية المصرية بجدة أحدهما للسلطات السعودية لترحيل الحاج المصرى إلى القاهرة لعلاجه إن كان مريضا أو معاقبته إن كان مخطئا خاصة إذا كانت له انتماءات سياسية. وأضاف جمعة، خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده بمقر القنصلية المصرية الثلاثاء الماضى بجدة، إن الخطاب الثانى أرسله إلى النائب العام المصرى المستشار هشام بركات لاتخاذ الإجراءات القانونية فى هذا الشأن، ويبقى الأمر مع القضاء المصرى باعتباره مواطناً مصرياً بعد مهاجمته القادة العرب جميعاً، لافتا إلى أن لقاءه بوزير الحج السعودى لم يتطرق إلى موضوع الشخص الذى تم القبض عليه وسيتم من خلال المسار الدبلوماسى. من جهته قال رئيس بعثة الحج الرسمية: إنه تم اختيار الخطباء المصريين بدقة والتأكيد على العلماء المرافقين للبعثة المصرية من أجل شرح المناسك والرد على جميع الاستفسارات الدينية وعدم التطرق إلى أى موضوعات خارج مناسك الحج، موضحا أنه وقع خطابين تم إعدادهما بشأن التأكيد على خصوصية مناسك الحج وعدم التطرق إلى أى توظيف للحج فى مكاسب حزبية أو فئوية أو طائفية أو غيرها، مشيراً إلى أن الكفار أنفسهم كانوا يكفون عن القتال فى الأشهر الحرم رغم عدائهم للمسلمين. وقال مصطفى عبداللطيف: المشرف العام على الحج السياحى إن الحج الاقتصادى جاء متميزا وبسعر 26 ألفا و500 جنيه، وهو سعر متميز ويتمتع الحاج فيه بجميع الخدمات المقدمة لكل الحجاج فى كل المستويات الأخرى، موضحا أن حجاج المستوى الاقتصادى أقاموا فى فنادق أربع وخمس نجوم لمدة 5 أيام وتم نقلهم بعدها إلى منطقة العزيزية. وأشار عبداللطيف إلى أنه يتم البحث حاليا بزيادة أعداد الحج الاقتصادى فى الموسم المقبل، من أجل التيسير بصورة أكبر على الحجاج ومساعدة أكبر للحجاج الراغبين فى أداء فريضة الحج، مؤكدا أن التأشيرات لن يتم منحها فى الأعوام المقبلة إلا بعد أن يكون الحاج متعرفاً على مكان إقامته والخدمات المقدمة إليه قبل السفر. وعلى صعيد الوفيات بين الحجاج المصريين فقد ارتفعت إلى 14 حالة وفاة بعد وفاة 3 حجاج من حج السياحة، وهذا ما صرح به مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية والرئيس التنفيذى لبعثة الحج المصرية رئيس بعثة حج القرعة اللواء شاكر الكيال أنه تم الاتصال بأهالى الحجاج المتوفين حتى يتم أخذ موافقتهم بدفنهم بالأراضى المقدسة أو إرسالهم لمصر لدفنهم هناك.