بدأ الرعب يدب فى قلوب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الهاربين إلى تركيا بعد إلقاء السلطات التركية القبض على اثنين منهم واحتجازهما بناء على طلب من الإنتربول الدولى بسبب خضوعهما للمحاكمة فى مصر. ودفعت مخاوف الإخوان من القبض عليهم إلى التردد فى تجديد إقاماتهم فى تركيا بعد أن ألقت السلطات التركية القبض على أحمد محمد مجاهد ومحمد رمضان على إبراهيم بعد توجه كل منهما إلى مديريتى أمن مختلفتين فى إسطنبول لتجديد إقامتهما فى تركيا، فتم احتجازهما بموجب مذكرة من الإنتربول لأنهما لايزالان يحاكمان فى مصر، وذلك تمهيدا لترحيلهما خارج تركيا. أعضاء الجماعة الإرهابية الهاربون إلى إسطنبول، والذين قدرت أعدادهم من واقع سجلات مديريات الأمن بألف ومائة هارب أصبحوا يعيشون فى رعب، ويخشون التوجه إلى مديريات الأمن لتجديد إقاماتهم خشية القبض عليهم، لأنهم يخافون أن تكون أسماؤهم أدرجت على القائمة السوداء للإنتربول، وأن يتم تسجيلهم بمجرد الدخول على موقع مديرية الأمن لطلب تجديد الإقامة، وبالتالى القبض عليهم. وقدم محمد عماد الدين صابر، عضو مجلس الشعب المصرى السابق فى عهد المعزول مرسى، والمحكوم عليه بالإعدام الشكر لأردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو وللشعب التركى لمساندتهم، وقال: إن الحكومة التركية تعد النموذج للعالم. وأضاف: الآن يواجه اثنان من إخوتنا الإبعاد، ونحن نريد أن نعيش فى أمان فى تركيا بعيدا عن السيسى، ونحن ممتنون لأردوغان بتصريحه حول استعداد تركيا لاستقبال المبعدين من قطر، وأنهم يعتقدون أنه لا توجد دولة أخرى غير تركيا يمكنها أن تفعل ذلك. وقال: إنه خائف من التوجه لمديرية الأمن لتجديد إقامته لأنه صدر عليه حكم بالإعدام. أعضاء الجماعة الإرهابية، ولاسيما قياداتهم، الذين اعتادوا الهروب، فكروا فى الهرب من مطاردة الإنتربول لهم، بعد أن قدمت مصر لائحة تضم أسماء جميع من صدرت أحكام بحقهم أو من لايزالون يخضعون لمحاكمات، فطلب بعضهم حق اللجوء السياسى من تركيا، وكان فى مقدمتهم وزير التخطيط والتعاون الدولى الأسبق فى حكومة هشام قنديل «عمرو دراج»، الذى أبعد من قطر مؤخرا ضمن 7 من قيادات الإخوان، دخل غالبيتهم تركيا بعد طردهم. ولم ترد السلطات التركية حتى الآن على طلب دراج، فيما قالت مصادر من داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم: إن أردوغان قد يبدأ تدريجيا فى سحب دعمه لعناصر الإخوان المسلمين بعد أن تصاعدت حملات المعارضة ضده التى تتهمه بدعم التنظيمات الإرهابية فى المنطقة. كما أن المجلس الوطنى المصرى، الذى أعلن عنه منذ حوالى شهرين فى إسطنبول، ككيان ولد ميتا لنفخ الروح وإزالة الشعور بالرعب الذى يعترى أعضاء الجماعة الآن من احتمال عدم تجديد إقاماتهم فى تركيا لإجبارهم على الخروج منها دون طردهم، ويخطط لعقد اجتماعات فى إسطنبول يدعو إليها قناة التركية، الناطقة بالعربية، لتسليط الضوء على اجتماعاتهم من خلال عدد من المذيعين ومراسلى القناة من المنتمين لجماعة الإخوان وفى مقدمتهم أشرف البلقينى ورقية حمزة، إلى جانب قنوات الشرق ورابعة ومكملين، على الرغم من انعدام تأثير هذه القنوات جميعا، لكنهم يحاولون نقل رسائل لأعضاء الجماعة فى الداخل بأنهم لايزالون يتحركون بالخارج لإبقاء قضيتهم المزعومة، قضية الشرعية، على قيد الحياة.