استرد نجوم السينما كبرياءهم فى حفل افتتاح الدورة 30 بمهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى لحوض البحر الأبيض المتوسط، وعبروا عن فرحتهم بعودة مصر ونجومها إلى منصات الإبداع مرة أخرى بعد 3 سنوات من الجفاف والتيبس وأيضاً الهلع، ساعدهم على كل هذا حضور باقة من النجوم أصحاب الرصيد والتاريخ، فى مقدمتهم «نور الشريف» بتاريخه الكبير و«محمد منير» بجماهيريته الضخمة و«نادية الجندى» صاحبة البصمة المميزة فى الأرشيف السينمائى والمخرج الكبير «داود عبد السيد» بعبقريته الرائعة. هؤلاء كرمهم المهرجان مع إهداء هذه الدورة ل«نور الشريف» الذى من جانبه طمأن جمهوره بعد تجاوز آلامه بعد شهور من المرض. نجوم الشعب عادوا إلى أرض الإبداع وسط حفاوة بالغة من جمهور الإسكندرية العظيم وقيادات عروس البحر، وعلى رأسهم اللواء «طارق المهدى» وبرعاية رئيس المهرجان «الأمير أباظة» وإدارته الشابة والواعدة. قبل انطلاق أفلام المهرجان فى دور العرض والتى بلغت حوالى 125 فيلماً تمثل 27 دولة استعرضت النجمات أحدث خطوط الموضة وعلى طريقة مشاهير هوليوود وانضمت إليهن الممثلة الشابة «لقاء الخميسى» التى قدمت مراسم الحفل على الهواء وتركت بصمتها على المسرح بفستانها الجرىء والذى كشف الكثير من مفاتنها بينما دخلت النجمة الكبيرة «نادية الجندى» معها فى معركة على المسرح بفستانها الأبيض المكشوف الصدر وبصورة لفتت انتباه الجميع. «نادية» بنت الإسكندرية لخصت سعادتها بالتكريم بكلمات بسيطة عن مشوارها الفنى خرجت من القلب ابتهاجاً بهذا التكريم كما أنها استردت جزءًا كبيرًا من البداية فى عروس البحر المتوسط. وبين مناورات «لقاء» ومفاجأة «نادية» كانت محاضرة «نور الشريف» والتى ألقاها بمناسبة تكريمه كدروس للأجيال الجديدة.. «نور» تحدث فيها عن مشواره السينمائى وكيف أنه ارتبط بالفن منذ طفولته بحى «السيدة زينب» الذى كان يجمع 5 سينمات والتى كانت فى هذا الحى الشعبى العريق المسكون أيضاً بالآثار الإسلامية القديمة ومسجد السيدة الذى لا تتوقف نفحاته الإيمانية.. «نور» حذر من كارثة هدم السينمات وتحويلها إلى مبان استثمارية، وطالب الدولة بالتدخل السريع لإنقاذ السينما ودور العرض من المستغلين باعتبار أن الفن السابع هو ذاكرة الوطن ولسان حال شعبه. حضور «نور» وروعة كلماته والاستقبال الجميل من زملائه الفنانين، فى مقدمتهم «محمود ياسين» و«شهيرة» والفنانة القديرة «سميحة أيوب» و«إلهام شاهين» و«رانيا فريد شوقى» و«وفاء عامر» و«سوسن بدر» و«درة» و«سمية الخشاب»، وعدد من نجوم المستقبل فى مقدمتهم «أحمد وفيق» و«دينا فؤاد». وكالعادة يمارس «محمد منير» هوايته المفضلة فى إضفاء البهجة أينما يكون بعد صعوده للمسرح وتأثره بالاستقبال الحافل والبكاء بصورة لفتت انتباه الجميع على خلفية أغنيته الشهيرة «لسه الأمانى ممكنة» والتى تناست معها مقدمة الحفل «لقاء الخميسى» دورها وغنت معه كما غنى معه الجمهور. تكريم النجوم تقليد تحول إلى عادة سنوية من إدارة المهرجان ومع «نور» و«نادية» و«منير» و«داود» كرم المهرجان أسماء لامعة أخرى فى مقدمتها المخرج التونسى «الطيب الوحيشى»، الذى تحدث بحب عن مصر ودورها التاريخى تجاه الأمة العربية.. وتكريم المخرج الفلسطينى «هانى أبو أسعد» والمخرج اللبنانى «صبحى سيف الدين». ومن المهم تكرار هذا التكريم فى المهرجانات السينمائية لكبار النجوم. من أجمل فقرات حفل الافتتاح بخلاف النجوم المكرمين وفساتين الفنانات الساخنة هو العرض المسرحى «ماتقتلوش السينما» والذى يحمل فرحة ضد المتاجرين بالسينما والذين لايفهمون رسالتها العظمى ودورها فى حفظ تراث الأوطان والمشاركة فى أزمات الشعوب. ورغم روعة العرض وإشادة الجميع به فإن الوقت الذى استغرقه على المسرح كان محور تحفظ غالبية الحضور وأنه كان من المفروض أن تختزل تفاصيله وزمن عرضه لتأكيد هدفه فى حفل الافتتاح. الجميل أن أبطال العرض هم مجموعة من المواهب السكندرية الشابة بمركز الإبداع بالإسكندرية وخريجى استديو الممثل وجميعهم يتمتعون بموهبة واعدة، كما أن أبطاله نجحوا فى تجسيد أدوارهم بإتقان بفضل إخلاص مخرجه «محمد مرسى إبراهيم» وحرصه على تقديم عمل جاد بعيداً عن رياح الاستهلاك والاستسهال من خلال نص مسرحى مميز كتبه «محمود الطوخى». وبنفس القوة والحماس خرجت أغنية العرض وهى بعنوان «أول شعاع أفلام» وتترجم دور الإسكندرية الحضارى وخروج أولى الإبداعات السينمائية على ضفافها، وهى من كلمات «حمدى زيدان» ألحان وتوزيع «محمد شحاتة» وغناء «ولاء طلبة» و«محمد متولى». العرض الافتتاحى والأغنية الختامية تقليد يجب أن يتكرر وبالمواهب الشابة لتجديد الدماء وهو دور القائمين على المهرجان فى دورته القادمة لكى يكون المهرجان صاحب رسالة ودور فى صناعة الإبداع. من الفاعليات الجديدة إقامة معرض ل23 فناناً وفنانة من دول البحر المتوسط فى سمبوزيم للفن التشكيلى يحصدون ملامح ومعالم الإسكندرية لتوجيه رسالة للعالم بأن مصر ستظل بلد الأمن والأمان. والمعرض يقام للعام الثانى على التوالى بمركز الإبداع تحت إشراف د.«وليد قاطوش» ويستمر المعرض حتى غد الأحد ثم يقام فى اليوم التالى معرض بفندق إقامة الوفود للوحات التى تم رسمها، وينقسم المشاركون إلى قسمين: 13 فنانًا من دول البحر المتوسط أما القسم الثانى فيضم 10 فنانين مصريين. ومن الإضافات الرائعة لهذه الدورة إقامة مسابقة الإسكندرية للفيلم القصير والذى حمل اسم المخرج الراحل «محمد بيومى» رائد السينما المصرية وذلك بمقر مركز الإبداع، وتعد المسابقة هى الأولى من نوعها وتبلغ قيمة جوائزها 16 ألف جنيه، وقد ترأس هذه المسابقة الناقد «فتحى العشرى».. المسابقة تم تكريم الفائزين بها فى حفل الافتتاح. ومن الفاعليات الجديدة فى هذه الدورة ورشة عمل للأفلام القصيرة للمخرج «سعد هنداوى» بالإضافة إلى ورشة التصوير السينمائى للمصور «سعيد الشيمى»، والرائع هو تكريم عدد كبير من أبناء الإسكندرية وتدعيم المواهب الشابة بها. لقطات ∎ «رانيا فريد شوقى» قامت بجولة فى اليوم التالى للافتتاح لزيارة معالم الإسكندرية (كوبرى ستانلى)، (كوبرى سان جوفانى) كما تناولت الكبدة الإسكندرانى فى أشهر المحلات هناك. «رانيا» تجمع حولها المعجبون الذين حرصوا على التقاط صور معها. ∎ «محمد مختار» رافق «نادية الجندى» فى حفل الافتتاح مما يؤكد عودة الحياة الزوجية بينهما. ∎ «وفاء عامر» لازمها زوجها المنتج «محمد فوزى» فى كل خطواتها بالمهرجان. ∎ «محمد منير» غادر الإسكندرية فى ظهر اليوم التالى من الافتتاح، والطريف أنه تقابل مع المخرج ورئيس الرقابة السابق د.«أحمد عواض». «منير» عندما شاهد «عواض» طلب منه أن يعود معه إلى القاهرة لكن «عواض» قال له إنه وصل الإسكندرية منذ لحظات وإنه سوف يستمر فى المهرجان حتى نهايته.