لقد من الله على أمتنا الإسلامية فى رمضان بخصائص ومنح وعطايا وهبات لم تحظ بهن أمة من الأمم، لكن أكانت منن رمضان هى منتهى جود الله وكرمه فى الدنيا لمن آمنوا؟، بالطبع لا فمنحه ورحمته وكرمه لا ينفد، لكنه أظهر لنا المنّة الكبرى وهى إرساله «رسول الله محمدا» للبشرية جمعاء ولرحمة العالمين، فأنوار نبينا أكبر من أنوار الكعبة وحجاجها وعمّارها. فنبينا هو الأوحد الذى قال الله عنه بأنه نور بينما قال عن نفسه سبحانه بأنه نور: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرَضِ .....} النور.35
فنبينا هو النبى الأوحد الذى جاء مصدقا لما بين يديه من الكتب والرسالات وجعل الله هذا الإيمان خصيصة وشرطا لإيمان المؤمنين برسالته.
وهو الرسول الأوحد الذى آمن بكل الرسل قبله وجعل الله هذا الإيمان خصيصة لإيمان المؤمنين برسالته.
وهو النبى المتفرد الذى جعل مسجده مباحا لصلاة من لا يدينون برسالته من نصارى نجران. وهو النبى الذى جعل الله السلام خصيصة لدينه فلا يقاتل إلا دفاعا، وفى حدود رد العدوان بلا اعتداء... {وَقَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} البقرة.190
وهو النبى الذى لاتزال معجزته القرآن الكريم تسعى بين الناس بل وتتحدى الكافرين أن يأتوا بمثلها.
وهو النبى الأوحد الذى امتدح الله أخلاقه قائلا: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } القلم.4 لم يقسم الله بنبى قبله ولا بأى بشر حيث قال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} الحجر.72وكلمة لَعَمْرُكَ تعنى وحياتك.
هو النبى الأوحد الذى وعده الله قائلا: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} الضحى.5 وهذا طبعا غير مغفرة الله لما تقدم من ذنبه وما تأخر وهو أمر يشترك فيه مع باقى الأنبياء.
وهو خاتم النبيين وبه اكتملت رسالات السماء إلى الأرض فلا نبى بعده.
وهو النبى الأوحد الذى حفظ الله رسالته من العبث أو التحريف.
تكرر اسم نبينا محمد بلفظ (محمد) فى القرآن الكريم أربع مرات:
- فى سورة آل عمران، قال تعالى: (ومَا مُحَمَّدٌ اإلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) آل عمران:144
- فى سورة الأحزاب، قال تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) الأحزاب:40 - وفى سورة الفتح، قال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) الفتح:29
- وفى سورة محمد، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ) محمد:2
فناداه سبحانه بقوله تعالى {يا أيها الرسول} مرتين (المائدة 41 -67) و{يا أيها النبى} 13 مرة . . . و{يا أيها المزل} مرة واحدة (المزمل 1) و{يا أيها المدثر} مرة واحدة (المدثر 11) .
هذا إلى غير ورود الإشارة إلى النبى من مثل {وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } الحجر6 وغيرها.
لقد قمت بتدوين ما يلى عن الصلاة عن النبى بحافظتى منذ سنوات وأخرجته للنقاش العام منذ ستة أشهر تقريبا، أى قبل بزوغ فجر منشور هل صليت على رسول الله اليوم الذى قامت له الدنيا بمصر، ويمكنكم التأكد من ذلك من صفحتى على الفيس بوك، لذلك فكلماتى التالية ليست تأليفا بهذه المناسبة المحمومة بين فريقين يتعاركان، إنما هى فقه وتدبر وعدم تقليد كتقليد العميان.
وأعلم بأن كلماتى ستنزل كالصواعق لأنها تخالف ما اعتادت عليه الأمة، لكن بالله عليكم هل كان النبى يأمر الله بالصلاة عليه بالتشهد كما تفعلون؟، وهل كان آل محمد يطلبون من الله أن يصلى عليهم بالتشهد كما تفعلون؟...
ألم يكن النبى يعلم بأن الله أنزل قرآنا يتلى يقول فيه بأن الله وملائكته يصلون على النبى؟، فكيف يطلب ذلك النبى فى صلاته؟.
لماذا تطلبون من الله أن يصلى على النبى بينما هو يصلى عليه فعلا من غير طلباتكم.. أليس هو القائل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} الأحزاب.56
ولماذا لا تصلون أنتم على النبى كما أمركم الله..
لماذا تردون الأمر على الآمر؟.
وهل تتصورون أن النبى فعل مثلما تفعلون حين أمره الله بالصلاة على المؤمنين حين قال له: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} التوبة.103
فهل قال له النبى وهو يرد الأمر على الآمر مثلكم اللهم صلّ عليهم أم ماذا فعل النبى؟. إن الصلاة فى اللغة هى الدعاء، لذلك فإن الله حين طلب منكم الصلاة على النبى إنما طلب منكم أن تقوموا بالدعاء للنبى، وحين طلب الله من النبى أن يصلى على الصحابة بعد أن أخذ منهم الصدقات إنما طلب منه أن يدعو لهم.
وأنت حين تصلى على الميت إنما تدعو له .. فما هذا العبث الذى نمارسه بما نحن فيه وما تعودنا عليه من رد الأمر على الآمر.. ثم نقيم المعارك لأجل هذا الأمر.
ولماذا لا نقول اللهم آت محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه اللهم مقاما محمودا كما وعدته إنك لا تخلف الميعاد، أو تقول اللهم جازه خير ما جازيت نبيا عن أمته ورسولا عن قومه.
أيكون ذلك الدعاء بدعة تدخل بها جهنم؟، أم تراه هو الأنسب وهو من التدبر الذى أمرنا الله به.. ولا يمنع بعد ذلك أن تقول ما يسمونه بالتشهد الذى لم يتفقوا فيه وله حوالى عشر صيغ مختلفة، فلن يمنعك أحد لكن لا تهذى فيه بصلاة أو تسليم مخالف للنصوص القرآنية.
لذلك أرى لافتاتكم التى تزأرون بها هل صليت على حبيبك محمد اليوم إنما هى كلمة حق تريدون بها باطلا أنتم لا تدرونه ولا تعلمونه بل ولا حتى تعلموا كيف تصلون على النبى. وعن السلام على النبى
لست أدرى كيف انتشر أمر السلام على النبى، فبمجرد أن تقول لأحدهم صلّ على النبى إلا ويبادرك قائلا اللهم صل وسلم عليه.. فمن قال لك بأن الله قد طلب منك السلام على النبى؟.
إن الآية تذكر التسليم ولا تذكر السلام {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } الأحزاب ,,.56 لقد طلب الله منا التسليم للمنهج الذى أتى به النبى لكننا نسلّم عليه وكأننا نصافحه مصافحة وسلام اللقاء وهذا خبل آخر...فهل هذا هو تنفيذ قوله تعالى و{سَلِّمُوا تَسْلِيما}.
والدليل على الخطأ هنا أن الله تعالى قال {وَسَلِّمُوا تَسْلِيما} ولم يقل وسلموا سلاما لكن تجدنا نحن نقول اللهم صل وسلّم على سيدنا محمد، لذلك نحن قلبنا التسليم إلى سلام المصافحة واللقاء، فهل هذا من حسن الإدراك أم من سوء الإدراك؟.
لذلك أرى ضرورة تصويب صلاتكم على النبى وتسليمكم له لتتفق مع القرآن مبنى ومعنى، وسأجد بأن هناك معارضين لهذا التصويب، ومدافعين عما ألفوا عليه آباءهم، لذلك اسمحوا لى بتجاهل تلك المعارضات فقد بحثت طويلا ولن أصلى بمعتقدكم عن جسر جهنم ولا عذاب القبر وسأصلى على النبى كما أمرنى الله وليس كتقليد أعمى منقول من نصوص مشكوك بها... ونسأل الله الهداية للجميع.