رغم محاذير خبراء حوض النيل فاجأنا إبراهيم محلب رئيس الوزراء بتصريحات غير واضحة ومريبة بأحقية إثيوبيا فى إنتاج الكهرباء، متحججا بالخبثاء والأشرار الساعين فى استغلال عدم الوفاق فى السياسات المصرية والإثيوبية لإشعال الموقف بالتصريحات والبيانات وأن مصر عازمة على استكمال المفاوضات مع أثيوبيا بالطرق السلمية؟! (محلب) يقول: بناء السد أصبح أمرا واقعا لكن الوقت لم يسرقنا ولم نخسره!! تصريحات مستفزة لأن الجانب الإثيوبى رفض دعوة لإجراء مفاوضات جادة حول السد كما اعترض (على كرتى) وزير الخارجية السودانى على المنهج المصرى فى تعامله مع أزمة سد النهضة الإثيوبية وطالب الجهات السيادية والإعلام المصرى بوقف هذا التهريج تجاه القضية !!.. فهل حصل (محلب) على الجنسية الإثيوبية، حتى يؤيد الموقف الإثيوبى بهذه الطريقة؟! خبراء المياه وقسم الرى والهيدروليكا بكلية الهندسة بجامعة القاهرة طالبوا محلب غير المتخصص بعدم الخوض فى تبرير فوائد وهمية أو غير ذات قيمة حقيقية لسد النهضة الإثيوبى أو التهوين بآثاره الجانبية والخطيرة بطريقة سطحية (وكفانا مصطلحات الأشرار والخبثاء والوحشين!!) نظرا للاعتبارات الهندسية المستفيضة والمتخصصة، والتى أوضحتها الدراسات العلمية والعالمية بل الدراسات الإثيوبية المقدمة للجنة الثلاثية الدولية والتى شابها الكثير من أوجه القصور!!
وتزداد هذه الآثار السلبية فى فترات الجفاف، حيث تتعارض مصالح إمداد مصر والسودان بالمياه الكافية مع تعظيم إنتاج الطاقة من سد النهضة !!
بدلا من انتظار الشح المائى علينا التفعيل العالمى للأزمة بتقديم المستندات والأوراق لمنظمة الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية نظرا لتلاعباتهم بالمواثيق الدولية التى عقدت إبان الاستعمار البريطانى لكل من أوغندا وكينيا وهو ما يعرف باتفاق 1929 بملكية مصر (حصة 5,55 مليار متر مكعب) والسودان (5,18 مليار متر مكعب)
الحلول الاستراتيجية تأتى من توطيد العلاقات مع الأشقاء الأفارقة مع تبنى مصر الدعوة لإنشاء (مجلس تعاون لدول حوض النيل) لتحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء فى جميع الميادين وتعميق وتوثيق الروابط وأوجه التعاون فى جميع المجالات ودفع التقدم العلمى والتقنى فى مجالات الزراعة والثروات المائية والحيوانية والمشاريع المشتركة، بما يعود بالخير على الشعوب الأفريقية المرتبطة بحوض نهر النيل سواء فى المنابع أو المصب.
وفى ذات الوقت السعى لإنشاء مفاعل ذرى لتحلية مياه البحر لتوفير جميع البدائل المتاحة.