فى تصرف يعكس الإهمال واللامبالاة يقبع الماكيت الهندسى لمبنى التليفزيون على المدخل المؤدى إلى قطاع أمن التليفزيون بالدور الخامس فى وضعية متدنية، ويبدو أنه تعرض للتجريح وللتخريب والتشويه رغم أنه يمثل قيمة إعلامية كبيرة ورمزا لمنظومة ولدت عملاقة فى المنطقة العربية، لكن أصابها العجز والسلبية حتى إنه يصف الحال الذى وصل إليه هذا المبنى العريق. مسئولو التليفزيون لم يجدوا للماكيت الأثرى مكانًا فى مخازنه المتناثرة وحجراته التى لا تعد ولا تحصى وتركوه يعانى رغم أنه أثر إعلامى ليس على مستوى مصر بل منطقة الشرق الأوسط باعتباره أول مقر إعلامى متطور فى العالم العربى.
مبنى الإذاعة والتليفزيون هو تحفة معمارية وإعلامية وهو أقدم تليفزيوينات العالم العربى وأفريقيا، وشيد فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكانت عملية البناء لهذا المبنى العملاق أشبه بالمعجزة، حيث أمر ناصر ببنائه فى أقل من عام بعد وضع حجر الأساس فيه فى أغسطس عام 1959 وافتتح فى 21 يوليو عام 1960 ليواكب العيد الثامن لثورة يوليو.
وقد أطلق عليه مبنى ماسبيرو نسبة إلى عالم الآثار الفرنسى ماسبيرو الذى كان يشغل منصب رئيس هيئة الآثار المصرية والذى أشرف على تصميمه وبنائه إلى أن وصل به الحال ككيان ومبنى وماكيت إلى هذا الإهمال والتسيب بدلا من تخصيص غرفة مستقلة له كأثر إعلامى نادر وعملاق.