نعيش عصر الأزمات المزمنة والمتكررة، دون وسيلة حقيقية لمواجهة ويحولونها لكوارث، من أزمة الطاقة وانقطاع الكهرباء و«اللى مش عاجبه يخبط راسه فى الحيط»، وبدلا من إنقاذنا بالطاقة الشمسية أو النووية نعود إلى العصر الحجرى فى استخدام «الفحم»! أزمة المياه ووصولنا إلى «حد الفقر المائى» ومازلنا نتكلم عن مخاطر سد النهضة الإثيوبى، بينما البناء جارٍ على قدم وساق!
والعشوائيات والأزمة الاقتصادية وفيلم «الدعم» هل يستمر أم يتوقف، حلم تطبيق الضرائب التصاعدية وحواديت الحد الأدنى والأقصى للأجور! وعلى الجانب الآخر نعانى من العنف المفرط من الإخوان الخونة وتكرار سيناريو المذابح فى أسوان وسبقتها الخصوص وبورسعيد ودماء المصريين فى كل مكان! والسلاح والرشاش والقنابل متاحة فى يد كل مواطن! وتوفير الرصاص أهم من لقمة العيش! خاصة فى عهد مرسى أتاح رخص السلاح بأسعار بخسة!
أين الدولة المصرية من كل ما يحدث؟ أين إدارة حل الأزمات؟! إلى متى نظل فى عهد التخبط والتضارب والتراخى تجاه جرائم الإخوان الإرهابية؟! أين الحلول الناجزة والفاعلة؟ إلى متى نقول نحن نعيش المرحلة الانتقالية والشعب المصرى صابر ويئن من الأوضاع المعيشية والإرهابية، أين المصير؟!
مصر تعانى من الأزمات المزمنة منذ عقود بلا حلول جذرية، بل نعيش على المسكنات وتظل الأزمات قابعة فى العمق، بينما نرى أمريكا وأوروبا يخططون لعقود قادمة تصل إلى 2050 وإسرائيل 2075!
ونحن ندور حول أنفسنا، أين علم إدارة حل الأزمات المطبق عالميا؟! بينما نعانى من الإضرابات فى معظم قطاعات الدولة والتى تؤدى إلى إضعاف الاقتصاد المصرى؟ نهاجم عبر حروب الجيل الرابع المتبلور فى افتعال الفتن والصراعات القبلية والعرقية من أجل تقسيم الأطراف والدولة تراقب دون إجراءات حاسمة!
عدم التحرك للقضاء على الأزمات أدى إلى تفاقم المشكلات وإهمالها وتضاعفها وتأثيرها السيئ والفادح على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية! بينما نرى فى أمريكا وأوروبا التحرك السريع من الإدارة الأمريكية للتعامل مع الأزمات والخروج منها بأقل الخسائر الممكنة! أما تعامل الإدارة المصرية مع الأزمات فحدث ولا حرج!
فى مصر نواجه الأزمات بطرق بدائية تؤدى إلى تكرارها بلا تقدم خطوة واحدة، للأسف نحن لا نتمتع بثقافة فن إدارة الأزمات، وهذا راجع إلى التفكير الفردى فى اتخاذ القرار دون إشراك الجميع، فضلا عن الاختلاف الدائم مما أرجعنا للوراء كثيرا.
التباطؤ غير العادى تجاه المشكلة وعدم وجود الرؤية المستقبلية تجاه توقع الأزمات وانعدام طرح الحلول ولا توجد مؤسسة فى الدولة تتعامل مع الأزمات وتشارك نظام الدولة فى تطبيق الخطط للخروج من المعضلات والأزمات مثلما يحدث بالدول الأوروبية.
أين ثقافة التعامل مع الأزمات؟ إن أردنا نشرها يكون عبر الجامعات والتعليم العالى بتدريس مادة «فن إدارة الأزمات» بالمناهج التعليمية حتى يستفيد السياسيون من تفكير الشباب المبتكر مثلما تفعل اليابانوأمريكا عبر تدريب الكوادر السياسية فى التوقع والتعامل مع الأزمات والكوارث.
يفند اللواء ياسين سند الخبير العسكرى أسباب الأزمات المزمنة بأن وراءها التضارب والتناحر داخل الحكومة العميقة والبيروقراطية فى أذهان أصحاب القرار وتضارب المصالح بين الوزارات بعضها البعض، دون حسم الموقف! والعمل بالأسلوب الفردى بعيدا عن العمل الجماعى المشترك ًٌُّْ ٍفم•، مما يؤدى إلى ظهور وتفاقم الأزمات.
«إدارة حل الأزمات» متواجدة بالفعل فى معظم قطاعات ووزارات الدولة مثل القوات المسلحة المصرية تضم إدارة أنشئت عقب «نكسة 67» حتى يومنا هذا وكذلك فى وزارة الداخلية وتضم الإدارة لحل الأزمات كفرع من غرف العمليات ومتواجدة فى الوزارات، لكن فكر حل الأزمات القائم على الرؤية والقواعد والأسس العلمية غير موجود وما نراه يعد ارتجالا!
إن أردنا نشر ثقافة وفكر حل الأزمات يكون بالتوعية الإعلامية عبر الفضائيات والصحف وتدريسه فى مناهج التعليم الجامعى، وهناك دورات تدريبية مخصصة لفكر حل الأزمات بالمعاهد والكليات العسكرية مثل أكاديمية ناصر العسكرية.