التحرش النسائى ظاهرة قد تبدو جديدة بعد أن استشرت ظاهرة التحرش الجنسى فى المجتمع بشكل كبير وتعانى الكثير من النساء من هذه العادة التى نمت بشكل ملحوظ فى شوارع مصر خصوصا بين الصبية الذين تتراوح أعمارهم من 10 سنوات إلى 17 عاما بالإضافة إلى بعض الشباب والرجال الموتورين الذين يسيرون فى الشوارع كالثيران الهائجة يبحثون عن فريسة وتزداد هذه الظاهرة وتتصدر وسائل الإعلام فى الأعياد والمناسبات. القول بأن هناك تحرشا من النساء بالرجال قد يكون أمرا صادما لدى البعض إلا أنه أمر واقعى لا يمكن إغفاله على الرغم من تعمد المراكز البحثية والحقوقية التعتيم على هذه الظاهرة، بل تصدير مشهد إعلامى يجافى الحقيقى للواقع وهو أن الرجال فقط هم المتحرشون والواقع الفعلى والشواهد تؤكد أن هناك تحرشا من النساء بالرجال. تحرش بكل الأشكال شفوى وسادى وبكل جرأة قد يرفض البعض مجرد التفكير أن هناك ما يعرف بالتحرش النسائى وهو ما يبدو ظاهرا على المرأة التى تستخدم كل السبل لإخفاء مشاعرها (يتمنعن وهن الراغبات).
امرأة العزيز (زليخا) زوجة عزيز مصر عملت جاهدة على مراودة نبى الله يوسف ووثق القرآن ذلك، ومن هنا نستطيع أن نؤكد أن هناك تحرشاً من النساء بالرجال تختلف أنواعه، فهناك تحرش لفظى أو شفوى كإطلاق تعليقات أو أسئلة جنسية من المرأة على الرجل، وهو النوع الأكثر شيوعا والذى تتعمد فيه المرأة إحراج الرجل بأن تكون أكثر جرأة منه، وهناك نوع آخر من التحرش وهو التحرش المادى بداية من اللمس ووصولا إلى الاعتداء.
(محمد عبدالتواب) أحد الذين تعرضوا للتحرش اللفظى من النساء يروى لنا: كنت راجعا من عملى بالشهر العقارى وإذ بفتاة تأتى بجانبى وتقول (أنا مصلحة ومش مروحة) وكثير من الإيحاءات والتعبيرات التى صدمتنى، وجعلتنى أتصبب عرقا، خايف إن لو حد شافنى عمره ما هيفكر إن هى اللى قالت كده دا أنا سرعت خطواتى وأنا مرعوب وهى بتضحك وكأنها لم تفعل شيئا.
منى موظفة بإحدى الوزارات بوسط البلد تقول: نخرج من عملنا فى حدود الساعة 3 ونكون 5 زميلات مع بعضنا ونركب المترو فى هذا الميعاد الذى يكون المترو فيه على آخره، ولكننا نفضل ركوب عربات السيدات ومعنا زميلة كل يوم تتركنا بحجة أن زوجها ينتظرها فشككت فى الأمر وراقبتها فوجدتها تختار عربة رجال زحمة واللى عدد السيدات فيها قليل وركبت معها من غير ما تعرف فلقتها بتحدف نفسها على الرجالة وكان فى ناس بتستحلى الأمر وناس كانت بتهرب من العربة.
الغريب أن وقائع تحرش النساء بالرجال يصعب حصرها فى محاضر الشرطة الرسمية أو فى إحصائيات رسمية، لأن الرجال يُنظر لهم دائمًا على أنهم الفئة الباغية وعندما يتقدم الرجل لقسم الشرطة لتحرير محضر ضد امرأة متحرشة يقابل بسخرية لاذعة واستهزاء وتكذيب.
أحمد .ع. يقول لنا: منذ فترة تحرشت بى امرأة فى ميدان الموسكى فشتمتها فتجمع الناس حولنا وذهبنا للقسم فاستهزأ بى الضابط والأمناء وكانوا هيعملولى قضية كبيرة لولا إن فى راجل كبير اتكلم مع الست دى وقالها اعتبريه زى أخوكى ما يرضكيش إن مستقبله يضيع وإحنا هنخليه يعتذر لك فوافقت، واضطريت أن أعتذر على الرغم من أنها اللى اتحرشت بيا ويقولك المجتمع يظلم المرأة!!
لا تقتصر أساليب التحرش الجنسى من النساء على هذا الحد، إبراهيم عبدالتواب يقول لنا: هناك بعض الفتيات يتعمدن تصنع حركات تثير الشباب فهن يتعمدن إغواء الشباب والتحرش بهن بأسلوب مباشر مثل الضحك بميوعة والمبالغة فى استخدام «الميك أب» بشكل زائد على الحد فى دعوة للشباب لملاحقتهن والتحرش بهن، فبعض الفتيات يرغبن وبشدة فى سماع تعليقات أحيانًا تخرج عن حدود الأدب.
مواقع التواصل الاجتماعى والموبايل والإنترنت أصبحت أيضًا من أدوات التحرش الجنسى واصطياد الفرائس فتقول حنان - طالبة جامعية - فى البداية كنت أعانى من الكبت والتقيد بالعادات والتقاليد، فوجدت فى مواقع التواصل الاجتماعى غايتى ووسيلتى الوحيدة لكى أتحدث دون خجل أو عيب، فمعظم صديقاتى تزوجن ويحكين أمامى تجاربهن الجنسية مع أزواجهن، مما جعلنى أشعر بحزن وكآبة وبدون تفكير ووعى بدأت أتحرش بالشباب سواء بنظرات أو بكلمات عن طريق الإنترنت حتى يتقربوا منى وأقوم على الفور بإعطائهم أرقام تليفونى لتبدأ مرحلة التحرش. وتنمو ظاهرة التحرش النسائى بسرعة فائقة، لأن المرأة المتحرشة على ثقة أنها فى مأمن ولن يشك بها أحد فهى الحلقة الأضعف فى المعادلة التى يكون فيها الرجل وهو الجانى دائمًا ومنعدم الضمير.
المرأة تفعل ذلك لأنها مطمئنة أن الجميع سيصدقها لأنها هى المرأة وهو الرجل ومن الطبيعى أن يتحرش الرجل بالمرأة وليس العكس.. وهذا ما يتقبله المجتمع أو بالأحرى ما يريد أن يتقبله المجتمع.
يشير علماء النفس والاجتماع أن ظاهرة تحرش النساء بالرجال ظاهرة لها جذور قديمة وعادت تطفو من جديد ويرجع أسبابها إلى ارتفاع سن الزواج والظروف الاقتصادية التى تجعل الشباب يعزف عن الزواج مما يجعل هناك معاناة كبيرة من الفتيات فى العثور على الزوج الذى تتمناه وتحلم به، هذا كله يأتى خلف مشاعر واحتياجات نسائية مكبوتة ويرجح بعض العلماء أيضًا أن هناك نساء قد يصلن لمرحلة لا يستطعن معها كبت مشاعرهن.. فيبدأن بالتحرش بالرجال، ويصنف علماء الصحة النفسية سمات الشخصية للمرأة المتحرشة أن تركيبتها الشخصية «هيستيرية» تحب دائمًا أن تظل محور إعجاب من حولها.
يقول علماء الاجتماع أن أغلب الشخصيات المتحرشة إذا بحثنا عنهن نجد أن لديهم تاريخا من التحرش مثل تحرش بنت بزميلها فى الدراسة أو الطبيب الذى يقوم بعلاجها.
رغم اعتبار التحرش الجنسى انتهاكًا لحرية الفرد وتهجمًا عليه تشير دراسة لمركز أبحاث المنتدى للدراسات المجتمعية أن نصف من يقمن بالتحرش من زميلات العمل و92٪ منهن من رؤساء العمل و12٪ يتحرشن فى الشارع أو أن رجلا واحدا من بين عشرة رجال يتعرضون للتحرش الجنسى من النساء.