كتبت: داليا طه «أريد الذهاب إلى إسرائيل، وأتفق مع حقها فى الوجود 100٪، وزعماؤنا الديكتاتوريون اعتادوا استدعاء القضية الفلسطينية - الإسرائيلية لادعاء أدوار بطولية، لكن الربيع العربى يساعد على محو الصورة السلبية لليهود، والولاياتالمتحدة دعت القوات المسلحة المصرية لعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين فى يناير بدلاً من أن تنحاز لمبارك.. فانحازت بالفعل للشعب!.. هذه آراء الناشطة «داليا زيادة» المدير التنفيذى لمركز «ابن خلدون» للدراسات الإنمائية خلال حواراتها مع قنوات اللوبى الصهيونى فى أوروبا وأمريكا!
سألها المذيع اليهودى فى القناة التليفزيونية الأوروبية «شالوم تى فى» عن الأوضاع المصرية ورأيها فى إسرائيل، وعما إن كانت قد زارت إسرائيل من قبل قالت: «لا فى الحقيقة ولكنى أردت الذهاب ولكن منعنى ذلك الختم لأننى إذا أخذت ذلك الختم على جواز سفرى فسوف أعامل دائما على أننى جاسوسة فى بلدى»، وأشارت إلى أن والدتها لن تمانع خاصة أنها متفتحة فيما يخص الأديان.
وقالت «داليا» عندما وجه إليها سؤال هل لإسرائيل الحق فى الوجود؟: «نعم بالتأكيد لديها الحق ولكنى أعتقد أن هذا مرتبط بنوع من سوء الفهم.. على سبيل المثال كيف تفسر كلمة «صهيونية» فى الغرب هنا .. ليس كما تفسر فى العالم العربى، فكلمة صهيونية هنا مثلا تعنى حق إسرائيل فى الوجود وأنا أتفق مع هذا 100٪.. ولكن فى العالم العربى تربينا أو قالوا لنا دائما فى الإعلام والمدارس وفى كل مكان الصهيونية تعنى محو العرب لتهيمن إسرائيل على المنطقة، ولهذا السبب خلق سوء الفهم تلك التحيزات بين الشعبين».
ورأت «داليا زيادة» أن الربيع العربى سوف يساعد فى محو هذه الصورة السلبية عن اليهود مشيرة إلى أنه ليس جيدا فقط للعالم العربى وإنما لإسرائيل أيضا لأنه «يساعدنا على التوقف عن النظر إلى الصراع العربى الإسرائيلى وكأنه نهاية العالم أو كأنه الشىء الذى لن يمكن أن ينتهى أبدا بدون وجود ديكتاتوريين بالمنطقة لأن حكامنا من الديكتاتوريين اعتادوا أن يستخدموا هذا لكى يشتتوا الناس عن مشاكلهم الحقيقية، عندما أراد مبارك أو مرسى أو أى ديكتاتور أن يدعى دورا بطوليا لم يقم به فى الحقيقة كانوا فقط يستدعون القضية الفلسطينية الإسرائيلية وعندما يريدون الشعور بالأمن أمام شعوبهم وأحيانا أمام أمريكا كانوا يستحضرون القضية الفلسطينية الإسرائيلية بدون التفكير حقًا فى حل»!
وعندما سألها المذيع «اليهودى» عن شعور المصريين تجاه إسرائيل واليهود قالت إن الكراهية تأتى من الأجيال الأكبر سنا لكن الجيل الأصغر لم يدخل كل هذه الحروب والكراهية وكل المؤامرات التى كانت تجرى، وقالت: «بشكل ما لا نشعر بأننا بحاجة إلى هذا الميراث من الكراهية فى نفس الوقت نحن أكثر تطلعا للمستقبل نهتم أكثر بالمستقبل أكثر براجماتية من التفكير فى الموضوع من الناحية العاطفية».
أنا متأكدة من أن الشرق الأوسط الجديد سوف يكون أكثر تسامحا وأكثر شمولا للجميع مقارنة بالشرق الأوسط الذى عهدناه دائما».
وأشارت إلى أن الله يحب اليهود ومن يقول غير ذلك من المسلمين فهو متعصب وفاشى ويقول نفس الشىء عن الشيعة المسلمين، ونفس الشىء عن الأقباط وعن الجميع وطالبت المذيع بألا يعتبرهم مسلمين بل نسخ مشوهة من الآدميين يحتاجون الكثير لتغيير عقولهم.
وأوضحت «داليا» أنها كانت فى ميدان التحرير منذ 25 يناير وكانت من الأشخاص الذين مهدوا الطريق لأن تحدث الثورة وكشفت: «تعلمت فى الولاياتالمتحدة التكتيكات غير العنيفة وبذلت جهدا لكى أحول هذا إلى أفعال وواقع وتعلمت من جين شارب وبيتر اكرمان وترجمت استراتيجياتهم إلى اللغة العربية لكى أساعد زملائى على تعلم ما تعلمته، وكان سبب حصولى على لقب النساء الأكثر تأثيرا فى العالم هو قيامى بترجمة كتاب عن مارتن لوثر يتناول قصة نجاح الملونين فى الولاياتالمتحدة بزعامة القائد الأسطورة مارتن لوثر كينج فى نيل حقوقهم المدنية اعتمادا على استراتيجيات اللاعنف، دربت زملائى وآخرين فى دول أخرى فى الشرق الأوسط على استخدام هذه الاستراتيجيات لإحداث تغيير اجتماعى».
وعن دور الولاياتالمتحدة فى إسقاط مبارك قالت: «القضية ليست متمثلة فى شخص الرئيس الأمريكى باراك أوباما عندما خرج وقال يجب أن يرحل مبارك ولكن عندما دعا الجيش لعدم استخدام العنف مع المتظاهرين واستخدام الحلول السلمية ولكن لا تضربوهم بالنار، هذه النصائح ساهمت فى تحسن علاقاتنا مع المؤسسة العسكرية وبدلا من أن تنحاز إلى مبارك انحازت إلى الشعب».
وعن قلقها من أن تتكرر الأخطاء التى حدثت فى الثورات العالمية والتى أغلبها أتى بحكومة قمعية فى مصر قالت: «أنا أتفهم أنه يمكننا أن نكرر الأخطاء ولكن بعد ما رأيناه من مرسى وجماعة الإخوان أنا واثقة من أننا نتخذ الخطوات السليمة حتى الآن، أغلب استطلاعات الرأى التى تخرج الآن توضح مدى وعى الشعب المصرى بما يحدث الآن وعندما تسألهم عن هوية الرئيس القادم تجدهم يرغبون فى مرشح عسكرى وهو السيسى و30٪ منهم يريدون رئيساً مدنياً بخلفية عسكرية و60٪ يريدون السيسى كرئيس ويحبونه ويقدرونه، المؤسسة العسكرية فى مصر بمثابة المنقذ من العديد من المشكلات فكلما تحدث مشكلة تظهر المؤسسة العسكرية وهى مستقلة لتحلها.. أنا لا أوافق بالطبع على هذا النظام ولكن فى مصر ليس لدينا حتى الآن استقرار ولا ديمقراطية، وبالتالى من الصعب أن تجعل المؤسسة العسكرية تابعة وليست مستقلة، أعتقد أنه يمكن فى يوم من الأيام أن نصبح مثل الولاياتالمتحدة ولكن قد يستغرق ذلك سنوات طويلة لكن نضع الجيش تحت المراقبة المدنية».
وعندما سئلت عما إن كانت علاقتها بالولاياتالمتحدة تضعها فى موقع اتهام أو شك أجابت: «نعم إلى حد ما وقد تم استخدامها ضدى عندما ترشحت لبرلمان 2011 قيل عنى أننى عميلة وخائنة وظهرت صور لى مع أصدقاء يهود لى فى المغرب وكأنها جريمة».
وفى حوار مع «هيرب هورويتز» - الرئيس السابق لمنظمة اليهود الأمريكيين بوسط نيوجيرسى- قالت إنه يجب أن يفكر المسئولون فى مصر فى إحضار الإخوان وكل الفصائل بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معهم ليصبحوا جزءا من العملية السياسية، على الرغم من ظهورها فى أحد البرامج المصرية، ومطالبتها بإدراج جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية وتأكيدها على أنها تسعى إلى تعريف العالم من خلال مركز ابن خلدون بمدى وحشية وعنف الجماعة.
وأشارت «زيادة» فى الحوار إلى أن سبب رفض الحكومة دمج الإخوان فى العملية السياسية يرجع إلى الغضب الشديد لدى المصريين من الجماعة لأنها لم تستغل السياسة والدين فقط ،بل حرقوا الكنائس وقتلوا الناس وألقوهم من فوق الكبارى وحرقوا منشآت الدولة واستعانوا بحماس لقتل المصريين قائلة «إنه شىء مخيف الشعب بدأ يشعر أن هؤلاء ليسوا من شعبنا وينتمون لدولة أخرى وليسوا مصريين مثلنا».
وعن تقييمها للعلاقات المصرية الإسرائيلية قالت: «تل أبيب تتصرف بحكمة بخصوص كل ما يجرى فى الربيع العربى وفى منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة .. من ناحية أنهم يراقبون ولا يتدخلون حقا بأى شكل ولو حتى التعليق بتصريحات، واعتقد أن هذا حكيم جدا لأنه إذا أطلقوا أى تصريح أو حاولوا التدخل أو ربما انحازوا للجانب الذى يعتقدون... لأن الأمور ليست مستقرة تماما الآن ربما سيجعلهم هذا يرتكبون أخطاء، ربما تسبب مشاكل لدى الشعوب العربية ناحيتهم أو ما شابه لهذا ما يفعلونه الآن جيد».
وعن مستقبل العلاقات بين الدولتين أشارت زيادة إلى أن هذا ما يهم غالبية الذين شاركوا فى الربيع العربى خاصة فى مصر مشيرة إلى أن القاهرة فى مرحلة مهمة فى تاريخها وأكثر من 60٪ من المصريين أصغر من 35 سنة، وهو ما يعنى أنهم لم يمروا بكل المشاكل القديمة التى كانت موجودة بين مصر وإسرائيل.
تم تدريبنا على إسقاط الديكتاتوريات، لكن لم يدربنا أحد على بناء الديمقراطيات لهذا لم نعلم ما الذى نفعله بمصر بعدما أسقطنا مبارك.