قالت صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية فى افتتاحيتها اليوم، إن الرئيس الأمريكى أوباما يواجه موقفًا صعبًا تجاه الأزمة الحالية فى مصر ونصحته بألا يتسرع بقطع المعونة الأمريكية عنها، مشيرة إلى أن مرسى كان يمثل تهديدًا حقيقيًا للديمقراطية فى مصر وأن الجيش تدخل للتخلص من ذلك الخطر. وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما تلقى اللوم من أنصار مبارك عندما تم خلعه وتلقى اللوم من معارضى مرسى بعد خلعه والذين اتهموا إدارته بالصمت حيال دكتاتورية الرئيس. وأشارت الصحيفة إلى أن موقف الإدارة الأمريكية تجاه الربيع العربى كان موقفًا معقدًا نظرًا لصلاتها القوية بالرئيس السابق محمد حسنى مبارك إذ إنه كان يضمن استقرار أمن إسرائيل وفى المقابل كانت مصر ثانى أكبر متلقى للمعونات الأمريكية، وعندما ثار الشعب المصرى ضده لم يكن أمام أوباما خيار سوى الانحياز لمطالبه الديمقراطية. وعندما قرر مرسى اتخاذ خطوات لاحتكار السلطة والتحرك نحو دولة إسلامية، حثت الإدارة الأمريكية محمد مرسى على إرضاء منتقديه، كما حث مسئولين أمريكيين الجيش على عدم التدخل أيضا ولكن كلا الجانبين لم يستجب. وأشارت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة تواجه أزمة كبرى إذ إنها تعتمد على علاقتها الطيبة بها لتأمين إسرائيل وتأمل أن تمارس نفوذًا على ما يفعله الجنرالات لاحقا، ولكن القانون يمنعها من تقديم المعونات المالية لأى دولة يتم خلع رئيسها المنتخب من خلال انقلاب عسكرى ولا تستطيع تقديم المعونات إلا عندما يتم تولية حكومة منتخبة ديمقراطيا. ولفتت الصحيفة إلى أنه لا توجد حاجة ملحة لاتخاذ قرار بشأن المعونة فى تلك اللحظة، حيث إن الولاياتالمتحدة قدمت بالفعل مساهمتها السنوية والمعونة القادمة سيتم تقديمها فى مايو المقبل وحينها يجب أن تكون الانتخابات الجديدة قد أجريت بالفعل. ودعت الصحيفة الإدارة الأمريكية إلى عدم التعجل فى تقرير مصير المعونات، ولكنها أشارت إلى أنه يجب استخدامها كورقة للضغط على الجيش لضمان الانتقال إلى نظام ديمقراطى. وأضافت الصحيفة أن مرسى كان رئيسًا منتخبًا ديمقراطيًا ولكنه كان يمثل تهديدًا حقيقيًا على الديمقراطية، والجيش تدخل للتخلص من هذا الخطر، مشيرة إلى أن السؤال الذى يتبقى هو هل سيسلم الجيش السلطة أم أنه سيحاول الاحتفاظ بها.
