يعبر قول المتنبى «وكم ذا بمصر من المضحكات» عن التناقض عند بعض المصريين، فهم يؤمنون بالدين ويؤمنون بالدجالين ، فالتعليم والتدين لم يمنعا الناس من الاعتقاد فى الخرافة والدجل.
من الحكايات المعروفة حكاية «أمنا الغولة» و «أبو رجل مسلوخة»، وحكايات عن أماكن تسكنها العفاريت، وفى الدراسات الاجتماعية أن 36٪ من المصريين يؤمنون بالخرافات والخزعبلات، منهم 11٪ من المثقفين والرياضيين والفنانين والسياسيين.
ويؤمن البعض بطاسة الخضة، ويتشاءمون من القطة السوداء لأنها روح شريرة، ويتفاءلون بالخرزة الزرقا ورش الملح، وللتخلص من الحاسد يقومون بقص عروسة من الورق وتخريمها بالإبرة وحرقها.
ومن الخرافات أن المقص المفتوح بيجيب النكد، وأن تعليق حذاء للطفل على الحائط يجلب الحظ لأهل البيت، وأن 57٪ يبتعدون عن القطط والكلاب بالليل لاعتقادهم أن العفاريت تتشكل بهما.
قراءة الطالع!
وفيه ناس مشغولة بمعرفة الغيب والمستقبل، فيبحثون عن ناس تقرأ الكف والفنجان، وتفتح الكوتشينة، ويقرأون الأبراج فى الجرايد لمعرفة المستقبل والغيب بحثا عن الراحة.
وتعتمد قراءة الطالع على ذكاء الدجال فى فهمه للزبون ومعرفة مفتاح شخصيته، فالدجال يعتمد على التعميم فى الكلام مثل «فيه حد بيكرهك وعاوز يؤذيك»، ويخترع رموزا تحتاج للتفسير مثل وجود فقاقيع على وش القهوة وتفسيرها بالمال، وأن بقايا البن فى الفنجان على شكل العقرب وتفسيرها بالمرأة الغدارة، وشكل الأسد وتفسيره بالترقية، والأشكال الدينية مثل الصليب أو القبة وتفسيرها بالحج.
تسيطر المفاهيم الخاطئة على بعض الناس، وتتحول مع الوقت تلك المفاهيم إلى قيم اجتماعية لا مبرر لها سوى أنها من العادات والتقاليد.
فك الربط!
ويلعب الدجال على فكرة الربط وهى أصلاً حالة نفسية تسمى رهبة الليلة الأولى، فيستغلها الدجال ليوهم الرجل قائلاً: «حد ربطك علشان ما تقدرش تعاشر زوجتك»، ويبدأ فى علاجه بالشعوذة ، وفعلا يرجع الرجل لطبيعته لأن الإيحاء أعاد له ثقته فى نفسه.
ويرفض الدجال أن يأخذ أموالاً، ولكنه يطلب طلبات غريبة مثل «رجل ضفدع يتيم» أو «نملة بتعرج» أو «فار مراته حامل»، ويستحيل على الزبون أن يجدها، فيطلب الدجال مبالغ كبيرة لإحضارها لتحقيق المطلوب.
وفى الدراسات أن 50٪ من النساء يؤمن بالدجل فى حل مشكلات العنوسة والحمل، ويؤمن بعض الرجال بالدجل فى حل مشكلة زيادة القوة الجنسية.
مس الجن!
يلعب الدجال أيضا على فكرة المس من الجن، ويعتمد على حالة الزبون النفسية، وتشير الدراسات إلى تصديق أكثر من 1.200.000 فى مس الجن وزواجه من الإنسان، ويعتقد 45٪ من الناس أن الأرواح منها الطيب ومنها الشرير، ويعتقد 11٪ أن من يدخل الحمام فى الظلام يلبسه الجن، ويؤمن 8٪ بأن لكل واحد قرين من الجن .
وفى مصر 300.000 دجال لتحضير الجن، و300.000 غيرهم للعلاج من مس الجن، وأن 38٪ من أصحاب المراكز المهمة زبائن للدجال، ولا يأخذ بعضهم أى قرار إلا بعد استشارته.
تعقيب
تردد فى بعض الدراسات أن الدجل يكلف المصريين 10 مليارات جنيه سنويا مع أن الدجل مخالف للدين، قال تعالى: «.. ولا يفلح الساحر حيث أتى» طه 96 ، وعن النبى عليه الصلاة والسلام : «من أتى كاهناً فصدقه فقد كفر»، أما العبارة المشهورة «كذب المنجمون ولو صدفوا» فليست آية ولا حديثاً.