النائبان التمامي وأبوحجازي يوافقان على خطة التنمية الاقتصادية والاجتما    «إسكان النواب» تُعلن تفاصيل مد التصالح على مخالفات البناء 6 أشهر    معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية يكشف نتائج تجربة دمج الذرة الرفيعة مع القمح في إنتاج الخبز    وزير الخارجية يشارك في اجتماع عربي - أوروبي لبحث جهود تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية    حافظ على لقبه ب102 نقطة.. جالاتا سراي يتوج رسميا بالدوري التركي    عاجل.. رومانو يكشف موعد الإعلان عن مدرب برشلونة الجديد    وزير الشباب والرياضة يشهد مراسم توقيع عقد رعاية ل 4 من أبطال مصر لأولمبياد 2024 و2028    تعرف مواعيد برنامج إبراهيم فايق الجديد والقناة الناقلة    نشوب حريق بمنزل في الأقصر    مصطفى كامل يكرم نقيب موسيقيين لبنان    شيماء سيف تحكي عن موقف كوميدي بسبب تعرضها للمعاكسة    أمينة الفتوى: المطلقة تستأذن طليقها قبل السفر للحج في هذه الحالة    ما هو سِنّ الأضحية المقررة شرعًا؟.. الأزهر للفتوى يوضح    نقابة الصيادلة تكشف حقيقة ارتفاع أسعار الدواء    رئيس «الرقابة والاعتماد» يبحث مع محافظ الغربية سبل اعتماد المنشآت الصحية    للحفاظ على سلامتهم.. القومي للتغذية يقدم نصائح للحجاج أثناء أداء مناسك الحج    وزير التعليم عن مواجهة تسريب الامتحانات: «اللي بيصور ويشيّر بيتجاب في 5 دقايق»    مراسل إكسترا نيوز: شاحنات المواد الغذائية المقدمة لغزة مساعدات مصرية خالصة    «كاف» يحسم جدل 3 لقطات تحكيمية مثيرة في مباراة الأهلي والترجي    رئيس مدينة الأقصر يشهد تكريم الأطباء المثاليين    تصل ل9 أيام متتابعة.. موعد إجازة عيد الأضحى ووقفة عرفات 2024    «شاب المصريين»: الرئيس السيسي أعاد الأمل لملايين المواطنين بالخارج بعد سنوات من التهميش    أيهما أفضل الاستثمار في الذهب أم الشهادات؟.. خبير يوضح    الجامعة العربية تشارك في حفل تنصيب رئيس جمهورية القمر المتحدة    هل يجوز الدعاء بالزواج من شخص محدد؟ أمين الفتوى يرد    وزير الخارجية يشدد على ضرورة وقف اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين بالضفة    أفضل طرق التعبير عن حبك للطرف الآخر على حسب برجه الفلكي    تراجع إيرادات فيلم "Kingdom of the Planet of the Apes"    رئيس الوزراء الباكستاني يشيد بقوات الأمن بعد نجاح عملية ضد إرهابيين    وزير التعليم يشهد حلقة نقاشية عن «مشاركة الخبرات»    في ذكرى وفاتها.. تعرف على أعمال فايزة كمال    وزارتا الصحة المصرية والكوبية تناقشان مستجدات التعاون فى تصنيع الأدوية    وحدات السكان بشمال سيناء تعقد ندوات توعوية تحت مظلة مبادرة «تحدث معه»    غرق شاب بشاطئ بورسعيد    عمرو دياب يرصد تطور شكل الموسيقى التي يقدمها في "جديد×جديد"    وزير الأوقاف يلتقي بالأئمة والواعظات المرافقين لبعثة الحج    احصل عليها الآن.. رابط نتيجة الصف الرابع الابتدائي 2024 الترم الثاني في جميع المحافظات    عميد الدراسات الأفريقية: "البريكس وأفريقيا" يبحث دور مصر المحوري في التكتل الدولي    دعوة للتمرد على قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي.. ما علاقة نجل نتنياهو؟    أطعمة تحميك من انسداد الشرايين- تناولها بانتظام    الرقابة المالية تصدر ضوابط عمل برنامج المستشار المالي الآلي للاستثمار    عضو "مزاولة المهنة بالمهندسين": قانون 74 لا يتضمن لائحة    فرقة مكتبة دمنهور للتراث الشعبي تمثل محافظة البحيرة بمهرجان طبول الدولي    الأحوال المدنية تستخرج بطاقات الرقم القومي للمواطنين بمحل إقامتهم    ترحيل زوج المذيعة المتسبب فى مصرع جاره لأحد السجون بعد تأييد حبسه 6 أشهر    محطات مهمة بواقعة دهس عصام صاصا لعامل بسيارته بعد إحالته للجنايات    اعرف قبل الحج.. الركن الثاني الوقوف بعرفة: متى يبدأ والمستحب فعله    وزير الري: تحسين أداء منشآت الري في مصر من خلال تنفيذ برامج لتأهيلها    العمل: استمرار نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية في المنشآت بالمنيا    وزير الأوقاف: التعامل مع الفضاء الإلكتروني بأدواته ضرورة ملحة ومصلحة معتبرة    وزير قطاع الأعمال يتابع تنفيذ اشتراطات التصنيع الجيد بشركة القاهرة للأدوية    وداعًا للأخضر.. واتساب يتيح للمستخدمين تغيير لون الشات قريبًا    النائب أيمن محسب: الدفاع عن القضية الفلسطينية جزء من العقيدة المصرية الراسخة    سعر الريال السعودى اليوم الأحد 26-5-2024 أمام الجنيه المصرى    الرئيس الفرنسي يتوجه إلى ألمانيا في زيارة دولة نادرة    مصطفى شوبير: لا توجد مشكلة مع الشناوي.. وكولر حذرنا مما فعلناه ضد الوداد    أول تعليق من مدرب الترجي بعد الخسارة أمام الأهلي في نهائي دوري أبطال أفريقيا    مروان عطية: هدف رامي ربيعة «ريحنا».. وتفاجأت بنزول ديانج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



29 قرشاً نصيب المواطن المصرى من الثقافة سنوياً!

هيئة قصور الثقافة من المنصات الثقافية الضخمة داخل وزارة الثقافة هدفها الأساسى توصيل الدعم الثقافى لمستحقيه فى محافظات مصر ورغم ذلك تعرضت لانتقادات حادة لانفصالها عن المشهد الثقافى العام وغياب تأثيرها وبالتالى انسحاب الهدف الأساسى من إنشائها وتعرضت الهيئة مؤخرا لمؤامرة إخوانية بهدف استغلالها فى صالح «الجماعة» وحزبها لكن سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة واجه كل هذه المحاولات ويسعى الآن لعودة دورها على المسرح الثقافى وقيامها بدور فاعل بعد ثورتى مصر.

الهيئة التى أصبح قوامها الآن نحو 17 ألف موظف عبر محافظات مصر وتمتلك 34 ناديا للسينما و27 قصرا للثقافة تسعى قياداتها لعودة وجهها الحضارى عن طريق مبادرة أطلقها رئيس الهيئة تدعو فيها مساندة 10 وزارات معها لتقديم منتج ثقافى قوى.

رئيس الهيئة وقياداتها يدافعون عن الكيان الضخم وتحدثوا معنا عن أزماتها بدءا من اتهامها فى عهد مبارك بأنها منصة الناصريين إلى وصفها بأنها وكر للملحدين والكفرة فى عهد الإخوان.
يتكلم سعد عبدالرحمن عن العمالة الزائدة ووقوع الهيئة ضحية لسياسات «مبارك» ونظم المحسوبية فى توظيف عمالة لأغراض سياسية عرضت الهيئة للانهيار.

وينتقد «عبدالرحمن قناة النيل الثقافية التى تعمل فى جزيرة منعزلة عن أنشطة الهيئة التى هى من صميم عملها وينقد أزمة الإعلام المصرى وروشتة الوصول مصر إلى بر الأمان بعد أعظم ثورتين فى تاريخ مصر والعالم.. وملفات أخرى يفتحها معنا قيادات الهيئة د.محمد رضا الشينى وشريف الحسينى رئيس الإدارة المركزية لهيئة قصور الثقافة.. ومعنا أيضا فى هذه الندوة أحمد غانم صاحب البرنامج الطموح «مصر فى عيون العالم»، والذى يطمح أن يكون ضمن برامج المؤسسات القومية ولكل من يهمه الأمر.

∎ روزاليوسف: قبل 30 يونيو كنا فى فترة شديدة الخطورة من محاولات الإخوان لتجريف الثقافة المصرية.. كيف واجهت الهيئة العامة لقصور الثقافة اختراقات جماعة الإخوان المسلمين؟

بكل تأكيد كان هناك محاولة أخونة الهيئة وكانت تتم بطرق عديدة، ومحاولة الاستيلاء عليها وإدرتها مثلما فعلوا فى مراكز الشباب، عندما حاولوا أن يستولوا على مجالس إداراتها عبر شباب الإخوان، ثم يتم استغلال المراكز فيما بعد فى الانتخابات البرلمانية، ولكن فشلوا أن يفعلوا ذلك فى الهيئة.

أولى المحاولات كانت من خلال حضور وفد لمكتبى من اللجنة الثقافية لحزب الحرية والعدالة ويطالبنى بعقد بروتوكول تعاون بين الهيئة والحزب، وبعد استقبالهم وضيافتهم وإهدائهم عددًا من إصدارات الهيئة، رفضت البروتوكول وقلت لهم أن الهيئة ملك لكل المصريين وليست لحزب معين ،سواء مسلماً أو مسيحياً أو صعيدياً أو بحراوياً أو سيناوياً، وأوضحت لهم أننى لو وافقت على عقد هذا البروتوكول سوف يطلب حزب الدستور والغد والوفد فيما بعد نفس المطلب، ورفضت أن تكون الهيئة ساحة للاحتراب الحزبى.

كما رفضت تمويل الحزب لمسرحية لأحد المخرجين الشباب، وأنفقوا له دعاية 6 آلاف جنيه، وكانوا يرغبون فى عرضها فى قصر ثقافة الإسماعيلية تحت لافتة «حزب الحرية والعدالة» ولكنى رفضت ومنعتها.

∎ روزاليوسف: وماذا عن حملات التشويه التى شنها الإخوان المسلمين على الهيئة؟
- حدث ذلك عندما قدمت الهيئة فى أحد إصداراتها سلسلة «آفاق عربية» بطبع ديوان شعر لكاتب لبنانى، وكانت إحدى قصائده تحمل عنوان «دفتر سيجارة» فشنوا حملة كبيرة على الهيئة والكتاب فى جريدتهم بأن الهيئة تحض على التدخين، وقام «فتحى شهاب» رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة عن حزب الحرية والعدالة فى مجلس الشورى بمهاجمتى قائلا «إزاى تطبعوا «رواية» تحت هذا العنوان وتحض على التدخين»، وعندما سألته عن قراءته، أجاب «أيوه قرأت الرواية»، فقلت له «إنها ديوان شعر وليست رواية «وهذا اكبر دليل على عدم قراءته».

وأيضا من حملات التشويه، ماصرح به عماد المهدى وكيل لجنة الثقافة لحزب الحرية والعدالة بمجلس الشورى فى أحد الجرائد بأن ميزانية الهيئة نصف مليار جنيه ولكنها مبددة ولا تعمل بها شيئًا، فأصابنى الغضب من هذا الادعاء الكاذب، لأن الميزانية آنذاك بأكملها لم تتجاوز 382 مليون جنيه، فيها 27 مليونًا فقط للأنشطة الثقافية، و60 مليونًا للإنشاءات والباقى رواتب، وصرحت بكل هذه المعلومات فى مؤتمر صحفى كبير لكشف جهله وعدم فهمه لدور القطاع.

∎ روزاليوسف: وماذا عن استجواب الإخوان لك فى مجلس الشعب؟

- هى إحدى محاولات الإخوان لإرهابى وأن أترك لهم الهيئة «سداح مداح»، حيث قدم حزب الحرية والعدالة فى شخصى «طلب إحاطة» متهما بتوريث الوظائف فى الهيئة العامة لقصور الثقافة لأبناء العاملين بها، ولكن للأسف هم جهلة ولا يقرأون ولا يعلمون أننى قبل ما أن أكون رئيس الهيئة كنت عضوًا فى حركة كفاية من 2005 وهتفت ضد التوريث، «يا جمال قول لأبوك الشعب المصرى بيكرهوك»، فكيف أكون مع التوريث فى هيئتى.



∎ روزاليوسف: هل أنت فخور بنجاحك فى الحفاظ على الهيئة من براثن الإخوان؟
- بكل تأكيد حيث ظلت الهيئة العامة لقصور الثقافة عصية كما كانت عصية على التطييع أيام مبارك، أيضا كانت عصية على الإخوان المسلمين بالرغم من تشنيعهم الكاذب بأن الهيئة مقر للاشتراكيين والملاحدة والشيوعيين، حتى إنه فى آخر أيام الإخوان أعلنت الهيئة استقلالها، وستظل مؤسسة للجماهير جميعا وليست لحزب معين أو بوقاً لنظام معين.

∎ روزاليوسف: مازال فى يدك الكثير لتقدمه للهيئة وأن يعود المثقفون كناشطين فاعلين داخل هيئات ومديرات الثقافة بشكل متوازٍ مع الموظفين؟

مصر بلد كبيرة ولا يمكن أن تتحمل هيئة واحدة هذه المسئولية، ويجب أن ندرك الفرق بين الستينيات والآن، عندما كانت الدولة تدعم هذه المؤسسة وتقف خلفها، وبين مؤسسة تعمل فى الهواء ولا أحد يساندها.

∎ روزاليوسف: ولكن فى رأيك ما الجهات الأخرى التى يجب أن تتعاون للنهوض بالوعى الثقافى لدى المواطن؟

- فى الحقيقة الهيئة وغيرها من المؤسسات الثقافية تتلقف المواطن بعد أن حدث له تشكيل أولى من التعليم، ولكن المشكلة تظل فى التشكيل الأولى، وهى «التربية والتعليم»، فنتائج عمل كل هذه المؤسسات الثقافية ستظل محدودة الأثر ما لم يكن هناك إعادة بناء فى منظومة التعليم فى مصر وهذه هى البداية الحقيقية ويجب أن نقول ذلك بكل صراحة، ثم المسجد والكنيسة والنادى والحزب والنقابة، بالإضافة إلى التعاون الحقيقى بين مؤسسات الدولة وليس من باب الشو الإعلامى الذى يصور بروتوكولات التعاون.

∎ روزاليوسف: هل يعنى ذلك أنه لا يوجد ثمة تعاون حالى بين الهيئة وباقى المؤسسات؟

- إطلاقا، بل هناك مبادرة منذ ستة أشهر تبنتها الهيئة وكان يجتمع ممثلو الوزارات فى مكتبى مع 01 وزارات (التربية والتعليم - آثار - سياحة - إعلام - شباب - رياضة - الأوقاف - التعليم العالى - الشئون الاجتماعية)، وأتمنى أن يتم تنفيذها بالشكل الصحيح حول موضوع «الهوية المصرية» والحفاظ عليها، سنكون نجحنا فى تحقيق نقلة نوعية فى مستقبل ثقافة هذا البلد، ويجب أن ندرك أن ثقافة المجتمع ليس مسئولية وزارة الثقافة لوحدها ولكنها فى المقدمة لا يمكن إنكار ذلك، رغم إمكانياتها الضعيفة والهزيلة وعدم إيمان الدولة بالثقافة حتى الآن، ولكن يجب أن يكون هناك شركاء آخرون فى العمل معى، ولكن طريقة عملنا فى البلد من خلال الجزر المنعزلة وكل واحد مسئول فى مكان مكوش عليه ومنفصل به عن باقى المؤسسات، والأنانية وغياب ثقافة العمل الجماعى فيجعل كل الجهود متناثرة.

∎ روزاليوسف: ما رأيك فى مواد الثقافة بدستور 2014؟

- يا جماعة القصة ليست مواد ولكن التطبيق على أرض الواقع هو المهم، فدستور 1971 كان جيدا جدا، ورغم وجود مواد تنص على حماية الملكية العامة تم بيع القطاع العام، والقضية هى تجسيد لنص فى الواقع.

∎ روزاليوسف: وماذا عن الدعاية لدستور .2014 هل تعرضهم لضغوط لتوجيه المواطنين ؟

- لا، وحذرت كل العاملين بالهيئة، وقلت لهم إننا لا نوجه المواطن بأن يقول نعم أو لا، واقتصر دورنا على تنفيذ نشاط ثقافى توعوى بالدستور، وأهمية إيجابية النزول والمشاركة وعدم السلبية، وليست قصتى أوجه الناس ل «نعم».

∎ روزاليوسف: أنت أحد المشاركين فى ثورة يناير واقتربت من الشباب.. بم تفسر غياب الشباب عن النزول للتصويت على الاستفتاء؟

- بالفعل هناك قطاع كبير من الشباب عزف عن المشاركة ومازال عازفًا، لأن كثيرا منهم محبط جدا، بسبب تخوفهم من عودة نموذج نظام مبارك مرة أخرى، وللأسف هذا له دلائله الآن، منها عمليات التشويه لشباب ثورة يناير وليس لديهم إمكانية الرد للدفاع عن أنفسهم، فهم لايمتلكوا أى منبر إعلامى للتعبير عن وجهة نظرهم، وأصبحت القنوات تستمع لصوت واحد وهو من يذيع تسجيلات النشطاء، بالإضافة إلى عملية القبض العشوائى على العديد من شباب الثورة، بالإضافة إلى عودة الوجودة الكئيبة لرموز نظام مبارك مما يخلق التباسًا فى المشهد لدى الشباب النقى الحالم بمصر الجديدة الخالية من القمع والقهر وانتهاكات حقوق الانسان والكرامة الإنسانية كأحد أبرز شعارات الثورة فى ميدان التحرير.

∎ روزاليوسف: بعد نزول الآلاف فى الميادين تطالب بترشح السيسى فى المقابل هناك شباب يرى أنه ضحى وحرر جيل الستينيات ومات فى الميادين، وها هو نفس الجيل يجذبه من جديد للأبوية؟

- بكل تأكيد سوف ينشأ صراع بين الأجيال، ولكن فى نفس الوقت أؤكد أن عقارب الساعة لن تعود للوراء، ولايمكن استنساخ تجربة الستينيات من جديد، وأنا مع الشباب فى رفضهم فكرة الأب المخلص الفرد، لأن المجتمع أصبح يريد نظاما مختلفا، يصبح فيه الرئيس موظفًا، فإذا أجاد يكمل مدته وإذا أساء يثور الشعب عليه، فلم يعد الزمن صالحا للبطل صاحب الكاريزما، فأنا أحلم باستعادة قيم وأهداف مرحلة الستينيات بأن نخلص الإرادة المصرية من التبعية الأمريكية، وأن نحقق الاستقلال الوطنى الحقيقى، وأن يكون هناك تداول حقيقى للسلطة لنخلق دولة ديمقراطية، وأن تتحقق أهداف ثورة يناير وأبرزها الكرامة الإنسانية، فلا يصبح رجل الشرطة فيها هو سيد المواطن، بل موظف بدرجة ضابط عليه حماية المواطن وليس إهانته.

∎ روزاليوسف: توزيع ميزانية الهيئة العامة لقصور الثقافة نريد توضيحًا له خاصة عندما يصبح 20 مليوناً منها فقط للإنتاج الثقافى والنصيب الأكبر 160 مليونًا للرواتب ومن ثم نحن نحتاج لإعادة هيكلة هذه الأرقام لصالح عمل ثقافى حقيقى وليس لعمل روتينى، إلى جانب عدم وجود رؤية حقيقية تنظر لدور الهيئة فى ضوء التكنولوجيا الحديثة والإنترنت.

- سعد عبدالرحمن: هذا الكلام معظمه صحيح ولكن له أسبابه ودوافعه التى استمرت عبر 30 عاما، لأن مشكلة هذا الجهاز أنه ابن ثورة يوليو، ولأن عبر 30 سنة كان هناك عداء لهذا التوجه الاشتراكى ومصر الناصرية، سواء كان العداء ظاهرا أم خفيا فى أحيان كثيرة، وكانوا ينظرون لهذا الجهاز بأنه وكر للشيوعيين والملاحدة والكفرة، وهو جهل مركب ومصيبة كبيرة لأن هذه المؤسسة ولدت فى مصر فى أوائل القرن 20 وكانت مؤسسة غير رسمية اسمها «مدارس الشعب» وكانت من خلال الحزب الوطنى القديم عندما كان يرأسه الزعيم محمد فريد، ثم استمرت حتى جاءت ثورة 1919 إلى أن تلقفها الدكتور أحمد أمين فى منتصف الأربعينيات وتبلورت فى الجامعة الشعبية، وصدر بها مرسوم ملكى 1948 فى ظل ما يسمى بوزارة المعارف العمومية وكان يرأسها عبدالرازق السنهورى آنذاك إلى أن جاءت ثورة يوليو قامت ببناء قصر ثقافة النموذج الواحد فى بنها وكفر الشيخ وبورسعيد وشبين الكوم وسوهاج وغيرها من المحافظات.

والهيئة كانت تسمى الثقافة الجماهيرية ولكن فى عهد السادات ومبارك كانوا يتخفون من هذا المسمى الجماهيرى الاشتراكى فكانت تحضر لهم «أرتكارية أى ثقافة تصنعها الجماهير وموجهة للجماهير» وحاولوا القضاء على الجهاز، ولكن نظرا لأنه كان مركزاً للغلابة والبسطاء فى القرى والمحافظات، جعل هناك تخوفًا من الاقتراب منه، واكتفوا فقط بتسميته «الهيئة العامة لقصور الثقافة» وبالنسبة لى حاولت القضاء على محاولات البطش به وتفريغه من رسالته، من خلال التوسع العشوائى، وتعيين الآلاف من الموظفين به ليصلوا حتى الآن إلى 17 ألف موظف، فأصبحت كالشخص المربوط فى رجليه بحجارة ثقيلة ومطلوب منه مع ذلك الجرى.

وأكشف لكم أن أهم التخصصات التى تحتاجها المؤسسة غير موجودة، بالرغم من هذا العدد الضخم من الموظفين، فكل موقع ثقافى يحتاج إلى أخصائى سينمائى وموسيقى ومسرحى وفنيى صوت وضوء، فهؤلاء الأخصائيون لا يتجاوزن عدد أصابع اليد الواحدة، فقصر السينما لا يوجد فيه متخصص سوى فردين فقط.

أيضا البنية الأساسية كانت تعانى ما بين قصور أنفقت عليها مئات الملايين فى الإحلال والتجديد مثل قصر ثقافة الفيوم والإسماعيلية، وقصر ثقافة بورسعيد والذى تم افتتاحه، حيث بلغت تكلفة إحلاله وتجديده 36 مليون جنيه، وقصر أسيوط 04 مليون جنيه، وقصر الغردقة 45 مليون جنيه، وهى أموال طائلة كان يجب ترشيدها، وتضخ الأموال فى تشييد مواقع صغيرة بسيطة ولكن يتم التركيز فيها على الأيدى العاملة المدربة المحترفة.

أما عن التكنولوجيا الحديثة والكلام ل د. محمد رضا الشينى نائب رئيس الهيئة، لدينا إدارة مركزية للوثائق التكنولوجية وبها إدارة للدعم التقنى ونظم المعلومات، وسوف تظهر نتائجها بقوة فى الفترة المقبلة، وبها إدارة للجرافيك وأثرها واضح على المطبوعات من حيث الإخراج، كما يوجد لدينا أكثر من 40 «نادى تكنولوجيا معلومات» بالمحافظات، وتم توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات ووزارة الثقافة لإنشاء موقع عملاق لوزارة الثقافة المصرية على الإنترنت، وسوف تستكمل تحديث وتطوير هذه الأندية التكنولوجية، تطوير إدارات الهيئة بالحواسب الإلكترونية فى الفترة المقبلة، من خلال 600 جهاز كمبيوتر، وربطها بشبكة واحدة تربط الأقاليم مع بعضها ويتم الاستغناء عن الورق والوقت، ولكن كل هذه الخطوات تتم بشكل مرحلى.

∎ روزاليوسف: ما المطلوب من الإعلام كشريك فاعل مع الثقافة؟

للأسف صوت مصر غير مسموع بالداخل أصلا، فالهيئة لها 365 موقعًا ثقاقيًا، ولكن الإعلام لا يغطى الأنشطة ولا الفعاليات ولا المعارض ولا الفرق المسرحية التى يتم إنتاجها، خاصة أن 90٪ من عمل الهيئة خارج القاهرة أى ليس مركزيًا ومن ثم فهذا الجهد لا يرى، ومن الطبيعى أن يتعرض الفنان للاحباط من عدم الاهتمام.

فعلى سبيل المثال قناة النيل الثقافية تم إنشاؤها بناء على توصية خرج بها مؤتمر الأدباء عام 1984 لتكون نافذة على الوعى والثقاقة وتقوم بتغطية كل الأنشطة التى تدعمها وزارة الثقافة ولكن لا وجود لها، ولكنها انحرفت عن دورها وأصبحت قناة «النيلة الثقافية»!!

∎ روزاليوسف: ولكن تحدثت عن غياب قناة النيل الثقافية عن دورها الحقيقى.. لماذا لا تسجلوا ملاحظاتكم فى تقرير وترسلونه لوزيرة الإعلام؟

ولا هتسمع حاجة، هما مش محتاجين حد يقول لهم هذا الكلام، فيجب أن يكونوا مدركين لدورهم من غير ملاحظات، فماذا نحن فاعلون؟!

∎ روزاليوسف: الميزانية.. هى إحدى المشكلات التى تواجه وزارة الثقافة دائما.. فماذا عن الهيئة؟

ليس من المهم أن تكون الميزانية 300 مليون، ولكن التفاصيل هى الأهم حيث 60 مليونًا مخصصة للإنشاءات لا تكاد تكفى لإحلال وتجديد موقع آخر، بينما كل الأنشطة الثقافية والفنية 30 مليونًا على كل الجمهورية، أى أن نصيب المواطن المصرى طوال العام من الهيئة العامة لقصور الثقافة هو 5.92 قرش، وباقى الميزانية رواتب موظفين، لذا رفضت إحلال وتجديد المبانى التى تتكلف 40 مليون جنيه، وقررت عدم بناء مبانى ضخمة طوال عملى فى ال3 سنوات الماضية.

∎ روزاليوسف: وهل هذا النصيب الهزيل الذى يحظى به المواطن كافيا لرفع وعيه ووجدانه؟

ياجماعة أرجوكم خليكم واقعيين وسيبكم من الكلام اللى بيتقال فى الشو الإعلامى أن الثقافة هى حجر الزاوية، فهذا كله «طق حنك» فقط، فالثقافة فى مصر للدولة أمر ثانوى حتى الآن، لكى تبقى الثقافة مهمة فعلا، عندما تجد عدد المواقع الثقافية لهيئة قصور الثقافة تساوى عدد مراكز الشباب على مستوى الجمهورية، حيث تتجاوز مراكز الشباب 4 آلاف، وهو أبسط مثال يوضح الأزمة التى تعانى منها الثقافة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.