177 شهيداً للداخلية منذ فض اعتصامى رابعة والنهضة «الإرهابيين »حتى كتابة هذه السطور، ومرشحون للزيادة مع استمرار الاستهداف الإرهابى للأمن، منهم 90 ضابطا والباقى أمناء ومجندون وموظفون.
الشهيد العقيد سامح سعودى مدير الرقابة الجنائية بمديرية أمن الدقهلية والذى انفصلت بعض أعضاء من جسده وابتعدت أكثر من 100 متر نتيجة لشدة الانفجار فى العملية الإرهابية بالمنصورة، كان معروفاً بين زملائه ورؤسائه بضحكته وسماحة وجهه وحسن معاملته للمجندين.. شيعت جنازته فى موكب مهيب من أهالى قرية الجواشنة مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، حيث لم تستطع والدته حضور الجنازة كاملة بسبب الصدمة التى تعرضت لها وسقطت مغشيا عليها، وزارها مدير أمن الشرقية وبعض قيادات وزارة الداخلية ليشدوا من أزرها.
الشهيد «سامح سعودى» كان والده الحاج سعودى من أفضل معلمى القرآن فى القرية وجده هو عمدة القرية قبل وفاته. الشهيد مقدم محمد مبروك الضابط الذى حرر محضر تحريات إدانة الإرهابى محمد مرسى وأكد أنه تعاون مع جهات خارجية ودول وإرهابيين ضد الدولة، حيث استشهد ليلا بعد نزوله من منزله وقد استطاعت الداخلية وقطاع الأمن الوطنى كشف المتهم الرئيسى ويدعى أحمد عزت محمد شعبان والذى كان يختبئ فى فيلا بمدينة الرحاب، واستطاعت مأمورية بإشراف اللواء أسامة الصغير مساعد الوزير لأمن القاهرة من ضبطه بعد 6 ساعات لإطلاق النيران وأرشد المتهم عن السيارة التى تم استخدامها فى اغتيال الشهيد مبروك، وكذلك باقى المتهمين.
الشهيد العقيد عامر عبدالمقصود والملقب بشيخ العرب نظرا لتقدير أهالى كرداسة له وتدخله وحل نزاعات بين عائلات قبل أن تصل إلى أقسام الشرطة والتشاجر، استشهد غدرا على يد الجهادى المتشدد «محمد الغزلانى» الهارب الآن فى ليبيا وتحديدا واحة جغبوب ويقبع مع أعضاء القاعدة وشخص يدعى «على كبدة».
نجلاء زوجة الشهيد قالت لنا: إن الشهيد كان يحدثها تليفونيا قبل الاقتحام وأثناء إحدى المكالمات سمعت أصواتاً نارية ثم أغلق الشهيد الهاتف وعاود الاتصال بها وأخبرها بصوت حزين ودموع استشهاد النقيب هشام شتا فطلبت منه ترك المركز والعودة إلى منزله، فقال لها: مش عامر عبدالمقصود اللى يهرب ويترك مكانه وأكد أن اقتحام القسم على جثته، وبالفعل لم يستطيعوا اقتحام القسم إلا بعد استشهاده، وأضافت زوجة الشهيد أن المتهم «على كبدة» الذى شارك فى قتل الشهيد كان يبيع سندوتشات الكبدة على عربة اشتراها له الشهيد ودبر له مكاناً أمام المركز، وقالت أنها لن تهدأ نارها إلا بعد إعدام المتهمين والقبض على الجهادى «محمد الغزلانى»، كما شكرت وزير الداخلية محمد إبراهيم على رعايته لأسرة الشهيد واستقبالها بمكتبه للاستماع لشكواها واحتياجاتها وتلبيتها فورا.
النقيب الشهيد محمد فاروق استشهد أثناء اقتحام مركز شرطة كرداسة أيضا عصر يوم فض اعتصام رابعة الإرهابى، استمر فى الدفاع عن المركز لأكثر من 4 ساعات كانت الغلبة لقوات المركز ولكن شيطانه الغزلانى الذى قام بإشعال إطارات السيارات فى مكان اتجاه الهواء إلى مركز الشرطة مما أدى لسحابة سوداء نتيجة حرق أكثر من 70 كاوتش وهو ما أدى إلى انعدام الرؤية تماما وتوقف فاروق عن ضرب النار خوفا من إصابة مواطن لا ذنب له، ولكن كانت دانات الأر بى جى استقرت داخل المركز واقتحم المتهم خالد إمبابى القسم بلودر كبير ومثلوا بجثة الشهيد ورفضوا أن يشرب شربة ولم يرحموا توسلاته وألمه حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، وقرر محافظ الجيزة على عبدالرحمن إطلاق اسمه على مدرسة ثانوية تخليدا لذكراه، وأكد أحمد شقيق الشهيد أن أركان المنزل حزينة على فراق محمد وأن الأسرة أصابها الأسى، خاصة والدته وإن محمد تلقى اتصالا من الشهيد هشام شتا يخبره بتوافر معلومات باقتحام المركز فنزل مسرعا ليلا ليدافع عن المركز بجوار زملائه الشهداء.
الشهيد اللواء «نبيل فراج» مساعد مدير أمن الجيزة والملقب «بأسد الداخلية» والذى استشهد مع أول ضوء فجر عند دخول كرداسة لضبط الإرهابيين ولقب فراج «بالأسد» نظرا لصموده أثناء خروج روحه ورفض السقوط ومفارقة سلاحه إلا عندما تفارق روحه جسده.
الشهيد قتل على يد شخص يدعى «أحمد ويكا» وبسلاح ميرى مسروق من مركز كرداسة وقت اقتحامه ورغم اكتشاف القاتل واعتراف المدعو صهيب نجل الغزلانى عليه، إلا أن مباحث الجيزة عاجزة حتى الآن عن القبض عليه حتى تهدأ نار زوجته وأولاده الذين اصطحبهم وزير التربية والتعليم بنفسه فى أول يوم دراسة.
زوجة الشهيد اللواء فراج رفضت الحديث وعلقت قائلة: خلاص كل شىء راح وأنا مش عايزة اتكلم فى الإعلام هو الكلام هيرجعلى نبيل، هو دلوقتى عند ربنا، ونفت الزوجة علمها بتحديد المتهم الذى قتل زوجها، وقالت: هو تم تحديده طيب لماذا لم يتم القبض عليه؟! الشهيد النقيب أحمد وحيد ضابط العمليات الخاصة بالإسماعيلية، استشهد أثناء مداهمة مأمورية قامت من ضباط إدارة الأمن الوطنى ومباحث الإسماعيلية، مدعومة بقوات الأمن المركزى، استهدفت مسكن المتهم عبدالهادى أحمد طالب بكلية الطب البشرى بكلية طب جامعة قناة السويس، ومتهم فى قتل وإطلاق النيران على ضباط الجيش والشرطة، حيث داهم الشهيد شقة الإرهابى بمنطقة 65 مساكن جمعية عرايشة مصر أرض الجمعيات وفوجئ بالإرهابى يطلق وابلاً من الأعيرة النارية تجاه القوة واستقرت الرصاصات فى صدره وجسده وقام زملاء الشهيد بتصفية الإرهابى والرد عليه فورا بالنيران حتى لقى مصرعه وتم ضبط أوراق بها أعداد من الشخصيات العامة والإعلامية والسياسية كان فى طريقه لاغتيالهم.
النقيب الشهيد هشام شتا استشهد نتيجة 22 طلقة بجسده عندما كان يدافع عن مركز كرداسة ورفض ترك المركز بعد طلب الإرهابيين وأعوانهم فى ميكروفون كبير، شتا مثل الإرهابيين بجثته ووضعوه على تاكسى وطافوا به كرداسة فى منظر مرعب ومشين وأصدر الدكتور على عبدالرحمن محافظ الجيزة قرارا بوضع اسم الشهيد على مدرسة إعدادية بالهرم.
النقيب أحمد سمير ضابط مكافحة الإرهاب والعمليات الخاصة استشهد أثناء مداهمة منزل إرهابى بالقليوبية متهم بقتل وإصابة ضابط بطلق نارى فى محاولة لاغتياله، حيث فوجئت القوة بوابل من أسلحة ثقيلة استقرت بعضها فى جسد الشهيد وتوفى فى وقتها.
وفى ظل تساقط الشهداء وفى ظل العمليات الانتحارية هناك خلايا نحل تعمل فى صمت وتقارير أمنية تعرض على وزير الداخلية وجهات سيادية وحرب باردة خافية يخوضها وزير الداخلية ضد الببلاوى ونائبه زياد بهاء الدين، أهم التقارير الأمنية هى المعلومات التى رصدها قطاع الفكر والتطرف بالأمن الوطنى عن خطة الإخوان الإرهابيين لإفشال الاستفتاء وخارطة الطريق وهو تقرير عاجل عرضه اللواء خالد ثروت مدير جهاز الأمن الوطنى بنفسه على وزير الداخلية، حيث شمل قيام العناصر الإرهابية المنتمية لجماعة الإخوان الإرهابية بارتكاب مجموعة من الاغتيالات لضباط الشرطة وإطلاق النيران على الأكمنة الثابتة لبث حالة رعب بين الأفراد والجنود لإحباط الحالة المعنوية لهم هذه الأيام.
والتقرير حذر من عمليات إرهابية وتفجيرات فى عدد من المنشآت الشرطية بغرض سقوط ضحايا من الشرطة وإحراج الداخلية التى سوف تكون تم ضربها فى عقر دارها مما يؤدى إلى حالة خوف لدى الشعب المصرى ويتساءل كيف للداخلية أن تؤمن المواطنين والاستفتاء وهى عاجزة عن تأمين بيتها أيضا؟!
وأكدت معلومات الأمن الوطنى أيضا أنه سوف يتم زرع قنابل أو وضعها فى حقائب أو سيارات يتم ركنها بجوار المنشآت الشرطية مثل مديريات الأمن والأقسام وشددت المعلومات على إتقان وحرفية المجموعة الإرهابية فى وضع المتفجرات أسفل وحول موتور السيارة، وهى معلومة حصل عليها ضابط برتبة عقيد بالأمن الوطنى عائد إلى الجهاز بعد عزل محمد مرسى الإرهابى، والمعلومة التى حصل عليها من إرهابى تم القبض عليه بالإسماعيلية أكدها انفجار مديرية أمن الدقهلية منذ أيام ولكن تغير التكتيك وسرعة اقتحام السيارة ووضعها فى محيط المديرية تسبب فى صعوبة إجهاض العملية التى راح ضحيتها أكثر من 17 شهيداً و120 مصاباً.
أيضا حصل نفس الضابط على معلومة أخرى من نفس الإرهابى المضبوط وهى تواجد الإرهابى «سعيد الشحات محمد» الذى اغتال أمين شرطة بمنطقة النزهة فى عملية إرهابية وقتل نجل قيادة بجهة سيادية بمنزله.
وبالفعل تم مداهمة المنزل الذى كان يختبئ فيه بالمرج بإشراف اللواءين محمود يسرى مدير أمن القليوبية وعرفة حمزة مدير المباحث وقطاع الأمن الوطنى والعمليات الخاصة، وبعد تبادل لإطلاق النيران وعندما استشعر الإرهابى أنه سوف يتم ضبط لا محالة فجر نفسه. كما رفع قطاع الأمن الوطنى تقريراً فى غاية الخطورة عن ورود معلومات من خلال التحقيقات مع بعض التكفيريين الذين تم ضبطهم أن تنظيم الإخوان يعتزم إثارة العنف يوم الاستفتاء فى محيط جميع اللجان مستخدمين بعض أرباب السوابق لاحتياجهم للأموال.
وأكدت المعلومات أن الإرهابيين ومجموعة من كتائب «أنصار بيت المقدس» يعتزمون ضرب محطات الكهرباء المتواجدة فى جنوبالجيزة والهجوم على الأقسام ليلا ولكن الأقسام التى تم وضع حراسات غير مشددة بسبب تواجدها فى مناطق بعيدة عن العنف ومعاقل الإخوان مثل الدقى والعجوزة وقسم الهرم أيضا.
وهو الأمر الذى دعا وزير الداخلية بالإسراع وعرض التقرير المفصل على «الببلاوى» وضم أيضا تحويل الإرهابيين لعملياتهم الإرهابية من الشرطة والجيش إلى المواطنين فى الأماكن العامة بغرض بث حالة رعب وفزع يؤدى إلى إحجام المواطنين النزول إلى الاستفتاء، ولكن كالعادة عاد وزير الداخلية «بخفى حنين» ولم يحرك الببلاوى ساكنا بإيعاذ من نائبه زياد بهاء الدين.
مما جعل قيادات الداخلية تستاء خاصة بعد الخناقة الثالثة بين وزير الداخلية والببلاوى ونائبه عند مقتل طالب الهندسة فى جامعة القاهرة وتصميم الوزير أن الداخلية بريئة من دمه، مما اضطر وزير الداخلية للتشديد على قيادات أمن الجيزة بسرعة إظهار الحقيقة للرأى العام، ولكن بعد صدور تقرير الطبيب الشرعى بأن نوعية السلاح الخرطوش الموجود بجسد طالب الهندسة لا تستخدمه الداخلية، ووقتها علق وزير الداخلية قائلا: دى جهة أخرى يا سيادة الوزير والضباط براءة، وأصبح واضحا جدا فى أركان وزارة الداخلية الخلاف الخفى بينهم.
وعندما تم تفجير مديرية أمن الدقهلية تفقد وزير الداخلية وقيادات الوزارة مكان الانفجار وإذ بقيادة أمنية يقول: احنا بنموت يا سيادة الوزير ولادك دمهم رخيص يا فندم، ثم طالبه بضرورة أخذ موقف جذرى، فرد قيادة أمنية من قطاع الأمن المركزى دى أمانة أمام الله، وأبلغ وزير الداخلية محمد إبراهيم الببلاوى حقيقة الانفجار وأكد له أن الداخلية على شفا الانفجار وتم تصعيد الأمر إلى أعلى المستويات وغضبت قيادات بارزة، مما أدى إلى صدور قرار باعتبار تنظيم الإخوان إرهابياً.
ومما يدل على خلاف بهاء الدين الذى يسانده الببلاوى مع إبراهيم هو تعامل الداخلية المتضارب مع طلاب الجامعات، فتارة تجده ينفذ إجراءات قانون التظاهر بالضبط، وتارة أخرى تجد الأمن يترك الشارع وينسحب من أمام الطلاب وسط ذهول الشعب المصرى وهو ما حدث وانسحب الأمن أمام جامعة القاهرة وأدى إلى اقتحام الإخوان الإرهابيين إلى ميدان النهضة لأول مرة منذ فضه وحرق سيارة شرطة.
معلومات مؤكدة أيضا رصدها الأمن الوطنى تفيد باعتزام الإرهابيين القيام بأعمال إرهابية وتفجيرات بالأزهر ومترو الأنفاق ووضع عبوات ناسفة فى الميادين العامة وسوف تصل للذورة كلما اقترب موعد الاستفتاء، فى نفس الوقت الذى تلعب فيه بعض الكيانات والنشطاء دوراً فى إثارة البلبلة وتحريض الشعب ضد الداخلية.
كذلك محاولات إجهاد الأمن أيضا فى أعمال عنف ومواجهات فى الجامعات والشوارع وترتفع وتيرتها أيضا قرب الاستفتاء على أمل إثارة فوضى وذعر مع ضخ أموال كثيرة من التنظيم الدولى حتى يتم حشد أكبر عدد من الضحايا، ومما يؤدى إلى مواجهات وسقوط ضحايا مع الأمن وإثارة الرأى العام واستغلالها من جانب الطابور الخامس بالتزامن مع ضرب المحطات الكهربائية واقتحامات الأقسام فى أوقات محددة، ولعل قرار اعتبار التنظيم إرهابياً جاء فى وقته قبل حدوث ما لم يحمد عقباه.
جميع هذه المعلومات اتخدتها الداخلية على محمل الجد خوفا من تكرار سيناريو 25 يناير وجميعها معلومات من تكفيريين تم ضبطهم وهى أيضا معلومات مؤكدة وأثبتتها الأيام الماضية وسوف تثبتها أيضا الأيام القادمة.