رغم الأحداث السياسية الهامة التى شهدتها مصر خلال عام 2013 من قيام ثورة 30 يونيو وما صاحبها من جرائم جماعة الإخوان الإرهابية من مظاهرات وأحداث عنف وموجة من اغتيالات المواطنين وضباط وجنود الجيش والشرطة إلا أن 75 دولة قامت بمغامرة ضخ استثمارات جديدة وزيادة فى استثماراتها القائمة بالفعل، حيث سجلت إجمالى مساهمات الدول الأجنبية والعربية فى الاستثمارات بمصر ملياراً و396 مليوناً و51 ألف دولار، ودول أخرى قامت بسحب وتقليص استثماراتها خوفا من انهيار الوضع السياسى ونشوب حرب أهلية كما يزعمون. وفى مقدمتها بريطانياوتركيا، كما توضح أرقام هيئة الاستثمار. ∎ أمريكا تدعم 30 يونيو استثماريا
أوضحت الأرقام ما تحاول السياسة إخفاءه من ترحيب رأس المال الأمريكى بثورة 30 يونيو وهو ما ظهر فى تصدرها لقائمة الدول المساهمة للاستثمار فى مصر بعد ثورة يونيو حيث سجلت المساهمات الأجنبية، والعربية فى الاستثمارات قيمة مليار و7 ملايين و870 ألف دولار من (1يوليو حتى 28 نوفمبر 2013) بعدد مشروعات بلغ 901 مشروع وقد أوضحت الأرقام بداية الدعم الخليجى لمصر من خلال تدفق استثمارات من السعودية والكويت والإمارات وكانت الولايات المتحدةالأمريكية فى مقدمة الدول المستثمرة بمبلغ 01,373 مليون دولار تلتها بلجيكا بقيمة 29,276 مليون دولار ثم دولة الإمارات العربية فى المركز الثالث بقيمة 43,116 مليون دولار ثم لبنان بقيمة 37,69 مليون دولار، فالكويت فى المرتبة الخامسة بقيمة 52 مليون دولار وتلتها سوريا بمبلغ 56,46 مليون دولار وجاءت قطر فى المرتبة السابعة بمبلغ 94,40 مليون دولار وتلتها بفارق بسيط السعودية بمبلغ 11,40 مليون دولار ثم فرنسا 07,28 مليون دولار وأخيرا إيران 07,20 مليون دولار.
أما النصف الأول من العام الماضى من 1 يناير وحتى 30 يونيو فقد سجل إجمالى مساهمات الدول العربية والأجنبية فى الاستثمارات مبلغ 64,388 مليون دولار وإنشاء عدد شركات بلغ 1525 شركة، واختفت الولايات المتحدة من قائمة العشر دول المتصدرة لضخ استثمارات فى مصر وحل محلها البحرين بقيمة 50,93 مليون دولار ثم سوريا بقيمة 27,89 مليون دولار وجاءت فرنسا فى المرتبة الثالثة بفارق كبير بمبلغ 59,34 مليون دولار ثم مساهمة من جنسيات غير محددة بمبلغ 27,34 مليون دولار وجاءت تركيا فى المركز الخامس بقيمة 21,32 مليون دولار تلتها جزر كيمان بمبلغ 87,23 مليون دولار، فألمانيا بقيمة 73,22 مليون دولار وبفارق بسيط جاءت بعدها لبنان بقيمة 12,22 مليون دولار فالكويت بقيمة 74,14 مليون دولار، وأخيرا الصين فى المرتبة العاشرة بقيمة 02,10 مليون دولار.
جاءت محافظة القاهرة فى المرتبة الأولى فى جذب الاستثمارات التمويلية والخدمية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نظرا لكونها العاصمة وتتمتع بجميع الخدمات الخاصة بالاستثمار، بالإضافة إلى تحصينها أمنيا بعض الشىء عن باقى المحافظات وتأتى الإسكندرية فى المرتبة الثانية ثم الجيزة ووجه بحرى ومحافظات الحدود ومحافظات القناة ومحافظات وجه قبلى.. وقد انتشرت الاستثمارات فى محافظات مصر كلها فى النصف الثانى من العام خاصة محافظات الحدود ووجه بحرى وهو ما يمنح مؤشرا بشعور الشركات بالأمان على استثماراتهم فى مصر بعد 30 يونيو .
∎ دول سحبت استثماراتها
بلغت قيمة الاستثمارات التى تم سحبها من مصر خلال العام الماضى 6,421 مليون دولار وقد وضح تخوف بريطانيا من مناخ الاستثمار بمصر خلال العام الماضى بصفة عامة حيث تصدرت القائمة بمبلغ 71,146 مليون دولار بدأتها بسحب استثمارات بمبلغ 35,64 فى النصف الأول من العام تلتها الولايات المتحدة بمبلغ 3,30 مليون دولار ثم السعودية بمبلغ 2,30 نظرا لتوتر العلاقات مع النظام الإخوانى ثم دولة الإمارات العربية المتحدة بمبلغ 77,21 مليون دولار واحتلت هولندا المركز الخامس بمبلغ 55,14 مليون دولار، تلتها قطر بمبلغ 39,9 مليون دولار وأخيرا كندا بقيمة 66,7 مليون دولار .
أما النصف الثانى من العام فقد شهد أيضا زيادة فى سحب الاستثمارات خاصة من جنسيات غير محددة بقيمة 54,123 مليون دولار ثم بريطانيا بمبلغ 36,82 مليون دولار ثم هولندا بقيمة 13,21 مليون دولار ثم سويسرا بقيمة 36,6 مليون دولار، وتأتى ألمانيا فى المركز الخامس بقيمة 93,3 مليون دولار ثم كندا بقيمة 12,1 مليون وأخيرا روسيا بنصف مليون دولار.
وتركزت الانسحابات من المجال الصناعى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والقطاع التمويلى والإنشائى والسياحة والخدمات وتنوعت المحافظات التى تم سحب الاستثمارات منها حيث شملت محافظات القاهرة وحلوان ومحافظات الوجه القبلى والبحرى والحدود ومحافظات القناة.
∎ الحقد التركى
وضح الحقد التركى على مصر من خلال تحليل موقفها الاستثمارى، فنجد أنه رغم الرحلات المكوكية لوزير الاستثمار الإخوانى يحيى حامد لتركيا والتى بدأت بعد توليه الوزارة ب 72 ساعة لحضور لقاء لمجلس الأعمال المصرى التركى وإعلانه الاتفاق على مشروعات ب 100 مليار دولار مع الأتراك وإقامة 100 مصنع جديد بالإسماعيلية، حيث يبدأ ضخ الأموال فورا وخلال ثلاث سنوات إلا أن مساهمة تركيا خلال النصف الأول من العام الماضى أثناء حكم الإخوان لم تزد على 21,32 مليون دولار تناثرت فى عدة مشروعات بمحافظات الإسكندرية والجيزة ووجه قبلى وكان نصيب محافظات القناة مليوناً و20 ألف دولار فقط. وقد تقلصت تلك الاستثمارات بعد 30 يونيو لتصل إلى 11,8 مليون دولار بجميع المحافظات فيما عدا حلوان وكان نصيب محافظات القناة 10 آلاف دولار من تلك الاستثمارات.
وتهتم تركيا بالاستثمار فى مجالات الصناعة خاصة الملابس الجاهزة والخدمية والزراعية والاتصالات والإنشائية ولايوجد استثمارات فى المجال السياحى.
يبدو أن رجال الأعمال القطريين يريدون فصل السياسة عن المال فى علاقتهم بمصر وقد وضح ذلك أثناء فعاليات المنتدى الاستثمارى المصرى الخليجى فى بداية شهر ديسمبر الماضى حيث حضر وفد رفيع المستوى يضم 18 رجل أعمال قطريا برئاسة الشيخ حمد بن سحيم (ابن عم أمير قطر الحالى) وقد التقوا بالمستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت فى اليوم الثانى للمنتدى للتأكيد على جدية استمرار الاستثمارات القطرية فى مصر وأنها لم تنقطع فى الفترة الماضية، وأن الوفد القطرى جاء للتعرف على الفرص الاستثمارية التى تعرضها الحكومة المصرية على المستثمرين العرب. وهو ما شجع المسئولين على دعوة القطاع الخاص القطرى لضخ مزيد من الاستثمار بمصر.
جاءت الرغبة القطرية السابقة ترجمة لحركة رؤوس أموالهم فى مصر فقد قلصوا استثماراتهم فى النصف الأول من عام 2013 بقيمة 39,9 مليون دولار فى حين احتلوا المركز السابع فى ضخ الأموال لمصر بعد 30 يونيو بقيمة 94,40 مليون دولار وذلك فى محافظات القاهرةوالجيزة والإسكندرية.
وقد استثمرت قطر فى جميع المجالات المتاحة فى مصر خلال العام الماضى فيما عدا مجال التمويل (البنوك وشركات السمسرة) وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
∎ السوريون
لم يجد السوريون أى مشكلات تعترضهم فى الاحتفاظ بمكانتهم بعد زوال حكم الإخوان والذى لاقى دعما من بعض الفئات الموالية لهم حيث احتلت سوريا المركز الثانى باستثمارات بلغت 27,89 مليون دولار فى النصف الأول من 2013 بعدد شركات بلغ 759 شركة وهو عدد ليس بقليل خلال ستة شهور فقط وقد توزعت الشركات بجميع المحافظات خاصة القاهرةوالجيزة ومحافظات الوجه البحرى وتراجعت الأموال السورية خلال النصف الثانى من العام، وقد يأتى هذا فى إطار من الحرص على استشراف المستقبل حيال استثماراتهم بعد زوال حكم الإخوان حيث احتلت سوريا المركز السادس باستثمارات بلغت 56,46 مليون دولار بجميع المحافظات وتركزت استثماراتهم فى المجال الصناعى والخدمى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والزراعة والسياحة والقطاع الإنشائى.