المرأة الحديدية هى الصفة التى تصف بها الصحافة النساء اللاتى ينجحن فى حكم بلادهن. فمارجريت تاتشر المرأة الحديدية فى بريطانيا وبنظير بوتو المرأة الحديدية فى باكستان و أنديرا غاندى هى المرأة الحديدية فى الهند و لا شك أن المرأة التى تصل إلى منصب تحكم منه بلادها تكون لها مواصفات خاصة من حيث قوة الشخصية والقدرة على اتخاذ القرارات. لكن الأكيد أنها ليس فقط المرأة التى تعمل حتى بالسياسة هى المرأة التى تحكم فهناك زوجات لرؤساء أثرن على قرارات أزواجهن أو حتى تحكمن فى مشاعر أزواجهن. أقرب مثال على ذلك مشاهد استياء ميشيل أوباما السيدة الأولى لأكبر قوة فى العالم بعد مغازلة زوجها لرئيسة وزراء الدنمارك الجميلة هيلى ثورنينج شميدت وهى المشاهد التى تطورت إلى استبدال الكراسى بينها وبين زوجها الرئيس الامريكى لتجلس ميشيل بين أوباما وهيلى ثم تبدأ محاولات أوباما لاسترضاء زوجته التى ترفض النظر إليه حتى يصل إلى تقبيل يدها لتعلو أخيرًا ابتسامة خفيفة على وجهها إعلانا لهدنة قد تكون مؤقتة لحين الوصول إلى المنزل. لكن ميشيل هنا لم تكن فقط مجرد زوجة غيورة فهى سيدة معروف عنها أنها لا تحب المبالغة وقد كانت مشاهد ضحك أوباما والتقاط صور شخصية بابتسامة عريضة فى مناسبة حفل تأبين الزعيم الجنوب الأفريقى الراحل نيلسون مانديلا وهى مناسبة حزينة ولا يصح لرئيس دولة أن يضحك فيها. لم تكن هذه هى المرة الأولى التى تستاء فيها ميشيل من مبالغات أوباما غير المحسوبة، فقد رصدتها الكاميرات من قبل خلال حفل تأبين آخر لناشطة حقوقية أمريكية ترمق زوجها بنظرة امتعاض غير راضية عن بكائه الشديد المبالغ فيه. وبعد نظرة ميشيل توقف أوباما أيضًا عن البكاء والتزم بوجه حزين فقط. أما الغيرة الشديدة فلم تكن الحادثة الأخيرة، هى أول مرة تظهر فيها علامات الغيرة على ميشيل فهناك فيديو شهير تتناقله المواقع على شبكة الإنترنت منذ أكثر من عامين عندما تطلب المغنية المكسيكية الشهيرة تاليا من ميشيل وتستأذنها للسماح لأوباما بالرقص معها فتوافق ميشيل وتشكرها تاليا. و لكن يبدو أن موافقة ميشيل كانت إجابة اضطرارية لأنها بعد انتهاء الرقصة حاول أوباما أن يداعبها لكنها تجاهلته تماما وتظاهرت باندماجها مع الموسيقى.. ميشيل السيدة الأولى وافقت أن يراقص زوجها الرئيس المغنية الجذابة لكن ميشيل الزوجة لم تتقبل الموقف ولذلك ظهر التناقض بين موافقتها فى البداية واستيائها فى النهاية حتى أن البعض صور ميشيل تضرب أوباما على رأسه بعد انتهاء الرقصة وهو فيديو مفبرك وكان الهدف منه التأكيد على غيرة ميشيل التى أبت ابتسامتها أن تحجبها. وهنا نموذج آخر مختلف تماما عن ميشيل التى تفشل فى إخفاء مشاعرها الحقيقية وهو نموذج هيلارى كلينتون التى نجحت فى أن تظهر فى صورة الزوجة المتسامحة القوية التى وقفت إلى جوار زوجها فى فضيحته الجنسية الشهيرة وهو بالطبع أمر غير مصدق لأنه ببساطة مخالف للطبيعة البشرية التى تجرحها الخيانة. هيلارى سيدة طموحة ويتخطى طموحها حواجز المشاعر النسائية وهى دائما ما تردد أنها تحكم عقلها فى كل اختياراتها وقراراتها. وبالطبع لم يكن من العقل أن تنهى هيلارى علاقتها بزوجها وهى تفكر فى خوض انتخابات رئاسية فى المستقبل، بعد أن افتضح أمر العلاقة الجنسية بين كلينتون والموظفة السابقة بالبيت الأبيض مونيكا لوينسكى، ظهرت هيلارى مع زوجها مؤكدة أن هذا الأمر ليس فضيحة بل مؤامرة من المعارضة ضد زوجها. أما الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى فقد ارتفعت شعبيته بعد زواجه من المغنية الجميلة كارلا، حيث تغيرت صورته من رئيس يهمل زوجته السابقة ويعاملها بقسوة إلى الزوج الحنون العاشق لزوجته. وإذا عدنا إلى مشهد أوباما أثناء حفل تأبين مانديلا نجد أن هناك طرفا آخر فى الصورة وهى رئيسة وزراء الدنمارك «هيلى ثورنينج شميدت» الجميلة التى انتقدت الصحافة من قبل الرئيس الايطالى سيلفيو برلسكونى بسبب نظراته لظهرها بشكل غير لائق، هيلى هى أول سيدة تتولى منصب رئيسة الوزراء فى بلادها كما أنها أول زعيمة للديمقراطيين وهى سياسية ناجحة وسيدة قوية تعيش فى الدنمارك مع أبنائها بينما يعيش زوجها المدير السابق للمنتدى الاقتصادى العالمى فى سويسرا وجهت هيلى اتهامات لزوجها بالمثلية الجنسية ورفضت هذه الاتهامات واستمرت فى حياتها الزوجية رغم أنها لا ترى زوجها إلا فى بعض عطلات نهاية الأسبوع فقط. أما رئيسة وزراء أيسلندا الحالية «يوهانا سيجور داتوتيير» فقد كان لديها من الجرأة والشجاعة ما جعلها تعلن زواجها من صديقتها بعد تشريع زواج المثليين فى بلادها. بينما كانت معارضة لورا شنشيلا لزواج المثليين من بين أسباب فوزها فى انتخابات الرئاسة فى كوستاريكا لتكون أول سيدة فى هذا المنصب، الذى يقول المحللون إنها تستحقه عن جدارة نظرا لاكتساحها الانتخابات الرئاسية بشكل غير مسبوق. لا يمكن إغفال اسم المستشارة الألمانية ميركل سيدة قوية ويشبهها البعض بمارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية الشهيرة، وتعترف أنجيلا بأنها لا تسمح لأى حواجز تقف أمام طموحاتها فهى غير نادمة على عدم الإنجاب وتؤكد دائما أنها لو كانت أنجبت أطفالا لما أصبحت سياسية ناجحة ولم تندم أنجيلا قط على اهتمامها المفرط بالعمل السياسى والحزبى وتركيزها على بلوغ أقصى طموحاتها.