الكثيرون أدهشهم الاحتلال الإخوانى للأزهر وتطاولات فتيات المحظورة اللا مسبوقة، فكان من المهم أن نحلل الأسباب التى وصلت بهؤلاء الفتيات المفروض أنهن متدينات إلى هذه الحالة التى لا تعرف أى شىء عن الدين، واستطعنا أن نكشف الدور الخفى لقيادات تحالف دعم الشرعية فى توصيل التعليمات للطلبة من القيادات المسجونة من خلال شفرة بأسماء الصحابة تخفى فى المراجع! جامعة الأزهر هى الجامعة الأشهر على مستوى العالم العربى والإسلامى، طبيعة طلاب الأزهر تختلف كليا وجزئيا عن طبيعة الطلاب فى التعليم العام حيث يشكل السواد الأعظم من أبناء الجامعة من الأرياف والنجوع ومن أبناء الطبقات الدنيا.. والفصل بين الجنسين فى الدراسة هو السمة الأبرز فى الأزهر حتى المرحلة الجامعية.. ولم يتعرفوا على الآخر ولم تختلط عقولهم وأفكارهم بأفكار خارج الكتب والمناهج الأزهرية التى شكلت شخصياتهم.. وأصبح الفكر الواحد هو المسيطر عليهم، لم تتسع عقولهم لمعرفة الأفكار الأخرى.
كما أن الطبيعة الاجتماعية التى نشئوا فيها، وفقر موارد جامعة الأزهر فى نفس الوقت.. كان عاملا مهما فى ضياع نسبة كبيرة من طلاب الأزهر وسقوطهم فى براثن تلك الجماعات الإرهابية ووفقا للدكتور أحمد حسنى نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون الطلبة والطلاب فإن جامعة الأزهر يلتحق بكليات الجامعة بالمقر الرئيسى بالقاهرة ما يقرب من 76 ألف طالب وطالبة، الغالبية العظمى منهم من الطلاب المغتربين، ومن ثم لا تستوعب المدينة الجامعية هذا العدد الهائل من الطلاب، خاصة أن نسبة استيعاب المدينة الجامعية بمبانيها المختلفة فى الفرعين بنين وبنات أكثر من 20 ألف طالب لجميع المراحل وهو ما يدفع عددا كبيرا من الطلاب للإقامة خارج المدينة الجامعية على نفقاتهم الشخصية فى المناطق القريبة من مقر الجامعة فى بلوكات الحى السادس المقابل للمدينة الجامعية وبلوكات الحى العاشر وزهراء مدينة نصر.
حرصت تلك الجماعات على غرس أفكارها واستقطاب أعداد كبيرة من الطلاب لهم على مدار العقود الماضية وفى عز قوة الأمن فى عهد الرئيس المخلوع، كانت تلك الجماعات تساعد الطلاب بتوفير الموارد المادية والعينية للطلاب من خلال قيام الطلاب من خلال «التنظيم القوى داخل جامعة الأزهر من الطلاب والمعروف باسم «جيل النصر المنشود» وغيرها من الأسر الإسلامية التى انتشرت فى الجامعة وتنافست على توفير المسكن للطلاب المغتربين، بأسعار مناسبة ومخفضة كان رجال الأعمال من تلك التنظيمات تتحمل نفقاتها على حسابهم الخاص.
معظم بلوكات الحى السادس والعاشر وزهراء مدينة نصر مملوكة لرجال أعمال إخوان.. واستطاعوا من خلال تلك الأعمال السيطرة على نسبة كبيرة من طلاب الأزهر، خاصة فى ظل التخفيف الملحوظ للمناهج الأزهرية والدينية الذى أقبل عليه الدكتور محمد سيد طنطاوى «شيخ الأزهر الراحل»، حيث قام بتخفيف مواد الأزهر من منابعها ومن أمهات الكتب وجعل الفقه الميسر والحديث الميسر والتفسير الميسر جميعها كتب من تأليفه، الأمر الذى ساعد على انتشار تلك الأفكار وعدم مقاومتها من الفكر الأزهرى الوسطى المستنير، وتجلى قوة الإخوان وسيطرتهم على طلاب الأزهر فى عز قوة الأمن فى العرض العسكرى الشهير للطلاب الإخوان فى جامعة الأزهر فى 2007 فى عهد الدكتور أحمد الطيب عندما كان رئيسا لجامعة الأزهر.
قيادات ما يسمى بتحالف دعم الشرعية يلعبون دورا مهما فى تحريك الأحداث داخل جامعة الأزهر، خاصة أن التحالف من ذيول الإخوان أو من الجامعة الإسلامية والجبهة السلفية كانوا متواجدين مع الطلاب فى بلوكات الحى السادس التى تم مراقبتها من الأمن فى أحداث الشهر الماضى تم نقل مقرات وأماكن وضع الخطط للحى العاشر وزهراء مدينة نصر، وكانت تتم الخطط للطلاب عبر قيادات التحالف وعلي رأسهم هشام كمال المتحدث الإعلامي لجبهة السلفية والدكتور نصر عبدالسلام القيادى بالجماعة الإسلامية وإيهاب شيحة رئيس حزب الأصالة الذى هرب مؤخرا لقطر ويسري حماد نائب رئيس حزب الوطن ومحمود فتحى رئيس حزب الفضيلة وعطية عادلان رئيس حزب الإصلاح السلفى، كانوا ينقلون تعليمات قيادات الإخوان المعتقلين فى السجون وعلى رأسهم محمد البلتاجى ومحمد بديع المرشد العام لتحريك الأحداث، وفقا لمصادرنا كان يتم نقلها فى الكتب والمراجع الخاصة بالطلاب وتم تشفير الخطط بأسماء الصحابة، ويتم تنفيذها على الفور داخل المدينة الجامعية وحرم جامعة الأزهر، وعندما استطاعت قوات الأمن السيطرة على الموقف وكشف كل العناصر الرئيسية من الطلاب، تم نقل التحرك والمعركة للمرحلة الثانية وتم الدفع بفتيات الأزهر للمعركة واستخدامهن كناقلات رسائل وخطط، تم وضعها من قبل القيادات فى السجون وفى التنظيم الدولى فى الخارج ونقلها للفتيات القاطنات فى الحى العاشر عبر الناشطات فى التنظيم النسائى لجماعة الإخوان من طالبات الأزهر وقمن بتنفيذها بحذافيرها، فالفتيات قمن بإشعال فتيل الأزمة فى الجامعة وقمن بالتعدى على أعضاء هيئة التدريس «اللائي قمن بتحرير محاضر بالواقعة فى قسم ثان مدينة نصر ضدهن بأنهن تعرضن للضرب وسرقة مصوغاتهن الذهبية، ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل قامت الفتيات باقتحام مقر كليات البنين ومنعن الطلاب البنين فى كليات الهندسة والعلوم من دخول المحاضرات ولم تنته الفتيات عند هذا، بل قمن بقطع الطريق السريع أمام كليات الفتيات بمدينة نصر وقمن برفع شعارات رابعة وقمن بترديد هتافات ضد الداخلية والسيسى ورددوا أبشع الألفاظ التى لا تليق بفتيات متدينات دارسات بجامعة الأزهر.
وفى المقابل أصر الطيب على ضرورة استكمال الدراسة فى الأزهر مهما كانت الظروف وعدم تعليقها، وعدم إغلاق المدن الجامعية وأكد على أن امتحانات التيرم الأول فى موعدها ولن يتم تغييرها تحت أى ظرف من الظروف، وتم تحويل أكثر من 300 طالب للجان التأديبية مما يمهد لفصلهم.
أكد الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر أن قرار المجلس الأعلى للأزهر سيتم تطبيقه على كل الطلاب ولن نسمح للإخوان بتنفيذ مخططهم وهدفهم من تعطيل الدراسة فى جامعة الأزهر نهائيا، وأضاف أننا فى تنسيق مستمر مع وزارة الداخلية لكى تقوم بتأمين الطلاب بكثافة أعلى من غطرسة وعنف الإخوان وأن الجامعة لن تؤجل الامتحانات وأن الداخلية سوف تقوم بتأمينها.