محمد ربيع غزالة قبل ساعات من بدء الدراسة بجامعة الأزهر التى تحتوى على أكثر من نصف مليون طالب فى أكثر من 70 كلية منتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية والتى كان تم تأجيلها إلى5 أكتوبر الحالى، وذلك لعدم انتهاء شركة المقاولات من أعمال الصيانة فى المُدن الجامعية، وعدم استعدادها لاستقبال أبنائها وبناتها، وذلك بناء على المذكرة المقدمة من أمين عام الجامعة، وذلك حسب قرار مجلس جامعة الأزهر الأخير برئاسة الدكتور أسامة العبد. أكدت مصادر وثيقة أن الجامعة على فوهة بركان بسبب خطة طلاب الإخوان المسلمين المتمثلين في"جيل النصر المنشود" التابعة للإخوان "بنين وبنات" والتى تكشف «الأهرام العربى» عن تفاصيلها التى تتضمن مظاهرات عارمة تجتاح جميع كليات الجامعة بالقاهرة والأقاليم، خصوصا القاهرة، بالإضافة إلى قطع جميع الطرق المجاورة لجامعة الأزهر والمدن الجامعية للبنين والبنات ومحاولة الوصول لميدان رابعة المجاور للمدينة الجامعية للبنات، ومحاولة احتلاله وتصدير البنات للمشهد بحجة عدم تعرض قوات الأمن لهم وفى حالة التعرض يتم تصدير المشهد عالميا برعاية "قناة الجزيرة"وبعض وسائل اعلام أجنبية أخرى، وذلك لافساد احتفالات حرب أكتوبر المجيدة، علاوة على أن قيادات الإخوان يهمها تصدير مشهد طلاب جامعة الأزهر لتوضيح الصورة للرأى العام على أن طلاب الأزهر يرفضون موقف شيخهم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الداعم لثورة 30 يونيو والانقلاب على حد قولهم وإحراج شيخ الأزهر أمام الرأى العام العالمى . كما سيقوم طلاب الإخوان وفقاً للمخطط بإحداث مظاهرات ضخمة فى فرع الجامعة بأسيوط معقل الإخوان بالإضافة إلى قيام الطلاب بفرع الجامعة ب «الدراسة» بمحاصرة مشيخة الأزهر والقيام بمسيرة ضخمة من مدينة نصر للانضمام لزملائهم بعد محاصرة المشيخة. كما كشف المصدر عن تخطيط طلاب الأزهر عن القيام بالاعتصام بالجامعة للضغط على المسئولين بتسكينهم بالمدن الجامعية لبدء تنفيذ مخططهم، كما سيقوم الطلاب الإخوان باستفزاز الطلاب المعارضين لإحداث فوضى واشتباكات بجامعة الأزهر، وأن الذى سيقود تلك المظاهرات طلاب على درجة عالية من التدريب ربما يعيدون للمشهد حادث ميليشيات الأزهر. كما شدد على خطورة العناصر الإخوانية من أعضاء هيئة التدريس بالأزهر خصوصا المعيدين الجدد الذين يصل عددهم إلى أكثر من 6 آلاف عضو.إلى جانب الاستعانة بعدد من الطلاب الفلسطينيين الدارسين بجامعة الأزهر ويينتمون إلى حركة حماس وسبق مشاركتهم فى أحداث مليشيات الأزهر سابقا في تنفيذ مخططهم. يأتى ذلك فى الوقت الذى عقد فيه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حسب تأكيدات الدكتور أحمد حسنى نائب رئيس جامعة الأزهر ل "الأهرام العربى" مع قيادات جامعة الأزهر اجتماعا لمناقشة الأوضاع وكيفية التعامل مع مظاهرات الطلاب. وأشار نائب رئيس جامعة الأزهر فى تصريحات خاصة، أنه تمت مخاطبة جميع أجهزة الأمن المعنية بالإضافة إلى الأمن الجامعى بالمحافظة على الجامعة من الداخل وقيام الأجهزة الأمنية بحماية الطلاب والجامعة من الخارج. وشدد على أنه تم الاتفاق على عقد ندوات مستمرة مع الطلاب فى المدن الجامعية لمنع نشر أفكار هدامة بينهم. بينما أكدت مصادر بالجامعة أن الدراسة بالجامعة لن تبدأ فعليا إلا فى نهاية الشهر الجارى، وذلك بسبب إجازة عيد الأضحى المبارك، بالإضافة إلى عدم قيام الجامعة بتسكين الطلاب الأعلى مراحل طبقا للتقدير العام، مما يقلل من حجم المظاهرات. يأتى ذلك فى الوقت الذى كشف فيه الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، عن وضع ضوابط جديدة لقبول الطلاب بالمدن الجامعية بالأزهر، بعد استيفاء دراستها للحفاظ على راحة الطلاب وتمكينهم من التحصيل الدراسى الجيد. وشدد العبد على رفضه القاطع لأى ممارسات للعمل السياسى بالجامعة أو الحزبى ولكن لن يتم منع أى طالب من إبداء أو التعبير عن رأيه، متوعدا المخالفين بالمحاسبة باتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم، موضحا أنه يُشترط للإقامة بالمدن الجامعية بالأزهر حفاظ الطلاب على المنشآت العامة المقامة بالمدينة ومشتملاتها، وعدم القيام بأفعال تتنافى مع الخلق والسلوك العام، وما يخالف الشريعة الإسلامية وتقاليد المجتمع، وأن يحمل بطاقة الإقامة فى الأوقات التى يُقيم بها والتبليغ فور فقدها، وأن يدخل ويخرج من وإلى المدينة عن طريق الأبواب المخصصة لذلك. وأكد رئيس جامعة الأزهر أنه لن يدخر جهدًا فى تلبية طلبات أبنائه القاطنين بالمدن الجامعية، وسيتم متابعة مقترحاتهم ومشاكلهم التى تصل عن طريق المكاتب المخصصة من مشرفى المدينة ومكتب خدمة المواطنين بالجامعة، فضلاً عن الأساتذة المشرفين على المدن والمطاعم. ومن جانبه، أوضح الدكتور إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب والمشرف العام على المدن، أن الطالب مُلزم بعدم ممارسة أى نشاط يكون من شأنه تعطيل الدراسة، وأن يحضر فى المواعيد المحددة من إدارة المدينة وألا يستقبل زوارًا دون إذن مسبق من الإدارة، حفاظًا على راحة زملائه فى غرف المبيت. ونفى أن يكون الهدف من تلك الإجراءات تقييد حرية الطلاب أو منع فصيل معين من الاستفادة من الإقامة بالمدينة الجامعية، مبينًا أن الهدف الأساسى راحة جميع الطلاب، والحفاظ على منشآت المدينة الجامعية التى هى ملك لطلاب الأزهر الذين يجب عدم الإضرار بها. وفى السياق ذاته يعمل"جيل النصر المنشود" التابع للإخوان المسلمين على استقطاب جماعة" نبض الأزهر" التابعة للتيار السلفى فى جامعة الأزهر. وحسب مصدر مسئول برعاية الطلاب بجامعة الأزهر، أن طلاب الإخوان الذين يستحوذون على نحو 65 % من عدد طلاب الجامعة بينما طلاب السلفيين يستحوذون على 25 % من طلاب الجامعة والباقى ينتمى لتيارات أخرى مختلفة. وأوضح أن طلاب جيل النصر المنشود، ذراع جماعة الإخوان المسلمين بجامعة الأزهر استطاعوا استقطاب عدد كبير من الطلاب الجدد بجامعة الأزهر سواء البنين أو البنات مما كان بمثابة صفعة قوية لطلاب نبض الأزهر الذراع الرئيسية للسلفيين داخل جامعة الأزهر. وعلى الصعيد ذاته بدأت جامعة الأزهر فى حصر ملفات أعضاء هيئة التدريس التابعين للإخوان المسلمين المتغيبين عن العمل دون عذر للتعامل معهم قانونا، حيث قرررت جامعة الأزهر، إحالة ملف الدكتور عبدالرحمن البر، عميد كلية أصول الدين فرع الجامعة بالمنصورة، وعضو مكتب الإرشاد، والمعروف بمفتى الجماعة،والقيادى الإخوانى محمد البلتاجى الأستاذ بطب الأزهر إلى المستشار القانونى لرئيس الجامعة لفحص موقفه وتغيبه عن الكلية، وإعداد مذكرة به، وذلك بعد انقطاعه عن الحضور إلى الكلية، أو ممارسة عمله منذ ثورة 30 يونيه، وقيامه بالتفرغ للوجود فى رابعة العدوية. وكشف مصدر بالكلية أن عميد الكلية لم يحضر منذ هذا التاريخ، أو يرسل أى خطابات اعتذار، وأنه أرسل طلب إجازة إلى رئيس الجامعة عن طريق الفاكس لمدة شهر، ثم أرسل فاكسا آخر للمطالبة بمنحه إجازة شهرا آخر، وأن مستشار رئيس الجامعة طلب الاستعلام عما إذا كان تم إخطار الكلية بحبسه من عدمه، وكذلك موقف الإجازات الخاصة به حيث يوجد أكثر من أربعة أشهر له . ومن جانبه كشف محمود شعيب الأمين العام لجامعة الأزهر أن جامعة الأزهر بها أعداد كبيرة من أعضاء هيئة التدريس التابعين للإخوان المتغيبين عن العمل بالكليات، ويتم حاليا دراسة موقفهم القانونى، خصوصا أن أستاذ الجامعة لا يتم فصله قبل تغيبه مدة 6 أشهر كما نص القانون بدون سبب، مشيرا أن الجامعة وإدارتها ليست مع خصومة مع أحد وتضم كل التيارات ولا يوجد إقصاء لأحد أوالتعامل مع طرف دون الآخر وأننا نعمل مع الجميع فى إطار القانون. وقال إن الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر يعقد اجتماعات مع اتحاد طلاب جامعة الأزهر المنتمى لتيار الإخوان للتدخل والسيطرة على الموقف ومنع الطلاب من إحداث فوضى بجامعة الأزهر والتركيز فى دراستهم، مشيرا أن العبد قام بإرسال خطاب لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المعتقلين من طلاب جامعة الأزهر مع بدء الدراسة والذين يصل عددهم إلى 100 طالب حسب تأكيدات مصادر بالجامعة، بالإضافة إلى اتجاه الجامعة إلى تشكيل لجنة من أعضاء هيئة التدريس للدفاع عن الطلاب المعتقلين لسرعة الإفراج عنهم حرصا على مستقبلهم. ولا يبقى لنا فى النهاية إلا أن نقول: الساعات المقبلة تنذر بحدوث أمور لا يحمد عقباها بجامعة الأزهر ونتمنى أن تمر الأمور بسلام، وأن يحافظ الطلاب على الجامعة وعدم التخريب بها، لأنها قلعتهم العلمية وألا ينساقوا وراء دعوات هدامة، وأن يعبروا عن رأيهم دون تخريب أو تحيز لأحد، بالإضافة إلى عدم تصدير البنات للمشهد وتعريضهن للأحداث خصوصا أن معظهم مغتربون من جميع أنحاء الجمهورية، وأن تظل جامعة الأزهر رمز الوسطية والاعتدال بعيدة كل البعد عن التشدد عن العنف والغلو