التجارب والمطبات الصعبة التى يتعرض لها زوجان جمع بينهما القدر وليس الاختيار، وشعور كل منهما أن شريكه مفروض عليه، لكن سرعان ما يكتشفان التوافق بينهما ويشعر كل منهما تجاه الآخر بعاطفة صادقة يخجل كل منهما من الاعتراف بأنها من صميم الحب! هكذا تدور أحداث المسلسل الباكستانى «رفيق الروح» الذى يعرض هذه الأيام مدبلجا للعربية على قناة MBC بوليوود بعد أن لاقى نجاحا كبيرا فى منتصف العام الماضى بعد عرضه على أغلب المحطات التليفزيونية فى باكستان والهند وأحدث صدى واسعا فى العواصم العربية ما دفع مجموعة قنوات ال MBC لشراء حق بثه على قناتها. ويتوقع صناع الدراما أن تمثل الدراما الباكستانية خطرا كبيرا على الدراما التركية التى فقدت التعاطف معها لأسباب سياسية وإصرار حكومتها على استفزاز المصريين بمواقفها لمساندة الإرهاب وجماعة الرئيس المعزول.
المسلسل الذى عرض فى البداية على قناة MBC1 وجذب مشاهديها مع أولى حلقاته حتى بدأت مواقع التواصل الاجتماعى بإنشاء الصفحات للمسلسل تتمتع بعدد كبير من المعجبين الذين راحوا يعبرون عن إعجابهم بالعمل، وبطلته ماهرة خان الباكستانية التى تتنافس هذا العام حسناوات تركيا على «ملكة جمال المدبلج» وهى المرة الأولى التى يتنافس فيها على هذا اللقب بين نجمات الدراما نجمة باكستانية فى ظل منافسة كبيرة بين النجمات الأتراك على اللقب الذى حققته بطلة مسلسل إيزيل «كانسو دراى» العام الماضى.
تألق النجم الباكستانى «فواد خان» من خلال حلقات المسلسل الاجتماعى فى استايل عصرى، حيث قدم صورة الشاب المسلم الأنيق، ورجل الأعمال الناجح.. ولاقت هذه الشخصية قبولا واسعا لدى الجمهور العربى، الذى استقبل الممثل الذى ربما لم يكن معروفا لهم قبل هذا الدور كعارض أزياء ووجه إعلانى للكثير من الماركات الإعلانية.
تدور قصة «رفيق الروح» فى إطار اجتماعى رومانسى حول «حنان» فتاة بسيطة تعيش مع والدتها فى أحد الأحياء الفقيرة بباكستان حيث يحرص الأب والأم على تربية ابنتهما بالالتزام بالصدق ويموت الأب فتواجه الأم وابنتها متاعب الحياة وصعوبة العيش ولا تلجأ الأم إلى شقيقها الأصغر الثرى الذى يعيش مع أسرته بكراتشى حياة الرفاهية حتى تصاب الأم بمرض السرطان فتطلب أن ترى شقيقها «خال حنان».
وعندما يأتى الأخ يصاب بالحزن الشديد والندم لمرض شقيقته وتركه لها كل تلك السنوات ويقرر أن يعوضها عن ذلك بالاهتمام بها ورعايتها فى آخر أيامها وعندما تطلب منه أن يجد زوجا لحنان ابنتها لأنها تخشى عليها من الوحدة عقب وفاتها يقرر الأخ أن يزوج «حنان» لابنه الوحيد «أشقر» كنوع من التكفير بالذنب تجاه شقيقته وهى على فراش الموت.
وتحقيقا لرغبتها الأخيرة يعرض الأمر على ابنه الذى لا يجد مفرا من تنفيذ رغبة أبيه الذى يحبه لكنه فى نفس الوقت يشعر بأنه قد ظلم بهذه الزيجة، حيث لا يعلم الكثير عن ابنة عمته ويظن أنها فقيرة الثقافة والإمكانيات ويصارح صديقته «سارة» التى تحبه وأمه بذلك.
وسرعان ما تحدث المفاجأة عندما يقع «أشقر» فى حب «حنان» ويشعر بأن القدر خدمه بتلك الفتاة اليتيمة البريئة كرفيق روحه، ولكن تقع الزوجة فى فخ مؤامرة تحكيها أم زوجها لتلويث سمعتها، وتفلح والدة الزوج فى مساعدة ابنها على الانفصال عن زوجته.
وتمر 4 سنوات بعد أن اكتشف «أشقر» مرض طفلته «حريم» من «حنان» بمرض خطير فى القلب، لا يستطيع أن يتجاهل دوره كأب، ويضطر إلى اصطحابها إلى منزله كى يبدأ رحلة علاجها، ولأن الطفلة لا تستطيع الاستغناء عن أمها، تعود «حنان» إلى منزل «أشقر» مرة أخرى، ويكون لطفلتها «حريم» دور فى إصلاح العلاقة المنفصمة بين والديها من زمن، خاصة بعد أن يكتشف الزوج أن أمه هى التى خططت لإبعاده عن زوجته وتأتى الفرصة الحقيقية ليختبر كل منهما مشاعره ويواجه نفسه بها بلا ضغوط، ويتخلص كل واحد منهما من سوء الفهم تجاه من كان رفيقا له فى الماضى القريب، وعندما يجمع القدر بينهما مرة أخرى يتوحدان إلى الأبد، بعد أن تأكدا لهما أن كلا منهما قد خلق للآخر ليكون بالنسبة له «رفيق الروح».
المسلسل يؤرخ لانطلاق الدراما الباكستانية عربيا ويدخل منافس آخر للدراما التركية، خصوصا وهذا النوع من الدراما التى تقوم بتعريف المشاهد العربى بثقافة بلد بأكمله تتشابه لحد كبير مع ثقافته وعاداته اليومية وتقاليده المحافظة فيراها أقرب إليه من نظيرتها التركية.
وتخلو الحلقات التى تدور فى إيقاع سريع ومكثف وواقعى وإنسانى من أى مشاهد خارجة أو تجاوزات كما تقدم الإسلام بوسطيته وقيمه وبأسلوب عصرى متحضر بدون أى مغالاة أو تطرف واتضح ذلك فى شخصية البطل بأبعادها المختلفة، حيث قدم نموذج الشاب الباكستانى المسلم الطموح الناجح فى عمله القريب من النموذج الغربى مع احتفاظه بقيمه وعاداته وهذا انعكاس لما يحدث سياسيا من وقوف باكستان فى الصف الأمامى فى الحرب على الإرهاب.
كما سعى المسلسل لربط مبادئ الدين بالقيم والأخلاق من خلال شخصية الزوجة فهى شابة ملتزمة دينيا تؤدى الفرائض كما يظهر فى مشاهد المسلسل- تتمتع بخلق كريم وتتحلى بالصدق ولا ترتدى سوى طرحة بيضاء «الزى الباكستانى التقليدى» لا تغطى الشعر بالكامل.
حتى الفتاة الأخرى سارة التى تنتمى للطبقة الغنية فهى ترتدى التيشيرت والجينز ومع ذلك فالبطل الثرى هنا يميل قلبه للفتاة البسيطة.
ويمكن القول بأن الدراما الباكستانية المدبلجة التى وبالرغم من قصر إطلالتها على المشاهد العربى تمثل خطرا على المسلسلات التركية.