تتميز الجامعات المصرية عن باقى الجامعات بوجود شوارع لها تاريخ داخلها، وخاصةً الشوارع والممرات التى تجمع «الحبيبة»، ومع بداية العام الدراسى الجديد تبدلت تلك الشوارع لتصبح تقليدية تجمع الطلاب الراغبين فى عقد حلقات دردشة جماعية. الاختلاف الكبير فى وظيفة تلك الشوارع يرجع إلى تركيب كاميرات داخل الحرم الجامعى لجامعات القاهرة وعين شمس والمنصورة وتفعيلها فى جامعة أسيوط كما تنوى عدد من الجامعات تركيب كاميرات جديدة خلال أسابيع مثل جامعة بنها وبورسعيد بما يهدد حرية الطلاب حسبما يعتقدون.
فى جامعة القاهرة هناك «شارع الحب» الأصلى والموجود منه عدة نسخ فى معظم الجامعات وهو الشارع الذى يجمع الثنائيات من المحبين فى مكان هادئ ويقع بالقرب من مبنى تجارة انجليزى والذى تحول إلى ممر للدراسة عقب تركيب الكاميرات.
الطلبة أصابتهم حالة من الضيق بسبب ممارسات الجامعة فى التنصت عليهم، ويعبر أمجد توفيق الطالب بكلية الحقوق عن ذلك بقوله إن إحساس الطالب بالمراقبة لا يشعره بالحرية ولذلك غيرنا أماكن تواجدنا لممرات خلفية وبعيدة عن الكاميرات مثل الممر خلف كلية الآثار وذلك لا يعنى أننا نفعل شيئا خاطئا فى ممرات الجامعة.
وفى جامعة «عين شمس» يتواجد عدد من الممرات أبرزها سويسرا، الذى قال عنه «كريم بلال» رئيس اتحاد طلاب جامعة عين شمس، أن ممر «سويسرا» وسمى بذلك لأنه ركن هادئ، ولبعد موقعه أيضاً وهو مكان مثالى للطلاب الذين لا يحبذون الزحام، وحتى الآن لم يتأثر تواجد الطلاب بالكاميرات لعدم علم معظم الطلاب غير المهتمين بوجود كاميرات ولكنهم يكتشفونها مصادفة، بعد حضور الأمن لدى رؤيته شابا وفتاة يجلسان بالقرب من بعضهما البعض.
جدير بالذكر أن جامعة عين شمس هى الجامعة صاحبة أكثر عدد من محاضر «الآداب» بواقع 160 محضرا خلال العام الدراسى الماضى، والتى من المتوقع أن يقل عددها بعد تركيب كاميرات المراقبة.
وفى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا توجد «حدائق الشيطان» وقال أحمد إبراهيم أحد طلاب الجامعة أنها مكان رائع لتجلس به دون أن يضايقك أحد فيوجد من يستغل الهدوء المحيط بالمكان من أجل المذاكرة وآخرون يرونه مكانا رومانسيا.
وأضافت أمل حسن إحدى الطالبات أن الجلوس فى هذا المكان شبهة لأى بنت فلا يجلس أبدا أحد باحترام، عادة ما تجد أغلب الجالسين من الذكور والإناث فكلما مررت من الشارع أجد نظرات غريبة وكأنهم يقولون لى انصرفى بقى.
وفى جامعة 6 أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، هناك ممر «تامرحسنى» والذى يعتبر الممر الرومانسى والذى شهد عددا من طلبات الزواج والارتباط حيث تم تصوير فيلم «عمر وسلمى» فيه.
وجامعة الإسكندرية لاتخلو هى الأخرى من شوارع الحب، فهناك عدد من الممرات المعروفة لجميع الطلاب منها شارع «عايدة» الموازى لكلية التجارة، وهو مقر تجمع طلاب كليات آداب، تربية، تجارة، فنون جميلة وسياحة وفنادق.
وهناك «شارع آداب» وهو شارع المبتدئين ويتجمع فيه طلاب الفرقة الأولى، أما الفرق الأكبر والذين يقومون بشرب المشروبات الساخنة فيتوجهون إلى غرف «الدادات» داخل المبانى وهما الشارعان اللذان لم يتأثرا لعدم تفعيل كاميرات المراقبة حتى الآن.
أما جامعة قناة السويس فتشتهر ب «شارع الحب» وهو الواقع خلف كلية التجارة، حيث يتجمع فيه الأحباب من جميع الكليات لترى الجالسين «اثنين اثنين»، وتقول أمنية رمضان إحدى الطالبات أنه بسبب ضعف الأمن داخل الجامعة جعل شارع الحب ينتشر فى أماكن كثيرة فبعد أن كنت اتجنب الجلوس فى شارع واحد أصبحت أخشى الجلوس فى جميع الشوارع.