فى مواجهة أخرى مع الشعب المصرى، خرج الإخوان الإرهابيون وحلفاؤهم من جديد لافتعال اشتباكات دموية ولإبقاء التنظيم فى المشهد على جثث المصريين، حتى يستمر التنظيم الدولى فى ضخ الأموال مهما كان الثمن، خاصة أنهم قرروا أن يسودوا عيشة المصريين! التنظيم طالب أعضاءه والمؤيدين له بالانطلاق فى مسيرات إلى ميدان التحرير، ورفع أعلام «رابعة»، بدليل تهديدات عاصم عبدالماجد ومجدى حسين قيادى التحالف الوطنى لدعم الشرعية، بحجة تطهير الجيش واسترداد الثورة، وخططوا لشغل كل منطقة وسط البلد وليس التحرير فقط، مع التركيز على زحف الجماهير من مختلف المحافظات، خاصة القريبة من القاهرة. ووضعت بعض الصفحات الإخوانية خطة إغلاق القاهرة بتظاهرة تضم 10 ملايين مواطن من جميع محافظات مصر، على حد قولهم، وطالبت نفس الصفحات جميع أبناء الإخوان المسلمين والمؤيدين لهم بضرورة ترك محافظاتهم والسفر إلى القاهرة والمبيت لدى الأقارب والأصدقاء.
أما بالنسبة لطلبة الجامعات فطالبت الصفحات الإخوانية بعدم عودتهم إلى محافظاتهم من بداية أكتوبر والتجمع أمام كل من جامعات القاهرة وحلوان وعين شمس وأمام المدن الجامعية وبالنسبة لطلبة الأزهر فطالبهم بالتجمع أمام الجامعة.
وقالت صفحة «ثورة 6 أكتوبر» التى أسسها شباب الإخوان، أنها استخدمت خلال تظاهراتها، الأحد الماضى الهتافات ضد الجيش، فضلا عن أخرى تطالب بإسقاط النظام، ودعت إلى الحشد على أعلى مستوى، ولن تستطيع الداخلية ولا الجيش مواجهة ملايين المصريين، ولن يصمد الباطل أمام إرادة الحق، وفق تعبيرهم. وفى السياق ذاته، بدأت اللجان الإلكترونية للإخوان، حملة شرسة لتشويه الجيش، تزامنا مع احتفالات النصر، من خلال نشر صورة منسوبة لأسرى القوات المسلحة فى نكسة ,67 مدعين أنها كانت بسبب انشغال الجيش بالسياسة.
حاولنا استطلاع آراء عدد من العسكريين فى رؤيتهم لقدرة التنظيم على إفشال هذا الاحتفال، برغم أن انتصار أكتوبر المجيد سيبقى فى الذاكرة تجسيدا لكفاءة المقاتل المصرى، ورمزا خالدا يفتخر به كل عربى، وستظل حرب أكتوبر علامة بارزة فى تاريخ مصر الحديث باعتبارها بداية التطوير فى الحروب الحديثة فلقد هزمت الحرب الكثير من العقائد والنظريات لدى العسكريين وخبراء العلوم الاستراتيجية فى العالم، ودفعت الخبراء والمتخصصين شرقا وغربا إلى إعادة حساباتهم على الأسس التى رسختها حرب 73 سواء فيما يتعلق بفن القتال واستخدام السلاح أو ما يختص بتكنولوجيا التسلح وتصميم الأسلحة والمعدات، فضلا عن الجهد القومى والتلاحم بين أبناء الشعب الذى نحن فى أشد الاحتياج له.
اللواء الدكتور زكريا حسين - أستاذ العلوم الاستراتيجية بجامعة الإسكندرية والمدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية - وأحد قادة حرب أكتوبر قال: إن الإخوان على عداء مع جميع قادة مصر منذ عهد الملكية مرورا بعهد جمال عبدالناصر ثم السادات، وحتى مبارك، فهم لا يتجاوبون مع أى نظام حكم ويعانون من الفساد فى عقولهم، فهم فئة أعدادها قليلة لن تستطيع أن تفسد فرحة الأطفال والشباب وكبار السن بحرب أكتوبر المحفورة فى أعماق كل الشعب المصرى، ويكفى أن العالم أدرك أن هذه الجماعة فقدت الرشد وتعمل لصالح أجندات خارجية، وليس لها علاقة بالمواطنة، مؤكدا أن الإخوان لا تعلم شيئا عن كيفية استعداد القوات المسلحة لحرب أكتوبر والتى لم يكن التخطيط لها يوما أو شهرا أو قرارا وليد لحظة، إنما استغرق التخطيط للحرب 6 سنوات، ولذلك لم تكن الحرب عشوائية، حتى أن فترة الاستعداد للحرب انقسمت إلى مرحلتين الأولى استمرت خمس سنوات والثانية لمدة عام كامل شهدت وضع اللمسات الأخيرة على الاستعدادات.
ويكفى أن تدريب القوات المصرية استمر لمدة 10 آلاف ساعة لكل فرد أى نحو 3 سنوات كاملة فلا وظيفة للقوات المسلحة إلا تدريب كل ضابط وجندى على مهمته فى المعركة حتى أصبح كل فرد فيهم يحفظ دوره فى المعركة عن ظهر قلب ويعرف مكانه وكيف يتحرك.
وأضاف : «الإخوان لا يعلمون كيف نجحت حرب أكتوبر فى إعداد الشعب كله على تحمل آثار حرب أكتوبر، فكان الشعب يتعلم المقاومة الداخلية وإسعاف الجرحى والدفاع عن الأرض داخل المدن والمحافظات، وهذا ما تفوق فيه شعب السويس الذى نجح فى صد فرقتين عسكريتين كاملتين للعدو فى بطولة فريدة من نوعها، إن الإخوان فشلت فى إثارة الفوضى فى احتفالات أكتوبر هذا العام لفشلها فى إدارة الدولة وإهانتها للقوات المسلحة التى خاضت أشرف معركة قومية فى تاريخ مصر الحديث».
أما د. اللواء نبيل فؤاد - مساعد وزير الدفاع الأسبق والخبير الاستراتيجى- فقال: «إن أكتوبر عيد القوات المسلحة وعيد للشعب المصرى كله ولن يسمح ابناء الشعب لأى فصيل أو جماعة أو تنظيم بإفساد فرحتهم، مؤكدا أن دعوات الإخوان للتظاهر ستكون نهاية التنظيم، وهدفها تشيت القوات المسلحة، فى اتجاهات متعددة وذلك لا ينجلى على قواتنا». وأضاف: «إنها دعوات لا طائل منها، ولن تؤثر ولن تعكر صفو هذا اليوم العظيم»، موضحا أن المغيبين فقط من الإخوان من يدعون للنزول هذا اليوم، والحشد لن يكون كبيرا نظرا للقبض على القيادات والممولين لمثل هذه الدعوات والحاشدين لها.
وقال:«لا داعى لوضع جزء من الشعب بمواجهة جزء خشية وقوع صدام ينتج عنه إسالة دماء فى مثل هذا اليوم».
وأوضح أن احتفال الإخوان العام الماضى كان له طابع الجماعة والتنظيم الدولى ولم يعبروا عن أبطال القوات المسلحة. وقال إن حرب أكتوبر هى الانتصار الوحيد المصرى فى العصر الحديث منذ 150 عاما، وبالتالى فالاحتفال بحرب أكتوبر من المفترض أن يكون بديهياً لانه انتصار أمة وليس قضية خلافية.
بينما يرى د. محمد قدرى، رئيس وحدة الدراسات الأمنية والعسكرية فى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، أن الإخوان العام الماضى لم يهتموا بهذه المناسبة التاريخية بل تجاهلوها قائلا: دعوات الإخوان للنزول وحصار مؤسسات الدولة غير معقولة، لافتا أن الدولة إذا شعرت بخطورة من مثل هذه الدعوات فهى المنوطة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنعها، موضحا أن الجماعة تضعف بالتدريج فالقيادات أغلبها معتقل والأموال كلها متحفظ عليها ولذلك أصبحت بدون قيادة وبدون تمويل.
وفى السياق ذاته يشير اللواء الدكتور ممدوح حامد عطية عضو المجالس القومية المتخصصة ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية إلى أن الاحتفال هذا العام ليس ككل عام لأنه جاء بعد صحوة 35 مليوناً من شعب مصر الذى كلف جيشه بحماية شعبه ضد جماعة إرهابية، واصفا دعوات الإخوان للحشد بذكرى احتفالات أكتوبر بأنها فى منتهى الخسة ومنتهى الانحطاط، خاصة عندما تأتى فى هذا اليوم التاريخى العظيم الذى تحتفل به مصر كلها.
وقال: ما تفعله الجماعة من عمليات إرهابية ليست إلا أمور فردية، مشيرا إلى انتهاء الدعم المادى لهم بشكل كبير، الأمر الذى ظهر تأثيره من خلال ضعف تظاهراتهم، مؤكدا أن المرحلة القادمة للجماعة ستكون مجرد محاولة لإعادة تنظيم الجماعة بشكل مختلف متبعين سياسة السرية حتى تسنح فرصة للخروج إلى النور إذا ما نسى الشعب المصرى ما فعلوه ولن يستطيعوا إفساد فرحة المصريين بحرب أكتوبر هذا العام خاصة أنهم أهملوا الاحتفال العام الماضى لجهلهم بهذا الحدث التاريخى.
بينما يرى اللواء كمال عامر مدير المخابرات الحربية الأسبق فى الفترة ما بين عامى 1994 1997 أن احتفال الإخوان لا يعنينا، فالحدث أكبر منهم فحرب أكتوبر ستظل علامة بارزة فى تاريخ مصر الحديث باعتبارها بداية التطوير فى الحروب الحديثة، خاصة أن الحرب هزمت الكثير من العقائد والنظريات لدى العسكريين وخبراء الاستراتيجية فى العالم.
وأكد أنه بعد استكمال الإعداد والتخطيط وفى غضبة قوية انطلق رجال جيش مصر البواسل ومن خلفهم شعبها لتحرير أرض سيناء مقتحما قناة السويس يصاحب اقتحامه وتحرير أرضه صيحة الله أكبر من أبناء مصر مسلمين ومسيحيين.
وتابع أنه فى الساعات القليلة ارتفعت أعلام مصر فوق أرضها الطاهرة فى سيناء وتهاوت العديد من النقاط الحصينة المنتشرة شرق القناة وفى بطولة نادرة وفن قتال راق.. قاتل أبناء جيش مصر أمام الدبابات المعادية ليثبتوا أن الإنسان وليس السلاح هو بطل هذه الحرب.