عاجل: أسعار اللحوم اليوم الأحد الموافق 28 ابريل 2024    أكسيوس: المقترح الإسرائيلي الجديد لصفقة المحتجزين ينطوي على استعداد لبحث "تهدئة دائمة"    400 مستوطن يقتحمون الأقصى فى سادس أيام عيد الفصح    معتمد جمال يظهر لأول مرة.. مباريات اليوم الأحد في الدوري المصري    ميلان يرغب في التعاقد مع "جوهرة" أستون فيلا    السيسي عن مراكز البيانات: "اللي معمول فوق خيالكم.. وفي حاجات متضربش بأي نوع من القنابل"    الصحة: خدمات طبية لمليون مواطن ضمن برنامج «رعاية كبار السن»    جامعة السويس تستضيف مهرجان الأنشطة الطلابية    عضو جمعية مستثمري جمصة: 4 إجراءات إصلاحية عاجلة تساعد المصدرين على تحقيق 145 مليار دولار    توريد 57 ألف طن قمح لشون كفر الشيخ    ارتفاع طفيف للبورصة مع بداية تعاملات اليوم الأحد    بعد قليل، بدء محاكمة المتهمين في نشر أخبار كاذبة بواقعة طالبة جامعة العريش    تجديد حبس 3 أشخاص متهمين بتجارة الأسلحة في المرج    مصرع 20 شخصا في انفجار بقاعدة عسكرية بكمبوديا    زيلينسكي يشجب الهجمات الروسية على البنية التحتية للغاز    السفير الروسي بالقاهرة: مشروع الضبعة النووية رمزًا للصداقة بين موسكو والقاهرة    إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويصيب 33 آخرين في «قوانجتشو» الصينية    بالصور- يحملون الصليب والسنبلة وقلب الورود.. أقباط بورسعيد يحتفلون بأحد السعف    بسبب وراثة غير طبيعية.. سيدة تلد طفلا ب 12 إصبعا    إنتر ميلان يلتقي تورينو في يوم الاحتفال بالدوري الإيطالي    المصري والداخلية.. مباراة القمة والقاع    إحالة أوراق المتهمين بقتل أب وترويع نجليه في الشرقية للمفتي    الأزهر للفتوى الإلكترونية: دخول المواقع المعنية بصناعة الجريمة أمر محرام    حالة الطقس المتوقعة غدًا الإثنين 29 أبريل 2024 | إنفوجراف    رجل يقتل زوجته أمام أطفالهما وأمها في الغربية ب 8 طعنات    ضبط وإعدام 1.25 طن من الأغذية غير المطابقة للمواصفات    ألفا طالبة.. 4 محافظات تحصد المراكز الأولى ببطولة الجمهورية لألعاب القوى للمدارس -تفاصيل    6 متنافسين بينهم مصري وحيد، إعلان الفائز بجائزة البوكر العربية اليوم    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    نقيب أطباء مصر: لن نقبل بحبس الطبيب طالما لم يخالف قوانين الدولة    ثوران بركان في إندونيسيا والسلطات تدعو السكان للابتعاد عن المنطقة (تفاصيل)    جدول عروض اليوم الرابع من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    الرئيس السيسى: إنشاء رقمنة فى مصر تحقق التقدم المطلوب    ذهاب وعودة.. السكة الحديد تعلن عن رحلة اليوم الواحد احتفالا بشم النسيم (تفاصيل)    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    كان محقا في غضبه.. شيرار يقف بجانب محمد صلاح ضد كلوب    بدء التشغيل التجريبي لوحدة كلى الأطفال الجديدة بمستشفى أبوكبير المركزي    أحمد مراد: الشخصيات التاريخية التي يمكن تحويلها لأعمال فنية لا تنضب أبدا    توافد الأقباط على الكنائس للاحتفال بأحد الزعف في المنوفية.. صور    مش هتقطع تاني.. توجيهات جديدة من الحكومة لوقف انقطاع الكهرباء.. اعرف الأسباب    شكوك حول مشاركة ثنائي بايرن أمام ريال مدريد    وزير المالية: آخر فرصة للاستفادة من مبادرة سيارات المصريين بالخارج .. غداً    غدا.. «بلينكن» يزور السعودية لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن    العودة في نفس اليوم.. تفاصيل قيام رحلة اليوم الواحد للاحتفال بشم النسيم    إعلان اسم الرواية الفائزة بجائزة البوكر العربية 2024 اليوم    بعد اتهامها بالزنا.. عبير الشرقاوى تدافع عن ميار الببلاوى وتهاجم محمد أبو بكر    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    لعدم الإحالة إلى لنيابة.. ماذا طلبت التموين من أصحاب المخابز السياحة؟    بطلوا تريندات وهمية.. مها الصغير ترد على شائعات انفصالها عن أحمد السقا    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    بالأسماء.. مصرع 5 أشخاص وإصابة 8 في حادث تصادم بالدقهلية    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجندى المصرى أقوى منالقنبلة الذرية.. بشهادة روسية!

حديثه عن «أكتوبر» ليس كأى حديث ملىء بفخر المواقف.. لا فخر «الإنشا»، وتكتيك البطولات لا تكتيك المبالغات، إنه اللواء أركان حرب محمود عاصم جاد مدير سلاح المدفعية السابق وأحد أبطال المدفعية فى حرب أكتوبر الذى كشف لنا كيف كان الجندى المصرى يغير تكتيك الحرب فى أرض المعركة ويتعامل مع الأسلحة الجديدة بشكل فائق، وجعل من أسلحة الحرب العالمية الثانية صادمة لأحدث الأسلحة الأمريكية والإسرائيلية وقتها، وقال لنا إن الجيش الإسرائيلى غير منظومة عمل مدفعيته بعد الحرب ليسير على الطريقة المصرية، مؤكدا أن «الثغرة» عمل تليفزيونى إسرائيلى مفضوح، ولو كانوا منتصرين لماذا استجابوا لشروطنا فى الانسحاب.. لماذا لم يبقوا؟!

وتحدث معنا عن مدى تضحيات الشعب لدعم جيشه، فحتى سائق التاكسى لم يكن يرضى أن يأخذ الأجرة منا رغم صعوبة الظروف الاقتصادية، وكان الشعب يتحمل المعاناة حتى لا تتوقف الإمدادات عنا، وأكد أن الجندى المصرى كان أقوى من القنبلة الذرية بشهادة روسية!

∎ ما الأسرار التى لا نعرفها للتدريب للنصر؟!

- لازم نعرف الأول إيه إللى حصل قبل أكتوبر فوصلنا إلى أكتوبر، كان هناك تدريبات مستمرة وشاقة بطريقة لايتصورها أحد، وكانت التدريبات على مواقع تماثل أرض المعركة حيث كنا ننفذ مشروعات على مانع مائى يشبه قناة السويس وننشئ الكبارى ونعبر، ثم نقيم المشاكل التى واجهتنا أثناء العبور لتفاديها.. بالإضافة إلى خطة الخداع التى تعتبر أعظم خطة خداع تم تنفيذها فى تاريخ الحروب بما حقق المفاجأة الكاملة للعدو، وهذا لايحدث فى الحروب نهائياً حيث كنا نشون المعدات والذخائر بدون أن يستطيع العدو رصد أى شىء عنها، فمثلاً إذا أردنا نقل نوع من المعدات والذخائر إلى السويس لاننقلها إلى هناك مباشرة بل كانت بتلف القطر المصرى قبل ذهابها إلى هناك، فنذهب إلى بورسعيد وبعدين تروح إلى دمياط ثم تذهب إلى قنا وفى الآخر تصل إلى مكانها المطلوب فكان الإعداد للمعركة بدون غلطة.. والأهم الروح القتالية لجنودنا، كنا مشتاقين للمعركة لتحرير أرضنا مهما كان الثمن فكانت عقيدتنا يا نموت يا نحرر الأرض.

وفى يوم 6 أكتوبر الساعة 2.50 ظهراً بدأت المعركة مع العدو الإسرائيلى ودخل الطيران المصرى لقصف أهدافه وبدأت المدفعية بقصف التمهيد النيرانى والذى يعتبر أعظم تمهيد رأته الحروب فى العالم، وكان تمهيد المدفعية مدته 53 دقيقة ومكون من أربع قذفات.. ثلاثة فعلية وواحدة كاذبة، وكنا مقسمين الدفاعات 3 خطوط الخط الأول أضرب به مثلا 20 دقيقة والخط الثانى 15 دقيقة والخط الثالث 10 دقائق، وبعدين أرجع الخط الأول 10 دقائق، فكنا نقذف ثلاث قذفات فعلية على الخطوط وبين القذفات قذفة كاذبة بمعنى إيقاف النيران بين القذفات بحيث يطمئن العدو أنه مفيش ضرب وكأن تمهيدنا النيرانى خلص، فيخرج العدو من مخبئه ليستطلع فأروح مفاجئه ومعاود الضرب عليه ثانى، وبذلك كانت المفاجأة قوية وأحدثت خسائر كبيرة فى العدو، واستطاعت المدفعية بتمهيدها النيرانى تدمير معظم خط بارليف الذى قالت عنه إسرائيل أنه لايقهر وكنا نركز الضرب على نقاط الدشم القوية، واستمر ذلك حتى الساعة 3 عصراً.

ويوم 7 أكتوبر بعد إنشاء الكبارى وطبقاً لترتيب العبور بدأت المدفعية تعبر على الكبارى فى الموجة الثانية وبدأت تقاتل وتتقدم وكان القتال شرسا جداً، ولكن الروح القتالية لجنودنا كانت عالية جداً، فاستطعنا التغلب على العدو وهزيمته، وبعد العبور الجنود إترمت على الأرض فى سيناء وقعدت تبوس التراب ووضعنا التراب فى جيوبنا.

وكان هناك ثلاث مفاجآت صدمت العدو الإسرائيلى وحققت السيادة المصرية على أرض المعركة أولها عدم معرفة اليهود بميعاد الهجوم بسبب خطة الخداع العظيمة، والمفاجأة الكبرى هى المقاتل المصرى الذى كان اليهود فاكرينه مقاتل خامل لايتعلم ولايتدرب ولكنهم فوجئوا يوم المعركة بمقاتل مارد يثبت كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الجندى المصرى خير أجناد الأرض، والمفاجأة الثالثة كانت فى استخدام الأسلحة وخاصة الجديد منها وبالأخص صاروخ المدفعية مالوتيكا المضاد للدبابات وخسر اليهود فى ال 3 أيام الأولى فى الثلاث ضربات بالصواريخ ما يقرب من (500) دبابة.

∎ وماذا بعد ذلك؟

- فى 14 أكتوبر شوفنا دبابات العدو نازلة من فوق الجبل على قواتنا، فبادرنا بالضرب عليها لمدة عشر دقائق، ولكن فوجئنا بتدخل الطيران الإسرائيلى وضرب الكتيبة بعنف، ويومها استشهد ضابط و (8) مجندين وتكبدنا خسائر تقتضى تراجعنا، ولكن رغم ذلك نقلنا الكتيبة لموقع آخر بعدما اكتشف العدو موقعنا الذى ضربوه، وعاودنا الرماية مرة أخرى على دبابات العدو، وكبدناهم خسائر كبيرة، والحمد لله يومها لم تستطع دبابات العدو التقدم.

ويوم 16 أكتوبر الكتيبة إللى جنبى ضربها العدو بعنف واستشهد قائد الكتيبة ومخزن الوحدة بتاعه اتضرب كله، ووجدنا ضابطاً يجرى على رجليه ناحيتنا، واحنا كنا بننتقل لقدام، فلاقيته بيقول خلى بالك من جنبك اليمين علشان قوات هتهاجمك منه، فقلت دبابات من الجانب الأيمن، علطول الجنود عارفين راحوا فاتحين مدافع وبدأنا نضرب دبابات العدو، وكان جنودنا رجالة فى الضرب ودمروا دبابتين وتراجع العدو.

وفى 17 أكتوبر كان اليهود بيضغطوا علشان يعملوا ثغرة بين التشكيلات للجيشين الثانى والثالث، وكانوا مركزين فيها بعنف وبكل قوتهم، ووجدنا 9 دبابات للعدو فى اتجاهها للثغرة، فاتجهنا لإيقافهم رغم أنهم كانوا يفوقون سريتى وقتها عدداً بالضعف حيث كنا 4 مدافع فقط، وبالرغم من هذا ضربنا دبابات العدو واستطعنا تدمير دبابتين وألحقنا بهم خسائر ضخمة فتراجعوا ولم يتقدموا وقتها، وظلت قواتنا تقاتل ببسالة حتى يوم 22 أكتوبر وصدور قرار وقف إطلاق النار، ثم قرار الفصل بين القوات يوم 25 أكتوبر.

∎ ما تقييمك للثغرة؟

- عمل تليفزيونى إسرائيلى مالوش لازمة بدليل تدخل الأمريكان، وعلى فكرة هذه الثغرة كان فيها زهرة شباب اليهود، حيث لم الجيش الإسرائيلى شباب 18 سنة وحطهم على المدافع، ولو كنا دمرنا الثغرة ما كانش قام لليهود قائمة لجيلين، وكنا قادرين على تدميرها.

∎ ما رأيك فى ادعاء إسرائيل أنها حققت نصرا فى أكتوبر بسبب الثغرة؟

- إذا كان نصر أكتوبر نصرها فلماذا تركونا نستعيد سيناء ولماذا رضخوا لشروطنا وإيه إللى كسبوه.. لم يكسبوا شيئا، ولا حتى قدروا يدخلوا الإسماعيلية ولا قدروا يقربوا من السويس، وإحنا وقتها كان لنا قوات فى الناحية الثانية فى شرق القناة فى عمق 20 كيلو متراً، وهما دخلوا فى الثغرة عندنا فى الوسط وقواتنا محاصرة الثغرة فى غرب القناة، يعنى قواتنا موجودة ومسيطرة فى الناحيتين فى شرق القناة وغرب القناة مش فى ناحية واحدة وهذه الثغرة كان ممكن نضغط عليها ونقفلها وندمرها فى أقل من يوم واحد، لولا تدخل الأمريكان والضغوط السياسية ولكن الإسرائيليين دائما ما يسعون لتزييف التاريخ.

∎ هل كان يوجد سيناريو محتمل فى حالة عدم تحقيق النصر؟

- هدفنا كان يا ننتصر يانموت على أرضنا ماكانش فيه بديل غير كده، عقيدة الجندى المصرى القتالية الإصرار على استرداد الأرض، وإن ديه أرضه يا إما يحررها يا إما يموت، وأنه لو مات هيموت شهيد.

∎ ما أبرز بطولات جنودنا؟

- الجندى المصرى أقوى من القنبلة الذرية، لأن الروس كانوا يؤكدون أننا علشان نعبر قناة السويس ونقتحم خط بارليف محتاجين قنبلة ذرية، والجندى المصرى بشجاعته عبر القناة واقتحم بارليف، وأيضا الجندى المصرى أكفأ مستخدم للسلاح المتاح لديه، فأثناء المعركة كان العدو الإسرائيلى لديه أحدث دبابات وقتها (إم 60) وإحنا نقاتله بأسلحة بتاعة الحرب العالمية الثانية حيث كانت مدافعنا (إم 30)، ورغم ذلك كان استخدامنا لأسلحتنا المتاحة بكفاءة عالية وأحدثنا بالعدو خسائر فادحة مما جعله يتفاجأ بالجندى المصرى.

بطولات جنودنا بدأت من أول يوم لعبور القناة ومعلوم أن السرية يجب أن تترك نسبة من جنود الاحتياط فى أطقم المدافع وإدارة النيران فى المؤخرة بحيث إذا ما حصل خسائر أثناء المعركة نستعيض منهم ليبقى فيه إمداد لو احتجنا، وكان يوجد أحد الجنود المستدعين اسمه عبدالحميد وتم استدعاؤه أثناء المعركة بعد نهاية فترة تجنيده فوضعته فى المؤخرة، فجاء إلى وقال والله العظيم إن لم تضعنى فى الكشوف المتحركة الأمامية إللى طالعة المعركة لأركب معاكم وتبقى اضربنى بالنار، ركب فعلاً ووجدت روحه القتالية لاسترداد أرضنا قوية جداً، فوضعته فى الكشوف المتحركة، وظل يقاتل كالأسد فى المعركة وفى يوم 14 أكتوبر وأثناء ضربنا لدبابات العدو إللى كانت نازلة من فوق الجبل تدخل الطيران الإسرائيلى وضربنا بعنف فأصيب «عبدالحميد» بدانة قنبلة واستشهد.

الجندى المصرى كان بيطور أساليب القتال أثناء أعمال القتال وهى شغالة فعندما كنا نضرب العدو بالصاروخ «مالوتيكا» كان بيطلع إضاءة، لأن فى هذا الصاروخ كاشف وراء علشان الرامى يشوف الصاروخ وهو ماشى فيطابق الصاروخ على الدبابة واستطعنا إحداث خسائر فادحة فى العدو، ولكن مع استمرار المعارك ولأن قوة إضاءة هذا الصاروخ عالية جداً تصل إلى حوالى 12000 شمعة ومداه بعيد فبدأ العدو يعمل حسابه بعدما عرفه فعندما يراه وهو فى طريقة لضرب الدبابة يحاول يبعد الدبابة بسرعة مما قلل إصاباتنا لدبابات العدو، فراح جنودنا أثناء القتال مطورين فى الصاروخ فقطعوا التراسر الكاشف بتاع الصاروخ بسونكى السلاح واعتمدوا على مهاراتهم فكان ذلك مفاجأة قوية للعدو وكانت خسائرهم لايمكن تخيلها.

ومن ضمن المواقف البطولية كان فيه دبابات للعدو تهاجمنا من الجنب ومن الأسلحة إللى بتبقى موجودة معنا فى الموقع عدد (2) آر بى جى، وهذا السلاح بدائى جداً ومداه 150 متراً فقط، وعندما جاءت دبابات العدو تهاجمنا من الجنب قام بسرعة ضابط وصف ضابط وأخذوا ال 2 آر بى جى الموجودين لدينا بالموقع، وطلعوا على الجنب اليمين بسرعة وفدائية علشان يحموا الجنب، وفعلا وجدوا دبابة للعدو قادمة نحونا فضربوها بهذا السلاح البدائى ودمروها، وعندما وجدت دبابات العدو ذلك تراجعت، واستشهد وقتها صف الضابط، فتخيل جندى بلحمه على مدى أقل من 150 مترا بيواجه دبابة كتلة حديد وزنها 60 طنا مسلحة بجميع الأسلحة، هكذا كان جنودنا أبطالا.

ومن المواقف أيضا كان عندى صف ضابط اسمه صبحى «حكمدار مدفع»، وكان كسولا قبل الحرب، بمعنى ما كانش زى باقى حكمدارية الأطقم، وماكانش بيعمل الطلعة زى ما أنا عايز، ولما كنت باعمل طابور مدافع للتفتيش على الصيانة كان مدفعه يبقى فيه ملاحظات، وكنت دايما أعطى له جزاء، ولكن أثناء معركة أكتوبر شفت أسد، حيث وجدت معدل الضرب بتاعه فى المعركة زاد بطريقة عجيبة، وفى يوم 16 أكتوبر طقمه لوحده دمر دبابتين تماما، وكان عنده حماس وفدائية غريبة فى المعركة، لدرجة بعد المعركة قلت له: يا صبحى اعمل اللى نفسك فيه بعد كده ومش هاكلمك فى حاجة.

∎ كيف كانت روح القتال بين المسلمين والمسيحيين أثناء المعركة لنرد على ادعاءات المشككين فى النصر؟

- ماكانش فيه حاجة اسمها مسلم ومسيحى أثناء المعركة، كلنا بنحارب علشان بلدنا مصر، كلنا كنا بنقول الله أكبر، فلا تشعر أن فيه حد مسلم وحد مسيحى، وأذكر كان عندى شاويش مسيحى اسمه «فايق» وكان ماسك المعدة اللى بتوجه المدفع، وكنا لما ندمر هدف للعدو كانت تعلو صيحاته مع زملائه بالتكبير: الله أكبر، وكان فى المواقف الصعبة والضرب شغال فى المعركة يروح يقول نكتة، فأقول له: يا واد احترم نفسك واسكت وشوف اللى إحنا فيه، فيروح يقول: يا أفندم يا أفندم أنا منزلتش أجازة من شهر، فأضحك ويضحك زملاؤه وأقول: أجازة إيه يا مصيبة فى وسط النار اللى احنا فيها؟! هكذا كانت روح الجنود مع بعضهم فى الحرب، الكل مصرى، الكل شجاعة وعدم خوف.

∎ كيف كان دور الظهير الشعبى خلال المعركة؟

- المعركة وحدت مصر كلها، وأذكر وأنا راجع أجازة لمدة يوم بعد الحرب بحوالى 25 يوما، ركبت تاكسى للقاهرة، فوجدت السائق بيقول لى: تحيا القوات المسلحة وفرحان جدا وعمال يهلل ويبارك لنفسه ولى، وعندما وصلت للبيت حلف 100 يمين إنه ما ياخد فلوس الأجرة، وكانت التوصيلة أجرتها وقتها 50 قرشا وكانت حاجة كبيرة والظروف الاقتصادية كانت صعبة، وهو كان راجل غلبان فقلت له: مش ممكن، فراح حلف بالطلاق مش واخد الأجرة وكفاية خلتنا نرفع راسنا تانى ونرجع أرضنا.

وأيضا التجار ما كانش فيه جشع ولا استغلال للظروف الصعبة وقتها، وما كانش فيه مواد غذائية ناقصة، وما كانش فيه سرقة ولا بلطجة.

والشعب كله استحمل الظروف المعيشية الصعبة وقتها وقطعوا من قوتهم علشان نجيب الأسلحة والمعدات، وفعلا الإمدادات لم تنقطع أبدا خلال المعركة.

وده معناه إن الشعب والجيش فعلا كتلة واحدة ومتداخلة، والجيش المصرى وطنى دايما حامى شعبه ووطنه.

∎ هل كان هناك فرق بين التكتيك المصرى والتكتيك الإسرائيلى أثناء المعركة؟

- إحنا كنا نعتمد على نظرية الحرق والتفريغ، يعنى كان لنا نظام فى ترتيب القوات والقتال، فمثلا المدفعية المصرية كنا نستخدمها بنظرية المطرقة، أى نقول المنطقة ديه فيها قوات للعدو وهدمرها كلها، فأروح أحسب كمية الذخيرة اللى عايزها ومدة الضرب، وأروح أضربها ومخلص عليها.

أما العدو فيستخدم نظرية حد السيف، أى يضرب طلقة فى مكان وبعدها بمسافة يضرب طلقة، لحد ما طلقة تيجى فى حاجة، ويبدأ يركز عليها، ولكن الطريقة المصرية أثبتت كفاءتها على الطريقة الإسرائيلية، وحققت النصر فى أكتوبر، لذلك بعد حرب أكتوبر غير العدو الإسرائيلى كل مفاهيمه عن المدفعية وبدأ يعيد تشكيل وحدات المدفعية بتاعته زى الطريقة المصرية وهى المطرقة.

∎ كيف يمكن إظهار هذه البطولات؟

- الحقيقة معركة أكتوبر لم يعمل لها الميديا والأعمال اللائقة التى كان يجب أن تظهر بها، ومش ممكن اليهود بيحكوا بطولاتهم الزائفة وإحنا مش عارفين نظهر بطولاتنا الحقيقية التى تدرس فى الأكاديميات العسكرية بالعالم، ومازلنا نعرض فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى» و«بدور» والتى لا تظهر البطولات الحقيقية فى المعركة.

وأذكر فيه فيلم أجنبى يحكى قصة حقيقية عن تدمير مدفعين، فاتفرجت عليه لقيته عامل مهرجان على تدمير مدفعين، طيب احنا دمرنا خط بارليف وعبرنا القناة ودمرنا الجيش اليهودى، طيب فين كل ده؟!

لذلك يجب على الدولة والجميع الاهتمام بهذا الأمر، لكى يعرف شبابنا بطولات آبائه وأجداده فى حرب أكتوبر، خصوصا إن اللى عنده 50 سنة دلوقتى ما شافش الحرب لأن عمره وقتها كان عشر سنين فلم يدركها، واللى عنده 40 سنة دلوقتى لم يكن قد ولد وقت الحرب أصلا، لذلك يجب نقل روح أكتوبر وبطولاتها لشبابنا.

∎ كيف كان دور أهل سيناء فى المعركة؟

- شعب سيناء كان لهم دور مهم جدا خلف خطوط العدو، وكان فيه قوات عبرت قبل حرب 6 أكتوبر بأيام للتمهيد للمعركة ولقطع خطوط الإمداد بتاع العدو أثناء المعركة، فكان السيناوية لهم دور كبير فى مساعدة هذه القوات سواء فى إخفائهم أو تأمين تحركاتهم.

∎ ما رأيك فى تحول سيناء لبؤرة من بؤر الإرهاب؟

- سيناء عمرها ما هتكون بؤرة من بؤر الإرهاب، ولكن الموضوع اللى حاصل حاليا حاجة شاذة وعامل زى ما يطلع دمل فى جسمك، بجراحة بسيطة تفتحه وتروح شايله، مفيش أكتر من كده، فكل ما يوجد دمل فى جسم الوطن، يمكن إزالته بسهولة، وقواتنا المسلحة بتعمل ده لإزالته وهى قادرة علي ذلك، وفى القريب سينتهون من ذلك.

ولكن بعد القضاء على ذلك يجب الاتجاه لتنمية سيناء لأنها جزء من الوطن بذل جنودنا دماءهم وأرواحهم فى سبيل استعادتها للوطن، وجنودنا اللى استشهدوا مازالوا مدفونين فى ترابها.

∎ كيف ترى محاولة الإخوان إفساد احتفالاتنا بنصر أكتوبر؟

- هما حاولوا ومقدروش، لأن نصر أكتوبر ليس نصر الجيش فقط، بل نصر الشعب كله، فكل أسرة من الشعب لها شهيد أو مصاب يشارك فى حرب أكتوبر، وده بيفكرنى زى واحد ضخم قوى فوق واحد ضئيل، فتلاقى الضئيل يقول حوشوه من فوقى لأموته، والجيش المصرى جيش وطنى لذلك يقف خلفه كل الشعب المصرى، وروح أكتوبر تنتقل من جيل إلى جيل وستظل، ولن يستطيع أحد تقسيم مصر أو تفريق الشعب المصرى، لأن مصر كنانة الله فى أرضه ومن أرادها بسوء قصمه الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.