أعتقد أنه كان من المتوقع أن يحدث ما حدث فى الجامعات المصرية مع بدء العام الدراسى الجديد، فى ظل الظروف التى تمر بها مصر الآن من أحداث سياسية واقتصادية، وفى ظل أيضاً غياب أو نقول إلغاء الحرس الجامعى بحكم قضائى، لقد شهدت معظم الجامعات فى أنحاء الجمهورية عدة اقتحامات من جانب شباب الإخوان لقاعات علم داخل الكليات كان يناقش فيها رسائل علمية، واقتحام أبواب حديدية لجامعات أخرى، هذا إلى جانب بعض الاشتباكات بين الطلاب الذين ينتمون للإخوان وبين باقى طلاب الجامعة الغيورين على جيشهم العظيم والذين جاءوا للجامعة طلباً للعلم وليس للتناحر مع جماعة كانت محظورة وأصبحت منحلة بحكم القضاء الآن، بهدف وضع المجتمع المصرى فى صورة غير مستقر بناء على أمر من أحد قيادات الإخوان الهاربين، وهو عصام العريان عبر قناتهم الخاصة «الجزيرة» - التى أعتبرها شخصياً أكبر عدو لمصر والمصريين أكثر من إسرائيل نفسها - أتباعه من شباب الإخوان بالجامعات لينفذوه بالحرف الواحد لنشر الفوضى فى كل مكان، والسؤال هو ماذا فعلت الحكومة لتفادى ما يحدث الآن؟ فهناك فوضى عارمة فى الجامعات وصلت إلى التعدى على فضيلة الشيخ العلامة الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية الأسبق وهو يناقش رسالة ماجستير فى كلية دار العلوم ولم يستطع أحد منع هذا التعدى لأنه لا يوجد أمن فى الجامعات قادر على حماية الطلاب أو الأساتذة أو حتى المنشآت، وقد تتطور حالة الانفلات الأمنى التى تسيطر على الجامعات لتؤدى إلى مزيد من العنف، فالحرس الجامعى يمثل الأمن والأمان للطلاب والموظفين، فى الجامعة.. وبعيداً عن المزايدات السياسية لبعض القوى والتيارات الحزبية والدينية لابد من عودة الحرس الجامعى التابع للداخلية حتى يعود الانضباط للجامعة وتتوقف الصراعات والمواقف الدموية ولا خوف من حدوث أى انتهاكات سابقة للحرس الجامعى بعد سقوط دولة مبارك، ولكن ما يحدث الآن من شباب الإخوان يؤكد أنه لا غنى عن عودة الحرس الجامعى للتصدى لعمليات اقتحام المؤسسات التعليمية والتعدى على الطلاب المسالمين الذين التحقوا بالجامعة من أجل العلم حتى تعود الجامعات لدورها التعليمى لإعداد الأجيال التى ستقود البلاد إلى منافسة الجامعات العالمية وجامعاتنا لن تستعيد سمعتها العلمية بالاحتجاجات والاعتصامات ودخول الأسلحة البيضاء والمولوتوف إلى حرمها.. إذن لا بد من أن نعترف وألا نكابر بأنه لا يوجد فى الدولة من يستطيع حماية الجامعات مثل حرس الجامعة وليعود تحت أى ظروف وتحت أى ضوابط حتى لا تحدث أى تجاوزات وجربنا فى العام الماضى كيف كان حال الجامعات بعد إلغاء الحرس حتى لا تصبح الجامعات أو إحدى كلياتها أو حتى مدرجاتها مرتعاً لبلطجية الإخوان وتتحول إلى رابعة ونهضة أخرى أرجوكم أعيدوا حرس الجامعة.. وتحيا مصر.