جوميز: أُفضل الفوز بالسوبر الإفريقي بغض النظر عن المنافس    مصدر أمنى ينفي مزاعم إخوانية عن حدوث سرقات بالمطارات    هيا نقرأ معاً.. قصور الثقافة تشارك معرض زايد لكتب الأطفال بفعاليات وورش إبداعية    الصحة: طبيب الأسرة ركيزة أساسية في نظام الرعاية الصحية الأولية    مسؤول بمبادرة ابدأ: تهيئة مناخ الاستثمار من أهم الأدوار وتسهيل الحصول على التراخيص    بعد الموافقة عليه.. ما أهداف قانون المنشآت الصحية الذي أقره مجلس النواب؟    مستشار اتحاد الصناعات: على الدولة إعادة النظر في دورها من مشغل إلى منظم    تقرير رسمى يرصد 8 إيجابيات لتحرير سعر الصرف    النائب أحمد الشرقاوي: قانون إدارة المنشآت الصحية يحتاج إلى حوار مجتمعي    ارتفاع كبير في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 20 مايو 2024    عواصم دول عربية وأجنبية تتابع بقلق بالغ أنباء حادث تحطم مروحية الرئيس الإيراني    شيخ الأزهر مغردا باللغة الفارسية: خالص تضامننا مع إيران    الشرق الأوسط بات على شفير الهاوية.. ومقاربة واشنطن المضلّلة    باريس سان جيرمان يختتم الدوري الفرنسي بثنائية ميتز.. وبريست يتأهل لأبطال أوروبا    شيخ الأزهر بالفارسية: نتضامن مع إيران وندعو الله أن يحيط الرئيس ومرافقيه بحفظه    الأمم المتحدة: ما يحدث في غزة تطهير عرقي أمام العالم    مصر في 24 ساعة| تطورات حادث سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. والسيسي يهنئ الزمالك بالكونفدرالية    العراق: المفاوضات مع الشركات النفطية الأجنبية بإقليم كردستان لم تحقق أي تقدم    نقيب الأطباء: قانون إدارة المنشآت الصحية يتيح الاستغناء عن 75% من العاملين    حسن شحاتة: الزمالك أهدر فرص عديدة والجماهير قدمت المطلوب    عواد بعد التتويج بالكونفدرالية: سأرحل بطلًا إذا لم أجدد مع الزمالك    مصدر يكشف موقف الأهلي بعد تشخيص إصابة علي معلول    حسام وإبراهيم حسن يهنئان نادي الزمالك بعد التتويج بالكونفدرالية    المثلوثي: سعيد بالتتويج بالكونفدرالية.. ونعد الجماهير بحصد بطولات أكثر    أيمن يونس: الزمالك كان يحتاج لبطولة الكونفدرالية من أجل استعادة الكبرياء    "شماريخ وأعلام".. كيف احتفل الجمهور بالكونفدرالية بمقر نادي الزمالك؟ (صور)    حتى يكون لها ظهير صناعي.. "تعليم النواب" توصي بعدم إنشاء أي جامعات تكنولوجية جديدة    مظاهر احتفالات عيد الأضحى بقطر 2024    اليوم.. محاكمة طبيب وآخرين متهمين بإجراء عمليات إجهاض للسيدات في الجيزة    اليوم.. محاكمة 13 متهما بقتل شقيقين بمنطقة بولاق الدكرور    غدا.. أولى جلسات استئناف المتهم المتسبب في وفاة الفنان أشرف عبد الغفور على حكم حبسه    تحذير من التعرض للشمس، حالة الطقس اليوم الإثنين 20-5-2024 في مصر    فوز الزميلين عبد الوكيل أبو القاسم وأحمد زغلول بعضوية الجمعية العمومية ل روز اليوسف    مقرر لجنة الاستثمار بالحوار الوطنى: مصر أنفقت 10 تريليونات جنيه على البنية التحتية    خبيرة ل قصواء الخلالى: نأمل فى أن يكون الاقتصاد المصرى منتجا يقوم على نفسه    حظك اليوم برج الدلو الاثنين 20-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    عمر الشناوي: لو تم تجسيد سيرة جدي سيكون الأقرب للشخصية إياد نصار أو باسل خياط    منسق الجالية المصرية في قيرغيزستان يكشف حقيقة هجوم أكثر من 700 شخص على المصريين    راغب علامة يُروج لأحدث أغانيه.. «شو عامل فيي» | فيديو    عالم بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة    عيار 21 بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب اليوم الإثنين «بيع وشراء» في مصر بالمصنعية (تفاصيل)    أيمن محسب: قانون إدارة المنشآت الصحية لن يمس حقوق منتفعى التأمين الصحى الشامل    تقديم الخدمات الطبية ل1528مواطناً بقافلة مجانية بقلين فى كفر الشيخ    برلماني: قانون إدارة المنشآت لن يمس حقوق المنتفعين بأحكام «التأمين الصحي»    أتزوج أم أجعل أمى تحج؟.. وعالم بالأوقاف يجيب    طقس سيئ وارتفاع في درجات الحرارة.. بماذا دعا الرسول في الجو الحار؟    وزير الأوقاف: الخطاب الديني ليس بعيدًا عن قضايا المجتمع .. وخطب الجمعة تناولت التنمر وحقوق العمال    متحور كورونا الجديد.. مستشار الرئيس يؤكد: لا مبرر للقلق    كيف هنأت مي عمر شقيقة زوجها ريم بعد زفافها ب48 ساعة؟ (صور)    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    بنك مصر يطرح ودائع جديدة بسعر فائدة يصل إلى 22% | تفاصيل    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    "أهلًا بالعيد".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 فلكيًا في مصر وموعد وقفة عرفات    مصرع شخص غرقًا في ترعة بالأقصر    حكم إعطاء غير المسلم من لحم الأضحية.. الإفتاء توضح    رئيس «قضايا الدولة» ومحافظ الإسماعيلية يضعان حجر الأساس لمقر الهيئة الجديد بالمحافظة    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سر العودة المريبة للمخلوع!

«مبارك سبب كل الكوارث التى نعانى منها من فقر وجهل ومرض»، وتسجيلاته تهدف لتكفير المصريين من بثورة 30 يونيو، ويهدف لموجة ثورية ثالثة بشكل كارثى، هذا ما يقف عليه أغلب قراء المشهد من المحللين والخبراء، الرئيس المخلوع أراد مداعبة الناس كأنه كان يرعى مصالحهم لا يبحث عن مصالحه الشخصية وأسرته طيلة 30 عامًا، لكن أهمية هذا الحوار الذى مرره الطبيب الجاسوس للصحيفة المريبة.. فى أن مبارك لم يدرك أخطاءه الكارثية التى ارتكبها فى حق مصر!

أحمد بهاء الدين شعبان المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، والقيادى بالحزب الاشتراكى المصرى عبر لنا عن اندهاشه الحاد من عودة رموز نظام مبارك إلى صدارة المشهد، والمفارقة أنه تزامن مع إذاعة حديث لمحمد مرسى، كأنه يتم تمرير فكرة المصالحة للجماهير ومحاولة إقناعه بها، معربًا عن تخوفه بل وشكوكه من أن المسار الثورىبهذا الشكل يبدو وكأنه يتعثر، بل يعطى إشارة باختلاط الأوراق وعدم وضوح الرؤية السياسية الحالية.

بهاء الدين أضاف متسائلاً: لماذا خرج المصريون مرتين على مبارك ومرسى، إذا كانت هناك محاولات لإعادة الوجوه القديمة غير المباركة إلى المشهد السياسى من جديد، ونشر هذه التسجيلات يؤكد عدم المهنية وخيانة الأمانة الطبية التى تورط فيها الطبيب المعالج للمخلوع بل تستوجب معاقبته.

بهاء قال «مبارك آخر شخص يمكن أن يتحدث عن الظروف الحالية والسياسية التى تمر بها مصر، لأن كل الكوارث التى يعيشها الشعب الآن هى المحصلة الطبيعية لحكمه الذى استمر 30 عامًا والذى تغلل فيه الفساد والنشر فى جميع مفاصل الدولة، وتغول الجهاز الأمنى على جميع مناحى الحياة وجعله دولة فوق الدولة، بل صنع البيروقراطية المفرطة التى أدت إلى ترهل وسوء الجهاز الإدارى للدولة.

بهاء أضاف: أن مبارك له الريادة فى صنع حكمالعشيرة وليس مرسى، فأباح زواج المال بالسلطة، واعتمد أهل الثقة وليس أهل الخبرة، بل أهمل علاج المشكلات المجتمعية التى نهشت فى السواد الأعظم من الشعب، وتركهم غنيمة سهلة للارتماء فى أحضان التيارات الإسلامية المتطرفة من سلفيين وإخوان مسلمين.

وبهاء استطرد بقوله إن الإخوان هم نبت طبيعى لتراكم فساد السياسات فى حكم مبارك، فهم لم يهبطوا على المصريين من كوكب خاص ليحكموهم العام الماضى، بل ساهم مبارك فى صناعة استبدادهم وفسادهم الذى مارسوه على الشعب.

واتهم المعزول بأنه مسئول مسئولية مباشرة عن الكوارث التى يعانى منها المجتمع الآن، نتيجة لإفساده الحياة السياسية، بمساعدة صانع الكوارث وزير داخليته «حبيب العادلى» الذى يمجد فيه اليوم فى التصريحات وفى كفاءته الأمنية بالقبض على الإخوان فى ثلاثة أيام، مشيرًا إلى أن العادلى هو من وكله لشن حملات ضارية للبطش بالقوى السياسية وتجميددورها فى الشارع والاقتراب من الناس، بل يمكن القول بأنه «هد حيلها».

وفى نفس الوقت الذى بطش العادلى فيه بهذه القوة، سمح للجماعات الإرهابية المتطرفة مثل الإخوان والجماعة الإسلامية بفتح الباب على مصراعيه لاختراق التجمعات السكانية لتكون البديل للدولة فى سد احتياجات الفقراء، حيث سلماه آلاف المساجد لتبث سمومها فى عقول المواطنين، وأتاح لهم فرصة لتلقى الملايين من الدولارات من جماعات متطرفة بالسعودية والكويت ودول الخليج، للقضاء على هوية مصر وكسرها.

ورفض بهاء هذه الصورة التى تصدرها «اليوم السابع» للرأى العام ومحاولة إبراء ذمة مبارك وإظهاره بالوطنى «اللى قلبه على البلد»، مشيرا إلى أن قلبه كان على نظامه وكرسيه ولم يهتم قط بمشكلات الفقراء من تعليم وصحة وأمن، وكل ما فعله استخدام التيارات السلفية الدينية كفزاعة طول حكمه حتى يرضخ له الشعب ولا يفكر فى تغييره حتى لا يصل هذا البديل المتطرف للحكم، وها هنا قد وصل التيار الدينى للحكم وكان سببا إضافيا فى تأخر عملية التحول الديمقراطى السلمى التى كان يجب أن يمر بها الشعب منذ اندلاع ثورة يناير.

«بهاء» قال «إنه لا يعفى الجريدة من التآمر بهذا الشكل التى ظهرت به التصريحات، وإعطاء ذلك ذريعة للإخوان يؤكد ادعاءاتهم بأن الملايين التى خرجت فى 30 يونيو كانت تطالب بعودة نظام مبارك للحكم، ومن ثم اعتبر هذه التسجيلات بمثابة مخطط لتكفير الناس بثورتهم، ومن ثم نحن نعيش فى دائرة مفرغة، حيث تم تسليم الموجة الأولى من الثورة إلى سلطة غاشمة ظلامية، والموجة الثالثة تمهد لتسليمها لنظام مبارك، وإعادة استنساخه من جديد.

فيما أكد د.رأفت فودة أستاذ القانون العام بجامعة القاهرة: أنه بلا شك سيكون جاحدًا للحقيقة من ينكر أن نظام مبارك كان له بعض المحاسن أبسطها الاستقرار السياسى والأمن، وبالتالى هو أراد أن يذكر بهذه النتائج فى تسجيلاته ولا يريد أن ينساها الشعب له، ولكن بنفس الدرجة من انعدام الشك نجد أن نظام مبارك فى جميع الميادين الأخرى بما فيها السياسية، كان قدوة حسنة لكل ديكتاتور متعطش للسلطة، نتيجة لكم المفاسد التى كانت منتشرة فى جميع الأصعدة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية.

وأشار فودة إلى أن هذا الاستقرار والأمن الذى يتفاخر به مبارك فى حديثه كان ثمنه باهظًا على الشعب الذى دفع ثمنه طوال العام الماضى من انتقام الجماعات الإسلامية والإخوان منه، فضلاً عن أن هذا الاستقرار قابله أن الشعب تخلف فى ظل حكمه، حيث استغل مبارك ميادين الصحة والتعليم لديمومة حكمه، إذ إنه تخلف عن حكمه فقر لا مثيل له فى الدول النامية من صحة معتلة لكل أطياف الشعب بل أجيال كاملة تم اختفاؤها من أمراض معينة، وتعليم من نوع محو الأمية ينشر الأفكار التى لا تقدم ولا تؤخر.

وأضاف فودة أن كل هذه العوامل جعلت مصرمرتعًا للدول القوية، وساعد على ذلك الحب الجم لآل مبارك فى تحويل الجمهورية إلى ملكية حقيقية كانت على أوراق الدستور هى جمهورية، بل من شدة الفساد الذى أسس له مبارك فى جميع الميادين ظن مع حاشيته أن الشعب المصرى أصبح لغمة سائغة يفعل بها أى شىء، حتى لو قام بالتوريث وتنصيب أحد أبنائه المنحرفين كلويس الرابع عشر على حكم مصر.

فودة قال إن آل مبارك كانوا يقرأون التاريخ جيدا، ونقلوا بالحرف عند آل سيتورات بإنجلترا، وال لويس بفرنسا.. وفعلوا بالشعب المصرى ما فعلته هذه الأسر بشعوبها، ولكنهم تناسوا أن قدوتهم فى إنجلترا وفرنسا قد اندحروا بغضب الشعوب وهذا ما حدث فى مصر بثورة 25 يناير، عندما ظنت حاشية مبارك أن الشعب لن تقوم قائمة له بعد فساد 30 عاما من الجهل والفققر والمرض.

فودة يرى أن المبارك أراد باستهلالاته على الشعب بعد أن صمت طويل وبكاء أطول على الشاشات وفى أحضان السجونالإيهام بأن هناك حنينا يراود بعضاً من أبناء هذا الشعب، الذى يتحسر على أيام الاستقرار، ومن ثم راح متجرئًا عليه يذكره بأيامه الغابرة.. ولكن الشعب وضع أصابعه فى أذنه من مثل هذا الهراء والاحتقار والتحقير له وأدار له ظهره حتى يأخذ القانون منتهاه مع آل مبارك وحاشيته.

وحذر فودة: فليعلم مبارك وأعوانه الذين تخفوا على قوائم، الانتخابية فى ظل عهد مرسى، بل والبعض يتقلد منهم بعض الأمور فى خارطة الطريق، والقلة منهم موجود فى لجنة الخمسين، إن غضب الشعب المصرى قادر على كشف أذنابهم وإن انحرفوا بمثل انحرافات مبارك فعليهم أن يتذكروا ما آل إليه حاله مع مرسى لتكون العاقبة للمنحرفين والدوام للشعوب.

د. حازم حسنى أستاذ العلوم السياسية - جامعو القاهرة قال إن تصريحات مبارك غير مسئولة وخروج هذه التسجيلات فى ذلك التوقيت لا يحتمل، بل يعطى رسالة خاطئة تؤكد كل الادعاءات الكاذبة الذى يتشدق بها الإخوان، حول أن 30 يونيو انقلاب وإعادة نظام مبارك مرة أخرى، وأنهم يدافعون عن ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أنها ضربات صحفية غير موفقة لها تأثير سلبى جدا على الاستقرار.

وأضاف مبارك الذى يقدم نفسه فى صورة الوطنى الذى جعل البلاد تعيش فى أمان، لم يكن عصره بالذهبى بل امتلأ بالأخطاء، وهو السبب الرئيسى فى كل ما تعانى منه البلاد الآن، حيث استخدم الإخوان لتثبيت حكمه، وهدد الشعب بخيارين.. إما الاستقرار وبقائه فى الحكم أو الفوضى، وربى الإخوان والسلفيين الذين أهانوا الشعب المصرى خلال عام من حكمهم.

حسنى أشار إلى أن مبارك لم يدعم النظام الجمهورى الديمقراطى، بل كان يسعى إلى التوريث ومن ثم العودة إلى عصره تعنى الانقضاض على كل القيم الديمقراطية والنظام الجمهورى، ويكفى إفساده للحياة السياسية على مدار ثلاثين عاما من حكمه وتجريفها، وهو الذى يؤدى الآن إلى عجز الأحزاب عن تقديم قيادات شعبية قادرة أن يلتف حوله الجمهور فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وحذر حسنى من التحالف الذى خلقه مبارك بين السلطة ورأس المال فى عهده ، مشيرا إلى أنه تبدو محاولات الآن لإعادة هذه التحالف من جديد فى سياسات ومصالحات مع رموز النظام السابق والأسبق، أن الإخوان جزء لا يتجزأ من المشهد السياسى لعصر مبارك، وكلاهما مدرسة واحدة اتبعت نفس السياسات الخاطئة مما زاد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بؤسا ، فكلاهما أوصلوا المجتمع إلى حالة من التبلد التامة من انهيار التعليم والصحة والمعيشة ومن ثم خرج الناس على الأول فى 25 يناير وعلى الإخوان فى 30 يونيو لأن المعطيات والنتائج السلبية كانت واحدة لكلا الحقبتين .

وتساءل حسنى: أى استقرار وأمان حققه مبارك للشعب المصرى طوال 30 عاما ، مستنكرا من هؤلاء الذين يحاولون تجميل صورة عهد مبارك بهذه التصريحات أو التسجيلات ، حيث قال لم يكن إلا استقرار الموتى وليس استقرار الدولة الديمقراطية النابضة بالحرية والعدل، بل هو استقرار القبضات الأمنية والدولة البوليسية التى رسخ دعائمها مبارك، والتى يبدو أيضا أن هناك كثيرين يحاولون اليوم إعادة مصر إلى هذه القبضة الدامية.

واستطرد حسنى إذا نعمت البلاد فى عهد مبارك بالاستقرار كان يجب أن تتطور ومثلما حدث إلى ماليزيا ، حيث استلم مهاتير محمد ومبارك الدولتين فى توقيت واحد ، بل كانت مصر أحسن حالا وأكثر تقدما من ماليزيا نتيجة للسياسات الخاطئة التى اتخذها مبارك .

حسنى يحذر من تلك المحاولات التى يقوم بها البعض من إعادة البلاد لما كانت عليه فى عهد مبارك، سواء فى القبضة الأمنية أو اتباع نفس السياسات أو فى التعاون مع الإخوان والسلفيين، لأن هؤلاء يدفعوا الشعب إلى الدخول فى موجة ثورية ثالثة ولكنها سوف تكون كارثية، فالشعب وضع كل ثقته فى الجيش ولكن إذا خانها ستذهب الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباها ، وعلى صانعى القرار أن يدركوا أن عقارب الساعة لن تعود إلى الخلف وإلا المشهد سوف يصبح عبثيا.

بينما يرى د. مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز دراسات وبحكوث الدول النامية بجامعة القاهرة أنه ليس هناك ما يدهش فيما قاله مبارك ، فأى رئيس سابق إذا اتيحت له الفرصة فى الحديث ، يدافع عن سياساته وفترة حكمه ويصفها بأنها الأفضل على الإطلاق، بل ويبرر لكل التحالفات الدولية ويدرجها تحت خطة المصلحة الوطنية ، ولكن الأهم هو كشف حقيقة أسباب تسجيل هذه التصريحات، وهل كان على علم بتسجيلها، والهدف من طرحها فى هذا التوقيت.

أما عن ثناء مبارك على الفريق السيسى ووصفه ب «العقر»، قال السيد لم يكن جديدا أيضا ، فهذا موقف مبارك من زمان ، فهو يرى أن الأصلح لحكم الشعوب العربية رؤساد خلفيتهم عسكرية ، وهى نفس النصيحة التى أسدى بها للأمريكان عند دخولهم العراق، وقد يعود ذلك بحكم أنه ضابطا وابن المؤسسة العسكرية .

السيد يرى أن إنكار مبارك لأخطائه أو مسئوليته عن قتل الثوار أمر متوقع ، ولكن هذا لا يمنع أن عصره كان مليئا بالكوارث التى يجب عدم تكرارها مستقبلا أولها استخدامه الأسلوب العسكرى فى التعامل مع صنع القرار ، واتخاذه قرارات مفاجئة دون التشاور إلا مع محدود من أهل الثقة والولاء له، ومعرفة الرأى العام عنها من الصحف فقط.

أضاف السعيد لا ينبغى أن ينسى مبارك أنه السبب فى توغل جماعة الإخوان فى العمل السرى واتساع تنظيمها بعيدا عن القانون، حيث لم يسمح لها بممارسة الحياة السياسية بشكل ديمقراطى حزبى.

أما فيما يتعلق بأن مبارك عبر تسجيلاته يريد أن يخلق موجة من التعاطف مع القيادات العسكرية الحالية ليتم الاختيار فيما بينها للرئاسة، قال السيد بالرغم من أن مبارك يدعم هذه الفكرة بشدة وكان اختياره لعمر سليمان لحكم البلاد بعده، إلا أن موجة التعاطف أصبحت أمرًا واقعًا، وهناك عدد كبير من المواطنين يرغبون أن يكون الفريق السيسى رئيسا للبلاد، نتيجة لغياب قيادة مدنية تستطيع إقناع المواطنين.

وأضاف السيد أنه يجب الاستفادة من هذه التفصيلة الخاصة بإعادة حكم البلاد من قبل عسكريين، لتكون جرس إنذار لكل القيادات السياسية بأن تبذل جهودا فى الفترة المقبلة وتكون على تواصل جاد مع المواطنين، وأن تسعى لامتلاك المقومات الأساسية لقيادة هذا الوطن، فليس من الطبيعى أن تخرج الجماهير فى الثورة للمطالبة بدولة مدنية وتعود لنفس نقط البدء من العودة للحكم العسكرى.

ويرى السيد أن عهد مبارك بلا إيجابيات، مشيرا إلى أن الشعب المصرى يعيش الآن نتاج هذه السياسات الخاطئة التى أدت إلى تردى الأوضاع الاقتصادية والتفاوت فى توزيع الثروات والدخول، وعلى قمة هذه السلبيات تمريره للتوريث وإجبار الشعب المصرى على اختياره.

بينما يرى السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق.. أن مبارك لم يمنح فرصة أن يتحدث عن فترة حكمه، وأن يعرض التحديات التى واجهها أو نوعية البدائل التى كانت متاحة أمامه، ودفعته لاتخاذ سياسات معينة، ومن ثم هى فرصة حقيقية أمام الرأى العام المصرى فى تحليل هذه السياسات بطريقة هادئة وموضوعية، ويستخلص منها الدروس المستفادة ومن ثم تثرى الحوار الوطنى الدائر حول المستقبل.

وأشار هريدى إلى أنه لكى نصنع المستقبل علينا أن نتفهم الماضى، وأن نتجنب العثرات ونستخدم السياسات الصائبة لبنائه، واضعين فى الاعتبار التغيرات الإقليمية والتحديات العديدة التى واجهت فترة حكم مبارك.

ويرى هريدى أنه لا ينبغى إغفال الإيجابيات التى كانت موجودة فى عهد مبارك، حيث يحسب له أنه جنب مصر حروبا على مدى 30 عاما، باستثناء تحرير الكويت، فهى حرب فرضت على مصر والعرب عموما، ولم يمكن وقوف مصر ساكنة آنذاكعلى الغزو العراقى، بالإضافة إلى نجاحه فى تحقيق توازن كبير فى السياسة الخارجية المصرية.

وأضاف هريدى أن مبارك استطاع أن يحافظ على معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية، بالإضافة إلى استثمار أكثر من 100 مليار دولار طوال حكمه فى البينة التحتية، ومن ثم مجىء هذه التصريحات قبل الاحتفال بذكرى أكتوبر يجب أن يتم تكريمه على دوره فى هذه الحرب باعتباره آخر القادة العسكريين العظام.

وأكد هريدى أنه لا يجب أن ينسى الشعب أن مبارك قاد حربا شرسة ضد الإرهاب ونجح فى القضاء على الإرهاب، مشيرا أنه عندما ترك السلطة كان الاحتياطى النقدى فى البنك المركزى 36 مليار دولار.

أما عن حديث مبارك عن السيسى وتأييده بأن يكون رجل المرحلة المقبلة عسكرى، قال هريدى إنه يؤيد وجهة نظره فالمرحلة تريد رجلاً عسكريًا وطنيًا يحكم مصر، لديه وعى بالعسكرية المصرية ويتفهم الدور التاريخى للجيش المصرى فى السياسة الذى يعتبر جزءاً لا يتجزأ من الحياة المصرية وليس دخيلا عليها.

وبسؤاله عن إنكار مبارك لمسئوليته عن قتل متظاهرى يناير، قال هريدى يجب أن تترك ثورة يناير للتاريخ لأنه لا يمكن الحكم عليها فى مثل هذه الذورة من الأحداث، حتى يكون هناك تقييم موضوعى للأحداث، فبلاشك أن 2011 شهدت حراكًا ثوريًا وسياسيًا ولكن الثورة لا يمكن أن تسفر عن نظام حكم ظلامى للإخوان المسلمين، فالثورات عادة تسلم الراية لتمثيل السلطات التقدمية التى تحقق التغيير الجذرى.

وعن حديث مبارك عن دعم الدول العربية لمصر ما عدا قطر التى وصفها ب «الملعونة»، أكد هريدى أن مبارك قال الحقيقة عندما تحدث عن دول مجلس التعاون الخليجى، حيث بلغت العلاقات المصرية الخليجية ذورتها فى عهده مثلما كانت عليه فى عهد عبدالناصر، بعد أن شهدت فترات من التوتر بعد حرب أكتوبر وفى عهد السادات، أما فى عهد الإخوان كانت العلاقة كارثية وسيئة، ولم تعد للمسار الصحيح إلا عن طريق ثورة 30 يونيو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.