جامعة أسيوط تنظم فعاليات اليوم الثالث من مبادرة "تمكين"    السفير البريطاني الجديد بالقاهرة: نتطلع لارتقاء العلاقات إلى شراكة استراتيجية تشمل الاقتصاد والسلام الإقليمي    استعد لضبط ساعتك.. بدء التوقيت الشتوي في مصر الخميس المقبل    عاجل- هيئة تعاونيات البناء والإسكان تفتح باب الحجز ل253 وحدة سكنية بمواقع متميزة في عدد من المدن الجديدة    بث مباشر.. يصطدم الفتح بالرياض الليلة في دوري روشن السعودي 2025    رمسيس الثاني.. من معابد الأقصر إلى المتحف المصري الكبير    ختام مهرجان "دي كاف" بدورته الثالثة عشرة بمشاركة 18 دولة.. صور    الكاتب أسامة علام: تعلّمت من محمد المخزنجي أن الكتابة عن الكاركتر هو البطل الحقيقي    هل يقع الطلاق الشفوي؟.. خالد الجندي يجيب (فيديو)    وزير الصحة يعقد اجتماعا مع ممثلي شركتي «E-Health» و«Rain Stella» على هامش ملتقى الصحة العالمي 2025 في السعودية    عمان.. مباحثات أردنية أمريكية بشأن تثبيت وقف إطلاق النار غزة    عاجل- إنهاء حالة الطوارئ في جنوب إسرائيل لأول مرة منذ 7 أكتوبر    أوعى «الوعي» !    انتخابات الأهلي - رويدا هشام: فخورة بثقة الخطيب وسأكون صوت المرأة في المجلس    تشكيل الجونة لمواجهة سموحة    رسمياً.. يوفنتوس يقيل تودور بعد أسوأ سلسلة نتائج منذ 2009    القبض على سائق سيارة بالبحيرة طلب أجرة أزيد من المقررة    مشهد صادم على الطريق.. سائق ميكروباص يدخن "شيشة" وهو يقود في الإسكندرية    تراجع أسعار الذهب في مصر بقيمة 130 جنيهًا    محافظ سوهاج يوجه بالإعلان عن تعريفة "التوك توك" ولصقها على المركبات    السيسي ل23 سفيرًا جديدًا: حريصون على تعزيز أواصر التعاون في شتى المجالات (فيديو)    اليوم.. عزاء شقيق فريدة سيف النصر بمسجد عمر مكرم    مصر تواصل إرسال مساعداتها إلى غزة.. وصول شاحنات وقود وغاز (فيديو)    رئيس جامعة بنها يهنئ باحث بمناسبة اكتشاف علمي جديد في مجال الحفريات الفقارية    نجاح عملية دقيقة لإزالة كيس بالفك العلوى لفتاة بمستشفى جهينة في سوهاج    بيان من مستشفى بدر الجامعى بحلوان بشأن حادث طريق القاهرة السويس    رئيس الوزراء يتابع مع محافظ بورسعيد عددًا من المشروعات الاستثمارية الجاري تنفيذها في المحافظة    مفتي الجمهورية: الجماعات المتطرفة توظف العاطفة الدينية للشباب لأغراضها الخاصة    رويدا هشام: فخورة بثقة الخطيب.. وهدفي خدمة أعضاء النادي    القليوبية تواصل البحث عن طفل إسكو المفقود.. وتمشيط المنطقة وتفريغ الكاميرات    أول صورة لضحية حادث تصادم سيارتين ملاكي وتريلا في قنا    غدا.. ندوة صورة دولة المماليك في التاريخ المصري بقصر الأمير طاز    إنفوجراف| تصريحات ترامب فور وصوله مطار طوكيو خلال جولته الآسيوية    ريال مدريد يقرر الاستئناف على طرد لونين في الكلاسيكو    «الفجر بالإسكندرية 5.44 ص».. جدول مواقيت الصلاة في مدن الجمهورية غدًا الثلاثاء    «تعليم أسيوط» يعلن تلقى طلبات الراغبين في العمل بالحصة لمدة عشرة أيام    مواقيت الصلاة بمطروح وأذكار الصباح اليوم 27 أكتوبر    مدير الرعاية الصحية بأسوان يستضيف الاجتماع التنسيقى لهيئات المنظومة الجديدة    وزير العمل: إصدار القانون الجديد محطة فارقة في تحديث التشريعات الوطنية    مسلسل محمد سلام الجديد.. قصة وأبطال «كارثة طبيعية»    قنا: تحرير 330 مخالفة تموينية وإحباط تهريب 50 طن أسمدة مدعمة خلال أسبوع    بكين: المقاتلة الأمريكية تحطمت أثناء تدريب عسكرى فى بحر الصين الجنوبى    علاج 1674 مواطنا بقافلة طبية بالشرقية    رئيس اتحاد الاسكواش تعليق علي فوز يحيي النوساني : طول عمرنا بنكسب الإسرائيليين وبنعرّفهم حجمهم    هل ستتعرض القاهرة الكبري لأمطار خلال الساعات المقبلة ؟ الأرصاد تجيب    شيخ الأزهر: الحروب العبثية كشفت انهيار النظام الأخلاقي في العالم    تأجيل محاكمة 24 متهما بالإنضمام لجماعة الأخوان الإرهابية لمرافعة النيابة العامة    بكام الطماطم النهارده؟.. أسعار الخضراوات والفاكهة فى الوادى الجديد    بكم طن عز الآن؟ سعر الحديد اليوم الاثنين 27 أكتوبر 2025 محليا و أرض المصنع    انتخابات بلا إغراءات.. القانون يجرم الهدايا والتبرعات في سباق النواب    دعاء الحج والعمرة.. أدعية قصيرة ومستحبة للحجاج والمعتمرين هذا العام    متحدث الأوقاف: «مسابقة الأئمة النجباء» نقلة نوعية في تطوير الخطاب الديني    ترامب يحذر الحوامل مجددًا| لا تستخدمن دواء "تايلينول" إلا للضرورة القصوى    بعد قليل.. محاكمة المتهمين ومصور فيديو الفعل الفاضح أعلى المحور    محافظ القاهرة يوجه بتخصيص جزء من الإذاعة المدرسية للتعريف بالمتحف المصرى    مدير معهد الآثار الألماني: نتطلع بفرح غامر إلى الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير    سيراميكا كليوباترا: نسعى للاستمرار على قمة الدوري.. وهدفنا المشاركة القارية الموسم القادم    غزل المحلة: الأهلى تواصل معنا لضم ثلاثى الفريق الأول.. ولكن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجوم مسلسل الداعية في ندوة روزاليوسف: كشفنا عمرو خالد وإخوانه.. ولا خروج آمن للمعزول!

مسلسل «الداعية» لم يفضح فقط نموذج الشيوخ المودرن الذين يرتدون الجينز، ويستبدلون اللحى الطويلة بلحية خفيف، ويستخدمون نفس المفردات العامية، ليشكلوا كما أطلقنا عليهم الدعاة الجدد - مثل عمرو خالد ومصطفى حسنى - بل إنه يقدم كشف حساب فى الوقت المناسب لهؤلاء الذين يستخدمون الدين من أجل تحقيق أغراض شخصية ودنيوية وعلى جثة الوطن

الدعاة الجدد وقعوا فى رمضان 2014 تحت رحمة «داعية إبداع» وهو د.مدحت العدل «مؤلف المسلسل» الذى قدمهم لميزان المشاهدين فى محكمة درامية بديعة.. وفى صحبة نجوم لامعة «هانى سلامة وأحمد فهمى وبسمة وريهام عبدالغفور» والعمالقة احمد راتب وسامى العدل بقيادة المخرج الواعد محمد جمال العدل.
وكعادة مدحت فى مجمل أعماله وتبنيه لقضايا مهمة فإنه يحدد من خلال هؤلاء الدعاة جغرافية التأسلم السياسى بشكل عام على خلفية كانت بطلتها ثورة يناير التى كشفت الوجهالحقيقى للمتاجرين بالدين ليمهد للوطن فتح صفحة جديدة من خلال كتالوج «الداعية».

شجاعة د. مدحت دفعته لكتابة المسلسل الوثيقة فى عز الحكم الإخوانى، رغم الأخطار التى كان يواجهها لكنه لم يتراجع، ثم قامت ثورة 30 يونيو لتؤكد حدسه الإبداعى وأنه فى الطريق السليم.

«اشتبك الداعية» مع ملف التأسلم السياسى من خلال مستويات أبرزها السياسى المتمثل فى السلطة الدينية الحاكمة الجديدة، والمستوى الإعلامى الذى يروج من خلاله هؤلاء الدعاة الدين المختلط بالسياسة لخدمة مصالح تيار معين، أما المستوى الاقتصادى من خلال العشوائيات التى هى فى الغالب مصنعا إما البلطجة أو التطرف الدينى.

ولأن «الداعية» استثناء خاص فى مهرجان دراما رمضان إلى جانب أن ملف الدعاة ومكافحة التطرف وتضييق الخناق على الإبداع وحرية الرأى من ثوابت روزاليوسف كانت ندوتنا مع أسرة المسلسل المهم للاحتفاء بهم ولكى تتشابك دوافعنا، ولكى نتعرف من خلالهم على الأفكار التى يطرحها هذا العمل التاريخى وأهمية عرضه فى هذا التوقيت والصعوبات التى واجهتهم ولم تخلُ الندوة من الآراء التى هى محور اهتمام الشارع المصرى والعالم وغيرها من الموضوعات المهمة.
هانى سلامة: تقديمى لدور «الداعية» مغامرة كبيرة لأن الفشل فيه يهدد مسيرتى السينمائية

رئيس التحرير:

روزاليوسف ترحب بأسرة المسلسل الجرىء الذى نعتبره جزءاً من حملتنا على المتأسلمين منذ عهد بعيد وحتى الآن ونحن كما كشفنا أسطورة الإخوان المزيفة توقعنا سقوطها قبل ثورة 30 يونيو، وكنا أول من فتح ملف الدعاة الجدد وفساد دعوتهم وتحملنا كل أنواع الإرهاب ولم نتراجع أبدا عن دورنا ورسالتنا، والمسلسل وأحداثه الصادقة تؤكد أننا كنا فى الطريق السليم، فالمؤسسة خاضت معركة طويلة مع جماعة الإخوان المسلمين، التى أرادت أن تلوى ذراعها عن طريق مجلس الشورى والمجلس الأعلىللصحافة، حيث أرادت تركيع المؤسسة، نظرا لسياستها التحريرية المخالفة لهم والمعارضة لسياستهم.

وعلى الرغم من كل هذه الضغوط فإننا كان لدينا إصرار على النزول بعددها السبت 29 يونيو بعنوان «نهاية الإخوان» ولم نكن نعلم وقتها ما الذى كان يحدث ثانى يوم. مرة أخرى أهلا بكم فى روزاليوسف.

د. مدحت العدل: سعيد بالتواجد فى مجلة «روز اليوسف» قلعة الحرية ومنارة الدفاع عن الحريات والتى أسست حالة التمرد منذ نشأتها وهى نقطة انطلاقة ومعظم الإعلاميين المتواجدين على الساحة من أبناء هذه المدرسة العظيمة، كما أن دورها مازال متواصلا، ويكفى هنا أنها واصلت المقاومة فى عهد الإخوان المسلمين وكانت سلاحا قويا لنهاية عصر هذه الجماعة من خلال فتح الملفات الشائكة وكشف الستار عن مخطط محو الهوية المصرية من قبل هذه الجماعة الإرهابية المتسلطة.

∎روزاليوسف: دائما تشغل نفسك بالقضايا الوطنية مثل القضيةالفلسطينية والقدس والحلم العربى ضمن قضايا العروبة كيف جاءت لك فكرة «الداعية»؟

- د.مدحت العدل: فى البداية تحدثت مع «ماندو» وهو مخرج العمل وقلت له «عندى فكرة هى داعية يحرم الموسيقى وبعد ذلك يحب عازفة كمان بالأوبرا»، بالإضافة إلى أن العام الماضى أسفر عن شىء لم نكن نراه من قبل وهو شكل الدعاة الجدد فنحن على سبيل المثال نشأنا وتربينا على يد الشيخ «محمد متولى الشعراوى» و«الغزالى» الذى تميز فى دعوته بالوسطية، ولكن فى السنوات الأخيرة وجدنا الدعاة الجدد الذين يرتدون الجينز، وكانت لهم جاذبية شديدة لجيل الشباب، وكانوا يتحدثون فى البداية فى موضوعات أقرب للإصلاح الاجتماعى من الدين، ثم دخلوا فى منطقة الحواديت، مثل حجاب الممثلات واعتزالهن، وتكلموا أيضا عن تحريم الفن، وفى الحقيقة منذ ذلك الوقت وكان لدى اهتمام كبير بأن أكتب ولو خطا دراميا فى أحد المسلسلات يتكلم عن هؤلاء الدعاة.

ولكن بعد الثورة فتحت علينا ماسورة من القنوات الدينية الفضائية، ودعاة مختلفين عن هؤلاء الشباب الذين كانوا يتحدثون بشياكة وقدر من الثقافة، وأصرت هذه القنوات منذ تولى «محمد مرسى» رئيساً للجمهورية أما استخدام التكفير لكل ما هو معارض مع فكر الجماعة أو الاشتباك مع شخصيات عامة من أجل الحصول على الشهرة وهذا ما رأيناه بالفعل مع من سب «إلهام شاهين» و«عادل إمام» فلم يكن أحد يعرف هؤلاء من قبل! من خلال كلام متجاوز وأحاديث عن الحلال والحرام من وجهة نظرهما الشخصية، لذلك كانت فكرة المسلسل تتحدث عن هؤلاء الدعاة الذين أرادوا محو الهوية المصرية من خلال خطاباتهم غير الدينية والتى تميل أكثر إلى الإصلاح الاجتماعى الذى من الممكن أن يقوم به أى شخص.

كذلك أردت أن أرصد هذه القضية من خلال حدوتة بسيطة تفهمها كل الطبقات والتطرق إلى الجوانب الإنسانية لهذا الداعية مع أسرته.

وشخصية الداعيةفى المسلسل هو وسيلة لبحث قضية مصر التى حاولت هذه التيارات الظلامية أن تختطفها.

∎روزاليوسف: هل كنت تقصد داعية بعينه أم المسلسل يمثل حالة عامة للدعاة الجدد؟

- مدحت العدل: لم أتحدث عن سيرة ذاتية لداعية بعينه ولكن الهدف العام هو فكرة وجود أشخاص من المفترض أنهم يقومون بنشر الدعوة من صحيح الإسلام والسنة النبوية وليس من وجه نظرهم لذلك فالحالة الدرامية التى تناولها المسلسل هو فكرة التطرف التى وصلت إليه تلك الجماعة.

∎روز اليوسف: تيتر المسلسل «تتصوروا» كان شارة البدء لما حمله المسلسل من معانٍ تدل على الواقع الذى نعيش فيه، وجاء تيتر النهاية «انتباه» ليعلن إنذاراً لكل من يهمه الأمر.. هل كان هذا مقصودا؟

- مدحت العدل: نعم بالتأكيد وهذا ماقصدته فهو رسالة إلى الشعب المصرى وأقول فيه خدوا بالكم لو ده حصل فينا وبقت فى حرب شوارع وتحويل مصر لدولة داخل دولة واستخدام الأطفال لحرب دموية بدلاً من أن تفكر فى المستقبل تتحدث عن مشروع شهيد، بالإضافة إلى أن كلمات الأغنية كانت تشير إلى حالة الاستنفار الداخلى بالنسبة لىً مما نعيشة الآن من تراخى الحكومة ومؤسسة الرئاسة فى التحرك لفض اعتصام النهضة ورابعة العدوية .

∎روز اليوسف: بالنسبة لواقع العشوائيات فى المسلسل والذى أنتج نموذجين مختلفين من شاب متطرف دينياً وآخر بلطجى كيف ترى ذلك؟

- مدحت العدل: جميعنا نعلم أن العشوائيات مليئة بتفاصيل مختلفة فنرى فيها الفتاة المحجبة ونرى الفتاة بشعر ونرى رجلا بلحية ونرى البلطجى وتاجر المخدرات خاصة أن هذه الأسر تسكن فى عشش من الخوص أو غرفة واحدة بها 10 أفراد فلابد أن نرى فى هذه المناطق كل المشكلات الاجتماعية وهذا ما لمسته أنا شخصياً على الواقع عندما ذهبت إلى إحدى العشوائيات وهى (عزبة القرود) وشهدت مجتمعا آخر غير سوى على الإطلاق وهذا ما حولنا رصده فى المسلسلمن خلال شاب بلطجى يتم تأجيرة لصالح جماعة متأسلمة لترهيب الناس فى المظاهرات وسحلهم مقابل جانب مادى أو الحصول على شىء آخر وهذا ما يحدث فى رابعة الآن من تأجير هؤلاء البلطجية ضد المظاهرات السلمية التى تحدث فى ميدان التحرير أو الميادين الأخرى ونرى نموذجا آخر من شاب يتم تجنيده فى هذه الجماعة حتى يصبح مكسب لهم لجذب شباب آخرين.

∎روز اليوسف: هل ثورة 30 يونيو أعطت مكاسب للمسلسل؟

- مدحت العدل: ليست ثورة 30يونيو فقط بل ثورة 25 يناير التى هى من أتت بهذا النظام الإخوانى وكشفت الستار على عمليات السطو والإرهاب التى تمارسها تلك الجماعة لذلك فكان هناك عامان كاملان اتضحت فيهما مخططات الإخوان منذ ارتكاب موقعة الجمل التى ترجمت ما قاله الزعيم الراحل «جمال عبدالناصر» (الإخوان ملهمش أمان).

∎روزاليوسف: المخرج محمد جمال العدل فى أول تجربة تليفزيونية لأول.. فاجأتنا بإخراجك لهذا العمل الكبير وتحريكك لأسماء كبيرة جدا من هانى سلامة وأحمد فهمى وأحمد راتب وسامى العدل وكيف وافقت عليها؟

- محمد العدل: أنا قدمت للسينما تجربة أولى وهى فيلم «الكبار» 2010 والداعية، كان شرفا كبيرا لى أن أقوم بإخراجه، وتحمست لفكرة المسلسل بقوة، ومن خلال الندوة بشكره جدا على إتاحة هذه الفرصة لإخراج عمل بهذا الحجم، وهى كانت مسئولية كبيرة، خاصة مع فريق عمل من نجوم لهم تاريخهم من هانى سلامة وأحمد فهمى وأحمد راتب وريهام عبدالغفور، فضلا عن تحمل مسئولية الإنتاج الضخم.

∎روزاليوسف: هناك ملاحظة على لوحات تنتمى للفن المعاصر والفن الحديث فى منزل لداعية، لماذا لم يتم استبدالها بآيات قرانية حتى تكون ملائمة لطبيعة الشخصية ودورها؟

- محمد العدل: لأن شخصية «يوسف» فى الأصل أنه إنسان متناقض، حتى جاء تفسير هذا التناقض على لسان والدة «بسمة» عندما وصفته قائلة إنه شخص غريب يحرم الموسيقىويحب عازفة كمان، يحرم الحب على أخته وهو نفسه يحب، وتركيبة شخصيته كلها تناقض، حتى الأفكار التى يقدمها كان غير مقتنع بها مائة بالمائة، فهو شخصية لم يكن لديه هذا الاستقرار الفكرى والذهنى، ومن الممكن أن يضم منزله لوحات تعكس هذه الحالة التى تعيشها الشخصية، فكان يوجد بالمنزل آية قرآنية بمكتبه.

∎روزاليوسف: صورتك الرومانسية الحالمة التى عكست فى نفس الوقت المجتمع المخملى للدعاة.. ما الرسالة التى أردت تقديمها؟

- محمد العدل: كان من الطبيعى أن يكون الديكور بهذه الفخامة، لأننا بنعكس هذه الشريحة من الدعاة الجدد وهم بالفعل أثرياء بهذه الدرجة التى رأينا عليها منزل ''يوسف''، وتلك السيارة الفارهة، والمكتب الفخم، وهذه الفئة التى لها مريدين بالآلاف كما رصدنا فى أول حلقة، وهذه الشخصية التى تتحدث على الفضائيات وتجذب المعلنين للقناة ولها، لا بد أن تكون الصورة التى تنعكس عنهم بهذاالثراء الضخم ولم يكن ذلك مبالغ فيه، ومن كان لايصلح أن أصور ''عائلة '' الداعية تقطن شقة عادية صغيرة فهذا سيكون مخالف للصورة الحقيقية لمجتمع الدعاة الجدد.

∎روزاليوسف: شخصية «الشيخ حسن» مركبة وبها تحولات كثيرة.. كيف حضرت لها؟

- أحمد فهمي: عندما عرض على دور الشيخ حسن فى مسلسل الداعية وجدته دور قوى وشخصيته محركة للأحداث ومتحولة من شخص طيب إلى شرير فهو شخص يشعر بالنقص طيلة الوقت والحقد على من حوله، فقررت عمل منطق للشخصية التى كانت ترى أنها أحق من الشيخ يوسف عبد الحكيم إلى يقوم بدوره الفنان هانى سلامة فى هذا النجاح

وأضاف أن هناك تحولات مرت بها الشخصية فى المسلسل فقد كان مؤمنا بأن الموسيقى ليست حراماً ولكنه قرر أن يناقص الشيخ يوسف وتحول رأيه وأصبحت الموسيقى حراماً وذلك فقط لتحقيق مصلحته الشخصية.

∎روزاليوسف: هل هناك ألبوم غئائى قريب؟

- أحمد فهمى: قال إنه يستعد لصدور ألبومه الغنائى مع فرقة وإما بعد عيد الفطر المبارك مؤكدا أن بدايته كانت عازف كمان ودرس فى الخارج ورفض منحة فى أمريكا لأنه وحيد أمه، وقال أنه يحاوب الفصل بين الممثل والمطرب ''ومش شرط أغنى فى أعمالى الدرامية أو السينمائية''

∎روزاليوسف: «الداعية» أول عمل تليفزيونى لهانى سلامة.. كيف تحمست له، وماذا عن استعدادك وتجهيزك للشخصية؟

- هانى سلامة: اتشرف أنى موجود فى مؤسسة ''روزاليوسف ''العريقة المعلمة، أما عن الدور كلمنى الدكتور مدحت العدل، وتقابلنا فى منزله والتقيت لأول مرة وقتها مع المخرج محمد العدل، فكلمنى عن المسلسل وعن حدودته الشخصية، وسألته باندهاش «أنتم اخترتونى على أساس إيه»، وبصراحة الموضوع وبغض النظر عما يقال عنه بأنه شائك أو خطر فى الوقت الذى قررنا فيه أن نقدم المسلسل، الإ اننى شعرت أنه جاء الوقت المناسب لنقوم فيه بدورنا وواجبنا كفنانين بصفة عامة، أننقدم موضوع يطرح مفاهيم كثيرة وجديدة .

∎روزاليوسف: كيف ترى أهمية تقديم هذا العمل فى ظل الظروف السياسية التى تمر بها البلاد؟

- هانى سلامة: فى رأيى أن بعد الثورة كان يلزم تقديم مثل هذه النوعية من الأعمال، خاصة أننا اكتشفنا بعد الثورة أننا منعرفش بعض بشكل كبير، وكان فى فئات لم نعرف عنها شيئا، حتى تلك الفئات التى كانت تعمل تحت الأرض ظهرت للسطح، ومن ثم كانت هناك مؤسسات بيقع عليها عبء هذا الكشف والتنوير، وهما الإعلام والصحافة ولعبوا دورا كبيرا فى الفترة الماضية، والثقافة والسينما والفنون ومايقع عليها من مسئولية كبيرة، ومن ثم كان الدور مهم جدا تقديمه فى هذا التوقيت، ومن الممكن إذا كان هذا الدور تم عرضه علىَّ قبل ذلك، لم أكن أوافق عليه.

ولكن فى هذا التوقيت شعرت أن تقديمى لدور ''الداعية'' هو واجب علىَّ، وبغض النظر عن النتائج، مثلما يكتب الصحفى مقالا ولا يعرف نتائج خطورته، التى يمكن أن تؤدى برفضه من العمل أو اغتياله، ولكن فى النهاية هذة قناعاتى المؤمن بها، وبناء عليها قررت تمثيل الدور.

∎روزاليوسف: ولكن هل ترى أن سقوط نظام جماعة الإخوان المسلمين ساهم فى نجاح المسلسل وعمل الدعاية الكافية له؟

- هانى سلامة: فى الحقيقة احنا نيتنا كفريق عمل واضحة من البداية، حتى لولم يسقط حكم جماعة الإخوان المسلمين، والمشاهدون بالفعل مدركون لذلك، ولكن الله أعلم، إذا جاءت ظروف عرض المسلسل مع استمرار حكم الإخوان، لم نكن نعلم طريقة تعاملهم مع المسلسل، هل كانوا سيمنعون عرض المسلسل أم لا. ولكن فى النهاية نحن لم نهتم كفريق عمل بهذه النتائج، أكثر من اهتمامنا بتقديم عمل تنويرى هادف، يستفيد منه حتى ولو 15 مشهداً.

∎روزاليوسف: ما هى أكثر ردود الفعل التى أعجبتك عن مسلسل «الداعية»؟

- هانى سلامة: فى الحقيقة أكثر التعليقات التى أعجبتنى على المسلسل من المشاهدين، أن الدراما التى تم تقديمها هى أول مرة تطرح فى الدراما المصرية بشكل عام، فعادة فكرة الداعية تأتى كخط صغير، وله شكل معين نمطى فى الموضوع.

∎روزاليوسف: ولكن كيف يمكن للدراما أن تخرج من دائرة التنميط لشخصية الإسلامى المتشدد بأنه صاحب لحية وجلابية بيضاء والتى تستفز الكثيرين؟

- هانى سلامة: هذا ماحدث فى ''الداعية''، من حلاوة الكتابة الذى قدمها د. مدحت العدل، أن شخصية ''يوسف'' فى المرحلة الأولى منها وهو متشدد، لم نر فيها أى تشابه مع أحد الإعلاميين المتشددين الذين يتكلموا باسم الدين ويخرجون علينا على القنوات الفضائية، فنلاحظ دائما أن شخصية الداعية المتشدد والتى تضج بها القنوات الدينية، يا إما بيكفروا أو يكون لسانه طويل «قليل الأدب».

∎روزاليوسف: هل نفهم من رأيك أنك موافق على إغلاق القنوات الدينية أم تعطيها حرية الرأى ولا تصبح وصياً عليها؟

- هانى سلامة: أنامع فكرة أن الداعية اللى هيقعد أمام الكاميرا أنه يتكلم بشكل محترم، ولا يتحدث باسم ''ربنا''، ومن ثم ليس هناك مانع من وجود هذه القنوات، ولكن يخرج علينا داعية يقوم بالتحريض على العنف وتكفير المواطنين، ويضحك على عقول الشريحة الكبيرة الموجودة فى المجتمع والتى تعانى من الجهل والأمية، ويخوض فى أعراض المواطنين على هذه القنوات، فهذه ليست حرية رأى ولا تعبير، وبالطبع يجب إغلاقها.

∎روزاليوسف: فى رأيك ما الأسباب وراء هذا التطرف الدينى الذى وصل إليه المجتمع المصرى؟

- هانى سلامة: من وجهة نظرى هناك أسباب كثيرة، منها أن كل رؤساء مصر أخطأوا فى تعاملهم مع الإخوان المسلمين، وكان يجب التعامل معهم بطريقة أكثر وضوحا، وأن يتم مساعدتهم للعمل وممارسة الحياة السياسية على السطح، بدلا من حظرهم وعملهم السرى طوال الوقت، لأنه كان سيستفيد بكل تأكيد من مراقبة الدولة لهم، والتعرف على مصادر تمويلهم، وطريقة عملهم، مش لازم أى نظام حكم مصر كان يضع الإخوان على الساحة من باب حبه لهم، ولكن من باب أن يصبح مسيطراً عليهم وتحت عيون الدولة.

∎روزاليوسف: هل تعتقد أن ماحدث فى 30 يونيو ثورة أم موجة جديدة لاستكمال ثورة يناير؟

- هانى سلامة: من وجهة نظرى أن ما حدث فى 30 يوينو هو ثورة وليس مكملة ل 25 يناير، وسيختلف معى الكثيرون، ولكنى أرى أن الناس نزلت فى 25 يناير وطالبت بتغييرات، ولاقت هذه التغييرات استجابة من قبل النظام الحاكم «مبارك»، ولكن الكتلة المنظمة بعد الحزب الوطنى آنذاك كانت ''الإخوان المسلمين ''استغلوا الفرصة واستمروا فى الميدان وافتعلوا موقعة الجمل ليضغطوا،- وكل الدلائل تقول ذلك والتحقيقات سوف تكشف ايضا- علشان يقضى على أمل فكرة التغيير، بالرغم أنى مختلف مع نظام مبارك، ولكن كل المسار جاء بعد ذلك على هوى هذه الكتلة الإسلامية من إخوان وسلفيين كما خططوالها، وأنا شخصيا فؤجئت بكم السلفيين الموجودين فى مصر، وخاصة بعد هذا التمثيل الكبير لهم فى مجلس الشعب.

ولكن 30 يونيو كل الشعب المصرى نزل ضد هذه الكتلة من التيارات الإسلامية ولم يحدث العكس، ومن ثم فهى لم تكن ثورة تصحيح مسار أو استكمال ل 25 يناير ، ولكن كل مارأه أن 30 يوينو هى الثورة اللى بجد الحقيقية.

∎روزاليوسف: هل تأثر الداعية «يوسف» و«حسن» بأحد الدعاة الجدد الموجودين على الساحة الآن؟

- أحمد فهمى: الداعية مصطفى حسنى صديقى منذ أكثر من 8 سنوات وهو أكثر شخص أثر فى حياتى فهو شخص وسطى فهو يلعب الكرة ويسمع الأغانى والموسيقى وقد تحدثت معه عندما قررت تمثيل شخصية حسن فى المسلسل خاصة أنى وجدت أن المسلسل قريب من شخصية الدعاة الشباب مثل مصطفى حسنى وعمرو خالد ومعز مسعود، وقد تابع مصطفى المسلسل ولم يغضب منه، خاصة أن المسلسل به حبكة درامية بشكل واسع فى العلاقات ما بينشخصيات المسلسل فكلها مرتبطة ببعضها البعض.

- هانى سلامة: فى الحقيقة شخصية «يوسف» فى الجزء الأول منها، وطريقتها المتشددة وأسلوبها فى الدعوة لم أر شخصية من الدعاة الجدد الآن تتشابه معها، ولكنى عادة لم أشاهد أحد منهم لأقلد طريقته، ولم يوجد داعية تاثرت به أو أثر على طريقة تناولى للدور ،أما فى المرحلة الثانية من الشخصية ''يوسف'' الوسطية لم اتأثر بأحد أيضا، لأن أسلوب الحوار والكتابة كانت مقنعة جدا، وهى التى ساعدتنى على رسم الشخصية، فضلا عن أننى قدمتها بإحساسى.

∎روزاليوسف: كيف حاولت أن توصل للمشاهد الاختلاف بين التحول فى شخصية «يوسف» من متشدد إلى وسطى؟

- هانى سلامة: فنجد مثلا أسلوبه فى تقديم البرامج فى لحظة تشدده بيختلف عن أسلوبه بعد أن أصبح أكثر وسطية، وجلست قبلها مع «ماندو» واتفقنا أن الشخصية فى مرحلة تشددها كانت بتتكلم بتعالى نوعا ما بثقة كبيرة بطريقة «حد شايف نفسه»، بالرغم أنه كان كلام فى صحيح الدين، إلا أن الأسلوب فيه نوع من show المتاجرة، أما فى المرحلة الوسطية الشخصية أدائها أصبح أكثر هدوئا ونعومة فى طرح المعلومة، و«تونالتى tone الصوت اختلف وأصبح أكثر هدوئا، وأكثر سماحة.

∎روزاليوسف: هل ترى أنه من المقنع أن قصة حب يمر بها داعية تجعله يتحول 180 درجة بهذا الشكل؟

- هانى سلامة: من وجهة نظرى، أن شخصية يوسف لم تبدأ فى التحول من تعلقه أو حبه بعازفة الكمان «نسمة» التى تقوم بأداء دورها الفنانة بسمة، ولكن بدأ التحول بالفعل من هذا الدرس الذى لقنته له بنت أخو الشيخ وجدى «سامى العدل»، عندما رفضته نظرا لطريقته فى الدعوة، ولكن شخصية يوسف لم تتحول 180 درجة، لأن يوسف لم يكن داعية متشدداً بقوة، ثم تحول إلى شخص يرتدى بنطلون بانتاكور وopen mind? وكانت هناك مقدمات كثيرة جعلته يختلف ويعدل من طريقته، حتى إنه «متلوحش» بحب بسمة على طول، ولكن على مهل وقف برنامجه وأعاد قراءة والتفكير فى حياته وأسلوبه، ودخل فى مرحلة مراجعة مع النفس، حتى قراءته فى الحب لم تكن سطحية، بل قرأ بعمق.

وبعدها تعرف «يوسف» على وسطية الدين الإسلامى، وتعرف على الآراء المختلفة حتى يكون مقتنعا بما يبثه بعد ذلك فى تقديمه ببرنامجه، وذكرنا أنه كما هناك آراء فقهية حرمت الموسيقى، أن هناك آراء أخرى لم تحرمها.

∎روزاليوسف: هل يريد المسلسل طرح فكرة ان الشخص المتشدد هو شخص يفتقد للحب أو الاستقرار العاطفى أم ماذا؟

- هانى سلامة: تناول الحب فى المسلسل لم يكن بهذه الصورة التقليدية الحب بين الرجل والست، ولكن المسلسل يطرح الأبعاد المختلفة والنتائج التى ظهرت على شخصية «يوسف» عندما وقع فى الحب، فالحب غير فى شخصيته فى علاقاته مع أخواته وأبيه، أيضا الحب جعل الشخصية تتغير فى أسلوب الدعوة الذى يقدمه، وأصبح «يوسف» أكثر صبرا وعطاءً ،فالحب فى المسلسل تم عرضه بمفهومه الواسع الذى يندرج تحته عشرات المعانى التى لاتقتصر فقط على العلاقة بين الرجل والمرأة.

∎روزاليوسف: هل لم تتلق أى تعليقات من رجال دين، مثلما تلقى د.مدحت العدل تأييداً من المفتى السابق د.على جمعة؟

- هانى سلامة: فى الحقيقة لم أتلق تعليقات، ولكن أحب أن أعتذر لكل المتخصصين فى الدين وقراءة القرآن الكريم، فيما يتعلق بأخطاء فى التشكيل أو النطق لبعض الآيات القرآنية، لأنى فى النهاية أنا ممثل وأجتهد، ووارد أن أقع فى مثل هذه الأخطاء ،ولكنى تدربت على يد الشيخ «ياسر» على تلاوة القرآن.

∎روزاليوسف: كيف تعاملت مع النقد الذى وجه ل «هانى سلامة» والتشكيك فى قدرته على أداء دور «الداعية»؟

- هانى سلامة: فى الحقيقة الموضوع لم يتوقف على النقاد فقط، وفى رأيى أنه يعود لأن الناس شايفانى بطريقة معينة، وبصورة وشخصيات قد تبدو أنها تدور فى فلك الرومانسى وإن كان ذلك غير صحيح لأن الرومانسى فى الآخر كان عكس المصير، اختلف عن السلم والثعبان وهكذا، وعندما أقول إنى هقدم دور جديد تماما عكس ما اعتادوا أن يروا عليه هانى سلامة، تبدأ الانتقادات والمخاوف، حتى أنا ك «هانى» بالنسبة لى تقديم الدور كان يمثل risk مغامرة كبيرة جدا، لأنه «لو طلع وحش يؤثر على مشوارى السينمائى بأكمله»، ولكن إيمانى بالفكرة واقتناعى بالشخصية، وضرورة تقديمها فى هذا التوقيت كان مهما جدا.

∎روزاليوسف: ما هى أصعب المشاهد التى أرهقت هانى سلامة؟

- هانى سلامة: مشاهد البرامج، بالإضافة إلى أول مشهد الخاص بالدعاء فى الجامع، والمسلسل كله كان صعباً بالنسبة لى، كان من الممكن أن يكون أسهل إذا كان يدور حول قصة اجتماعية، ولكن نوعية الدراما المقدمة فى «الداعية مختلفة تماما، فلم يكن لدى خلفية عنه، خاصة أننى لا أعرف أن أشاهد شخصية داعية وأقوم بتقليدها، ولكن يجب أن أقدمها بإحساسى وقناعتى الخاصة وثقافتى وقراءتى للشخصية بدقة ثم مزج كل هذه العناصر ورسم الكاركتر بها.

- أحمد فهمى: المشاهد الصامتة المبنية على إظهار الأحاسيس والمشاعر الداخلية كانت من أصعب المشاهد فى المسلسل.

∎روزاليوسف: هل أفاد الداعية «يوسف عبدالحكيم» وهانى سلامة على المستوى الشخصى؟

- هانى سلامة: بكل تأكيد هناك معلومات دينية جديدة تعرفت عليها من دراستى للشخصية، ولكن بمنتهى الأمانة أشعر أن هذا المسلسل تمتع بنفحة ربانية نوعا ما، ساهمت فى إنجاحه، ولكن شخصية «يوسف» بلا شك من أكثر الشخصيات التى تعبت فى التحضير لها على مدار 17 عاما الماضية من عمرى فى التمثيل، فهى أكثر شخصية risk بالنسبة لى، وأكثر كاركتر على المحك ،ليس فيها وسط، عنى نتجيتها لدى المشاهد كلمتين «عجبنى أو معجبنيش» فقط لا يوجد وسط فى المنتصف فى تقييمها «ياإما هيعجب يا إما هتلبسى فى أحلى حيطة فى الدنيا».

∎ روزاليوسف: هل تمثيلك لدور الداعية سيضع عليك قيودا بعد ذلك فى أدوار معينة لا تقبل فيها مشاهد ساخنة أو قبلات أم لا؟

- هانى سلامة: هذا يحتاج إلى الاتفاق على قاعدة أساسية ننتقد من خلالها، وهى فى النهاية أن الواحد ممثل، ويقوم بمختلف الأدوار، فلا يعنى أنى أقوم بدور شيخ فى عمل فنى معين، يمنعنى بعد ذلك من القيام بأى دور شرير أو أشارك فى مشاهد فيها أحضان وقبلات.

∎روزاليوسف: هل أنت مقتنع بفكرة وجود دعاة إسلاميين؟

- هانى سلامة: بكل تأكيد مقتنع تماما، بوجود داعية، لأنه له دور مهم جدا، ولكن وفقا لحدود دوره، هل هو يقوم بالدعوة أم داعية ويحاسب البشر ويصنفهم فريقا فى الجنة وآخر فى النار، فعلى الداعية أن يلتزم بدوره،ولكن لا يتحول إلى إله، أو أنه مفوض من قبل الله لمحاسبة البشر.

∎روزاليوسف: فكرة الخروج الآمن لقيادات جماعة الإخوان المسلمين والمصالحة الوطنية؟

- هانى سلامة: اللى عملحاجة غلط يتحاسب، وكان فيه خروج آمن لمبارك بدليل تلك الأموال التى كانت تريد أن تدفعها دول الخليج للإفراج عنه، ولكن أهالى أسر الشهداء أرادوا من يحقق لهم إحساسا داخليا آمنا، مفيش حاجة اسمها خروج آمن، من يثبت تورطه فى اتهامات وقضايا أن يسير فى سلك القانون والقضاء.

∎روزاليوسف: هل تدخل الفريق السيسى والجيش كان فى الوقت المناسب لفض الاشتباك بين الحاكم وشعب رفضه؟

- هانى سلامة: السيسى تدخل عندما قال الشعب كلمته، حتى إن الجيش نفسه وجد نفسه أمام أمر واقع، فنحن لا نتحدث عن 30 ألف مواطن نزلوا الشوارع، بل نتحدث عن 30 مليون مواطن انطلقوا، ومن ثم فنحن نتكلم عن أكبر تجمع شعبى فى التاريخ، وفى النهاية قيادة القوات المسلحة والفريق السيسى أمام هذه الأعداد هو عبد مأمور، وكان عليه أن ينصاع لهذه الإرادة الشعبية.

- أحمد فهمى: فى البداية أريد أن أؤكد أن الفنانين والمثقفين التحموا مع الشعب ففى البداية أنا لم أكن مؤيدا للحكم العسكرى وكنت من المؤيدين لحمدين صباحى مرشح الرئاسة السابق، ولكننى قاطعت جولة الإعادة بين الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى لعدم اقتناعى بأى منهما لرئاسة مصر لأنهما غير مؤهلين من وجهة نظرى لهذا المنصب، وبعد فوز الدكتور مرسى فى انتخابات الرئاسة شعرت بأنه ليس وجهة لمصر البلد الكبير صاحب التاريخ الطويل كما أنه كان متناقضا فقد كان يصدر القرار وعكسه فى نفس الوقت فقد فشل، ولذلك نزلت الناس إلى الشوارع تطالبه بالرحيل رافضة إعطاءه وقتاً ليكمل فترة رئاسته لمصر لأنه أصبح غير مؤهل رغم قوة جماعته ومساندة أمريكا له، ولكنى سعيد بأن الإخوان المسلمين هم من وصلوا للحكم لكى يظهروا على حقيقتهم وبالفعل ظهروا فقد كان هناك عبث من أول يوم لهم، أما عن تطورات الأوضاع فى مصر فأنا أرى أن الفريق عبدالفتاح السيسى كان لابد أن يتدخل لإنقاذ البلاد لأن القوات المسلحة هى المؤسسة التى لها رأى وكلمة مسموعة، خاصة بعد أن قرر مرسى كلامه وتحدث عن الشرعية فى آخر خطاب له فكان على الجيش التدخل لتكون السلطة فى يده.
وأكد أنه يشعر بالتفاؤل خاصة أنه كان متوقعا أن الدكتور مرسى سيرحل وبشكل سريع والشعب لديه الوعى لفعل ذلك، مشيرا إلى أن تعيين الدكتور محمد البرادعى نائباً لرئيس الجمهورية أمر جيد.

∎روزاليوسف: اعتصام وزارة الثقافة والوسط الفنى كان أكثر انحيازا لتدخل الجيش وإسقاط نظام الإخوان المسلمين؟

- هانى سلامة: الوسط الفنى انحاز للشعب، ولا بد أن نشكر الرئيس مرسى جيدا، لأنه استطاع أن يحقق لم شمل الشعب المصرى من جديد، وأعاد لنا الشرطة المصرية، والتى كان أمامها أكثر من عشر سنوات حتى تعود العلاقات الطيبة مع الشعب، ولكنى لم أر مسألة أنه رد اعتبار للجيش، لأن الذى أطلق شعارات «يسقط حكم العكسر» هم الإخوان والتيارات الإسلامية.

∎ روزاليوسف: هل كنت تتوقع أن نظام الإخوان المسلمين بهذه الهشاشة والضعف فى السقوط؟

- هانى سلامة: ده من كرم ربنا علينا أنهم بهذا الذكاء المحدود، أفضل مما لو كانوا استمروا فى الحكم لمدة عشر سنوات مثل أردوغان بتركيا، ثم يظهرون على حقيقتهم بعد ذلك، خاصة أن الشعب المصرى عاطفى، وكان سيعطى له الأمان لسنوات، والإخوان أنفسهم كانوا سيجعلون الشعب يعيش معهم على أنهم مع المدنية والديمقراطية إلى أن يظهر وجههم الحقيقى بعد فوات الأوان.


تصوير: يوسف أحمد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.