ما زالت الرياضة المصرية تعيش حالة عدم الاستقرار وانعدام الوزن، وهذا وضع طبيعي في ظل حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني التي تمر بها مصر نتيجة ثورتين قام بهما الشعب المصري خلال عامين رفضا للأوضاع السياسية والاجتماعية والمالية التي يعانيها، ومن الطبيعي أن تكون الفوضي سيدة قرارها في ظل تلك الظروف التي تعيشها مصر، وليست الفوضي فقط هي سيدة قرارها، ولكنها البلطجة أيضا في ظل انهيار القيم والمبادئ والأخلاق، وسيطرة لعبة المصالح الشخصية علي مقاليد حكم الرياضة المصرية، سواء في الاتحادات أو في الأندية أو في اللجنة الأوليمبية، والتي أدت في النهاية إلي تهديد مباشر من اللجنة الأوليمبية الدولية لتجميد الأنشطة الرياضية في مصر علي المستوي الدولي والأوليمبي، بعد أن تلاعب أو لعب وزير الرياضة السابق في اللائحة الرياضية والتي تخص الأندية والاتحادات واللجنة الأوليمبية وأشعل فتيل الخلاف والصراع بدون مبرر بعد أن هدأت الأوضاع وارتضي الجميع التعديلات التي أجراها المهذب حسن صقر قبل رحيله بعد الثورة الأولي، ومن الطبيعي أن يرث طاهر أبوزيد ميراث الغضب في الشارع الرياضي، ومن الطبيعي أن تكون التعليمات الصادرة من رئيس الوزراء لوزير الرياضة الجديد طاهر أبوزيد عن تكليفه بمهامه كوزير للرياضة هي إعادة الهدوء للشارع الرياضي وإجراء مصالحة بين جميع الأطراف المتنازعة حتي لو اقتضي الأمر تأجيل إجراء الانتخابات في الأندية لمدة ستة شهور يتخللها بالتأكيد فتح الملفات السوداء لهذه الأندية وللجنة الأوليمبية والاتحادات لكشف المستور ولكشف الأخطاء والتجاوزات المالية، وبالقانون سيتم حل هذه الاتحادات والأندية، وبالقانون ستتم إحالتها للنيابة العامة، وبالقانون ستتخلص الرياضة من الفساد الإداري وتجار العمل التطوعي الذين دمروا الحياة الرياضية والأخلاق الرياضية من أجل مصالحهم الشخصية. ولهذا أقول أن العصا السحرية التي يمسك بها طاهر أبوزيد وزير الرياضة والتي تتطلب في المقام الأول الذكاء والدهاء في التعامل مع الأزمة التي افتعلتها اللجنة الأولمبية أو تحديد رئيسها الجديد وشوهت بها صورة مصر عالميا وأساءت للثورة المصرية وللشعب المصري، هذه العصا السحرية تحتاج لهدوء شديد وتفكير عميق وخبرة في التعامل مع تجار العمل التطوعي، وكذا في التعامل مع الألتراس الذين قضوا علي الكرة المصرية ولم يعد لهم كبير، وأصبح من الضروري التصدي لكبارهم ومحركيهم بقوة القانون الجنائي لما تسببوا فيه من إساءة بالغة لمصر وللنشاط الكروي كله.∎