د. خالد حنفى واحد من أبرز قيادات حزب الحرية والعدالة، أمين عام الحزب بالقاهرة وعضو اللجنة العليا والقيادى منذ أواخر السبعينيات، وكان من المهم أن نتحاور معه فى عدد الحلم والكابوس، من جانبه أكد لنا ضرورة أن يلتف المصريون حول مشروع قومى حقيقى، وقال إن الإخوان لا يريدون دولة الخلافة لأن مصر سنية لا شيعية كإيران، وحمل النظام السابق مسئولية ظاهرة انقطاع التيار الكهربائى! ∎ بماذا تحلم لمصر؟ - بمشروع قومى ضخم يلتف حوله المصريون من كل الأطياف وكل التيارات السياسية، وأن نترك جميعا خلافاتنا وننحيها جانبا من أجل إنجاز هذا المشروع الضخم الذى ينقل مصر نقلة تاريخية ويعيد لها التوازن الاقتصادى والسياسى والاجتماعى، وأن يعود ذلك على المواطن البسيط الذى تحمل أعباء كثيرة وآن له أن يشعر بثمر جهد وكفاح طويل! ∎ هل تقصد بهذا المشروع تنمية محور قناة السويس؟ - أقصد مشروعاً عملاقاً يحرك المصريين جميعا وقد يكون مشروع تنمية محور قناة السويس أحد أهم المشروعات القومية العملاقة الذى يمكن أن يساعد مصر على أن تضع قدمها على الطريق الصحيح. ∎ وما رأيك فى الجدل الدائر حول تنمية محور القناة؟! - هذا المشروع ليس وليد اليوم أو الأمس، وتم عمل الدراسات والخطط له منذ عشرات السنين وكانت الدولة فى عهد النظام السابق أوشكت على تنفيذه فى التسعينيات ولكنها تراجعت عن ذلك لصالح منطقة الشيخ على أو منطقة على فى دبى بالإمارات رغم أن الدراسات والأبحاث قالت إن منطقة قناة السويس أهم وأفضل بكثير من أى منطقة أخرى، لكن النظام السابق أصر على عدم تنفيذ المشروع. عندما بدأت الحكومة فى الإعلان عن البدء فى تنفيذ المشروع وجدنا هجوما عليه من كل مكان رغم أن البعض نادى به منذ قديم الزمن ولكن اليوم يتهمون المشروع بأنه مشروع بيع مصر أو بمعنى أدق أن الحكومة المصرية تريد بيع قناة السويس لدولة قطر وهذا كلام غير صحيح بالمرة وغير واقعى لأن جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة مصريون وطنيون يعشقون تراب هذا الوطن ويريدون له التقدم والازدهار وعملية التشكيك فى هذا المشروع خطأ كبير، لأن علينا أن نقرأ وندرس المشروع جيدا قبل الهجوم عليه بهذا الشكل. ∎ وهل هذا المشروع هو مشروع النهضة الذى أعلنت عنه الجماعة قبل انتخابات الرئاسة؟ - ليس هو مشروع النهضة على الإطلاق فهو قديم ومعروف منذ عشرات السنين وكان سينفذ وتم إيقاف الدراسات والأبحاث لحساب دولة أخرى فى عهد النظام السابق ولأن النظام الحالى يمتلك قوة القرار والتنفيذ اتخد قرارا جريئا بتنفيذ هذا المشروع وبشكل علمى وسوف يعود تنفيذ المشروع على الدولة المصرية وليس جماعة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة. ∎ ولكن الوضع الآن سيئ والناس تئن من كثرة المشاكل اليومية ومن ارتفاع الأسعار والتناحر بين القوى السياسية وأصبح حلمها ينصب على عدم انقطاع الكهرباء وتوفر السولار والبوتاجاز ورغيف العيش؟! - أشعر جيدا بالمواطن البسيط الذى يعانى من نقص السولار والكهرباء والبنزين وغيرها من الاحتياجات اليومية، ولكن دعنا نتفق أن هناك مشاكل كبيرة كانت موجودة قبل الثورة وكان النظام السابق يعالجها بالمسكنات، فلم يشعر بها أحد وعندما جاءت الثورة ورفعت الغطاء عن كل ذلك تبينت لنا الحقيقة والدليل على ذلك أن مشكلة تحرير الخبز لم يستطع النظام السابق اتخاذها ولم يستطع وزير أن يأخذ قراراً بذلك فجاء الدكتور باسم عودة وزير التموين الحالى واتخذ قرارا بتحرير الخبز ووجد مواجهة عنيفة من أصحاب الأفران أو المخابز، لكنه أصر على القرار ونفذه، فبدأت منظومة الخبز فى الانتظام ولم تكن هناك شكوى بعد ذلك من الخبز ونفس الطريق الكهرباء كان لابد من عشرات السنين لتطوير هذه المنظومة فالعالم كله تقدم ويعمل بالكهرباء المتجددة ونحن نعمل بالكهرباء التى تتولد عن طريق استخدام المازوت أو السولار أو الغاز الطبيعى وهذا يحتاج أموالا طائلة وتحاول الدولة بكل قوتها توفير ذلك لكن الأمور أحيانا تتعقد وعلى المدى البعيد سوف تحل هذه المشكلة من جذورها نهائيا وستعود مصرة مرة أخرى تتقدم الدول فى مجال الكهرباء والطاقة مع استخدام الوسائل الحديثة فى هذا الشأن. أما ما يحدث فى الشارع من شعور الناس بعدم وجود أمن فهذا نتاج طبيعى بعد الثورات وكل الثورات فى العالم حدث فيها ذلك، ولكن فى الحقيقة الأمن عاد بنسبة كبيرة جدا ويعمل بكفاءة عالية لكنه لم يصل بعد إلى درجة مئة فى المئة ومع مرور الوقت سوف يصل الأمن إلى هذه الدرجة. ∎ لكن واضح أن الجماعة تعمل جاهدة للسيطرة على البلاد؟ الإخوان لا يسيطرون على الهيئات والوزارات كما يصور البعض لكن حزب الأغلبية وفى كل دول العالم المتقدم معروف أنه هو الذى يمتلك تشكيل حكومة، وبالتالى فإن هذه الحكومة هى التى تحكم، لكن عندنا فى مصر عندما ظهر أن الحكومة بها أغلبية من حزب الحرية والعدالة كل المعارضين شككوا فيها واتهموها بالأخونة وهذا غير صحيح، خاصة أن الدستور أعطى للأغلبية البرلمانية تشكيل حكومة ومن حقها اختيار أعضائها من داخل الحزب الذى تمثله وإن كان حزب الحرية والعدالة يمتلك الأغلبية اليوم فمن الممكن أن يمتلكها غيره غدا ويقوم بتشكيل حكومة فهل عندها سوف نتهم هذا الحزب بأنه يريد السيطرة على المناصب القيادية فى الدولة. ∎ لكنكم متهمون بمحاولة إقامة دولة الخلافة؟ هذا غير صحيح بالمرة وحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين لا يخططون لإقامة دولة الخلافة وليس لدينا فى الإسلام ولاية الفقيه الموجودة فى إيران، المذهب فى إيران مذهب شيعى يؤمن بولاية الفقيه وفى مصر نحن جميعا ننتمى للمذهب السنى الذى يرفض ولاية الفقيه على الإطلاق.وأدعو الجميع للهدوء والعمل من أجل مصر، ومن أجل أولادنا ومستقبل بلادنا والقادم إن شاء الله أفضل بكثير وكل يوم يأتى علينا يعود الهدوء بشكل كبير.