رغم محاولة شغلهم وإلهائهم بأزمة تسميم طلاب الأزهر، تصاعدت «ثورة شباب الإخوان» داخل أركان الجماعة واتسعت رقعة المطالب ليس فقط محاسبة المقصرين الذين تسببوا فى أحداث المقطم الثانية، بل المطالبة بتطوير الجماعة والفصل السياسى والمالى بين الحزب والجماعة، وزادت إلى التشديد على إبعاد خيرت الشاطر - نائب المرشد - عن ملفات التطوير ومحاولة احتواء دوره داخل الجماعة..الغريب أن الجماعة حاولت احتواء ثورة شباب الجماعة فى مختلف المناطق، وبدأ قيادات الجماعة عبر قسم التربية فى عقد لقاءات مباشرة بأعضاء التنظيم خاصة فى منطقة الصعيد، بالإضافة إلى عودة الأحاديث الأسبوعية مع قيادات الجماعة فى المحافظات، لكنهم فوجئوا بالانقلاب الحتمى على الشاطر.
وكلفت الجماعة د.محمد وهدان - عضو مكتب الإرشاد ومسئول قسم التربية بالجماعة - بالحديث مع الشباب باعتباره المسئول عنهم تنظيميا وجاب وهدان الأقصروقناوالشرقية للحديث مع الشباب، كما عقد د. أحمد عارف - المتحدث باسم الجماعة - اجتماعا مع إخوان الشرقية، فضلا عن عودة «حديث الثلاثاء» فى بعض المحافظات، ولكن ثورة الشباب تصاعدت بعقد مؤتمر خاص بهم بعيدا عن موافقة الجماعة للإعلان عن خروج ثورتهم من داخل جدران الجماعة لأول مرة بشكل علنى.
وقال «وهدان» خلال لقاء نظمته لجنة التربية بالجماعة فى قنا: من حق الإخوان الدفاع عن مقرهم فى المقطم أمام المعتدين، متسائلاً: هل يقبل أحد أن يعتدى على بيته ويقف متفرجًا؟!وطالب وهدان فى مؤتمر الأقصر بضرورة انغماس الإخوان فى العمل المجتمعى وقضاء حوائج الناس، قائلاً: المشروع الإسلامى هو سبيل الأمة للقيادة والريادة وليس عورة ولا سوءة، موضحًا أن الله تعالى ميز مصر بنعمتى الأمن والشبع.وأكد «وهدان» خلال كلمته فى الملتقى الذى عقدته الجماعة وحزبها بمدينة أولاد صقر بالشرقية «لتوضيح الرؤية حول الأحداث الجارية»، أن مصر يأتى إليها سياح من اليهود وممن لا يدينون بدين، وأيضًا من عبدة البقر.. فهل يُعقل أن يأتى سائح يومين ينشر فيهما مذهبه؟!
واختتم كلمته بضرورة انغماس الإخوان فى العمل المجتمعى وقضاء حوائج الناس، قائلاً: نريد أن يرى الناس منا الإحسان، وشعارنا فى المرحلة الحالية «إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف».وطالب د. أحمد عارف - المتحدث باسم الجماعة - فى المؤتمر شباب الجماعة: أن اثبتوا فالثبات هو عنوان المرحلة، ثبات عند الشدائد، ثبات على المبدأ، فيتعين علينا أن نستأمن على خدمة أهلنا والحركة والسعى لنهضتها ولا نحتكر ذلك، وأضاف: صنع القرارات فى الدولة تقوم عليه مؤسسة الرئاسة وليس للإخوان دخل به وعلوم السياسة تقول إن التهيئة للقرار جزء من صناعته، مؤكدًا أن أى دعوات للعنف لن تجدى، مستشهدًا بالآية الكريمة «ولا يفلح الساحر حيث أتى».
كما أعادت الجماعة إحياء لقاء الثلاثاء بعد توقف دام سنوات طويلة وكانت البداية فى بورسعيد، وقال د. عماد صديق - نائب مسئول المكتب الإدارى - «إن الإخوان بشهادة القريب والبعيد حموا الثورة من عقبات كثيرة، وأن من يهاجمون الإخوان على الفضائيات هم من شهدوا لهم بذلك وقتها، مؤكدًا أن مشروع الإسلام ومنه مشروع الإخوان بالطبع، مشروع وطنى بامتياز، وطنى من الدرجة الأولى، ولا تتعارض مرجعية المشروع الإسلامى بالوطنية، مطالبا بعودة روح البنا فى تخلى أفرادها عن المطامع الدنيوية، وتحملوا الصعاب والابتلاء طمعًا فى رضاء الله وثوابه».
وفى البحيرة، نظم الحرية والعدالة والإخوان صالونًا سياسيًا لشرح الأوضاع الراهنة بحضور تاج الدين عبد اللطيف - القيادى بالجماعة وقال: «إن الحزب والجماعة هم أصحاب فكر إسلامى يجب أن يتحلى أصحابه بالصبر وأن يكونوا على ثقة بأن الله لا يضيع عمل المصلحين، وأشاد بدور الحزب والجماعة فى ظل الأحداث الماضية التى كانت بمثابة العوائق المانعة ولكن لم يمنع الإخوان والحرية والعدالة من خدمة المواطنين.محمد عبدالله سياف - عضو مجلس شورى الإخوان ومسئول المكتب الإدارى لإخوان بنى سويف - قال: إن الجماعة فى حاجة إلى استعادة دورها التربوى والدعوة مرة أخرى فى ظل انشغالها الكبير فى الفترة السابقة بالمشهد السياسى وأدى ذلك إلى حدوث مشاكل جمة داخل الصف الإخوانى.
«سيد على» أحد شباب الإخوان الذين حضروا اللقاء قال لنا: إن سياف تكلم عن انحسار الدور الدعوى والتربوى داخل الجماعة، فى الفترة الأخيرة، ورد على تساؤلات البعض حول الأزمات السياسية الحالية بأن الجماعة تسعى إلى خدمة الوطن ولا تريد سوى ذلك وتتحمل فى سبيل ذلك كل شىء، وأشار إلى أن سياف لم يجب عن تساؤلات تتعلق بالمؤامرة التى تقال عن وجودها ضد مرسى وجماعة الإخوان، ورفض التعليق على أداء حكومة قنديل، مشيرا إلى أن اللقاء كان مجرد «جرعة مسكنات».من جانبهم، نظم العشرات من شباب الإخوان بالقاهرة والجيزة وبعض المحافظات، مؤتمرا تحت اسم «مؤتمر شباب الإخوان.. هنقول كلمتنا»، وقال المنظمون فى المؤتمر»: هنقول رأينا فى جماعتنا، وآفاقنا مفتوحة، وحريتنا ليست مقيدة، طالما نقدنا فى مصلحة بلدنا ووطنا، ولقيادتنا علينا حق النصح والرأى ولنا على قيادتنا حق السماع والآخذ بالرأى.
وقال محمد صابر، المتحدث باسم مؤتمر شباب الإخوان: إن منظمى المؤتمر أغلبهم من القاهرة والجيزة وسيكون فيه عدد من شباب المحافظات، وتمت دعوة شباب الإخوان الذين سبقوا أن نظموا مؤتمرا للشباب فى نفس الفندق، موضحا أن المؤتمر سيتبعه عدد من ورش العمل.وأضاف: إنهم يطرحون رؤية مختلفة عن جميع الأحداث السابقة ومنها أحداث المقطم وسيطرحون مبادرات شبابية للتحاور مع القوى الثورية ومنهم «6 أبريل»، مشيرا إلى أنهم لم يأخذوا رأى قيادات مكتب الإرشاد فى تنظيم المؤتمر، لكنهم دعوا فقط د.أحمد عارف، وياسر محرز، المتحدثين باسم الإخوان.وطالب عدد من شباب الإخوان، بإعادة فتح ملف تطوير التنظيم، وتكليف مجلس شورى الإخوان بهذا الملف، وليس الذى تولى مسئوليته بعد ثورة يناير.
واقترحوا تقسيم الملف لعدة ملفات فرعية داخل «شورى الإخوان» وإسناد كل ملف إلى لجنة متخصصة كما حدث فى الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، ثم الوصول إلى الصيغة النهائية لملف التطوير، ومن ثم اتخاذ خطوات عملية لتنفيذه على أرض الواقع جملة واحدة أو على مراحل، على أن ينتهى قبل أغسطس المقبل، والذى يتزامن مع شوال وهو ذكرى تأسيس الإخوان بالتقويم الهجرى.وقال د. عبده البردويل، عضو مجلس شورى الإخوان: إن جميع المقترحات المقدمة من جانب شباب الإخوان محل احترام وتقدير ومناقشة وتنفيذ بعد بحث مدى جديتها وأهميتها وأهليتها للتطبيق»، مشيراً إلى أن توقف ملف تطوير الجماعة سببه انشغال الإخوان بالقضايا السياسية المتلاحقة والشديدة التى مرت بها البلاد ومازالت تمر بها فى الفترة الحالية.