أكد نادر بكار القيادى بحزب النور السلفى أن مؤهلات قطر التاريخية والسياسية والجغرافية لا تسمح لها بلعب دور أكبر من حجمها، ولا يصح أن تشعر مصر العالم بأنها مرتكزة على قطر سياسيا واقتصاديا. وأشار فى ندوة بعنوان «السلفيون رؤية شرعية وممارسة سياسية» عقدتها مكتبة الإسكندرية الأسبوع الماضى إلى أن الرئيس محمد مرسى والخارجية المصرية أقدما على سابقة لم تحدث فى السياسة الخارجية المصرية على مدار عقود طويلة بإعادة العلاقات مع إيران وأثناء زيارة الرئيس مرسى لإيران أكد على وجود مسئولية أخلاقية تجاه الثورة السورية، فكان من أبسط قواعد تلك المسئولية هو وجود من نوع من الجفاء الدبلوماسى مع الدول الداعمة للنظام الحاكم فى سوريا والتى على رأسها إيران. وأضاف أن إعادة العلاقات مع إيران بمثابة إعادتها للحياة فى الوقت الذى يتهاوى فيه النظام الإيرانى فى سوريا، مما أعطاها الاعتبار فى أكبر دولة من دول العالم السنى. وأكمل بكار: إذا كان الساسة المصريون وصناع القرار قادرين على احتواء إيران رغم كل الاختلافات العقائدية والمصاعب الأمنية، فمن الأولى أن نحتوى الخليج الذى يوجد به 3 ملايين مصرى، لذلك يجب تنمية العلاقات الاستراتيجية وإزالة العوائق والعراقيل مع تلك الدول تغليبا لمصلحة الوطن.
وقال: إن مشكلة الحكومة تكمن فى عدم وضعها لخطة استراتيجية اقتصادية، فالاعتراض على قرض صندوق النقد الدولى جاء بسبب عدم وضوح ما تعتمد عليه السياسة الاقتصادية لصناع القرار، فحزب النور يقوم بتحليل للوضع الراهن والواقع المأمول وقياس الفجوة بينهما منتقدا الحكومة بشدة لعدم تشخيصها للوضع الراهن بشفافية، فحجم الإنفاق الحكومى يحتاج لترشيد، فما الجدوى من وجود هذا الكم من الوزارات فى الوقت الذى يمكن فيه جمع 3 وزارات فى وزارة واحدة، كما أن الهيكل الوظيفى بداخل الوزارة يساعد على تسرب النفقات داخل الحكومة فى ظل وجود أزمة اقتصادية.
وعن عدم اتخاذ أى إجراء أو تغيير سواء للحكومة أو للنائب العام عقب انعقاد جلسات حوار وطنى، أكد بكار أن ذلك نوع من العناد لدى الرئاسة التى ترى أن الانتقاد هو نوع من التآمر عليها وطمع فى منصب.وقال إنه يرى أن الحكومة فاشلة ولا رؤية لها وتتم عملية صناعة القرار بها بشكل خاطئ، فالتعديل الوزارى يتم فجأة وبدون إبداء أى أسباب مما يزيد الأزمة تفاقما، فالسياسة تعنى القدرة على الاحتواء والتوفيق بين الآراء ولكن الإصرار على العناد شىء فى غاية الخطورة ويزيد من حالة الاحتقان الموجودة، وأكد أن الحل يكمن فى وجود حكومة تمثل الرجل الثانى ولديها استقلالية عن الرئيس وليس فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأشار بكار إلى أن العقيدة السلفية هى عقيدة كل المصريين، وهى التى تستمد صفاتها من الكتاب والسنة، وإذا اتصفت مؤسسة ما بالسلفية فهذا لا يعنى أن لديها أختاماً تدخل من شاءت إلى هذا الوصف وتخرج من شاءت. وشدد بكار على رفضه العنف بين كل التيارات وحرق مقرات الأحزاب رفضا تاما كما يرفض حصار مدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية وقصر الاتحادية، فمن المفترض أن الأحزاب السياسية وافقت على العمل فى إطار سياسى له آليات محددة يرفض وجود عنف بين القوى السياسية، لذلك يجب الالتزام بأبجديات وقواعد هذا الإطار كما يجب تثبيت قواعد اللعبة بين السلطة والمعارضة، وهذا ما ظهر فى مبادرة حزب النور.
وأوضح بكار أن الشعب المصرى ارتضى بوجود رئيس مدنى منتخب، فأصبح بينه وبين الرئيس عقد ينص على إكمال مدته وعلى أن يستمع للجميع وأن يكون رئيسا لكل المصريين وأن يقوم بإرساء مبادئ وآليات الديمقراطية فيما يخص التعددية السياسية وتناوب السلطة، فالسلطة والمعارضة حاليا لا تلتزمان بتلك الشروط ولا تعطيان رؤية مستقبلية للحل.